مقالات

تحيا مصر

سالم النخيلان

وبعد أن غزانا الربيع العربي جرت بعض الشعوب العربية خلف سراب الحرية والانتصار للديموقراطية الذي يحسبه الظمآن ماءً، ولكن مع الأسف لست أنا الذي أقول، إنما لسان الحال في ما يحدث في ليبيا واليمن وسورية هو الذي يقول ويشرح نفسه من أطماع خارجية وضياع للأمن وتدهور في الاقتصاد وحروب داخلية، والحمدلله الذي نجا مصر المحروسة، وأيقظها سريعاً من هذا الكابوس لتكمل مسيرتها كدولة عربية إسلامية.
قبل فترة ليست بالبعيدة، كان بعض الناس يقاطعون المنتجات المصرية من الفواكه والخضراوات التي تصدر إلى الكويت بحجة أن المزروعات تُسقى من مياه الصرف الصحي، متناسين بذلك أمرين مهمين للغاية أولهما: أن الأسمدة توضع على التربة لتغذية النبات ومن خلال دورة الحياة الطبيعية يقوم النبات بامتصاص الأسمدة والعناصر الغذائية فينتج لنا ما لذ وطاب من الثمر.
والثاني: أن الدرجة الأولى من منتجات الفواكه المصرية تصدر للدول الغربية، وأحياناً يعاد بيعها لنا على أنها منتجات أوروبية أو أميركية، وبمقاطعتهم للمنتج المصري بهذه الحجة فإنهم يفسحون المجال للمستورد الغربي شراء المنتج المصري بأقل الأسعار ما يُضعِف من اقتصاد مصر ويزيد اقتصاد الدول الغربية عند بيع المنتجات لنا بأضعاف السعر، فعدو الأمة عندما عجز عن إسقاط مصر بما سُمّي بالربيع العربي حاربها بأفكارنا تجاهها وتجاه بعضنا البعض، والمرء عدو ما يجهل.
برأيي أن هذا نوع من التحكم بأفكار الشعوب التي تتبع ولا تفكر في دورة الحياة الطبيعية لما حولها، ومصر تحارب على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وما يحدث من الصهاينة لترحيل إخواننا الفلسطينيين إلى أرض مصر يدل على خطة محكمة من الأطماع الصهيونية والغربية في مصر، والرفض من مصر يدل على أنها تدرك أهمية أرضها جغرافياً واقتصادياً وعسكرياً في تحرير فلسطين، وأنها القلب بين جناحي العالم الإسلامي الشرقي والغربي.
فإن كنا قد أدركنا التأثير الكبير الذي صنعته مقاطعتنا للمنتجات الداعمة للصهاينة، فلندرك إذاً أهمية دعمنا للمنتجات الإسلامية المصرية وغيرها، ولندرك أيضاً أهمية أراضينا جغرافياً ومنتجاتنا اقتصادياً.


شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى