نيويورك تايمز : دبلوماسيون إسرائيليون حاولوا إقناع الغرب بإخلاء قطاع غزة من سكانه
تحت الأهداف المعلنة أضمرت إسرائيل شرًا لجيرانها وضغط مسؤولو سلطة الاحتلال الإسرائيلي بهدوء وفي تكتم شديد على مصر للسماح باستقبال أعداد كبيرة من سكان غزة، ولم يدعو أي مسؤول بالحكومة علنًا أعدادًا كبيرة من سكان غزة إلى الانتقال إلى مصر ولكن صحيفة “نيويورك تايمز” أكدت أنهم في الأحاديث الخاصة، كما قال الدبلوماسيون الأوروبيون، كانت تل أبيب تدفع من أجل ذلك على وجه التحديد، وهو ما يزيد من مخاوف الفلسطينيين من الطرد الدائم ومن نكبة أخرى.
ووفقًا للتايمز، حاولت إسرائيل بهدوء حشد دعم دولي في الأسابيع الأخيرة لنقل عدة مئات الآلاف من المدنيين من غزة إلى مصر طوال مدة حربها في القطاع، وفقًا لستة من كبار الدبلوماسيين الأجانب.
وقد اقترح القادة والدبلوماسيون الإسرائيليون الفكرة بشكل خاص على العديد من الحكومات الأجنبية، وحاول الاحتلال تزيين مخططة تحت عباءة “مبادرة إنسانية” زعموا أن من شأنها أن تسمح للمدنيين بالهروب مؤقتًا من مخاطر القصف في غزة إلى مخيمات لاجئين في صحراء سيناء، عبر الحدود في مصر المجاورة وقد تم رفض هذا الاقتراح من قبل معظم الدبلوماسيين الذين كانوا في حوار مع المسؤولين الإسرائيليين – ومن بينهم الولايات المتحدة وبريطانيا – بسبب خطر أن يصبح مثل هذا النزوح الجماعي دائمًا.
وتخشى هذه الدول من أن يؤدي مثل هذا التطور إلى زعزعة استقرار مصر وإبعاد أعداد كبيرة من الفلسطينيين عن وطنهم، وفقًا للدبلوماسيين الذين تحدثوا دون الكشف عن هويتهم من أجل مناقشة مسألة حساسة بمزيد من الحرية.
كما تم رفض هذه الفكرة بشدة من قبل الفلسطينيين أنفسهم، والذين يخشون من أن إسرائيل تستخدم الحرب – التي بدأت في أعقاب 7 أكتوبر – لتهجير أكثر من مليوني شخص يعيشون في غزة بشكل دائم وبالفعل، فر أكثر من 700 ألف فلسطيني أو طردوا من منازلهم في الكيان الصهيوني الذي يعرف الآن بإسرائيل خلال الحرب التي أحاطت بإنشاء الدولة في عام 1948 والآن يحذر العديد من أحفادهم من أن الحرب الحالية سوف تنتهي “نكبة” مماثلة كما تسمى هجرة 1948 بالعربية ورفض مكتب بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، التعليق على تصريحات المصادر للتايمز.
بعد أيام من هجوم 7 أكتوبر، دعا جيش الاحتلال الإسرائيلي جميع سكان شمال غزة – حوالي نصف سكان القطاع بالكامل – إلى الإخلاء إلى جنوب غزة بينما كان يستعد لغزو بري ولكن الاحتلال لم يتحدث علنًا عن أي عبور للفلسطينيين للحدود المصرية، المغلقة إلى حد كبير منذ بداية الحرب.
ومن جانبها، رفضت مصر فكرة التهجير المؤقت، ناهيك عن التهجير الدائم ورفض متحدث باسم الحكومة المصرية التعليق على هذا المقال، مشيرًا بدلًا من ذلك إلى خطاب واضح للغاية ألقاه الرئيس عبد الفتاح السيسي الشهر الماضي، والذي رفض فيه الفكرة جملة وتفصيلًا.
وقال السيسي في كلمة نشرت على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي X، تويتر سابقًا: “لقد أكدت مصر وكررت رفضها التام للتهجير القسري للفلسطينيين ونزوحهم إلى الأراضي المصرية في سيناء، حيث إن ذلك ليس إلا تصفية نهائية للقضية الفلسطينية” ومع ذلك، فقد أيد بعض حلفاء نتنياهو السياسيين علنًا فكرة نقل أعداد كبيرة من سكان غزة مؤقتًا إلى مصر وكذلك إلى دول أخرى في المنطقة وفي الغرب.
وقال داني دانون، النائب عن حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو والسفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة، إنه يؤيد إجلاء المدنيين في غزة لإعطاء إسرائيل مساحة أكبر للمناورة أثناء غزوها البري لغزة، ولإبعاد المدنيين عن طريق الأذى، وهي مزاعم تتوشح بالأهداف الإنسانية والأولى التوقف عن قصف المدنيين.
وتابع دانون في مقابلة عبر الهاتف: “إننا نحاول خفض مستوى الخسائر البشرية بين قواتنا والمدنيين”.
وأضاف: “لا نتوقع من المصريين فحسب، بل من المجتمع الدولي برمته أن يبذلوا جهدا حقيقيا لدعم وقبول سكان غزة”.