مقالات

دروس‭ ‬من‭ ‬قلب‭ ‬الأزمة

الكاتب الكبير / عبد الرازق توفيق

إدراك‭ ‬حقيقى‭ ‬أن‭ ‬الاصطفاف‭ ‬حول‭ ‬القيادة‭ ‬هو‭ ‬صمام‭ ‬الأمان،‭ ‬يقيناً‭ ‬بأن‭ ‬الرؤية‭ ‬الرئاسية‭ ‬لبناء‭ ‬قوة‭ ‬وقدرة‭ ‬الوطن،‭ ‬هى‭ ‬السبيل‭ ‬للحفاظ‭ ‬عليه،‭ ‬ثقة‭ ‬فى‭ ‬أن‭ ‬الأوطان‭ ‬لا‭ ‬تدار‭ ‬بالشعارات‭ ‬والعنتريات‭ ‬والعواطف،‭ ‬وأن‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬فى‭ ‬فلك‭ ‬الأبواق‭ ‬والمنابر‭ ‬المعادية‭ ‬من‭ ‬أكاذيب‭ ‬وشائعات‭ ‬وتشكيك‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬المؤامرة‭ ‬على‭ ‬مصر‭.. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬الحقائق‭ ‬والوعى‭ ‬الحقيقي،‭ ‬أهم‭ ‬حصاد‭ ‬الأحداث‭ ‬الجارية‭.‬

دروس‭ ‬من‭ ‬قلب‭ ‬الأزمة


فى‭ ‬المحن‭ ‬والشدائد‭ ‬والأزمات‭ ‬دروس‭ ‬كثيرة‭ ‬وطاقة‭ ‬فياضة‭ ‬لبناء‭ ‬الوعى‭ ‬الحقيقي،‭ ‬ووقوف‭ ‬على‭ ‬نقاط‭ ‬القوة‭ ‬للبناء‭ ‬عليها‭ ‬فى‭ ‬المستقبل،‭ ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬والمخططات‭ ‬التى‭ ‬واجهت‭ ‬مصر‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬خرجنا‭ ‬منها‭ ‬أكثر‭ ‬وعياً‭ ‬وأكثر‭ ‬إصراراً‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬نظل‭ ‬دائماً‭ ‬أقوياء،‭ ‬بل‭ ‬ومن‭ ‬المهم‭ ‬تعظيم‭ ‬هذه‭ ‬القوة‭ ‬ليس‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬واحد‭ ‬ولكن‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭ ‬والقطاعات،‭ ‬لا‭ ‬نتهاون‭ ‬ولا‭ ‬نفرط‭ ‬فى‭ ‬فضيلة‭ ‬العمل‭ ‬والبناء‭ ‬لأنها‭ ‬تدفعنا‭ ‬إلى‭ ‬الأمام،‭ ‬تجعلنا‭ ‬نقف‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬صلبة،‭ ‬تحمى‭ ‬قرارنا‭ ‬وإرادتنا‭ ‬واستقلالنا،‭ ‬بل‭ ‬وتحفظ‭ ‬أمننا‭ ‬واستقرارنا،‭ ‬لذلك‭ ‬قال‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬كلمته‭ ‬المأثورة‭ ‬‮«‬كلما‭ ‬تعرضت‭ ‬للإساءات‭ ‬والأكاذيب‭ ‬والهجوم‭ ‬اشتغل‭ ‬واشتغل‭ ‬أكثر‮»‬،‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬سبيلنا‭ ‬الحقيقى‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬الاطمئنان‭ ‬والثقة‭ ‬فى‭ ‬عالم‭ ‬لا‭ ‬يعترف‭ ‬إلا‭ ‬بالأقوياء،‭ ‬عالم‭ ‬أشبه‭ ‬بالغابة‭ ‬القوى‭ ‬يأكل‭ ‬فيه‭ ‬الضعيف‭ ‬وينهب‭ ‬ثرواته‭ ‬وموارده‭ ‬ويسلب‭ ‬إرادته،‭ ‬والضعف‭ ‬يُولِّد‭ ‬الهوان،‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬يخلق‭ ‬التوارى‭ ‬والاختفاء‭ ‬والزوال‭.‬
نخرج‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬والمحن‭ ‬والشدائد‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬الدروس،‭ ‬نتعرف‭ ‬على‭ ‬حقائق‭ ‬الأشياء،‭ ‬ومواقف‭ ‬الآخرين،‭ ‬فما‭ ‬أعظم‭ ‬الدروس‭ ‬المستفادة‭ ‬التى‭ ‬يبنى‭ ‬عليها‭ ‬المستقبل‭ ‬ولا‭ ‬يسمح‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬بتكرار‭ ‬الأخطاء‭ ‬والانكسارات،‭ ‬هكذا‭ ‬تفعل‭ ‬‮«‬مصر‭ ‬ــ‭ ‬السيسي‮»‬‭ ‬قررت‭ ‬ألا‭ ‬تتكرر‭ ‬الأخطاء‭ ‬والانكسارات‭ ‬والفوضى‭ ‬التى‭ ‬جرت‭ ‬فى‭ ‬العقود‭ ‬والسنوات‭ ‬الماضية‭.‬
السؤال‭ ‬الذى‭ ‬يدق‭ ‬رءوس‭ ‬الجميع‭ ‬الآن‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬الحل‭ ‬لنعيش‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬المتناقض‭ ‬والمتلاعب،‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬الانتهازي،‭ ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬يبالى‭ ‬بأى‭ ‬معايير‭ ‬إنسانية،‭ ‬يقتل‭ ‬بلا‭ ‬رحمة،‭ ‬يحرم‭ ‬القتل‭ ‬والظلم‭ ‬فى‭ ‬مكان‭ ‬ويجعله‭ ‬حلالاً‭ ‬فى‭ ‬مكان‭ ‬آخر،‭ ‬الذى‭ ‬يتفنن‭ ‬فى‭ ‬إسقاط‭ ‬الدول‭ ‬والتآمر‭ ‬عليها‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬أطلال‭ ‬من‭ ‬الدمار‭ ‬والخراب،‭ ‬تسكنها‭ ‬أشباح‭ ‬الفوضى‭ ‬والإرهاب،‭ ‬واللا‭ ‬حياة،‭ ‬عالم‭ ‬انتزعت‭ ‬من‭ ‬قلبه‭ ‬الرحمة‭ ‬والإنسانية،‭ ‬فلم‭ ‬يرق‭ ‬قلبه‭ ‬لقتل‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬والأبرياء‭ ‬والمدنيين‭ ‬وسلبهم‭ ‬الروح‭ ‬والحياة،‭ ‬فكيف‭ ‬نحمى‭ ‬أنفسنا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬الوحشي،‭ ‬الذى‭ ‬يتاجر‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬قوى‭ ‬كبرى‭ ‬تسرق‭ ‬ثروات‭ ‬الشعوب،‭ ‬لتوفر‭ ‬الرفاهية‭ ‬لشعوبها،‭ ‬نعم‭ ‬مثل‭ ‬الغابة‭ ‬القوى‭ ‬يأكل‭ ‬الضعيف‭.‬
طاقة‭ ‬الوعى‭ ‬والدروس‭ ‬المستفادة‭ ‬التى‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬رحم‭ ‬الأزمة‭ ‬الراهنة،‭ ‬وحرب‭ ‬الإبادة‭ ‬فى‭ ‬حق‭ ‬شعب‭ ‬أعزل،‭ ‬وأطفال،‭ ‬كانت‭ ‬تسمع‭ ‬أصوات‭ ‬سعادتهم‭ ‬وأفراحهم،‭ ‬فباتوا‭ ‬فى‭ ‬عداد‭ ‬الموتى‭ ‬والقتل‭ ‬بلا‭ ‬صوت،‭ ‬وديار‭ ‬كانت‭ ‬عامرة‭ ‬بالدفء‭ ‬والأمل،‭ ‬وفجأة‭ ‬سقطت‭ ‬على‭ ‬أصحابها‭.. ‬فأصبح‭ ‬أهلها‭ ‬تحت‭ ‬الأنقاض‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬أشلاء،‭ ‬أو‭ ‬جثث،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬أحياء‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إخراجهم،‭ ‬لذلك‭ ‬فالشعوب‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تستيقظ‭ ‬وتستوعب‭ ‬الدرس‭ ‬وتجعل‭ ‬من‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الوطن،‭ ‬وقوته‭ ‬وقدرته‭ ‬قدس‭ ‬الأقداس،‭ ‬ورأس‭ ‬الأولويات‭ ‬بل‭ ‬أغلى‭ ‬من‭ ‬الحياة،‭ ‬فالوطن‭ ‬هو‭ ‬الستر‭ ‬والحصن‭ ‬والخلود،‭ ‬فلا‭ ‬حياة‭ ‬بلا‭ ‬وطن‭.‬
لذلك‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬مصرى‭ ‬يتابع‭ ‬ما‭ ‬يجري،‭ ‬بقراءة‭ ‬وفهم‭ ‬ووعى‭ ‬واستخلاص‭ ‬للدروس‭ ‬والعبر‭ ‬أن‭ ‬يعيد‭ ‬حساباته،‭ ‬ويرتب‭ ‬جدول‭ ‬أولوياته،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬أقول‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬كماً‭ ‬وحجماً‭ ‬من‭ ‬الدروس‭ ‬التى‭ ‬خرجت‭ ‬بها‭ ‬الشعوب‭ ‬خلال‭ ‬سنوات‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬2011‭ ‬كثيرة‭ ‬وغزيرة،‭ ‬فهناك‭ ‬شعوب‭ ‬باتت‭ ‬تلعن‭ ‬نفسها‭ ‬على‭ ‬خطيئتها‭ ‬فى‭ ‬حق‭ ‬أوطانها،‭ ‬فقد‭ ‬انخدعت‭ ‬بأوهام‭ ‬الغرب‭ ‬من‭ ‬حرية‭ ‬وديمقراطية‭ ‬وحقوق‭ ‬إنسان،‭ ‬فاندفعت‭ ‬بلا‭ ‬عقل‭ ‬أو‭ ‬وعى‭ ‬تنهش‭ ‬وتدمر‭ ‬وتحطم‭ ‬فى‭ ‬أعمدة‭ ‬الوطن‭ ‬حتى‭ ‬خارت‭ ‬قواه،‭ ‬فسقط‭ ‬وضاع‭ ‬بلا‭ ‬أمل‭ ‬فى‭ ‬رجوعه،‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬استقرار‭ ‬الأوطان‭ ‬أمراً‭ ‬مهماً‭ ‬ووجودياً،‭ ‬فإن‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الاستقرار‭ ‬أكثر‭ ‬أهمية‭ ‬وحتمية‭ ‬وصعوبة‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬يستهدفه‭ ‬من‭ ‬مؤامرات‭ ‬ومخططات‭ ‬وأوهام‭ ‬تحاك‭ ‬فى‭ ‬جنح‭ ‬الظلام،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مطلوب‭ ‬تنفيذه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الشعوب‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تلدغ‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬جحر‭ ‬الغرب‭ ‬الملغوم‭ ‬بالقنابل‭ ‬مرة‭ ‬أخري‭.‬
الحمد‭ ‬لله،‭ ‬والشكر‭ ‬والتحية‭ ‬لقائد‭ ‬مصر‭ ‬العظيم،‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬نجح‭ ‬فى‭ ‬زمن‭ ‬قياسى‭ ‬أن‭ ‬يخلص‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬ضعفها‭ ‬وحالة‭ ‬الوهن‭ ‬التى‭ ‬أصابتها‭ ‬بفعل‭ ‬غياب‭ ‬الرؤية‭ ‬وشجاعة‭ ‬الإصلاح‭ ‬والبناء‭ ‬تارة،‭ ‬وتارة‭ ‬أخرى‭ ‬بفعل‭ ‬الفوضى‭ ‬والانفلات‭ ‬فى‭ ‬أحداث‭ ‬يناير‭ ‬2011،‭ ‬استعاد‭ ‬لها‭ ‬قوتها‭ ‬وقدرتها،‭ ‬قاد‭ ‬الإصلاح‭ ‬برؤية‭ ‬وإرادة‭ ‬وشجاعة‭ ‬وطنية‭ ‬وشرف،‭ ‬وحقق‭ ‬فى‭ ‬‮٩‬‭ ‬سنوات‭ ‬إنجازات‭ ‬ونجاحات،‭ ‬هنا‭ ‬لا‭ ‬أعيد‭ ‬ذكر‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬أريده‭ ‬وأصبو‭ ‬إليه‭ ‬ويهمنى‭ ‬أن‭ ‬أؤكد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬وقيمة‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬فى‭ ‬زمن‭ ‬قياسى‭ ‬فى‭ ‬حماية‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬المؤامرات‭ ‬والمخططات‭ ‬والضغوط‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬ومن‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمات‭ ‬العالمية‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخري،‭ ‬لذلك‭ ‬فهمت‭ ‬الآن‭ ‬لماذا‭ ‬يقول‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬ما‭ ‬حققناه‭ ‬هو‭ ‬خطوة‭ ‬من‭ ‬ألف‭ ‬خطوة‭ ‬وأن‭ ‬الطريق‭ ‬مازال‭ ‬طويلاً‭ ‬رغم‭ ‬حجم‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬فالحفاظ‭ ‬على‭ ‬الوطن‭ ‬وبناء‭ ‬قوته‭ ‬وقدرته‭ ‬ليس‭ ‬أمراً‭ ‬هيناً،‭ ‬ولا‭ ‬يرتبط‭ ‬بفترة‭ ‬معينة،‭ ‬لكنه‭ ‬طريق‭ ‬مفتوح‭ ‬ومستمر‭ ‬يتطلب‭ ‬إرادة‭ ‬وعزماً‭ ‬وصبراً‭ ‬وتضحيات،‭ ‬لكن‭ ‬السؤال‭ ‬بعد‭ ‬ما‭ ‬شاهد‭ ‬المصريون‭ ‬بأنفسهم‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬صراع‭ ‬دامياً‭ ‬ومؤلم‭ ‬وافراط‭ ‬فى‭ ‬استخدام‭ ‬القوة،‭ ‬وإجرام‭ ‬فى‭ ‬إبادة‭ ‬الأبرياء‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬والمدنيين‭ ‬وما‭ ‬ارتكبه‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيونى‭ ‬من‭ ‬إفراط‭ ‬وإسراف‭ ‬واستعراض‭ ‬للقوة‭ ‬فى‭ ‬حق‭ ‬أبرياء‭ ‬عزل‭ ‬وأطفال‭ ‬رضع،‭ ‬وحجم‭ ‬الضغوط‭ ‬التى‭ ‬مورست‭ ‬على‭ ‬مصر،‭ ‬بل‭ ‬والإغراءات‭ ‬الهائلة‭ ‬فى‭ ‬أتون‭ ‬الأزمة‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬وقفت‭ ‬مثل‭ ‬الجبل‭ ‬الشامخ،‭ ‬رفضت‭ ‬بكبرياء،‭ ‬ولم‭ ‬تركع،‭ ‬ولم‭ ‬تطمع‭ ‬بل‭ ‬تمسكت‭ ‬وقبضت‭ ‬على‭ ‬جمر‭ ‬الشرف‭ ‬والسيادة‭ ‬وطهارة‭ ‬الأرض‭ ‬والتراب‭ ‬الوطني،‭ ‬لذلك‭ ‬أقول‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يفخر‭ ‬ويعتز‭ ‬بوطنه‭ ‬وبقيادته‭ ‬السياسية‭ ‬وجيشه‭ ‬ومؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬المصرية‭ ‬التى‭ ‬سطرت‭ ‬ملحمة‭ ‬وأمجاداً‭ ‬جديدة‭ ‬ووقفت‭ ‬تدافع‭ ‬عن‭ ‬المبادئ‭ ‬والمواقف‭ ‬الثابتة‭ ‬دون‭ ‬تهاون‭ ‬أو‭ ‬تفريط‭.‬
الحقيقة،‭ ‬وأنا‭ ‬أحب‭ ‬الحديث‭ ‬مع‭ ‬القارئ‭ ‬أو‭ ‬المواطن‭ ‬المصرى‭ ‬بلغة‭ ‬سهلة‭ ‬وبسيطة‭ ‬أطرح‭ ‬سؤالاً‭ ‬مهماً‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المصريين،‭ ‬ماذا‭ ‬نفعل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬والشموخ،‭ ‬والاستقلال‭ ‬الوطني،‭ ‬والأرض‭ ‬الصلبة‭ ‬التى‭ ‬يقف‭ ‬عليها‭ ‬وطننا،‭ ‬ورفضنا‭ ‬لأى‭ ‬محاولات‭ ‬للابتزاز‭ ‬أو‭ ‬المساومات‭ ‬أو‭ ‬التهديدات‭ ‬أو‭ ‬فرض‭ ‬الأمر‭ ‬الواقع،‭ ‬وفى‭ ‬النهاية‭ ‬انتصرت‭ ‬الإرادة‭ ‬المصرية،‭ ‬وانتصار‭ ‬الإرادة‭ ‬والشموخ‭ ‬المصرى‭ ‬لم‭ ‬يأت‭ ‬صدفة،‭ ‬أو‭ ‬اعتباطاً‭ ‬ولكن‭ ‬نتاج‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬التى‭ ‬بناها‭ ‬هذا‭ ‬القائد‭ ‬العظيم،‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬مهمة،‭ ‬وأدعو‭ ‬الجميع‭ ‬للمشاركة‭ ‬فيها،‭ ‬كيف‭ ‬نضع‭ ‬لأنفسنا‭ ‬رؤية‭ ‬شعبية‭ ‬جديدة‭ ‬لما‭ ‬بعد‭ ‬الأزمة‭ ‬والمحنة‭ ‬والشدة‭ ‬التى‭ ‬تشهدها‭ ‬المنطقة،‭ ‬ولا‭ ‬أقصد‭ ‬انتهاء‭ ‬الأزمات‭ ‬والصراعات‭ ‬من‭ ‬حولنا‭ ‬غرباً‭ ‬وجنوباً‭ ‬وشرقاً‭ ‬وشمالاً،‭ ‬ولكن‭ ‬أقول‭ ‬ماذا‭ ‬نحن‭ ‬فاعلون‭ ‬كشعب‭ ‬بعد‭ ‬هذه‭ ‬الدروس،‭ ‬والعبر‭ ‬والواقع‭ ‬الذى‭ ‬اطلعنا‭ ‬عليه،‭ ‬وأدركنا‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬تتعرض‭ ‬لتحديات‭ ‬وتهديدات،‭ ‬وتواجه‭ ‬مؤامرات‭ ‬ومخططات‭ ‬وأوهاماً‭ ‬وضغوطاً‭ ‬ومساومات‭ ‬وابتزازاً‭ ‬وحروباً‭ ‬تارة‭ ‬بالإرهاب‭ ‬وتارة‭ ‬أخرى‭ ‬بالأكاذيب‭ ‬والشائعات،‭ ‬أرى‭ ‬المطلوب‭ ‬فى‭ ‬الآتي‭:‬ـــ
أولاً‭:‬‭ ‬الاصطفاف‭ ‬والالتفاف‭ ‬والتوحد‭ ‬خلف‭ ‬القائد‭ ‬العظيم‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬الذى‭ ‬يقود‭ ‬مصر‭ ‬بحكمة‭ ‬ورؤية‭ ‬وقدرة‭ ‬على‭ ‬الإبحار‭ ‬بسفينة‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬شاطئ‭ ‬وبر‭ ‬الأمان،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬هيأ‭ ‬لها‭ ‬أسباب‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة،‭ ‬ومازال‭ ‬حسب‭ ‬رؤيته‭ ‬الطريق‭ ‬طويلاً‭ ‬يتطلب‭ ‬مزايداً‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬والإصرار‭ ‬والإرادة‭ ‬والصبر،‭ ‬لتعظيم‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬المصرية‭ ‬للحيلولة‭ ‬دون‭ ‬تحقيق‭ ‬المؤامرات‭ ‬والمخططات‭ ‬التى‭ ‬تستهدف‭ ‬مصر‭ ‬وأراضيها،‭ ‬ورأينا‭ ‬كيف‭ ‬حاولوا‭ ‬تنفيذ‭ ‬مخطط‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الأراضى‭ ‬المصرية،‭ ‬وتحديداً‭ ‬سيناء،‭ ‬ووقفت‭ ‬وتصدت‭ ‬مصر‭ ‬للمؤامرة‭ ‬بما‭ ‬لديها‭ ‬من‭ ‬ثقل‭ ‬وقوة‭ ‬وقدرة‭ ‬وعبقرية‭ ‬التحرك،‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المسارات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬والسياسية‭ ‬حتى‭ ‬باتت‭ ‬القاهرة‭ ‬مركز‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الحلول‭ ‬وسط‭ ‬اتفاق‭ ‬وتوافق‭ ‬دولى‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬غنى‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬
أدركنا‭ ‬قيمة‭ ‬وأهمية‭ ‬مقولة‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬إن‭ ‬المصريين‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد،‭ ‬لذلك‭ ‬الاصطفاف‭ ‬والالتفاف‭ ‬حول‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬المخلصة‭ ‬والشريفة‭ ‬والحكيمة‭ ‬هو‭ ‬صمام‭ ‬الأمان‭ ‬لتحقيق‭ ‬النصر‭ ‬والعبور‭ ‬لكافة‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬والمؤامرات‭ ‬والمخططات‭.‬
ثانياً‭:‬‭ ‬الاستمرار‭ ‬فى‭ ‬العمل‭ ‬والبناء‭ ‬والصبر‭ ‬لأنه‭ ‬الطريق‭ ‬الأوحد‭ ‬لبلوغ‭ ‬ذروة‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة،‭ ‬والعمل‭ ‬ليل‭ ‬نهار‭ ‬فبناء‭ ‬الأوطان‭ ‬وتحولها‭ ‬لمصاف‭ ‬الأقوياء‭ ‬ليس‭ ‬أمراً‭ ‬هيناً‭ ‬بل‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬صبر‭ ‬ومثابرة‭ ‬وعمل‭ ‬متواصل‭.‬
ثالثاً‭:‬‭ ‬لا‭ ‬تسمع‭ ‬إلا‭ ‬لصوت‭ ‬بلدك،‭ ‬فهو‭ ‬صوت‭ ‬الحق‭ ‬والصدق،‭ ‬ولا‭ ‬تبال‭ ‬بحملات‭ ‬الأكاذيب‭ ‬والشائعات‭ ‬والتشكيك‭ ‬والتشويه‭ ‬التى‭ ‬تستهدف‭ ‬النيل‭ ‬من‭ ‬الإرادة‭ ‬المصرية‭ ‬للبناء‭ ‬والتنمية،‭ ‬فالأبواق‭ ‬والمنابر‭ ‬الإخوانية‭ ‬المجرمة‭ ‬ووسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الدولية‭ ‬المأجورة‭ ‬المدعومة‭ ‬والممولة‭ ‬هى‭ ‬جزء‭ ‬أصيل‭ ‬من‭ ‬المؤامرة‭ ‬على‭ ‬مصر،‭ ‬فقد‭ ‬ثبت‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يدع‭ ‬مجالاً‭ ‬للشك‭ ‬أن‭ ‬حرب‭ ‬الأكاذيب‭ ‬التى‭ ‬تدار‭ ‬ضد‭ ‬مصر‭ ‬هى‭ ‬مخططة‭ ‬وممنهجة،‭ ‬ولها‭ ‬أهداف‭ ‬خبيثة‭ ‬وشيطانية‭ ‬وتؤكد‭ ‬أن‭ ‬الإخوان‭ ‬المجرمين‭ ‬هم‭ ‬عصابة‭ ‬عميلة‭ ‬تعمل‭ ‬لحساب‭ ‬أعداء‭ ‬مصر،‭ ‬وتنفذ‭ ‬أوامرهم‭ ‬وتعليماتهم،‭ ‬وهم‭ ‬مجرد‭ ‬أدوات‭ ‬ودمى‭ ‬فى‭ ‬أيدى‭ ‬أجهزة‭ ‬المخابرات‭ ‬المعادية،‭ ‬ولعلنا‭ ‬أصبحنا‭ ‬أكثر‭ ‬قناعة‭ ‬الآن‭ ‬أن‭ ‬الإخوان‭ ‬المجرمين‭ ‬لا‭ ‬يبالون‭ ‬ولا‭ ‬يضعون‭ ‬فى‭ ‬اهتمامهم‭ ‬أى‭ ‬معنى‭ ‬للوطن‭ ‬أو‭ ‬الوطنية،‭ ‬أو‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬فقد‭ ‬حاربوا‭ ‬مصر‭ ‬وجيشها‭ ‬وشرطتها‭ ‬وحاولوا‭ ‬تنفيذ‭ ‬مخطط‭ ‬التوطين‭ ‬فى‭ ‬سيناء‭ ‬لصالح‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬والمواطن‭ ‬المصرى‭ ‬تأكد‭ ‬تماماً‭ ‬أن‭ ‬الإخوان‭ ‬المجرمين‭ ‬عملاء‭ ‬ومتآمرون،‭ ‬حاولوا‭ ‬بيع‭ ‬مصر‭ ‬والتنازل‭ ‬عن‭ ‬سيناء‭ ‬لولا‭ ‬الشرفاء‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬وثورة‭ ‬30‭ ‬يونيو‭ ‬العظيمة‭ ‬التى‭ ‬أطاحت‭ ‬بنظام‭ ‬الإخوان‭ ‬العميل،‭ ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نسمع‭ ‬لهم‭ ‬أو‭ ‬نسمع‭ ‬لهؤلاء‭ ‬المغيبين‭ ‬أو‭ ‬المتعاطفين‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية‭ ‬العميلة‭.‬
رابعاً‭:‬‭ ‬لا‭ ‬تسمع‭ ‬ولا‭ ‬تبال‭ ‬بالعنتريات‭ ‬والشعارات‭ ‬والخطب‭ ‬الحماسية،‭ ‬عليك‭ ‬أن‭ ‬تتعرف‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬أصل‭ ‬أصحابها‭ ‬ومرجعياتهم‭ ‬وارتباطاتهم‭ ‬ولماذا‭ ‬يحاولون‭ ‬الدفع‭ ‬بمصر‭ ‬وتوريطها‭ ‬فى‭ ‬أتون‭ ‬الحرب‭ ‬دون‭ ‬حسابات‭ ‬دقيقة‭ ‬أو‭ ‬تقديرات‭ ‬موقف،‭ ‬ومصر‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬استدراجها‭ ‬أو‭ ‬جرها‭ ‬إلى‭ ‬معركة‭ ‬أو‭ ‬حرب‭ ‬تفرض‭ ‬عليها‭ ‬ولم‭ ‬تخترها‭ ‬فمصر‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تغامر‭ ‬بمقدراتها‭ ‬ولا‭ ‬تدافع‭ ‬إلا‭ ‬عن‭ ‬أمنها‭ ‬القومى‭ ‬وأراضيها‭ ‬ومقدراتها‭.‬
خامساً‭:‬‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نقضى‭ ‬ونتخلص‭ ‬من‭ ‬المفاهيم‭ ‬الخاطئة‭ ‬حول‭ ‬بناء‭ ‬الوطن،‭ ‬ومشروع‭ ‬التقدم‭ ‬المصري،‭ ‬فلا‭ ‬نسمح‭ ‬لأنفسنا‭ ‬بأن‭ ‬نتحدث‭ ‬بنعرات‭ ‬شخصية،‭ ‬مثل‭ ‬قول‭ ‬البعض‭ ‬‮«‬إحنا‭ ‬خدنا‭ ‬إيه،‭ ‬عاد‭ ‬علينا‭ ‬إيه،‭ ‬وأنا‭ ‬استفدت‭ ‬إيه،‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬النعرات‭ ‬والنزعات‭ ‬الشخصية‭ ‬لا‭ ‬تبنى‭ ‬ولا‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬الوطن،‭ ‬وهى‭ ‬نظرة‭ ‬انتهازية‭ ‬غير‭ ‬واعية‭ ‬لا‭ ‬تدرك‭ ‬معنى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬فى‭ ‬وطن‭ ‬قوى‭ ‬وقادر،‭ ‬فهذا‭ ‬الوطن‭ ‬القوى‭ ‬هو‭ ‬الذى‭ ‬يوفر‭ ‬لك‭ ‬الاطمئنان‭ ‬والحماية،‭ ‬ويهيئ‭ ‬لك‭ ‬سبل‭ ‬وفرص‭ ‬المستقبل،‭ ‬وقلت‭ ‬إن‭ ‬الإنسان‭ ‬بلا‭ ‬وطن‭ ‬قوى‭ ‬وقادر‭ ‬فلا‭ ‬معنى‭ ‬للحياة‭ ‬وهى‭ ‬حياة‭ ‬الذل‭ ‬والهوان،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬بناء‭ ‬الوطن،‭ ‬مقدم‭ ‬على‭ ‬أى‭ ‬مصالح‭ ‬شخصية‭ ‬لذلك‭ ‬فالاستثمار‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬قوة‭ ‬وقدرة‭ ‬الوطن‭ ‬عوائده‭ ‬تعود‭ ‬للمصريين‭.‬
سادسا‭:‬‭ ‬الأحداث‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وما‭ ‬تشهده‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬تصعيد‭ ‬عسكري،‭ ‬وصراع‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬احتمال‭ ‬نشوب‭ ‬حرب‭ ‬إقليمية‭ ‬منحتنا‭ ‬فرصة‭ ‬كبيرة‭ ‬للمعرفة‭ ‬والوعى‭ ‬وإدراك‭ ‬حقائق‭ ‬ربما‭ ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬نعيها‭ ‬وأبرزها‭ ‬أن‭ ‬الاستثمار‭ ‬فى‭ ‬قوة‭ ‬وقدرة‭ ‬الأوطان،‭ ‬وامتلاك‭ ‬جيش‭ ‬وطنى‭ ‬قوى‭ ‬وصلب،‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬مقولة‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬من‭ ‬يملك‭ ‬جيشاً‭ ‬وطنياً‭ ‬قوياً‭ ‬يملك‭ ‬أمناً‭ ‬واستقراراً‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬الجيش‭ ‬المصرى‭ ‬هو‭ ‬نعمة‭ ‬حقيقية‭ ‬وهبة‭ ‬من‭ ‬الله،‭ ‬فالاستثمار‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬والردع‭ ‬يمنع‭ ‬العدوان،‭ ‬ويحمى‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬لذلك‭ ‬أصبح‭ ‬الجميع‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬قناعة‭ ‬وإيمان‭ ‬بأن‭ ‬تطوير‭ ‬وتحديث‭ ‬وتزويد‭ ‬الجيش‭ ‬المصرى‭ ‬بأحدث‭ ‬منظومات‭ ‬التسليح،‭ ‬وكفاءته‭ ‬واستعداده‭ ‬وجاهزيته‭ ‬هى‭ ‬صمام‭ ‬الأمان‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬واستقرار‭ ‬مصر‭ ‬وأمنها‭ ‬القومى‭ ‬وسيادتها‭ ‬وحماية‭ ‬حدودها‭ ‬ومقدراتها‭ ‬ومكتسبات‭ ‬شعبها‭ ‬فهذه‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬الحكيمة‭ ‬والرشيدة‭ ‬هى‭ ‬التى‭ ‬تجعلنا‭ ‬الآن‭ ‬نتحدث‭ ‬بقوة،‭ ‬ونرفض‭ ‬كافة‭ ‬الضغوط‭ ‬الرهيبة‭ ‬والابتزاز‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يمس‭ ‬سيادتنا‭ ‬وإرادتنا‭ ‬ورفضنا‭ ‬وتصدينا‭ ‬لكافة‭ ‬المؤامرات‭ ‬والمخططات‭ ‬والمشروعات‭ ‬الشيطانية‭ ‬التى‭ ‬تستهدف‭ ‬سيناء،‭ ‬ورد‭ ‬الرئيس‭ ‬كان‭ ‬مدوياً‭ ‬وحاسماً،‭ ‬لن‭ ‬يحدث،‭ ‬ومحدش‭ ‬يقدر‭.‬
يقيناً،‭ ‬المفاهيم‭ ‬والقناعات‭ ‬تغيرت‭ ‬عقب‭ ‬الأزمة‭ ‬الراهنة،‭ ‬تأكدنا‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬لا‭ ‬تدار‭ ‬بالعنتريات‭ ‬والشعارات‭ ‬والخطب‭ ‬الرنانة،‭ ‬وأن‭ ‬القرارات‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬تجسد‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمنه‭ ‬القومى‭ ‬وفق‭ ‬تقديرات‭ ‬وثوابت،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تخضع‭ ‬للعواطف،‭ ‬أو‭ ‬تستجيب‭ ‬لتسخين‭ ‬ممنهج‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التوريط‭ ‬أو‭ ‬الاستدراج،‭ ‬فمصر‭ ‬دولة‭ ‬عظيمة‭ ‬يقودها‭ ‬قائد‭ ‬عظيم،‭ ‬تدرك‭ ‬جيداً‭ ‬مصالحها‭ ‬العليا،‭ ‬وكيفية‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الوطن‭ ‬وعلى‭ ‬الشعب‭ ‬أن‭ ‬يدرك‭ ‬أهداف‭ ‬الخلايا‭ ‬والسوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬التى‭ ‬تحاول‭ ‬تزييف‭ ‬الوعي،‭ ‬والتسخين،‭ ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬المصريين‭ ‬اثبتوا‭ ‬وعياً‭ ‬حقيقياً‭ ‬وذكاء‭ ‬وفطنة‭ ‬وحكمة‭ ‬وإلماماً‭ ‬بما‭ ‬يحاك‭ ‬لوطنهم‭ ‬لذلك‭ ‬تراهم‭ ‬فى‭ ‬أعلى‭ ‬درجات‭ ‬الاصطفاف‭ ‬حول‭ ‬قيادتهم‭ ‬السياسية،‭ ‬ولا‭ ‬يبالون‭ ‬بحروب‭ ‬وحملات‭ ‬الأكاذيب،‭ ‬والتشكيك‭ ‬التى‭ ‬يطلقها‭ ‬إعلام‭ ‬الإخوان‭ ‬المجرمين‭ ‬والخونة،‭ ‬وتأكد‭ ‬هذا‭ ‬الشعب،‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬والصبر‭ ‬والتضحية‭ ‬والإصرار‭ ‬والإرادة‭ ‬السبيل‭ ‬الوحيد‭ ‬لتعظيم‭ ‬وتعاظم‭ ‬قوتهم‭ ‬وقدرتهم‭ ‬ووعيهم‭ ‬فى‭ ‬مجابهة‭ ‬تداعيات‭ ‬منطقة‭ ‬مضطربة،‭ ‬ودول‭ ‬مشتعلة‭ ‬من‭ ‬حولنا‭ ‬وصراعات‭ ‬دولية‭ ‬وشرق‭ ‬أوسطية،‭ ‬لذلك‭ ‬يدرك‭ ‬المصريون‭ ‬قيمة‭ ‬ما‭ ‬يعيشونه‭ ‬من‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬وقوة‭ ‬وقدرة‭ ‬وثقة‭ ‬واطمئنان‭ ‬هل‭ ‬استطلعنا‭ ‬وعى‭ ‬المصريين‭ ‬خلال‭ ‬الأحداث‭ ‬الأخيرة‭.. ‬هل‭ ‬سألناهم‭ ‬بماذا‭ ‬خرجوا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬التى‭ ‬تشهدها‭ ‬المنطقة‭.. ‬اعتقد‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬اختلف‭ ‬فإذا‭ ‬كان‭ ‬وعى‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى‭ ‬قبل‭ ‬الأحداث‭ ‬الأخيرة‭ ‬بنسبة‭ ‬100‭ ‬٪‭ ‬فهو‭ ‬الآن‭ ‬200‭ ‬٪،‭ ‬أصبحوا‭ ‬أكثر‭ ‬وعياً‭ ‬وفهماً‭ ‬وثقة‭ ‬واطمئناناً‭ ‬وأن‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬الطريق‭ ‬الصحيح‭.‬


تحيا مصر

زر الذهاب إلى الأعلى