عبقرية الإدارة.. وقوة الإرادة

الكاتب أ / عبد الرازق توفيق
تقييم الإدارة يكون من خلال الأهداف التى تحققت، أو الفشل فى تحقيقها، أى أننا أمام مصطلح هو الإدارة بالأهداف لذلك نستطيع أن نتوقف أمام الإدارة المصرية لأزمة التصعيد العسكرى الصهيونى فى غزة والصراع الدائر بين الفلسطينيين والإسرائيليين ـ وكيف نجحت القيادة المصرية من خلال إدارة خلية عمل مصرية تضافرت فيها كافة مؤسسات وأجهزة الدولة فى إحباط المخطط الإسرائيلي، وإفشال أهدافه والأمر المؤكد أن تل أبيب لم تستطع تحقيق ما أرادت وسعت إليه، وتم إجهاض مخططها.
وقبل الخوض فى كيفية نجاح الإدارة المصرية العصرية فى التصدى للمخطط الإسرائيلي، علينا أن نستعرض ثلة الأهداف الشيطانية والخبيثة التى سعت إليها إسرائيل:
أولاً: تصفية القضية الفلسطينية، من خلال الإفراط فى استخدام القوة واستهداف المدنيين، وتدمير البنية التحتية فى قطاع غزة والمبانى والمنشآت وجميع ملامح وسبل ومقومات الحياة فى القطاع فى ضرب المستشفيات والمدارس والمخابز والمساجد والكنائس، ومحطات المياه والكهرباء وهو ما يكشف نوايا إسرائيل وأهدافها فى إجبار أهالى غزة إلى النزوح جنوباً، بحيث تتأكد تماماً بأن البيئة لم تعد مناسبة لوجود أى حياة فى القطاع ناهيك عن القتل وحرب الإبادة التى نتج عنها ما يزيد على ٥١ ألف شهيد فلسطينى ٠٧٪ منهم من الأطفال والنساء.
ثانياً: تصفية القضية الفلسطينية وإجبار سكان قطاع غزة على النزوح والهجرة إلى جنوب القطاع وإلى الأراضى المصرية، وفرض أمر واقع على الدولة المصرية بتوطين سكان القطاع فى سيناء، وهو الهدف الحقيقى للكيان الصهيوني، والذى يفسر أسباب حرب الإبادة والحصار والتجويع والقتل بلا رحمة التى تدار ضد الفلسطينيين فى غزة، وبطبيعة الحال هناك أهداف أخرى كثيرة تتعلق بالمصالح الاقتصادية والتوسعية والسطو على مقدرات الفلسطينيين والحقيقة أن بعض القوى الكبرى فى بداية الأزمة لم يكن لديها مانع أو ضير من تنفيذ مخطط التوطين بل ربما التأييد والدعم، وإفساح الوقت والمجال لإسرائيل لتنفيذه، وهو ما تصدت له مصر قبل أن يقوموا من مقامهم، وقبل أن تفتح عليهم أبواب الغرف المظلمة التى حاكوا فيها المؤامرة، ونجحت فى دحر المخطط وإفشاله وإجهاضه، وبات الداعمون للكيان يتحدثون الآن بلغة مصر ورؤيتها فلا تهجير للفلسطينيين خارج أراضيهم إلى الحدود المصرية ولا إدارة لغير الفلسطينيين فى غزة، وأصبحت أهداف إسرائيل الخبيثة خطوطاً حمراء مصرية لم ولن يستطيع أحد تجاوزها، بسبب الموقف المصرى الحاسم والقاطع.
ثالثاً: إسرائيل أعلنت أن أهدافها تتمحور حول القضاء على المقاومة الفلسطينية وشبكة الأنفاق فى غزة، وتفكيك البنية العسكرية للمقاومة فى القطاع، ولن توقف الحرب لحظة، أو تدخل المساعدات أو الوقود. ولن تتفاوض حول هدن إنسانية إلا بعد الإفراج عن الأسرى والرهائن حسب مزاعمها وأهدافها الشيطانية، الحقيقة أن إسرائيل لم تحقق أى هدف على الإطلاق ولم تفلح فى أى مهمة سوى الاستئساد على الأطفال والنساء والمدنيين العزل.
رابعاً: إسرائيل لم تحقق أى أهداف خاصة هدفها الشيطانى الأكبر وهو تهجير الفلسطينيين ودفعهم إلى الحدود المصرية وتوطينهم فى سيناء لم ولن يحدث، والحقيقة أن مصر تصدت للمخطط الإسرائيلى بالحسم والمرونة، وبإدارة عبقرية فى شكل خلية عمل تجسد تعاون وتضافر كافة أجهزة ومؤسسات الدولة، وبتعامل مرحلى فى قدرة فائقة على امتصاص حالة السخونة السياسية والتأييد الأعمي، والدعم المطلق للكيان الصهيونى عقب ما حدث فى ٧ أكتوبر الماضى رفضت مصر بحسم، محاولات تصفية القضية الفلسطينية، وإجبار سكان غزة على التهجير قسرياً وأيضاً النزوح إلى الأراضى المصرية والتوطين فى سيناء.. وأكدت أن ذلك يتعارض تماماً مع الأمن المصري، ويتعارض مع السلام، وينقل المقاومة ضد إسرائيل من غزة إلى سيناء، وأن أى محاولات لتهجير الفلسطينيين قسرياً ودفعهم إلى الأراضى المصرية سوف يجر مصر إلى الحرب.
خامساً: مصر كانت ومازالت هى قبلة العالم فى رحلة البحث عن حل جذرى ونهائى وإيقاف التصعيد العسكرى فى غزة، حيث توالت اتصالات قادة العالم بالرئيس عبدالفتاح السيسى لمناقشة الأوضاع فى غزة، والتعرف على رؤية مصر الشاملة، وموقفها الثابت والواضح واستقبلت مصر الكثير من زعماء العالم وكبار مسئوليه فى إطار نفس الهدف، واتسمت رؤية مصر بالشفافية والمطابقة بين السر والعلن.. لذلك فى ضوء توافد قادة العالم وكبار مسئوليه على القاهرة، حرص الرئيس السيسى أن تكون بعض اللقاءات مثل استقبال الرئيس السيسي، لـ ريشى سوناك رئيس الوزراء البريطانى وأنتونى بلينكن وزير الخارجية الأمريكى على الهواء مباشرة والحديث بوضوح وشفافية وحسم وموقف قاطع عن رؤية مصر، أمام العالم، وهى إدارة ذكية فوتت الفرصة على المزايدين والمشوهين والمتآمرين.
سادساً: الحقيقة نجاح الإدارة المصرية حقق الكثير من الأهداف، وأيضاً فى تحويل كثير من المواقف الغربية، فى الكثير من النقاط.
> النجاح فى إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية لتخفيف المعاناة عن الفلسطينيين فى غزة رغم الرفض الإسرائيلى إلا أن الإرادة المصرية انتصرت بسبب المواقف الحازمة والتى واجهت هذا التعنت الصهيوني، بمنع عبور الأجانب من معبر رفح إلا بعد دخول المساعدات إلى القطاع وأيضاً منع عبورهم إلا بعد دخول المصابين والجرحى الفلسطينيين لتلقى العلاج فى المستشفيات المصرية، وكشف محاولات التشويه والإساءة بالتأكيد على أن معبر رفح لم ولن يغلق وأن أسباب التعطل هى استهداف الإجرام الإسرائيلى لمعبر رفح بالقصف من الاتجاه الفلسطينى وهو الأمر الذى شاهده العالم.
ورتبت الدولة المصرية التى قدمت أكبر دعم إنسانى فى العالم للأشقاء فى فلسطين يزيد على ٠٧٪ من حجم المساعدات التى وصلت إلى معبر رفح أو دخلت إلى القطاع الكثير من الزيارات واللقاءات خاصة أنتونيو جوتيرش الأمين العام للأمم المتحدة، والمدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية لمشاهدة الوضع على أرض الواقع، ثم فعاليات مصرية، بزيارة الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء لشمال سيناء. وإطلاقه المرحلة الثانية من تنمية سيناء وزيارة معبر رفح وعقد مؤتمر صحفى عالمى أكد فيه على ثوابت الموقف المصرى برفض قاطع وحاسم لمحاولات التهجير للفلسطينيين ودفعهم إلى الأراضى المصرية وتوطينهم فى سيناء، ليس هذا فحسب بل حشد إقليمى ودولى من خلال قمة القاهرة للسلام للتأكيد على مواقف مشتركة، وأيضاً الثوابت المصرية التى لا تهاون ولا تفريط فيها وقد حققت القمة نجاحات كبيرة وأكد الجميع على أهمية الوصول إلى حل نهائى للقضية الفلسطينية، والوقف الفورى لإطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين فى غزة ومن بعدها عقدت القمة العربية الإسلامية فى الرياض وأكد البيان الختامى على بنود الرؤية والموقف المصري.
الحقيقة أن ما قالته مصر حول كيفية الوصول لإنهاء هذا الصراع الدائر، أصبح العالم على قناعة كاملة به سواء القوى الكبرى التى أكدت على أهمية حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش فى سلام جنباً إلى جنب مع إسرائيل، وأهمية التهدئة ووقف إطلاق النار وإدخال المساعدات والحفاظ على أرواح المدنيين.. وهو ما عبر عنه الرئيس الأمريكى جو بايدن، برفضه إخلاء غزة من سكانها أو إدارتها بدون الفلسطينيين ورفض التهجير القسرى للفلسطينيين على حساب الأراضى المصرية، وهو ما أكده أيضاً الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، وأمس الأول رئيسا وزراء إسبانيا وبلجيكا وهما من أهم المواقف التى استوجبت تحية وشكر الرئيس السيسى خلال المؤتمر الصحفى المشترك للرئيس السيسى معهما.
باتت أفكار الشيطان حول تصفية القضية الفلسطينية، وتهجير سكان القطاع والضفة إلى الحدود المصرية، والأردنية باتت أفكاراً فاسدة، ومخططات منتهية الصلاحية فى عقل نتنياهو المريض وحكومته المتطرفة، وهنا لابد أن أشيد بموقف الأردن الشقيق والملك عبدالله الثانى بن الحسين ملك الأردن وهو الموقف الشامخ والمتطابق للموقف المصري، وكان لهما تأثير عظيم فى إجهاض المخطط.
> الحقيقة أيضاً أن استدعاء الإرادة الشعبية المصرية إلى ساحة المواجهة الحاسمة للمخطط الشيطانى كان نموذجاً للإرادة القوية والإدارة العبقرية، فالمصريون انتفضوا واصطفوا خلف قيادتهم السياسية وأصبحت الدولة المصرية ومكوناتها على قلب رجل واحد. وهو ما بدا واضحاً فى الاستعداد لاتخاذ أى موقف وإجراء طبقاً للتطورات على أرض الواقع، وطبقاً لمصلحة الأمن القومى المصرى وباتت الدولة المصرية فى أعلى درجات الجاهزية لحماية أمنها القومى دون تفريط أو تهاون، لكن تحركات ومسارات خلية العمل المصرية لإدارة الأزمة، بقيادة الرئيس السيسى الملهمة، نجحت تماماً فى تحقيق أهدافها وأحبطت كافة أبعاد المخطط الشيطاني، وخففت المعاناة عن الأشقاء الفلسطينيين وصولاً إلى الجهود المصرية الخلاقة بالتعاون مع الأشقاء فى قطر، ومع الجانب الأمريكى إلى الهدنة الإنسانية وإدخال المساعدات والوقود للفلسطينيين فى القطاع بشكل يتناسب مع احتياجاتهم، ولإعادة تشغيل بعض المرافق واستعادة بعض الخدمات بعد التدمير المجرم للكيان الصهيوني، وأيضاً استقبال أعداد أكثر من الجرحى والمصابين لعلاجهم فى المستشفيات المصرية.
تصدت مصر بلا هوادة لمحاولات فرض الأمر الواقع وأطلقت العنان لتحذير مدو، من اتساع دائرة نطاق الصراع ورقعته وتدخل أطراف أخرى يمكنها إشعال المنطقة وحرب شاملة سوف تؤثر على الأمن والسلم الإقليميين وتضر بمصالح دول العالم، ويهدد الأمن والاستقرار الدولي، ونجحت مصر أيضاً فى إطلاع المجتمع الدولى على الحقائق، وبناء رأى عام دولى حول الانتهاكات والمجازر والإجرام الصهيونى بجرأة وشجاعة، وتجلت ندية الدولة المصرية فى تغيير مواقف الدول الكبرى سواء بسبب حكمة قيادتها، أو إطلاق خطوطها الحمراء، أو تحذيراتها من مغبة ما يحدث من أوهام وأطماع وحرب إبادة، وكشفت وبشكل استباقى أبعاد المخطط الصهيوني.
تستطيع أن تقول وبكل اطمئنان أن مصر نجحت بسبب قوة الإرادة، وعبقرية الإدارة وهو ما يعكس ويجسد، ما وصلت إليه الدولة المصرية من تخطيط يستند على العلم والقوة والقدرة والثقة فى النفس وهذا الانصهار بين مؤسسات وأجهزة الدولة المصرية فى بوتقة تحقيق الأهداف المطلوبة والمحددة والحقيقة أن هذه الروح والتطور الهائل يعود إلى رؤية الرئيس السيسى ليس فقط فى التعامل مع الأزمات الإقليمية والدولية ولكن أيضاً على مستوى الداخل، فلم تتصد الدولة المصرية إلى أى أزمة أو موقف طارئ أو تحد إلا ونجحت وانتصرت ولعل ما حدث فى «كورونا»، وتداعيات الحرب الروسية ـ الأوكرانية، والإرهاب الأسود فى جميع الملفات نجحت الدولة المصرية، من خلال التعاون والتنسيق والتضافر المشترك بين أجهزتها ومؤسساتها وليس أسلوب الجزر المنعزلة الذى استمر لعقود طويلة.
نجاح السردية، والموقف المصرى فى تحقيق الأهداف الوطنية، والتفوق فى إقناع العالم وحشد المجتمع الدولى هو انتصار حقيقى وتفوق جاء نتاج عمل متواصل، وبناء وفقاً لأحدث المواصفات والمعايير، وقدرة الإنسان المصرى على إدارة أزمة خطيرة بما لديه من قدرة على التخطيط وبناء تقديرات مواقف صحيحة وإرادة للتنفيذ، وأوراق وبدائل مرنة وهى نموذج لتحقيق النصر دون استخدام سلاح، إنها قدرة الدبلوماسية الرئاسية التى حققت لمصر الكثير من الإنجازات والنجاحات وعبرت الكثير من التحديات والتهديدات والمخاطر بفضل حكمة القيادة السياسية، وصلابة إرادتها وشموخها.
فى معركة الإرادات، انتصرت الدولة المصرية، وحققت أهدافها وأبطلت مفعول مخططات وأهداف الشيطان الذى لم يحقق أياً منها وبات فى مربعات الخراب والتدمير وقتل الأطفال والنساء، لا يخجل من عار صنيعه وإجرامه، وباتت صورته لدى العالم فى غاية القبح والخسة، فلم تفلح كل وسائل الدعم فى إنقاذه، فقتل النساء والأطفال ليس بطولة، وقصف المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس ليس نصراً، تلك هى عادته لم ولن يغيرها أبداً، لا يعول أو يتراجع إلا بفعل السحق والقوة، وبعد أن يبكى دماً فإسرائيل عندما تنتصر لا تتفاوض وتمارس الإفراط فى الاستعلاء والإجرام، أما فى حال إذلالها وكسرها، ترضخ لما يطلب منها والحقيقة أن إسرائيل فقدت كل شيء، خاصة الصورة المصنوعة، والمزيفة عن قوتها وقدرتها وصلابة جيشها المحتل، وقوة تماسكها وتطورها، وديمقراطيتها كل ذلك سقط ولم يعد له وجود، فقد باتت أوهن من بيت العنكبوت، فرغم الدعم المطلق من الولايات المتحدة والغرب بالمال والسلاح والتكنولوجيا والإعلام، إلا أن كل ذلك لم يشفع للكيان الصهيونى ففشل بشكل ذريع.
مصر كسبت معركة الإرادات، وأعلنت وبثقة، وتأكد الجميع، أنها القوة والقدرة فى المنطقة، القوة الحكيمة، التى تبحث عن الحق والأمن والاستقرار والسلام، والالتزام بمقررات الشرعية، والقوانين، والقانون الدولى الإنساني، لكنها تملك فى ذات الوقت قوة الحكمة، وحكمة القوة، والصبر الاستراتيجى المرتكز على القوة والقدرة، والردع.
حققت مصر أهدافها بإدارة عبقرية وإرادة صلبة وبالصدق والشرف والحق، وفشلت كل أهداف الكيان الصهيونى الذى مارس الكذب والإجرام والزيف والباطل، ولم يحقق سوى العار والخزى والخسائر الفادحة، وحالة الانكشاف أمام الرأى العام العالمي، ولن يستطيع ممارسة الخداع، أو استعادة زيف السردية والصورة فى ممارسة الدجل على شعوب العالم لذلك فإن مرحلة ما بعد الحرب وانتهاء الأزمة الحالية فلن تعود الأمور لطبيعتها ولكن ليس كما تحسبه إسرائيل، ولكن كما تريده مصر والفلسطينيون أصحاب الحقوق المشروعة.. فالعالم ليس أمامه إلا الإقرار بالحل الشامل والعادل والدائم للقضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود ٤ يونيو ٧٦٩١ عاصمتها القدس الشرقية، منزوعة السلاح بوجود قوات أممية أو دولية أو عربية، تضمن الأمن للدولتين، إسرائيل لن يكون لها ما أرادت أو خططت له فموازين القوة باتت مختلفة ولن تستطيع فرض سياسة الأمر الواقع، لذلك فى ظنى أن الأمور ستتغير وسوف تنجح مصر فى إقرار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية وبالتالى إجهاض محاولات تنفيذ نفس المخططات فى المستقبل، فآفة إسرائيل أنها تنسى ولا تتعظ، تطاردها أضغاث الأحلام، وأوهام الشيطان لذلك سرعان ما تعود إلى سيرتها الأولى إذا ما استشعرت ضعف الطرف الآخر، فهى لاترتدع إلا بالقوة، ولا تخشى إلا الأقوياء ولا تستهدف إلا المدنيين العزل الأبرياء والأطفال والنساء، تلك هى بطولاتها المزعومة، أسد على الأطفال والنساء والأبرياء العزل، ونعامة على الأقوياء لذلك تحيا القوة والقدرة فى مواجهة الغطرسة.
تحيا مصر