مقالات

إذا استمر مخطط التهجير..! وإذا ما اتسع نطاق المعارك.. و”هنية”..!

الكاتب أ/ السيد البابلي

لم يعد خافيًا علي أحد أن المعارك الدائرة حاليًا بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة لن تتوقف قريبًا لانتصار طرف علي الآخر أو لاعتبارات إنسانية لأن الحرب لا تتعلق فقط بالانتقام الإسرائيلي لأحداث السابع من أكتوبر الماضي بعد الهجمات التي تعرضت لها وبعد أن تم أسر عدد من الإسرائيليين.. فالحرب تتعلق بالأهداف الإسرائيلية في انتهاز الفرصة للتخلص من حركات المقاومة الفلسطينية نهائيًا ويمتد إلي إيجاد مناطق عازلة بين التجمعات الفلسطينية وبين المستوطنات الإسرائيلية.. ويشمل ويتضمن تفريغ الأراضي الفلسطينية من سكانها وتهجير أعداد كبيرة منهم لتوطينهم في سيناء والأردن أيضًا..!
وإذا كانت إسرائيل علي عنادها في تنفيذ مخطط الهجرة القسرية من غزة إلي مصر فإن هذه الخطة ستهدد السلام القائم بين إسرائيل ومصر والأردن وستفتح الباب أمام انهيار لاتفاقيات السلام الموقعة وستمثل تصعيدا جديدا في المنطقة يعيدها إلي حالة من عدم الاستقرار شبيهة بما كان عليه الحال قبل توقيع اتفاقيات السلام.
ولأننا دولة سلام تلتزم باتفاقياتها وتعهداتها فإن الرئيس عبدالفتاح السيسي كان حريصا علي أن يعلن أن مصر حرصت علي السلام طوال السنوات الماضية. ولن تتحمل فاتورة ما تخطط له إسرائيل. وهو تصريح عبر عن الموقف المصري في الأحداث الجارية بوضوح ورسالة للعالم برفض مصر لمخطط التهجير القصري الذي يمثل نهاية لقضية شعب يبحث عن حقه في الحياة.
* * *
ولقد حاول العرب خلال السنوات الماضية وفي إطار صفقات وتعهدات أن يكون هناك سلام وتطبيع مع إسرائيل ووافقت عدد من الدول العربية علي إقامة علاقات مع إسرائيل التي لم تثمن هذه الخطوات ولم تستثمرها في تحقيق سلام دائم في المنطقة وتجاهلت أن هناك طرفا أساسيا في معادلة السلام وهو الطرف الفلسطيني الأصل في المعادلة. ونست وتناست كل مباحثات السلام السابقة مع الفلسطينيين وأخرجتهم تماما من الأوضاع الإقليمية الجديدة وهو ما كان أحد الأسباب الرئيسية لأحداث السابع من أكتوبر التي جاءت تعبيرا عن اليأس الفلسطيني ورغبة في تذكير العالم بأن هناك شعبا مازال تحت الاحتلال.
وإذا كانت هناك بعض الدول العربية قد بدأت في مراجعة علاقاتها بإسرائيل فإن حالة الغضب التي تسود الشارع العربي قد تدفع دولا أخري إلي اتخاذ مواقف مغايرة لخطط التطبيع والعلاقات الاقتصادية التي كانت قد بدأت تخطو خطوات كبيرة وسيكون اتساع نطاق المواجهات إذا امتد لدول عربية أخري سببا في سقوط خطة القرن وأية أهداف أمريكية ــ إسرائيلية لتغيير شكل وموازين القوي في المنطقة.
إن السياسات الأمريكية المؤيدة تمامًا لإسرائيل في هذه المرحلة ستقود المنطقة إلي حالة من التوتر والعداء لن تخدم أيضًا المصالح الأمريكية فيها وستفتح الباب لاحتمالات كثيرة غامضة ومدمرة.
* * *
وماذا يقول رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الموجود خارج الأراضي الفلسطينية!! انه يدخل في إطار الضغط علي مصر ويطالبها بفتح معبر رفح وتجاوز أي اعتبارات تحول دون ذلك..!
وإسماعيل هنية يريد تحميل مصر المسئولية أمام العالم وكأنها تقف ضد عبور الجرحي والمصابين الفلسطينيين إلي سيناء.. وهنية تجاهل في ذلك أن مصر كانت قد اشترطت لفتح المعبر أن تدخل قوافل المساعدات الإنسانية إلي غزة أولاً قبل خروج حاملي الجوازات الأجنبية من غزة إلي الأراضي المصرية.. وهنية يطالب بفتح المعبر لتدفق يبدأ بالجرحي والمصابين وينتهي بتنفيذ مخطط التهجير.. هنية يطالب مصر بتجاوز أية اعتبارات تحول دون ذلك. وكأن القضية إنسانية بحتة!!
* * *
وريشي سوناك رئيس وزراء بريطانيا الذي زار إسرائيل ليقدم لها الدعم والعون في الحرب علي الفلسطينيين يقول إن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في ذكري يوم الهدنة “الذكري السنوية لانتهاء الحرب العالمية الأولي” هي احتجاجات “استفزازية” وتنم عن عدم الاحترام..!
والرجل الذي من المفترض أنه يحمي الديمقراطية البريطانية العريقة يري أن حق التعبير أصبح “استفزازيًا” عندما يتعلق بالفلسطينيين وجميلا ومرغوبا عندما يتعلق بالإسرائيليين..!! ديمقراطية علي النظام البريطاني الاستعماري الاستعلائي تطبق علي الجميع إلا العرب فقط..!
* * *
ونعود إلي الداخل.. إلي حواراتنا.. وإلي الدولة المصرية الصاعدة في وجه كل المؤامرات والضغوط التي تأتينا من كل مكان.. من الأصدقاء قبل الأعداء.. من جميع من ينتظرون ويبحثون عن سبب لزيادة معاناتنا ولتحجيم دورنا وقدراتنا.. ونوجه التحية إلي لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي علي قرارها بتثبيت سعر الفائدة للمرة الثانية وعلي جهودها في مراقبة وتتبع انعكاسات وتوقعات التضخم وتأثيره علي الأوضاع المالية والاقتصادية.
ونؤكد في هذا أننا علي ثقة بقدرتنا علي عبور الأزمة وتجاوبنا مع كل الإصلاحات الاقتصادية المطلوبة لاستمرار الثقة العالمية في الاقتصاد المصري وفي قدرتنا أيضًا علي الوفاء بكل التزاماتنا المالية.. انها معركة اقتصادية بالغة الصعوبة وتحتاج إلي كل أسلحة ومقومات الصبر.
* * *
تقدم ملاك الوحدات السكنية بأحد “كومبوندات” القاهرة الجديدة بطلبات لتسجيل وحداتهم السكنية بالشهر العقاري.. واتخذوا هذه الخطوة منذ ما يقرب من عام.. وقدموا كل الأوراق الدالة علي ملكيتهم للعقارات ومنها عقود الشراء من شركة مقاولات كبري تتعامل معها الدولة وتسند إليها العديد من المشروعات.. واستبشر الملاك خيرا مع كل تصريح يصدر بتسهيلات في التسجيل العقاري وتبسيط الإجراءات وأبدوا استعدادهم لدفع كل الرسوم المقررة مهما بلغت قيمتها.. ورغم كل ما قيل ويقال.. ورغم الاستعانة بمحامين ومستشارين قانونيين ورغم الاتصالات والتدخلات فإن أحدًا لم يتمكن حتي الآن من التسجيل العقاري أو حتي العيني والأكثر من ذلك أن مكاتب الشهر العقاري ترفض قبول الأوراق لبدء التسجيل بحجة استيفاء البيانات أولا من جهاز المدينة.. وجهاز المدينة يرفض تقديم البيانات لوجود خلافات مالية بينه وبين شركة المقاولات.. ودوخيني يا لمونة.. البيضة قبل الدجاجة أم الدجاجة قبل البيضة.. ويضيع علي الدولة موارد كبيرة من رسوم التسجيل.. والسبب دولة الموظفين التي هي كل القانون..!!
* * *
وأخيرًا:
الرجال الحقيقيون
يعرفون أيام الشدائد
لا أيام الموائد..
* * *
ومنذ القدم والبشر لا تعاقب
إلا من يقول الحقيقة
إذا أردت البقاء مع الناس
شاركهم أوهامهم..
الحقيقة يقولها من يرغبون في الرحيل
* * *
والكثير منا لا يبتعد كرهًا بل ألمًا.
والكثير منا لا يتغير عبثًا بل قهرًا..
* * *
وشكرًا للمشاكل التافهة التي كشفت لنا
هشاشة علاقاتنا ومدي سطحيتها..

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى