مقالات

الأفعى وشجرة الخروب

الكاتب أ / نشأت الديهي

عندما جلس الكاهن الأعظم لبنى اسرائيل أليعازر تحت شجرة الخروب ليشرح لهم مسألة» طهارة الأفران» وبعد جهد جهيد فى محاولة إقناعهم بأن الفرن الذى تخبز فيه أرغفة الخبز بعد اشعاله طاهر وليس به نجاسة ، فرفضوا ما جاء به من فقه وسخروا منه وطالبوه بآية يأتى بها تدلل على صدق كلامه ، فقال لهم مابالكم اذا كان كلامى صحيحا ستتحرك شجرة الخروب من مكانها 100 ذراع ، قالوا له دعنا نر ، فتحركت الشجرة لمسافة قيل وصلت الى 400 ذراع ، فصاحوا ساخرين منه قائلين» كيف نستشهد بشجرة حقيرة لا يأكل منها الا الفقراء والبهائم والخنازير إنها شجرة الخراب ، وطالبوه بآية أخرى ، فقال لهم أترون هذا النهر وهذه المياه الجارية؟ قالوا نرى ، قال سينحسر النهر وتجف المياه ، فانحسر النهر امام أعينهم ، فقال لهم أليعازر هل آمنتم ؟ قالوا لن نؤمن حتى نرى جدران المعبد تهتز ، فاهتزت الجدران حتى كاد المعبد او المعهد يتهدم فوق رؤسهم ، فصرخ فيه أحد الطلاب وقال له كيف ينتهى الجدال بتحرك حوائط المعبد ؟ هنا صاح أليعازر وقال لهم سيكون الدليل هاتفاً من السماء يهاتفكم ، فجاءهم الهاتف من الرب و عندما حدث ذلك قالوا للرب» مكانك فوق فى السماء وليس فى الارض ، السماء لك والارض لنا ولن نسمع لك فيما يخص ما يجرى على الارض» ولعنوا اليعازر وعزلوه من منصبه وحرقوا كل الأفران !!! هذه القصة تعكس لنا قصة بنى اسرائيل وجدالهم وتكبرهم على أحبارهم وأنبيائهم ووصل فجرهم الى عصيان تعاليم ربهم ، وهنا لنا وقفة وعبرة وعظة مع ما يجرى حولنا الآن فى صراعنا مع الكيان الصهيونى ، لنعلم جميعا أننا لا نواجه محتلا عاديا مثل باقى المحتلين ، فهؤلاء ليس لهم كلمة وليس لهم وعد او عهد ، فإذا أردنا أن نتعامل مع هؤلاء فعلينا أن نعيد قراءة التاريخ ونغوص فى تفاصيل الشخصية اليهودية ، ونفرق بين ما هو توراتى وما هو تلمودى وما هو عهد قديم ، علينا أن نعرف أن كل الاسانيد التى يستند عليها الصهاينة ويسوقونها على انها تعاليم دينية هى ليست كذلك ولا علاقة بينها وبين التعاليم الدينية الحقيقية ، علينا أن نعلم كذلك أن هؤلاء الذين وصفهم السيد المسيح بانهم» أولاد الافاعي»

ليسوا من آمنوا بأسفار موسى عليه السلام ، لقد فتحت حرب غزة بابا للمناظرات الكبرى والتى يجب أن تحظى باهتمام النخبة المثقفة التى من المفترض أن تقود معركة فكرية مختلفة فى سياق احداث مختلفة شكلا وموضوعا عن كل الاحداث المماثلة من قبل ، لقد استيقظ العالم على احداث جديدة وجديرة بمعالجات مختلفة بعد افتضاح امر القوم الذين شيدوا قلاعا من الوهم عما يسمى بحقوق الانسان والحريات المزعومة وغيرها من المفاهيم التى وقفت عاجزة فى التعبير عن نفسها خلال هذه الازمة .

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى