الكتلة المصرية خلف الرئيس
الكاتب أ / نشأت الديهي
حلول الأزمات العالمية دائما هو حاصل جمع الحلول المحلية للدول المتضررة من تلك الأزمات، أما الصراعات الداخلية فغالباً ما تبحث عن حلول خارجية مما يؤجج ويزيد الصراع، الآن نعيش أزمة عالمية ونبحث لها وندير حلولاً محلية وهناك دول حولنا تعانى من مشاكل وصراعات داخلية فتستدعى حلولاً مستوردة مما يزيد الطين بلة، ونحن فى مصر مررنا بكل الأزمات واجتزناها بوحدة الصف خلف القيادة، اجتزنا معاً زلزال الفوضى فى ١١٠٢ ومن بعدها جاءت دولة 30 يونية مرت بالعديد من الأزمات واجتازتها جميعا بمهارة ربان السفينة وتوحد الكتلة المصرية خلف المشروع الوطنى المصري، فى البداية كان الإرهاب ينخر كالسوس فى مفاصل الدولة وكان المجتمع يسير على أطراف أصابعه خوفاً على مقدراته أمام موجات الإرهاب العاتية التى كانت تُدار وتُمول بمعرفة ولصالح دول وأجهزة، استطاعت الدولة وبتضحيات لا تقدر بثمن وبدماء وأرواح أسيادنا الشهداء أن تقتلع الإرهاب من جذوره بمنتهى القوة، وكانت الأزمة الاقتصادية الضاغطة والتى انتهت بتنفيذ أضخم وأعنف برنامج إصلاح اقتصادى شامل وضع مصر فى مصاف الدول التى حققت ما يشبه المعجزة الاقتصادية، ثم جاءت أزمة كورونا ليخيم على العالم أجواء كارثية غير مسبوقة، استطاعت الدولة بما لديها من رصيد إصلاحى وخبرة فى إدارة الأزمات أن تحقق ما يشبه المعجزة، ففى الوقت الذى تجمد فيه العالم وأغلقت كل الدول اقتصاداتها وتحول العالم إلى ما يشبه الرجل الكسيح، كان اقتصادنا يعمل وخدماتنا الطبية على أفضل المستويات ونجونا بفضل الله ثم الإدارة الماهرة التى استطاعت تطويق الأزمة، ثم جاءت أزمة المناخ الذى أثر على المنتج الغذائى للعالم فانخفض المعروض وارتفعت الأسعار وقبل أن يفكر الساسة ورجال الاقتصاد فى كيفية مواجهة الموجات التضخمية الحادة اندلعت الحرب الروسية ـ الأوكرانية ليزداد المشهد ارتباكاً وسوءاً، الدولة المصرية تنبهت منذ زمن بعيد أن هناك أزمات متلاحقة وربما يطول أمدها فبدأت فى سباق مع الزمن فى وضع سيناريوهات متعددة وفقاً للتوقعات والتنبؤات العلمية، قرارات مصرفية ومالية عاجلة، مخصصات لدعم القطاعات المتضررة ومشروعات إقامة الصوامع وزيادة الرقعة الزراعية والرقمية وحياة كريمة وتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية ودعوة القطاع الخاص لقيادة الاقتصاد الإنتاجي، وانتشار الاجهزة المعنية للسيطرة على الأسعار وضبط الأسواق والحفاظ على المخزون الاستراتيجى من سلة الغذاء الرئيسية، الدولة التى انتصرت فى معارك الإرهاب والإصلاح الاقتصادى العنيف وترشيد الدعم وأزمة كورونا قادرة على اجتياز الأزمات الحالية لكن هذا يتطلب إعادة توحيد الكتلة المصرية خلف قيادة الدولة بشكل أكثر فعالية وتشاركية، فالرئيس لم يختر طواعية الترشح للرئاسة ولم يكن يريد ذلك يقيناً، لكنه نزل على رغبة المصريين الجارفة والصادقة لإنقاذ البلاد من المصير الأسود وتولى مسئولية البقاء والبناء، لذلك لا يمكن ولا يجب أن نتحول إلى متفرجين على الرئيس والحكومة ونتساءل ماذا هم فاعلون؟ يا سادة الأزمات عالمية ومسبباتها خارجية والحلول لابد وأن تكون محلية الصنع، أفلا تعقلون؟!