الكاتب أ / فهمي عنبة
فى عـام 1977 قـررت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتبار 29 نوفمبر من كل عام يوما دوليا للتضامن مع الشعب الفلسطيني .. وهواليوم الذى صدر فيه قرارالتقسيم عام 1947.
.. وإذا كان هناك إجماع دولى على حل الدولتين .. فلماذا لا يتم إعلان الدولة الفلسطينية رسميا ويتم الاعتراف بها من 22 دولة عربية ومعها الدول الإسلامية والصديقة وكل الدول المحبة للسلام حيث أيدت 120 دولة فى الجمعية العامة وقف إطلاق النار فى غزة منذ أيام .. فإسرائيل قامت باعتراف عدد أقل بكثير .. وعلينا الا نخشى الفيتو الأمريكى فى مجلس الأمن فستخسر كثيراً خاصة وهى تعلن دائماً تأييدها لحل الدولتين !! .
لا نـدرى ما الـذى يمنع الرئيس محمود عباس « أبـو مـازن » من إعلان الدولة الفلسطينية المستقلة .. وبالتأكيد ستكون مصر أول المعترفين بها خاصة بعد أن صرح الرئيس عبدالفتاح السيسى بأن « احياء مسار حل الدولتين استنفد وحان وقت اعلان الدولة رسميا ».. كما أيد رئيسا وزراء اسبانيا وبلجيكا من أمام بوابة معبر رفح منذ أيام إقامة الدولة الفلسطينية .. بل ان رئيس وزراء اسبانيا أعلن ان بلاده قد تتخذ موقفا منفردا بالاعتراف بهذه الدولة إذا لم تقم أوروبا بذلك .. بينما أعلن مسئولون فى أمريكا والاتـحـاد الأوروبـــى ان حل الدولتين فى صالح اسرائيل قبل الفلسطينيين .. فماذا ننتظر ؟! .
لابد من انتهاز فرصة التغير الذى حدث فى الغرب نتيجة لمقاومة الشعب الفلسطينى ووحشية الاعتداءات الاسرائيلية على سكان غـزة .. مما جعل وزير خارجية بريطانيا يعلن ان اسـرائـيـل لـن تـكـون آمـنـة إلا بـأمـن واسـتـقـرار الشعب الفلسطيني .. كما بـدأت تتبدل لغة الانحياز السافر من جانب الإدارة الأمريكية ويتحدث البيت الأبيض عن تأييده لمد الهدنة فى غزة إلى أطول فترة بعد ان كان يرفض تماما الحديث عن أى وقف للعدوان .. مما جعل العديد من المحللين فى الاعـلام الأمريكى يتحدثون عن خلافات فى وجهات النظر بين الرئيس بايدن ونتنياهو !! .
لـم يعد الـخـلاف بـين الرئيس الأمـريـكـى ورئـيـس وزراء اسرائيل يخفى على أحــد .. خاصة بعد أن تبدل موقف الأول من التأييد غير المشروط سياسيا وعسكريا واقتصاديا إلى الضغط على « بيبي » وقـاده جيشه لقبول الهدنة فى غزة وتبادل الأسرى والرهائن مقابل الافراج عن السجناء الفلسطينيين ثم مد الهدنة لتنتهى صباح اليوم « وقد تمتد أياما أخري » لدرجة ان هناك من يعتقد ان « بايدن باع نتنياهو» و فقد الثقة فيه بعد أن تأكد له فشله فى الحرب على غزة وفى إدارة المعركة وقرب انتهاء مشواره السياسى وابتعاده عن رئاسة الحكومة حيث ان آخر استطلاع للـرأى فى تل أبيب يشير إلى أن الشعب الاسرائيلى لا يفضل بقاءه فى منصبه .. والأهـم ان بايدن شعر ان شعبيته هو نفسه تأثرت ويخشى من عدم إعادة انتخابه فى العام القادم لأن كثيرا من الأمريكيين بـدأوا يتمللون من تأييده للعدوان الاسرائيلى على غزة بعد أن شاهدوا المذابح والدمار الذى حدث فى القطاع وسقوط عشرات الآلاف من الأطفال والنساء الفلسطينيين .. كما رأوا انسانية المقاومة فى التعامل مع الرهائن ووحشية تعامل جنود الاحتلال مع المسجونين قبل الافراج عنهم ومع ذويهم أثناء استقبالهم .. لذلك قرر بايدن أن ينجو بنفسه ويضحى بنتنياهو !! .
حلم الـدولـة الفلسطينية المستقلة أصبح تحقيقه الآن أقرب من أى وقت .. وقد يكون ذلك على الأرجح عن طريق مؤتمر دولى للسلام .. وعلينا أن نستعد جيدا وألا نتركهم يحولون الأمرإلى مجرد الحديث عن مستقبل غزة فقط أو إقامة دولة صورية .. والمطلوب أولا أن يتم التوصل إلـى إجماع فلسطينى ثم اجماع عربى على شكل الدولة الفلسطينية ومساحتها وعاصمتها وعلى حكومتها وقيادتها وإدارتها .. لابد أن تكون هناك رؤيـة واضحة واتفاق فلسطينى بين كل الفصائل والاتـحـاد تحت مظلة واحــدة والـذهـاب إلـى المؤتمر بكلمة واحدة وعلى قلب واحد !! .
الأهم ان العرب يحتاجون عند التفاوض إلى التعامل بنفس أسلوب اسرائيل .. فالرئيس الراحل أنور السادات عانى كثيرا فى مفاوضات كامب ديفيد لأنهم كانوا يدخلونه فى فرعيات وتفاصيل دقيقة .. وفى محادثات استعادة طابا كانوا يراوغون وهم يبدأون دائما بأقصى حد فى المطالب ثم يأخذون فى التنازل خطوة خطوة «وبالعافية» رغم انهم يعلمون عدم أحقيتهم بما يطالبون .. ويظلون يماطلون ويجادلون على أمل أن يزهق من يتفاوض معهم أو يترك لهم أى شيء مما لا يمتلكونه .. ولولا صبر المفاوض المصرى والحق الواضح لنا فى طابا والمؤيد بالوثائق والخرائط والمستندات والشهود .. ولولا الجهد الكبير الذى بُذل ما عادت طابا كاملة .. وهذا ما يجب أن يحرص عليه العرب عند مفاوضات حل الدولتين .. فلا نسمح لهم بان يكون الهدف هو عقد المؤتمر الدولى للسلام وبعد ذلك ندور فى حلقة مفرغة دون التوصل لاتفاق يؤدى لاقامة الدولة .. و لا يمكن ان نقدم تنازلات مجانية من البداية .. فإذا كانت اسرائيل تصر ان القدس عاصمة أبدية لها .. فلماذا نبدأ التحاور معهم بأن الدولة الفلسطينية عاصمتها القدس الشرقية فقط .. لأنه لو كانت هذه البداية فإن التفاوض يكون على مساحة صغيرة رغـم ان القدس عربية منذ الأزل .. ثم لماذا نعطيهم من البداية ما يمكن أن نقبله او نرفضة من خلال المفاوضات وبعد الحصول على مقابل عادل .. مثل أن نبدأ بطرح ان تكون الدولة الفلسطينية بلا جيش مثلاً .. فعلى أى شيء سيكون التفاوض اذا طرحنا ذلك قبل الذهاب للمؤتمر ؟! .
اعلنوها .. ولا تعبأوا بقول نتنياهو « أنا الوحيد الذى سيمنع قيام دولة فلسطينية فى الضفة وغزة بعد الحرب » .. فهو يريد التغطية على هزيمته وجيشه .. ويخاطب اليمين الصهيونى المتطرف المتحالف معه ليبدو أمامهم انه المنقذ ومازال قادرا على أن يستمر فى منصبه لأنه إذا ذهب فستقوم دولة فلسطينية مع انه يعلم تماما انها قائمة قريباً رغما عنه سواء بقى أو رحل !! .
******
« إنترنت » .. ومواقع عربية !!
•• تستمر مواقع التواصل الاجتماعى فى الدفاع عن إسرائيل وتبنى وجـهـة نظرها وحـــذف كـل مـا يـؤيـد حـق الشعب الفلسطيني .. باستثناء « تويتر أو إكس » التى تسمح بنشر التعليقات المناصرة لغزة وأهلها وهـذا ما يجعلها تتعرض للانتقاد من البيت الأبيض فأمريكا التى تدعى دفاعها عن الحريات وحقوق الانسان تريد حجب كل ما يتعلق بانتقاد اسرائيل ومدح المقاومة .. والسؤال المهم : ألم يحن الوقت ليكون هناك محتوى عربى وانترنت عربى ومواقع تواصل عربية بديلا عن فيس بوك وانستجرام وتيك توك وغيرها ، كما فعلت الصين ؟! .
لدينا من العلماء والباحثين والمتخصصين فى هذه المجالات فى كل الدول العربية .. ولكن الأمر يحتاج إلى جهة تمول وتتبنى إصدار مثل هذه البرامج والمواقع وأعتقد أن الجامعة العربية قادرة على القيام بهذا العمل باشتراك جميع العلماء العرب ؟! .
******
طقاطيق
•• غدا ولمـدة 3 أيـام تبدأ الانتخابات الرئاسية بتصويت المصريين بالخارج الذين يُقدر عددهم ما بين 13 و14 مليون مواطن .. ومع انها رابع انتخابات يشاركون فيها لاختيار من سيحكم مصر خلال السنوات الست القادمة إلا ان مشاركتهم كانت ضعيفة فى المرات السابقة .. وان كانت هناك مؤشرات تدل على زيـادة نسب المشاركة هذه المرة لوجود تسهيلات للمغتربين من الهيئة الوطنية وكذلك تحركات من الجاليات لإزالـة العقبات التى تحد من حضورهم لمقار اللجان منها توفير وسائل انتقال .
من المهم مشاركة كل مصرى بالداخل والخارج فى هذا الاستحقاق الديمقراطى الـذى يأتى فى ظـروف محلية ودولية صعبة .. وأمامهم فرصة للاختيار لوجود 4 مرشحين .
****
•• لا يمكن ان تظل الأسواق بلا رقابة .. مما يؤدى لارتفاع أسعار كافة السلع والمنتجات .. لدرجة ان ثمن السلعة أصبح يتغير فى اليوم أكثر من مرة وكأننا فى البورصة .. ولم يعد الأمر يقتصر على قطاع واحد ولكن يتساوى فى ذلك المـواد الغذائية و الدواء مع السلع المعمرة والسيارات!!.
لابد من تشديد الرقابة وضبط الأســواق وإنقاذ المواطنين من المحتكرين ومن يحصلون على أرباح خيالية ؟! .
****
•• تبدأ بـالإمـارات اليوم قمة المناخ الدولية « كـوب 28 » بمشاركة العديد من القادة والمنظمات الحكومية والخاصة والشباب والمهتمين بالبيئة وممثلين عن الشباب والنشطاء .
تتسلم الامــارات رئاسة أكبر تجمع للمناخ من مصر التى استضافت « كوب 27 » العام الماضي .. وكان سامح شكرى وزير الخارجية رئيس الــدورة السابقة قد تـرأس منذ أيـام الاجتماع الأخير لمجموعة قادة أعمال المؤتمر لتقييم ما تم انجازه خاصة ترتيبات إنشاء صندوق الخسائر والأضـرار الناتجة عن التغير المناخى والذى نجحت مصر فى أخذ الموافقة على إنشائه لتعويض الدول النامية المتضررة .
فى ظل الحرب الأوكرانية والعدوان الاسرائيلى على غزة تراجع الاهتمام العالمى بالتغير المناخى الذى يهدد بفناء البشرية .. فهل ينجح مؤتمر الامـــارات فى إعـادة الاهتمام به وإنقاذ العالم قبل فوات الأوان ؟! .
