السيسـي .. اختيار شعب .. وإرادة أمة .. وضمان مستقبل
الكاتب أ / سمير رجب
ما يحدث من الفلسطينيين فى غزة حالياً من تضحيات وصمود وبطولات كفيل بأن يدحر الاتهامات المزعومه التى روجت عنهم فى الماضى.
>>>
بصراحة.. بعد أن رأينا تلك المشاهد التى تعكس البطولات الجريئة والشجاعة من جانب الفلسطينيين من أجل منع التهجير القسرى لأى بلد جار أو ليس بجار.. أيضا لو كان ذلك صحيحاً لماذا يصرون الآن على العودة إلى الديار التى حطمها الإسرائيليون فى محاولة لإيجاد أى حجر أو رصيف يبيتون فوقه طوال الليل وحتى الصباح..؟!
أبدا والله أبدا.. فأنا ليس لدى معلومة موثقة ولا سجل تاريخى .. ولا..ولا.. لكن المنطق يفرض علينا أن نُعمل عقولنا.. بدلا من ترديد النقائص والعيوب والشائعات بلا فهم أو وعى..!
>>>
نفس الحال بالنسبة للمبادرة العربية للسلام التى أصدرها العرب منذ 21 عاما من الزمان.. مؤكدين على أن المبادرة بما فيها من بنود واضحة وعقلانية لابد وأن تؤدى إلى سلام دائم وعادل..
المشكلة أن العرب أخذوا المبادرة ولم يتابعوا نتائجها وتصوراتها فكانت النتيجة أن تمادت إسرائيل بدورها فى مواقفها السلبية مع عدم اكتراثها من قريب أو من بعيد بأية تطورات وبالتالى ظل الوضع على ما هو عليه إلى أن وقع الطوفان.
>>>
استنادا إلى كل تلك الحقائق فإن الرئيس عبد الفتاح السيسى عندما جاء ليتولى زمام الحكم فى مصر التى يوليها كل حب وتقدير وإعزاز اكتشف أن المبادرة العربية كأنها فص ملح وداب فلا أحد اهتم بوضع سيرتها على طريق التنفيذ العملى.
>>>
من هنا رأى الرئيس السيسى ضرورة تحريك المياه الراكدة وأخذ يتحدث بين كل آونة وأخرى عن المبادرة العربية للسلام وكيف أن مصر ترى أنها المفتاح الأساسى لحياة مشتركة بين طرفى النزاع وإلا فلا سلام ولا كلام.
>>>
فى نفس الوقت فإن الرئيس مؤمن بمبدأ سياسى ثابت لا تتغير أجزاؤه أو تتبدل مقاطعه وفقا للظروف والأحوال.. هذا المبدأ يقول:
المواجهة المسئولة والمنطقية هى التى تحمل بين طياتها مشاعر الأمل والتفاؤل والتى ينسب لها باختصار أنها المشكلة والحل فى آن واحد.
>>>
.. وهكذا.. تحققت النتائج بأسرع ما يمكن مقارنة بما سبق أن جرى من قبل حيث جاء لزيارتنا رئيس وزراء إسبانيا ورئيس وزراء بلجيكا ومعهما وزير خارجية أمريكا ووزير دفاعها..!
طبعا إلى جانب الملك عبد الله ملك الأردن وملك البحرين ورئيس وزراء قطر ثم جاءت رئيسة المجر أول أمس..
>>>
تعالوا نستعرض الآن التصريحات التى صدرت على لسان جميع هؤلاء أو بعضهم.. كلها تصريحات تقوم على أساس أن حل النزاع فى الشرق الأوسط لا يأتى إلا من خلال دولتين تعيشان معا فى سلام ووئام هما دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية وإسرائيل..
هكذا يثبت دائما وأبدا أن تحديد وقائع المسيرة الصحيحة لا يكون إلا بالعمل والعمل الجاد والإدراك الواسع والرؤية الثاقبة.
>>>
فى النهاية يثور سؤال مهم:
وهل إسرائيل سوف تغير هى الأخرى مواقفها أم ستستمر فى سياسة الكذب والخداع واللف والدوران؟!
أنا شخصيا أرى أنها مضطرة اضطرارا صعبا لكى تعيش فى الركب وإلا تحملت أخطر أنواع الخسائر بما فيها وجودها ذاته.. اللهم إلا إذا تجمدت الدماء فى العروق وأصبحت الأشياء متساوية فى الأخذ والعطاء سواء بسواء..!
>>>
و..و..شكرا