انتهاء أزمة العملة.. والرجل الذى قال.. لا..
الكاتب أ / السيد البابلي
مصر كلها سعيدة بتصريحات الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء التى قال فيها إن أزمة العملة مؤقتة وستنتهى قريباً.
ومصر كلها تتحدث عن هذا التصريح الذى يعتبر أهم وأقوى ما ظهر وما صدر عن الحكومة من تأكيدات بشأن أزمة العملة التى امتدت وانعكست على الأسعار وعلى كل مجالات الحياة فى مصر فى الفترة الأخيرة التى لم يعد فيها إلا سؤال واحد يتردد كل يوم عن سعر الدولار وقيمته الحالية فى البنوك وفى السوق الموازية.
ومصر كلها على قناعة بأن هذا التصريح الصادر عن رئيس الحكومة يحمل فى طياته أخباراً طيبة متوقعة ومؤشرات إيجابية دعت رئيس الوزراء إلى أن يقول ذلك بكل حزم ويقين.
ونظراً لأهمية هذا التصريح الذى أدى إلى انخفاض سريع فى سعر الدولار فى السوق الموازية فإننا نعيد نشر كلمات رئيس الوزراء أمام رجال الصناعة فى جولته بالعبور والعاشر من رمضان لتفقد المصانع الجديدة «أوجه كلامى لكل رجال الصناعة المصريين بأن أزمة العملة عابرة، وهتخلص فى فترة بسيطة، وشغلنا الشاغل الصناعة وكيفية تغيير معادلتنا وأن تكون صادراتنا أكبر من وارداتنا، كل مصنع بيطلع بيقلل من فاتورة الاستيراد، والدرس الذى تم تعلمته من الأزمة الاقتصادية والعالمية السابقة أننا كدولة لابد أن نعتمد على مقدراتنا وإنتاجنا بأكبر قدر ممكن.
وكلام الدكتور مدبولى كبير.. وكبير جداً جداً.. وكلام هام ومقنع ويمثل برنامجاً لعمل الحكومة لتقليل الفجوة بين الاستيراد والتصدير ويمثل الأمل الذى كنا نحيا به.. فى أن يعود للجنيه قوته وأن ينتصر فى معركته ضد الدولار.. ونحن فى الانتظار.
>>>
والرجل.. الرجل إيلون ماسك الملياردير الأمريكى صاحب منصة «إكس» أو تويتر سابقاً يخوض معركة الحرية وحده فى الولايات المتحدة الأمريكية، فالرجل الذى علق على حرب إسرائيل فى غزة محذراً من عواقب الإبادة الجماعية التى ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين يواجه الآن معركة لتكسير العظام بدفع الشركات العالمية إلى عدم الإعلان فى منصة «إكس» ويواجه اتهامات من البيت الأبيض بأنه قد أصبح معادياً للسامية!!
والقصة تبدأ بمنشور على «إكس» يقول فيه صاحبه «إن اليهود يستخدمون ضد البيض نفس الكراهية التى يطلبون من الناس التوقف عن استخدامها ضدهم»، وعلق ماسك على هذا المنشور قائلاً: «لقد قلت الحقيقة الفعلية»..!
وما كاد ماسك ينشر هذا التعليق إلا وخرج المتحدث باسم البيت الأبيض ليصف ذلك «بالترويج البغيض لمعاداة السامية»..!
وماسك لن ينهزم.. ولن ينكسر.. فهو يدرك جيداً قواعد اللعبة وقد يخسر قليلاً ولكنه كسب كثيراً.. لقد نال احترام نفسه.. وهذا أهم مكاسب الدنيا.
>>>
أما الرئيس الأمريكى جو بايدن فيرفض دعوات وقف إطلاق النار فى غزة قائلاً: «لن يحقق السلام»، موضحاً فى مقال له فى صحيفة «واشنطن بوست» إن وقف إطلاق النار ليس سلاماً، إنه فى صالح حماس..!!
وبايدن الذى يتطلع إلى الفوز بدورة رئاسية جديدة فى الولايات المتحدة لا يتعامل مع المنطق ولا مع أية اعتبارات إنسانية، بايدن يخاطب الصوت والتأثير اليهودى فى الانتخابات الأمريكية.. وإسرائيل فى العقل الأمريكي.. إسرائيل هى أمريكا.. وأمريكا هى إسرائيل.. هذه حقيقة تؤكدها كل الأحداث.. ولا جدال فى ذلك أو اختلاف..!
>>>
وماذا كنا ننتظر أو نتوقع من مجلس الأمن! لقد أصدر مجلس الأمن قراراً بالعمل على «هدنة ملحة ومطولة».. وإنشاء ممرات إنسانية تمكن من إيصال المساعدات المتعددة التى يحتاج إليها المدنيون من مياه وأغذية وأدوية ومشتقات الطاقة والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس..!
ورغم مرور عدة أيام على صدور القرار فإنه قد ولد ميتاً، ولم تلتزم به إسرائيل ولا يوجد آلية لتنفيذ القرار ولا يوجد من يضغط على إسرائيل للتنفيذ.. ولا يوجد أيضاً إرادة أو رغبة للضغط للتنفيذ.. وكله استهلاك للوقت حتى تنتهى إسرائيل من احتلال غزة وفرض واقع جديد.. كله دخان فى الهواء..!
>>>
وأخيراً:
>> اللهم السلام من كل شيء يرهقنا ويؤذينا
فاحفظنا برحمتك يا أرحم الراحمين.
>>>
>> ومن الصعب جداً أن يتخطى الإنسان
شيء لا مس روحه.
>>>
>> والاهتمام هو سيد البقاء، والاحتواء هو سيد الحضور،
ولكن ليس كل من بقى احتوي، وليس كل من حضر اهتم.