مقالات

عبقرية‭ ‬الإدارة‭.. ‬وقوة‭ ‬الإرادة

الكاتب أ / عبد الرازق توفيق

تقييم‭ ‬الإدارة‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الأهداف‭ ‬التى‭ ‬تحققت،‭ ‬أو‭ ‬الفشل‭ ‬فى‭ ‬تحقيقها،‭ ‬أى‭ ‬أننا‭ ‬أمام‭ ‬مصطلح‭ ‬هو‭ ‬الإدارة‭ ‬بالأهداف‭ ‬لذلك‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نتوقف‭ ‬أمام‭ ‬الإدارة‭ ‬المصرية‭ ‬لأزمة‭ ‬التصعيد‭ ‬العسكرى‭ ‬الصهيونى‭ ‬فى‭ ‬غزة‭ ‬والصراع‭ ‬الدائر‭ ‬بين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والإسرائيليين‭ ‬ـ‭ ‬وكيف‭ ‬نجحت‭ ‬القيادة‭ ‬المصرية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إدارة‭ ‬خلية‭ ‬عمل‭ ‬مصرية‭ ‬تضافرت‭ ‬فيها‭ ‬كافة‭ ‬مؤسسات‭ ‬وأجهزة‭ ‬الدولة‭ ‬فى‭ ‬إحباط‭ ‬المخطط‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬وإفشال‭ ‬أهدافه‭ ‬والأمر‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬لم‭ ‬تستطع‭ ‬تحقيق‭ ‬ما‭ ‬أرادت‭ ‬وسعت‭ ‬إليه،‭ ‬وتم‭ ‬إجهاض‭ ‬مخططها‭.‬
وقبل‭ ‬الخوض‭ ‬فى‭ ‬كيفية‭ ‬نجاح‭ ‬الإدارة‭ ‬المصرية‭ ‬العصرية‭ ‬فى‭ ‬التصدى‭ ‬للمخطط‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نستعرض‭ ‬ثلة‭ ‬الأهداف‭ ‬الشيطانية‭ ‬والخبيثة‭ ‬التى‭ ‬سعت‭ ‬إليها‭ ‬إسرائيل‭:‬
أولاً‭:‬‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإفراط‭ ‬فى‭ ‬استخدام‭ ‬القوة‭ ‬واستهداف‭ ‬المدنيين،‭ ‬وتدمير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬والمبانى‭ ‬والمنشآت‭ ‬وجميع‭ ‬ملامح‭ ‬وسبل‭ ‬ومقومات‭ ‬الحياة‭ ‬فى‭ ‬القطاع‭ ‬فى‭ ‬ضرب‭ ‬المستشفيات‭ ‬والمدارس‭ ‬والمخابز‭ ‬والمساجد‭ ‬والكنائس،‭ ‬ومحطات‭ ‬المياه‭ ‬والكهرباء‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يكشف‭ ‬نوايا‭ ‬إسرائيل‭ ‬وأهدافها‭ ‬فى‭ ‬إجبار‭ ‬أهالى‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬النزوح‭ ‬جنوباً،‭ ‬بحيث‭ ‬تتأكد‭ ‬تماماً‭ ‬بأن‭ ‬البيئة‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬مناسبة‭ ‬لوجود‭ ‬أى‭ ‬حياة‭ ‬فى‭ ‬القطاع‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬القتل‭ ‬وحرب‭ ‬الإبادة‭ ‬التى‭ ‬نتج‭ ‬عنها‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬‮٥١‬‭ ‬ألف‭ ‬شهيد‭ ‬فلسطينى‭ ‬‮٠٧‬٪‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭.‬
ثانياً‭:‬‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وإجبار‭ ‬سكان‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬على‭ ‬النزوح‭ ‬والهجرة‭ ‬إلى‭ ‬جنوب‭ ‬القطاع‭ ‬وإلى‭ ‬الأراضى‭ ‬المصرية،‭ ‬وفرض‭ ‬أمر‭ ‬واقع‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬بتوطين‭ ‬سكان‭ ‬القطاع‭ ‬فى‭ ‬سيناء،‭ ‬وهو‭ ‬الهدف‭ ‬الحقيقى‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬والذى‭ ‬يفسر‭ ‬أسباب‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬والحصار‭ ‬والتجويع‭ ‬والقتل‭ ‬بلا‭ ‬رحمة‭ ‬التى‭ ‬تدار‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬فى‭ ‬غزة،‭ ‬وبطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬هناك‭ ‬أهداف‭ ‬أخرى‭ ‬كثيرة‭ ‬تتعلق‭ ‬بالمصالح‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتوسعية‭ ‬والسطو‭ ‬على‭ ‬مقدرات‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬فى‭ ‬بداية‭ ‬الأزمة‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لديها‭ ‬مانع‭ ‬أو‭ ‬ضير‭ ‬من‭ ‬تنفيذ‭ ‬مخطط‭ ‬التوطين‭ ‬بل‭ ‬ربما‭ ‬التأييد‭ ‬والدعم،‭ ‬وإفساح‭ ‬الوقت‭ ‬والمجال‭ ‬لإسرائيل‭ ‬لتنفيذه،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تصدت‭ ‬له‭ ‬مصر‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يقوموا‭ ‬من‭ ‬مقامهم،‭ ‬وقبل‭ ‬أن‭ ‬تفتح‭ ‬عليهم‭ ‬أبواب‭ ‬الغرف‭ ‬المظلمة‭ ‬التى‭ ‬حاكوا‭ ‬فيها‭ ‬المؤامرة،‭ ‬ونجحت‭ ‬فى‭ ‬دحر‭ ‬المخطط‭ ‬وإفشاله‭ ‬وإجهاضه،‭ ‬وبات‭ ‬الداعمون‭ ‬للكيان‭ ‬يتحدثون‭ ‬الآن‭ ‬بلغة‭ ‬مصر‭ ‬ورؤيتها‭ ‬فلا‭ ‬تهجير‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬خارج‭ ‬أراضيهم‭ ‬إلى‭ ‬الحدود‭ ‬المصرية‭ ‬ولا‭ ‬إدارة‭ ‬لغير‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬فى‭ ‬غزة،‭ ‬وأصبحت‭ ‬أهداف‭ ‬إسرائيل‭ ‬الخبيثة‭ ‬خطوطاً‭ ‬حمراء‭ ‬مصرية‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬يستطيع‭ ‬أحد‭ ‬تجاوزها،‭ ‬بسبب‭ ‬الموقف‭ ‬المصرى‭ ‬الحاسم‭ ‬والقاطع‭.‬
ثالثاً‭:‬‭ ‬إسرائيل‭ ‬أعلنت‭ ‬أن‭ ‬أهدافها‭ ‬تتمحور‭ ‬حول‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وشبكة‭ ‬الأنفاق‭ ‬فى‭ ‬غزة،‭ ‬وتفكيك‭ ‬البنية‭ ‬العسكرية‭ ‬للمقاومة‭ ‬فى‭ ‬القطاع،‭ ‬ولن‭ ‬توقف‭ ‬الحرب‭ ‬لحظة،‭ ‬أو‭ ‬تدخل‭ ‬المساعدات‭ ‬أو‭ ‬الوقود‭. ‬ولن‭ ‬تتفاوض‭ ‬حول‭ ‬هدن‭ ‬إنسانية‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬الإفراج‭ ‬عن‭ ‬الأسرى‭ ‬والرهائن‭ ‬حسب‭ ‬مزاعمها‭ ‬وأهدافها‭ ‬الشيطانية،‭ ‬الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬لم‭ ‬تحقق‭ ‬أى‭ ‬هدف‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬ولم‭ ‬تفلح‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬مهمة‭ ‬سوى‭ ‬الاستئساد‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬والمدنيين‭ ‬العزل‭.‬
رابعاً‭:‬‭ ‬إسرائيل‭ ‬لم‭ ‬تحقق‭ ‬أى‭ ‬أهداف‭ ‬خاصة‭ ‬هدفها‭ ‬الشيطانى‭ ‬الأكبر‭ ‬وهو‭ ‬تهجير‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬ودفعهم‭ ‬إلى‭ ‬الحدود‭ ‬المصرية‭ ‬وتوطينهم‭ ‬فى‭ ‬سيناء‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬يحدث،‭ ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬تصدت‭ ‬للمخطط‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬بالحسم‭ ‬والمرونة،‭ ‬وبإدارة‭ ‬عبقرية‭ ‬فى‭ ‬شكل‭ ‬خلية‭ ‬عمل‭ ‬تجسد‭ ‬تعاون‭ ‬وتضافر‭ ‬كافة‭ ‬أجهزة‭ ‬ومؤسسات‭ ‬الدولة،‭ ‬وبتعامل‭ ‬مرحلى‭ ‬فى‭ ‬قدرة‭ ‬فائقة‭ ‬على‭ ‬امتصاص‭ ‬حالة‭ ‬السخونة‭ ‬السياسية‭ ‬والتأييد‭ ‬الأعمي،‭ ‬والدعم‭ ‬المطلق‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيونى‭ ‬عقب‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬‮٧‬‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضى‭ ‬رفضت‭ ‬مصر‭ ‬بحسم،‭ ‬محاولات‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وإجبار‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬على‭ ‬التهجير‭ ‬قسرياً‭ ‬وأيضاً‭ ‬النزوح‭ ‬إلى‭ ‬الأراضى‭ ‬المصرية‭ ‬والتوطين‭ ‬فى‭ ‬سيناء‭.. ‬وأكدت‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يتعارض‭ ‬تماماً‭ ‬مع‭ ‬الأمن‭ ‬المصري،‭ ‬ويتعارض‭ ‬مع‭ ‬السلام،‭ ‬وينقل‭ ‬المقاومة‭ ‬ضد‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬سيناء،‭ ‬وأن‭ ‬أى‭ ‬محاولات‭ ‬لتهجير‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬قسرياً‭ ‬ودفعهم‭ ‬إلى‭ ‬الأراضى‭ ‬المصرية‭ ‬سوف‭ ‬يجر‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬الحرب‭.‬
خامساً‭:‬‭ ‬مصر‭ ‬كانت‭ ‬ومازالت‭ ‬هى‭ ‬قبلة‭ ‬العالم‭ ‬فى‭ ‬رحلة‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬حل‭ ‬جذرى‭ ‬ونهائى‭ ‬وإيقاف‭ ‬التصعيد‭ ‬العسكرى‭ ‬فى‭ ‬غزة،‭ ‬حيث‭ ‬توالت‭ ‬اتصالات‭ ‬قادة‭ ‬العالم‭ ‬بالرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬لمناقشة‭ ‬الأوضاع‭ ‬فى‭ ‬غزة،‭ ‬والتعرف‭ ‬على‭ ‬رؤية‭ ‬مصر‭ ‬الشاملة،‭ ‬وموقفها‭ ‬الثابت‭ ‬والواضح‭ ‬واستقبلت‭ ‬مصر‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬زعماء‭ ‬العالم‭ ‬وكبار‭ ‬مسئوليه‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬نفس‭ ‬الهدف،‭ ‬واتسمت‭ ‬رؤية‭ ‬مصر‭ ‬بالشفافية‭ ‬والمطابقة‭ ‬بين‭ ‬السر‭ ‬والعلن‭.. ‬لذلك‭ ‬فى‭ ‬ضوء‭ ‬توافد‭ ‬قادة‭ ‬العالم‭ ‬وكبار‭ ‬مسئوليه‭ ‬على‭ ‬القاهرة،‭ ‬حرص‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬بعض‭ ‬اللقاءات‭ ‬مثل‭ ‬استقبال‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي،‭ ‬لـ‭ ‬ريشى‭ ‬سوناك‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬البريطانى‭ ‬وأنتونى‭ ‬بلينكن‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكى‭ ‬على‭ ‬الهواء‭ ‬مباشرة‭ ‬والحديث‭ ‬بوضوح‭ ‬وشفافية‭ ‬وحسم‭ ‬وموقف‭ ‬قاطع‭ ‬عن‭ ‬رؤية‭ ‬مصر،‭ ‬أمام‭ ‬العالم،‭ ‬وهى‭ ‬إدارة‭ ‬ذكية‭ ‬فوتت‭ ‬الفرصة‭ ‬على‭ ‬المزايدين‭ ‬والمشوهين‭ ‬والمتآمرين‭.‬
سادساً‭:‬‭ ‬الحقيقة‭ ‬نجاح‭ ‬الإدارة‭ ‬المصرية‭ ‬حقق‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأهداف،‭ ‬وأيضاً‭ ‬فى‭ ‬تحويل‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المواقف‭ ‬الغربية،‭ ‬فى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬النقاط‭.‬
‭> ‬النجاح‭ ‬فى‭ ‬إدخال‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والإغاثية‭ ‬لتخفيف‭ ‬المعاناة‭ ‬عن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬فى‭ ‬غزة‭ ‬رغم‭ ‬الرفض‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الإرادة‭ ‬المصرية‭ ‬انتصرت‭ ‬بسبب‭ ‬المواقف‭ ‬الحازمة‭ ‬والتى‭ ‬واجهت‭ ‬هذا‭ ‬التعنت‭ ‬الصهيوني،‭ ‬بمنع‭ ‬عبور‭ ‬الأجانب‭ ‬من‭ ‬معبر‭ ‬رفح‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬دخول‭ ‬المساعدات‭ ‬إلى‭ ‬القطاع‭ ‬وأيضاً‭ ‬منع‭ ‬عبورهم‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬دخول‭ ‬المصابين‭ ‬والجرحى‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬لتلقى‭ ‬العلاج‭ ‬فى‭ ‬المستشفيات‭ ‬المصرية،‭ ‬وكشف‭ ‬محاولات‭ ‬التشويه‭ ‬والإساءة‭ ‬بالتأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬معبر‭ ‬رفح‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬يغلق‭ ‬وأن‭ ‬أسباب‭ ‬التعطل‭ ‬هى‭ ‬استهداف‭ ‬الإجرام‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬لمعبر‭ ‬رفح‭ ‬بالقصف‭ ‬من‭ ‬الاتجاه‭ ‬الفلسطينى‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬شاهده‭ ‬العالم‭.‬
ورتبت‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬التى‭ ‬قدمت‭ ‬أكبر‭ ‬دعم‭ ‬إنسانى‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬للأشقاء‭ ‬فى‭ ‬فلسطين‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬‮٠٧‬٪‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬المساعدات‭ ‬التى‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬معبر‭ ‬رفح‭ ‬أو‭ ‬دخلت‭ ‬إلى‭ ‬القطاع‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الزيارات‭ ‬واللقاءات‭ ‬خاصة‭ ‬أنتونيو‭ ‬جوتيرش‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬والمدعى‭ ‬العام‭ ‬للمحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬لمشاهدة‭ ‬الوضع‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬ثم‭ ‬فعاليات‭ ‬مصرية،‭ ‬بزيارة‭ ‬الدكتور‭ ‬مصطفى‭ ‬مدبولى‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬لشمال‭ ‬سيناء‭. ‬وإطلاقه‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬تنمية‭ ‬سيناء‭ ‬وزيارة‭ ‬معبر‭ ‬رفح‭ ‬وعقد‭ ‬مؤتمر‭ ‬صحفى‭ ‬عالمى‭ ‬أكد‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬ثوابت‭ ‬الموقف‭ ‬المصرى‭ ‬برفض‭ ‬قاطع‭ ‬وحاسم‭ ‬لمحاولات‭ ‬التهجير‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬ودفعهم‭ ‬إلى‭ ‬الأراضى‭ ‬المصرية‭ ‬وتوطينهم‭ ‬فى‭ ‬سيناء،‭ ‬ليس‭ ‬هذا‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬حشد‭ ‬إقليمى‭ ‬ودولى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قمة‭ ‬القاهرة‭ ‬للسلام‭ ‬للتأكيد‭ ‬على‭ ‬مواقف‭ ‬مشتركة،‭ ‬وأيضاً‭ ‬الثوابت‭ ‬المصرية‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تهاون‭ ‬ولا‭ ‬تفريط‭ ‬فيها‭ ‬وقد‭ ‬حققت‭ ‬القمة‭ ‬نجاحات‭ ‬كبيرة‭ ‬وأكد‭ ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬نهائى‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬والوقف‭ ‬الفورى‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬وإدخال‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬فى‭ ‬غزة‭ ‬ومن‭ ‬بعدها‭ ‬عقدت‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬فى‭ ‬الرياض‭ ‬وأكد‭ ‬البيان‭ ‬الختامى‭ ‬على‭ ‬بنود‭ ‬الرؤية‭ ‬والموقف‭ ‬المصري‭.‬
الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬قالته‭ ‬مصر‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬الوصول‭ ‬لإنهاء‭ ‬هذا‭ ‬الصراع‭ ‬الدائر،‭ ‬أصبح‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬قناعة‭ ‬كاملة‭ ‬به‭ ‬سواء‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬التى‭ ‬أكدت‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬وإقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مستقلة‭ ‬تعيش‭ ‬فى‭ ‬سلام‭ ‬جنباً‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وأهمية‭ ‬التهدئة‭ ‬ووقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬وإدخال‭ ‬المساعدات‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬أرواح‭ ‬المدنيين‭.. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬عبر‭ ‬عنه‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكى‭ ‬جو‭ ‬بايدن،‭ ‬برفضه‭ ‬إخلاء‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬سكانها‭ ‬أو‭ ‬إدارتها‭ ‬بدون‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬ورفض‭ ‬التهجير‭ ‬القسرى‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الأراضى‭ ‬المصرية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬أيضاً‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسى‭ ‬إيمانويل‭ ‬ماكرون،‭ ‬وأمس‭ ‬الأول‭ ‬رئيسا‭ ‬وزراء‭ ‬إسبانيا‭ ‬وبلجيكا‭ ‬وهما‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬المواقف‭ ‬التى‭ ‬استوجبت‭ ‬تحية‭ ‬وشكر‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬خلال‭ ‬المؤتمر‭ ‬الصحفى‭ ‬المشترك‭ ‬للرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬معهما‭.‬
باتت‭ ‬أفكار‭ ‬الشيطان‭ ‬حول‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وتهجير‭ ‬سكان‭ ‬القطاع‭ ‬والضفة‭ ‬إلى‭ ‬الحدود‭ ‬المصرية،‭ ‬والأردنية‭ ‬باتت‭ ‬أفكاراً‭ ‬فاسدة،‭ ‬ومخططات‭ ‬منتهية‭ ‬الصلاحية‭ ‬فى‭ ‬عقل‭ ‬نتنياهو‭ ‬المريض‭ ‬وحكومته‭ ‬المتطرفة،‭ ‬وهنا‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬أشيد‭ ‬بموقف‭ ‬الأردن‭ ‬الشقيق‭ ‬والملك‭ ‬عبدالله‭ ‬الثانى‭ ‬بن‭ ‬الحسين‭ ‬ملك‭ ‬الأردن‭ ‬وهو‭ ‬الموقف‭ ‬الشامخ‭ ‬والمتطابق‭ ‬للموقف‭ ‬المصري،‭ ‬وكان‭ ‬لهما‭ ‬تأثير‭ ‬عظيم‭ ‬فى‭ ‬إجهاض‭ ‬المخطط‭.‬
‭> ‬الحقيقة‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬استدعاء‭ ‬الإرادة‭ ‬الشعبية‭ ‬المصرية‭ ‬إلى‭ ‬ساحة‭ ‬المواجهة‭ ‬الحاسمة‭ ‬للمخطط‭ ‬الشيطانى‭ ‬كان‭ ‬نموذجاً‭ ‬للإرادة‭ ‬القوية‭ ‬والإدارة‭ ‬العبقرية،‭ ‬فالمصريون‭ ‬انتفضوا‭ ‬واصطفوا‭ ‬خلف‭ ‬قيادتهم‭ ‬السياسية‭ ‬وأصبحت‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬ومكوناتها‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬بدا‭ ‬واضحاً‭ ‬فى‭ ‬الاستعداد‭ ‬لاتخاذ‭ ‬أى‭ ‬موقف‭ ‬وإجراء‭ ‬طبقاً‭ ‬للتطورات‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬وطبقاً‭ ‬لمصلحة‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬المصرى‭ ‬وباتت‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬أعلى‭ ‬درجات‭ ‬الجاهزية‭ ‬لحماية‭ ‬أمنها‭ ‬القومى‭ ‬دون‭ ‬تفريط‭ ‬أو‭ ‬تهاون،‭ ‬لكن‭ ‬تحركات‭ ‬ومسارات‭ ‬خلية‭ ‬العمل‭ ‬المصرية‭ ‬لإدارة‭ ‬الأزمة،‭ ‬بقيادة‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬الملهمة،‭ ‬نجحت‭ ‬تماماً‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافها‭ ‬وأحبطت‭ ‬كافة‭ ‬أبعاد‭ ‬المخطط‭ ‬الشيطاني،‭ ‬وخففت‭ ‬المعاناة‭ ‬عن‭ ‬الأشقاء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬الجهود‭ ‬المصرية‭ ‬الخلاقة‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الأشقاء‭ ‬فى‭ ‬قطر،‭ ‬ومع‭ ‬الجانب‭ ‬الأمريكى‭ ‬إلى‭ ‬الهدنة‭ ‬الإنسانية‭ ‬وإدخال‭ ‬المساعدات‭ ‬والوقود‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬فى‭ ‬القطاع‭ ‬بشكل‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬احتياجاتهم،‭ ‬ولإعادة‭ ‬تشغيل‭ ‬بعض‭ ‬المرافق‭ ‬واستعادة‭ ‬بعض‭ ‬الخدمات‭ ‬بعد‭ ‬التدمير‭ ‬المجرم‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬وأيضاً‭ ‬استقبال‭ ‬أعداد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الجرحى‭ ‬والمصابين‭ ‬لعلاجهم‭ ‬فى‭ ‬المستشفيات‭ ‬المصرية‭.‬
تصدت‭ ‬مصر‭ ‬بلا‭ ‬هوادة‭ ‬لمحاولات‭ ‬فرض‭ ‬الأمر‭ ‬الواقع‭ ‬وأطلقت‭ ‬العنان‭ ‬لتحذير‭ ‬مدو،‭ ‬من‭ ‬اتساع‭ ‬دائرة‭ ‬نطاق‭ ‬الصراع‭ ‬ورقعته‭ ‬وتدخل‭ ‬أطراف‭ ‬أخرى‭ ‬يمكنها‭ ‬إشعال‭ ‬المنطقة‭ ‬وحرب‭ ‬شاملة‭ ‬سوف‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الإقليميين‭ ‬وتضر‭ ‬بمصالح‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬ويهدد‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬الدولي،‭ ‬ونجحت‭ ‬مصر‭ ‬أيضاً‭ ‬فى‭ ‬إطلاع‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولى‭ ‬على‭ ‬الحقائق،‭ ‬وبناء‭ ‬رأى‭ ‬عام‭ ‬دولى‭ ‬حول‭ ‬الانتهاكات‭ ‬والمجازر‭ ‬والإجرام‭ ‬الصهيونى‭ ‬بجرأة‭ ‬وشجاعة،‭ ‬وتجلت‭ ‬ندية‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬تغيير‭ ‬مواقف‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬سواء‭ ‬بسبب‭ ‬حكمة‭ ‬قيادتها،‭ ‬أو‭ ‬إطلاق‭ ‬خطوطها‭ ‬الحمراء،‭ ‬أو‭ ‬تحذيراتها‭ ‬من‭ ‬مغبة‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬أوهام‭ ‬وأطماع‭ ‬وحرب‭ ‬إبادة،‭ ‬وكشفت‭ ‬وبشكل‭ ‬استباقى‭ ‬أبعاد‭ ‬المخطط‭ ‬الصهيوني‭.‬
تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تقول‭ ‬وبكل‭ ‬اطمئنان‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬نجحت‭ ‬بسبب‭ ‬قوة‭ ‬الإرادة،‭ ‬وعبقرية‭ ‬الإدارة‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬ويجسد،‭ ‬ما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬من‭ ‬تخطيط‭ ‬يستند‭ ‬على‭ ‬العلم‭ ‬والقوة‭ ‬والقدرة‭ ‬والثقة‭ ‬فى‭ ‬النفس‭ ‬وهذا‭ ‬الانصهار‭ ‬بين‭ ‬مؤسسات‭ ‬وأجهزة‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬بوتقة‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المطلوبة‭ ‬والمحددة‭ ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الروح‭ ‬والتطور‭ ‬الهائل‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬رؤية‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬فى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأزمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬ولكن‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الداخل،‭ ‬فلم‭ ‬تتصد‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬إلى‭ ‬أى‭ ‬أزمة‭ ‬أو‭ ‬موقف‭ ‬طارئ‭ ‬أو‭ ‬تحد‭ ‬إلا‭ ‬ونجحت‭ ‬وانتصرت‭ ‬ولعل‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬،‭ ‬وتداعيات‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬ـ‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬والإرهاب‭ ‬الأسود‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬الملفات‭ ‬نجحت‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬والتضافر‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬أجهزتها‭ ‬ومؤسساتها‭ ‬وليس‭ ‬أسلوب‭ ‬الجزر‭ ‬المنعزلة‭ ‬الذى‭ ‬استمر‭ ‬لعقود‭ ‬طويلة‭.‬
نجاح‭ ‬السردية،‭ ‬والموقف‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬الوطنية،‭ ‬والتفوق‭ ‬فى‭ ‬إقناع‭ ‬العالم‭ ‬وحشد‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولى‭ ‬هو‭ ‬انتصار‭ ‬حقيقى‭ ‬وتفوق‭ ‬جاء‭ ‬نتاج‭ ‬عمل‭ ‬متواصل،‭ ‬وبناء‭ ‬وفقاً‭ ‬لأحدث‭ ‬المواصفات‭ ‬والمعايير،‭ ‬وقدرة‭ ‬الإنسان‭ ‬المصرى‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬أزمة‭ ‬خطيرة‭ ‬بما‭ ‬لديه‭ ‬من‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬التخطيط‭ ‬وبناء‭ ‬تقديرات‭ ‬مواقف‭ ‬صحيحة‭ ‬وإرادة‭ ‬للتنفيذ،‭ ‬وأوراق‭ ‬وبدائل‭ ‬مرنة‭ ‬وهى‭ ‬نموذج‭ ‬لتحقيق‭ ‬النصر‭ ‬دون‭ ‬استخدام‭ ‬سلاح،‭ ‬إنها‭ ‬قدرة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الرئاسية‭ ‬التى‭ ‬حققت‭ ‬لمصر‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬والنجاحات‭ ‬وعبرت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬والمخاطر‭ ‬بفضل‭ ‬حكمة‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية،‭ ‬وصلابة‭ ‬إرادتها‭ ‬وشموخها‭.‬
فى‭ ‬معركة‭ ‬الإرادات،‭ ‬انتصرت‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية،‭ ‬وحققت‭ ‬أهدافها‭ ‬وأبطلت‭ ‬مفعول‭ ‬مخططات‭ ‬وأهداف‭ ‬الشيطان‭ ‬الذى‭ ‬لم‭ ‬يحقق‭ ‬أياً‭ ‬منها‭ ‬وبات‭ ‬فى‭ ‬مربعات‭ ‬الخراب‭ ‬والتدمير‭ ‬وقتل‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء،‭ ‬لا‭ ‬يخجل‭ ‬من‭ ‬عار‭ ‬صنيعه‭ ‬وإجرامه،‭ ‬وباتت‭ ‬صورته‭ ‬لدى‭ ‬العالم‭ ‬فى‭ ‬غاية‭ ‬القبح‭ ‬والخسة،‭ ‬فلم‭ ‬تفلح‭ ‬كل‭ ‬وسائل‭ ‬الدعم‭ ‬فى‭ ‬إنقاذه،‭ ‬فقتل‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال‭ ‬ليس‭ ‬بطولة،‭ ‬وقصف‭ ‬المستشفيات‭ ‬والمدارس‭ ‬والمساجد‭ ‬والكنائس‭ ‬ليس‭ ‬نصراً،‭ ‬تلك‭ ‬هى‭ ‬عادته‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬يغيرها‭ ‬أبداً،‭ ‬لا‭ ‬يعول‭ ‬أو‭ ‬يتراجع‭ ‬إلا‭ ‬بفعل‭ ‬السحق‭ ‬والقوة،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬يبكى‭ ‬دماً‭ ‬فإسرائيل‭ ‬عندما‭ ‬تنتصر‭ ‬لا‭ ‬تتفاوض‭ ‬وتمارس‭ ‬الإفراط‭ ‬فى‭ ‬الاستعلاء‭ ‬والإجرام،‭ ‬أما‭ ‬فى‭ ‬حال‭ ‬إذلالها‭ ‬وكسرها،‭ ‬ترضخ‭ ‬لما‭ ‬يطلب‭ ‬منها‭ ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬فقدت‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬خاصة‭ ‬الصورة‭ ‬المصنوعة،‭ ‬والمزيفة‭ ‬عن‭ ‬قوتها‭ ‬وقدرتها‭ ‬وصلابة‭ ‬جيشها‭ ‬المحتل،‭ ‬وقوة‭ ‬تماسكها‭ ‬وتطورها،‭ ‬وديمقراطيتها‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬سقط‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬له‭ ‬وجود،‭ ‬فقد‭ ‬باتت‭ ‬أوهن‭ ‬من‭ ‬بيت‭ ‬العنكبوت،‭ ‬فرغم‭ ‬الدعم‭ ‬المطلق‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والغرب‭ ‬بالمال‭ ‬والسلاح‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬والإعلام،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يشفع‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيونى‭ ‬ففشل‭ ‬بشكل‭ ‬ذريع‭.‬
مصر‭ ‬كسبت‭ ‬معركة‭ ‬الإرادات،‭ ‬وأعلنت‭ ‬وبثقة،‭ ‬وتأكد‭ ‬الجميع،‭ ‬أنها‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬فى‭ ‬المنطقة،‭ ‬القوة‭ ‬الحكيمة،‭ ‬التى‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬الحق‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والسلام،‭ ‬والالتزام‭ ‬بمقررات‭ ‬الشرعية،‭ ‬والقوانين،‭ ‬والقانون‭ ‬الدولى‭ ‬الإنساني،‭ ‬لكنها‭ ‬تملك‭ ‬فى‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬قوة‭ ‬الحكمة،‭ ‬وحكمة‭ ‬القوة،‭ ‬والصبر‭ ‬الاستراتيجى‭ ‬المرتكز‭ ‬على‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة،‭ ‬والردع‭.‬
حققت‭ ‬مصر‭ ‬أهدافها‭ ‬بإدارة‭ ‬عبقرية‭ ‬وإرادة‭ ‬صلبة‭ ‬وبالصدق‭ ‬والشرف‭ ‬والحق،‭ ‬وفشلت‭ ‬كل‭ ‬أهداف‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيونى‭ ‬الذى‭ ‬مارس‭ ‬الكذب‭ ‬والإجرام‭ ‬والزيف‭ ‬والباطل،‭ ‬ولم‭ ‬يحقق‭ ‬سوى‭ ‬العار‭ ‬والخزى‭ ‬والخسائر‭ ‬الفادحة،‭ ‬وحالة‭ ‬الانكشاف‭ ‬أمام‭ ‬الرأى‭ ‬العام‭ ‬العالمي،‭ ‬ولن‭ ‬يستطيع‭ ‬ممارسة‭ ‬الخداع،‭ ‬أو‭ ‬استعادة‭ ‬زيف‭ ‬السردية‭ ‬والصورة‭ ‬فى‭ ‬ممارسة‭ ‬الدجل‭ ‬على‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬وانتهاء‭ ‬الأزمة‭ ‬الحالية‭ ‬فلن‭ ‬تعود‭ ‬الأمور‭ ‬لطبيعتها‭ ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬كما‭ ‬تحسبه‭ ‬إسرائيل،‭ ‬ولكن‭ ‬كما‭ ‬تريده‭ ‬مصر‭ ‬والفلسطينيون‭ ‬أصحاب‭ ‬الحقوق‭ ‬المشروعة‭.. ‬فالعالم‭ ‬ليس‭ ‬أمامه‭ ‬إلا‭ ‬الإقرار‭ ‬بالحل‭ ‬الشامل‭ ‬والعادل‭ ‬والدائم‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬وإقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مستقلة‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬‮٤‬‭ ‬يونيو‭ ‬‮٧٦٩١‬‭ ‬عاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية،‭ ‬منزوعة‭ ‬السلاح‭ ‬بوجود‭ ‬قوات‭ ‬أممية‭ ‬أو‭ ‬دولية‭ ‬أو‭ ‬عربية،‭ ‬تضمن‭ ‬الأمن‭ ‬للدولتين،‭ ‬إسرائيل‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬ما‭ ‬أرادت‭ ‬أو‭ ‬خططت‭ ‬له‭ ‬فموازين‭ ‬القوة‭ ‬باتت‭ ‬مختلفة‭ ‬ولن‭ ‬تستطيع‭ ‬فرض‭ ‬سياسة‭ ‬الأمر‭ ‬الواقع،‭ ‬لذلك‭ ‬فى‭ ‬ظنى‭ ‬أن‭ ‬الأمور‭ ‬ستتغير‭ ‬وسوف‭ ‬تنجح‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬إقرار‭ ‬حل‭ ‬الدولتين،‭ ‬وإقامة‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وبالتالى‭ ‬إجهاض‭ ‬محاولات‭ ‬تنفيذ‭ ‬نفس‭ ‬المخططات‭ ‬فى‭ ‬المستقبل،‭ ‬فآفة‭ ‬إسرائيل‭ ‬أنها‭ ‬تنسى‭ ‬ولا‭ ‬تتعظ،‭ ‬تطاردها‭ ‬أضغاث‭ ‬الأحلام،‭ ‬وأوهام‭ ‬الشيطان‭ ‬لذلك‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬سيرتها‭ ‬الأولى‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬استشعرت‭ ‬ضعف‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر،‭ ‬فهى‭ ‬لاترتدع‭ ‬إلا‭ ‬بالقوة،‭ ‬ولا‭ ‬تخشى‭ ‬إلا‭ ‬الأقوياء‭ ‬ولا‭ ‬تستهدف‭ ‬إلا‭ ‬المدنيين‭ ‬العزل‭ ‬الأبرياء‭ ‬والأطفال‭ ‬والنساء،‭ ‬تلك‭ ‬هى‭ ‬بطولاتها‭ ‬المزعومة،‭ ‬أسد‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬والأبرياء‭ ‬العزل،‭ ‬ونعامة‭ ‬على‭ ‬الأقوياء‭ ‬لذلك‭ ‬تحيا‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬الغطرسة‭.‬

تحيا مصر

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى