مقالات

‮”‬اللاءات‭ ‬الثلاث”‮‬‭.. ‬ومن‭ ‬الفرات‭ ‬للنيل‭.. ‬ ودع‭ ‬الحرب‭ ‬تأخذ‭ ‬مجراها‭..‬!

الكاتب أ / السيد البابلي

سوف‭ ‬نعيد‭ ‬الكتابة‭ ‬مرارًا‭ ‬وتكرارًا‭ ‬للتاريخ‭.. ‬وللحقيقة‭ ‬ولكل‭ ‬من‭ ‬يتابع‭ ‬تطورات‭ ‬الحرب‭ ‬الدائرة‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬منذ‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي‭.. ‬ونتحدث‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬عن‭ ‬الموقف‭ ‬الواضح‭ ‬والحاسم‭ ‬للقيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬المصرية‭ ‬منذ‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬للأحداث‭.. ‬موقفنا‭ ‬انصب‭ ‬على‭ ‬اللاءات‭ ‬الثلاث‭:‬
‭> ‬لا‭ ‬للعدوان‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.‬
‭> ‬لا‭ ‬لتصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭.‬
‭> ‬لا‭ ‬لتهجير‭ ‬أهالى‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬أراضيهم‭.‬
والموقف‭ ‬المصرى‭ ‬الرسمى‭ ‬والشعبى‭ ‬كان‭ ‬منسجمًا‭ ‬ومتوافقًا‭ ‬مع‭ ‬إدراكنا‭ ‬واستيعابنا‭ ‬لحقيقة‭ ‬وأهداف‭ ‬العملية‭ ‬العسكرية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬التى‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬نوعًا‭ ‬من‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس‭ ‬أو‭ ‬الانتقام‭ ‬من‭ ‬هجمات‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬مقدمة‭ ‬لأهداف‭ ‬أوسع‭ ‬تتمثل‭ ‬فى‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬تمامًا‭ ‬بإيجاد‭ ‬وطن‭ ‬بديل‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬فى‭ ‬سيناء‭ ‬على‭ ‬الأراضى‭ ‬المصرية‭.‬
ولأن‭ ‬الموقف‭ ‬المصرى‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬قابلاً‭ ‬للمساومة‭.. ‬ولا‭ ‬للتفاوض‭ ‬فإن‭ ‬القاهرة‭ ‬التى‭ ‬أثبتت‭ ‬استقلالية‭ ‬قرارها‭ ‬السياسى‭ ‬أجبرت‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬على‭ ‬تفهم‭ ‬الصورة‭ ‬من‭ ‬أبعاد‭ ‬جديدة‭ ‬وفرضت‭ ‬واقعًا‭ ‬مختلفًا‭ ‬فى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأزمة‭ ‬من‭ ‬جوانب‭ ‬أخرى‭ ‬تتعلق‭ ‬بتوفير‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والسعى‭ ‬لوقف‭ ‬اطلاق‭ ‬النار‭ ‬وإدانة‭ ‬عمليات‭ ‬قصف‭ ‬الأهداف‭ ‬المدنية‭ ‬وقتل‭ ‬الأبرياء‭.‬
‭> > >‬
وبينما‭ ‬مصر‭ ‬القوية‭.. ‬مصر‭ ‬التى‭ ‬تعمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السلام‭ ‬ولكنها‭ ‬لا‭ ‬تنسى‭ ‬أو‭ ‬تتغافل‭ ‬عن‭ ‬حقوقها‭ ‬فى‭ ‬حماية‭ ‬الأرض‭ ‬والوطن‭.. ‬بينما‭ ‬مصر‭ ‬تحاول‭ ‬ايقاف‭ ‬نزيف‭ ‬الدماء‭ ‬فإن‭ ‬أصواتًا‭ ‬إسرائيلية‭ ‬مزعجة‭ ‬لازالت‭ ‬تنطلق‭ ‬تعبر‭  ‬عن‭ ‬الخفايا‭ ‬والنوايا‭ ‬وتهدم‭ ‬وتدمر‭ ‬محاولات‭ ‬التعايش‭ ‬والسلام‭.. ‬لازالت‭ ‬أصوات‭ ‬من‭ ‬البوم‭ ‬تنعق‭ ‬وتتحدث‭ ‬عن‭ ‬أوهام‭ ‬وعن‭ ‬معتقدات‭ ‬بالية‭ ‬وخرافات‭ ‬فى‭ ‬العقول‭ ‬المتطرفة‭.. ‬لازالت‭ ‬القيادية‭ ‬الاستيطانية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬‮«‬دانيلا‭ ‬فابيس‮»‬‭ ‬تقول‭: ‬‮«‬إن‭ ‬حدود‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬الفرات‭ ‬إلى‭ ‬النيل‮»‬‭.. ‬وأن‭ ‬غزة‭ ‬هى‭ ‬أرض‭ ‬إسرائيلية‭..!‬
‭> > >‬
وهذا‭ ‬الحديث‭ ‬الذى‭ ‬يتكرر‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر‭ ‬هو‭ ‬تذكرة‭ ‬لنا‭ ‬جميعًا‭ ‬بأن‭ ‬السلام‭ ‬الذى‭ ‬يتحدثون‭ ‬عنه‭ ‬لا‭ ‬وجود‭ ‬له‭ ‬فى‭ ‬ضمائرهم‭ ‬وعقولهم‭.. ‬انه‭ ‬حديث‭ ‬الدهاء‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذ‭ ‬المخطط‭ ‬الأكبر‭.. ‬إنه‭ ‬صراع‭ ‬تاريخى‭ ‬وجودي‭..!‬
‭> > >‬
وكيف‭ ‬ينظر‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكى‭ ‬السابق‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬إلى‭ ‬الأحداث‭ ‬الجارية؟‭ ‬إنه‭ ‬يقترح‭ ‬أن‭ ‬تتخذ‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬نهج‭ ‬عدم‭ ‬التدخل‭ ‬فى‭ ‬الصراع‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وحماس‭ ‬ويقول‭: ‬‮«‬هناك‭ ‬حرب‭ ‬جارية‭ ‬ومن‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬عليك‭ ‬أن‭ ‬تدعها‭ ‬تأخذ‭ ‬مجراها‮»‬‭..! ‬ترامب‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تأخذ‭ ‬الحرب‭ ‬مجراها‭.. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعنى‭ ‬أن‭ ‬تستمر‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭.. ‬حرب‭ ‬التدمير‭.. ‬حرب‭ ‬التهجير‭ ‬القسري‭.. ‬حرب‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬فلسطيني‭..!!‬
‭> > >‬
ولكن‭ ‬الأحرار‭ ‬موجودون‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬فى‭ ‬العالم‭.. ‬والضمائر‭ ‬الحرة‭ ‬لم‭ ‬تمت‭.. ‬وإحدى‭ ‬النائبات‭ ‬فى‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبى‭ ‬هاجمت‭ ‬رئيسة‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبى‭ ‬أورسولا‭ ‬فون‭ ‬دير‭ ‬بشدة‭ ‬لمواقفها‭ ‬فى‭ ‬الانحياز‭ ‬لإسرائيل‭.. ‬‮«‬لا‭ ‬تأتى‭ ‬إلى‭ ‬هنا‭ ‬لمحاولة‭ ‬مسح‭ ‬الدم‭ ‬عن‭ ‬يديكى‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬جرمًا‭ ‬لإسرائيل‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬جرمك‭ ‬أنتى‭ ‬أيضا‮»‬‭..!‬
والأصوات‭ ‬الحرة‭ ‬سوف‭ ‬تتزايد‭ ‬وأحداث‭ ‬غزة‭ ‬رغم‭ ‬قسوتها‭ ‬أعادت‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬إلى‭ ‬الاذهان‭ ‬وإلى‭ ‬الواجهة‭ ‬من‭ ‬جديد‭.. ‬ولن‭ ‬يموت‭ ‬حق‭ ‬وراءه‭ ‬مطالب‭.‬
‭> > >‬
واليوم‭ ‬يعيدون‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬اكتشاف‭ ‬رجل‭ ‬الحرب‭ ‬والسلام‭.. ‬ابن‭ ‬النيل‭ ‬محمد‭ ‬أنور‭ ‬السادات‭.. ‬ويتذكرون‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬الأكثر‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬قراءة‭ ‬التاريخ‭ ‬وفى‭ ‬النظرة‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل‭ ‬وأنه‭ ‬كان‭ ‬حريصًا‭ ‬على‭ ‬انهاء‭ ‬معاناة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطينى‭ ‬وتحقيق‭ ‬الحلم‭ ‬فى‭ ‬دولته‭ ‬المستقلة‭.. ‬وينقلون‭ ‬حديثًا‭ ‬للسفير‭ ‬الفلسطينى‭ ‬السابق‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬سعيد‭ ‬كمال‭ ‬وهو‭ ‬يقول‭: ‬‮«‬إن‭ ‬السادات‭ ‬دعا‭ ‬ياسر‭ ‬عرفات‭ ‬للانضمام‭ ‬إلى‭ ‬محادثات‭ ‬السلام‮»‬‭ ‬مؤكدا‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يعنيه‭ ‬هو‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭.. ‬ويضيف‭ ‬كمال‭ ‬أن‭ ‬فاروق‭ ‬قدومى‭ ‬رئيس‭ ‬الدائرة‭ ‬السياسية‭ ‬لفتح‭ ‬كان‭ ‬شاهدًا‭ ‬على‭ ‬حديث‭ ‬السادات‭ ‬لعرفات‭ ‬بهذا‭ ‬المعني‭.‬
‭> > >‬
وفى‭ ‬غمرة‭ ‬اهتمامنا‭ ‬بغزة‭ ‬وبما‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬انتهاكات‭ ‬وحرب‭ ‬إبادة‭ ‬فإننا‭ ‬نسينا‭ ‬السودان‭.. ‬وما‭ ‬يجرى‭ ‬فى‭ ‬السودان‭.. ‬وأتت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لتحذرنا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يتحول‭ ‬العنف‭ ‬فى‭ ‬البلاد‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬شر‭ ‬مطلق‮»‬‭.. ‬وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬تتلقى‭ ‬‮«‬تقارير‭ ‬مروعة‮»‬‭ ‬عن‭ ‬أنواع‭ ‬مختلفًة‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬وانتهاكات‭ ‬جسيمة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭!!‬
وما‭ ‬تقوله‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬عن‭ ‬الأحوال‭ ‬فى‭ ‬السودان‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬يدمى‭ ‬قلوبنا‭ ‬ويدمع‭ ‬أعيننا‭.. ‬السودان‭ ‬أصبح‭ ‬عنيفا‭.. ‬ولا‭ ‬نملك‭ ‬إلا‭ ‬الدعاء‭ ‬بأن‭ ‬يعود‭ ‬السودان‭.. ‬سودانا‭ ‬للخير‭ ‬والجمال‭ ‬والهدوء‭.. ‬وأفيقوا‭ ‬قبل‭ ‬فوات‭ ‬الأوان‭.‬
‭> > >‬
وأخيرًا‭:‬
لا‭ ‬يوجد‭ ‬أجمل‭ ‬من‭ ‬الشخص‭ ‬الذى‭ ‬مهما‭ ‬كثر‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬حوله‭ ‬يبين‭ ‬لك‭ ‬أنك‭ ‬أنت‭ ‬أهم‭ ‬منهم‭.‬
‭> > >‬
وأقوى‭ ‬دموع‭ ‬هى‭ ‬التى‭ ‬تبقى‭ ‬بداخلك‭ ‬وأصعبها‭ ‬هى‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬يراها‭ ‬من‭ ‬تبكيها‭ ‬لأجله‭.‬
‭> > >‬
ولو‭ ‬كانت‭ ‬الدنيا‭ ‬بحرًا‭ ‬من‭ ‬الهموم‭ ‬فسأعبرها‭ ‬بقارب‭ ‬من‭ ‬الصبر‭.‬
‭> > >‬
وليتنى‭ ‬أملك‭ ‬السعادة‭ ‬كى‭ ‬أضعها‭ ‬فى‭ ‬تلك‭ ‬القلوب‭ ‬التى‭ ‬أراها‭ ‬تتألم‭.‬

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى