مقالات

المشاركة الإيجابية.. عنوان قوة الوطن

الكاتب أ / عبد الرازق توفيق

الانتخابات الرئاسية أهم الاستحقاقات الدستورية التى تستحوذ على اهتمام الجميع، وتأتى فى توقيت بالغ الدقة، يشهد فيه العالم صراعات حادة وعنيفة، وتعانى المنطقة اضطرابات ومواجهات معقدة، وتواجه فيه مصر تحديات ومؤامرات ومخططات وتعيش فى طوق من النار.. حيث الأزمات والحرائق من كل اتجاه وهو ما يفرض على المصريين الانتباه والخروج بالملايين للمشاركة فى الانتخابات الرئاسية، خاصة أن الاصطفاف والوعى الشعبى بات هو الرهان الرئيسى لحماية الأوطان وصمام الأمان للحفاظ على بقاء ووجود الدول.
 المشاركة الإيجابية فى الانتخابات بصفة عامة، والانتخابات الرئاسية بشكل خاص هى عنوان الدول ومدى تقدمها وقوتها، وقياس وترمومتر للديمقراطية وحرية الرأى والتعبير، والتى توليها الدولة المصرية اهتماماً كبيراً وغير مسبوق كحق دستورى وقانوني، يجسد تقدم الوطن وقدرة المواطن على الاختيار بحرية ونزاهة وشفافية.. كما أن الانتخابات الرئاسية تتمتع بأعلى معايير وضمانات النزاهة من خلال الإشراف القضائى الكامل على جميع مراحل الانتخابات وتطبيق مبدأ «قاض لكل صندوق» وهى أعلى مقومات ومعايير النزاهة فى العالم.. كما أن الهيئة الوطنية للانتخابات ..وهى مستقلة، منوطة بإجراء والإشراف على العملية الانتخابية.. إذن الدولة المصرية هيأت جميع الإجراءات والسبل والوسائل والتأمين اللازم لخروج العملية الانتخابية بشكل يشرف الدولة المصرية صاحبة الحضارة العريقة والتاريخ الزاخر بالديمقراطية.. لذلك فالمواطن مسئول عن خروج العملية الانتخابية بشكل يجسد ما وصلت إليه مصر أمام العالم، والدولة أيضا وضعت المواطن أمام مسئولياته فى المشاركة الإيجابية والاختيار الحر بما يراه مناسباً لمصلحة الوطن، لتكون الانتخابات الرئاسية وبحق عيداً وعرساً للديمقراطية فى بلد عظيم بحجم مصر.
المواطن المصرى تأكد بما لا يدع مجالاً للشك أنه شريك أساسى فى بناء الوطن والحفاظ عليه.. وهذا بكل تأكيد عامل رئيسى فى حالة الأمن والاستقرار التى تتمتع بها مصر فى منطقة مضطربة.. لذلك فإن مشاركته فى الانتخابات الرئاسية هى مسئولية وطنية من الدرجة الأولي، وفى إطار دوره ومشاركته فى البناء والحفاظ على مصر ورسم صورة فاخرة ومشرفة أمام العالم الذى ينتظر ويترقب مشاركة المصريين فى أهم وأبرز انتخابات واستحقاق دستوري، وتجسد حالة الوعى الحقيقى لدى المواطنين وإدراكهم لمسئولياتهم الوطنية، ومسئولياتهم تجاه بلدهم.
الحقيقة، أن المشاركة الإيجابية فى الانتخابات الرئاسية لها الكثير من الأبعاد المختلفة سواء وطنية أو فيما يتعلق بالأمن والأمان والاستقرار أو تقديم صورة الوطن بأفضل ما يكون أو البُعد التنموى والاقتصادي، وكذا البعد الديني.. فالمشاركة والاختيار هما مسئولية أمام الله سبحانه وتعالي، والمسئولية عن الوطن والحفاظ عليه هى أيضا قضية دينية تتعلق بالضمير وحسن الاختيار فيمن نراه قادراً على حكم مصر واستكمال مسيرتها نحو البناء والتنمية والتقدم وبناء الإنسان والحفاظ على أمنها واستقرارها وحماية أمنها القومى وسط أتون الصراعات والاضطرابات والمؤامرات والمخططات والأطماع التى تحدق بالوطن من كل حدب، وأيضا اختيار الرئيس الذى يتمتع بالحكمة والعلم والخبرات وتقديرات الموقف وقدرة على القيادة والإبحار بسفينة الوطن إلى شاطئ الأمان والسلام، وتحقيق آمال وتطلعات الناس فى «حياة كريمة» والاهتمام بما يُقدم لهم من خدمات ورعاية ومستوى طموح وتطلعات هذا الرئيس وقدرته على تحقيق الإنجازات والنجاحات فى هذا الإطار.. رئيس نثق فيه ونأتمنه على حاضر ومستقبل هذا الوطن بما لديه من حكمة وقدرة ورؤية وخبرات عريضة.. أدركنا جميعاً أنه الأصلح والأقدر على قيادة سفينة الوطن والمضى بها إلى الأمان والتقدم والبناء.
الحقيقة أيضا، أن المشاركة الإيجابية فى الانتخابات الرئاسية، تؤكد أمراً غاية فى الأهمية، خاصة فى ظل التهديدات والاضطرابات والمخططات فى المنطقة، وهو أن وحدة الشعب ووعيه المتوهج واصطفافه حول قيادة اختارها بإجماع، يلتف حولها ويدعم ما تراه مناسباً لدرء المخاطر وحماية الأمن القومي، هو أقوى سلاح يحمى الوطن ويصون مقدراته ويحفظ للشعب أمنه واستقراره ويضمن وجوده وتقدمه.. لذلك علينا أن نحول من أيام الانتخابات الثلاثة أياماً من أجل الوطن وحمايته، وأن حالة الولاء والانتماء لمصر ليست بالكلام والشعارات، ولكن فى الحرص على إبراز التلاحم والاصطفاف الوطني.. فالشعب هو الكتلة والصخرة الصلبة التى تتحطم عليها مؤامرات قوى الشر ويبث فى شرايين الوطن الأمن والأمان والاستقرار والثقة والطمأنينة.. لذلك المشاركة الإيجابية فى الانتخابات الرئاسية ليست من قبيل الرفاهية، ولكنها مهمة كبرى ودور أساسى مثل الجندى المقاتل الذى يدافع عن وطنه، فكل صوت إيجابى حريص على المشاركة، هو طعنة فى قلب المؤامرة.
الانتخابات الرئاسية التى تجرى خلال أيام، هى نقطة محورية فى مسيرة هذا الوطن، يترقبها وينتظرها العالم الصديق والعدو، لأن البناء على مضامين الانتخابات هو أمر مهم.. لذلك علينا أن نؤكد للعالم أننا شعب على قلب رجل واحد، لن نسمح أبداً بالمساس بمصر وأمنها القومي.. لذلك أعتبر المشاركة الإيجابية وبكثافة هى رسالة قوة وردع.
أهمية المشاركة الإيجابية وبكثافة فى الانتخابات الرئاسية، تأتى أيضا من عالم يتشكل وتعاد صياغته من جديد فى مرحلة المخاض.. فنحن أمام نظام عالمى جديد ترسم ملامحه، وهناك قوى تتصارع سواء للحفاظ على النظام القديم لهيمنته ونفوذه أو بناء نظام جديد متعدد الأقطاب، وبينهما محاولات وصراعات ومعارك دامية ومحاولات شرسة للاستقطاب وفرض الإملاءات والابتزاز، وفى ظل هذه الحالة تبرز أهمية الاصطفاف الوطنى ووحدة الشعب والتفافه حول قيادته السياسية للحفاظ على استقلال القرار الوطنى وتحقيق المصالح الوطنية العليا وتخليد حالة الشموخ المصرية التى بدت عليها مصر على مدار العشر سنوات الأخيرة، تجلت فى التعاطى والتعامل مع أزمة غزة والتصعيد الإسرائيلى الإجرامى فى حق الفلسطينيين، حيث ضربت مصر الدولة قيادة وشعباً ومؤسسات وأجهزة، المثل والقدوة فى الاصطفاف والوحدة على قلب رجل واحد، حول القيادة  السياسية.. لذلك نجحت مصر بشموخ وحسم وحزم فى إجهاض مخطط التهجير القسرى للفلسطينيين إلى الأراضى المصرية وإفشال مخطط التوطين على حساب سيناء، وبالتالى تصدت مصر لمحاولات ومؤامرات تصفية القضية الفلسطينية وبحالة الاصطفاف المصرية ووحدة القيادة والشعب، وبذلك أجبرت مصر العالم على الحديث بنفس مفردات رؤيتها والقناعة بأنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا بحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود ٤ يونيو 1967 عاصمتها القدس الشرقية.. تلك هى القيادة الحكيمة والرشيدة والشامخة التى حولت دفة المخطط والمؤامرة إلى إنجازات ونجاحات مصرية.. لذلك بات لدينا قناعة وإيمان بأنه لا سبيل لمواجهة أزماتنا وتحدياتنا والتهديدات التى تواجه أمننا القومى سوى بالوحدة والاصطفاف والتشاركية، وأن نكون دائما على قلب رجل واحد، حول قيادة سياسية وطنية تمثل وتجسد إرادتنا فى الاختيار الصحيح، تمتلك القدرة والعلم والخبرات والحكمة للحفاظ على أمن مصر، لم تغامر يوماً بحاضر ومستقبل الوطن، بل حافظت على أعلى درجات الأمن والاستقرار فيه، حتى باتت مصر هى واحة الأمن والأمان، وهى ملاذ الباحثين عن الاطمئنان والفارين من ويلات الفوضى والاقتتال والاضطرابات.
التعامل الذى يجب أن يوليه المواطن لقضية المشاركة الإيجابية فى الانتخابات الرئاسية، يجب أن ينطلق من مبدأ المسئولية الوطنية من حماية مصر وضمان أمنها وسيادتها واستكمالها لمسيرة البناء والتنمية ورسم وتحديد ملامح المستقبل الواعد الذى ينتظرها، والذى يستهدف بمحاولات التعطيل والتشكيك والأكاذيب والشائعات من حزب الشيطان والعمالة.. لذلك فإن صوت المواطن الانتخابى وحرصه على المشاركة الإيجابية هو إجهاض لهذا المخطط الشيطانى الذى يسعى إلى المنع والحيلولة دون تقدمنا أو بلوغ أهدافنا، والذى يريد ضرب أكبر مشروع وطنى للبناء والتقدم فى تاريخ مصر.. لذلك بأيدينا وإرادتنا ومشاركتنا نحافظ على مكتسباتنا وفرصنا فى التقدم، ونخرس ألسنة الإفك من العملاء والمرتزقة الذين جل أهدافهم إيقاع الفتنة فيما بيننا وتفتيت عضدنا والنيل من إرادتنا نحو استكمال البناء.
المشاركة فى الانتخابات الرئاسية، هى انحياز للصدق والشرف والبناء والتنمية والقوة والقدرة والشموخ والانتماء والولاء.. هى أيضا انحياز وعرفان لمن أنقذ الوطن وبنى قلاعه وشيد قوته وقدرته وصلابته فى مواجهة التحديات والتهديدات، ومن امتلك الرؤية واستشرف المستقبل ليحفظ لوطنه البقاء والبناء والأمن والاستقرار فى ظل اضطرابات إقليمية مشتعلة وصراعات دولية دامية.
أبعاد كثيرة وأهداف ورسائل عديدة، تكمن وراء أهمية المشاركة الإيجابية فى الانتخابات الرئاسية، سواء للحفاظ على بقاء واستقلال وسيادة الوطن، أو استمرار الأمل والتطلع إلى المستقبل فى استكمال مسيرة البناء والتنمية، أو إيصال رسالة للعالم أجمع أن المصريين تجمعهم مظلة الوطن ورايته، وأنهم على قلب رجل واحد حول القيادة السياسية وأن وعيهم فى أعلى درجات التوهج، مدركين ما يحاك لوطنهم من مؤامرات ومخططات، وقادرون على إجهاضها.. وأيضا جاهزون للدفاع وحماية مصر، وأنهم سيواصلون درب البناء والتنمية والتقدم بإرادة قوية وعزيمة لا تلين، لتحقق المعجزات والإنجازات التنموية واستكمال مسيرة السنوات الـ ٩ الماضية التى تحقق فيها ما لا يتحقق فى 100 عام، وأن ما تم من إنجازات كان ليستغرق 50 عاماً.. فالمصريون جميعاً تأكدوا أن طريق الإصلاح والبناء والتنمية هو السبب الرئيسى فيما يعيشونه من أمن وأمان واستقرار وشموخ وقوة وقدرة فى مواجهة التحديات والتهديدات، وأن القادم لهم أفضل فى الاستمرار.. فى بناء الإنسان وتحقيق آماله وتطلعاته.. فى حياة كريمة من خلال توزيع عادل لعوائد البناء والتنمية على كافة مناطق وربوع البلاد.. فى الصعيد وسيناء.. فى القرى والنجوع.. فى استمرار تنفيذ الرؤية الاستراتيجية العبقرية لبناء الدولة الحديثة.. فى الاستثمار فى موقع مصر الاستراتيجى الذى دخل حيز التنفيذ على مدار السنوات السابقة.. فى بنية تحتية عصرية وتطوير الموانئ المصرية بشكل عصرى وربطها بشبكات نقل مواصلات حديثة، لتدخل مصر حيز التنافسية فى مجال التجارة العالمية واللوجيستيات، ثم ما تحقق فى مجال الزراعة وإضافة ٤ ملايين فدان جديدة للرقعة الزراعية المصرية لحماية وضمان الأمن الغذائى للمصريين.. لذلك فنحن على مقربة من مرحلة جنى ثمار أكبر عملية إصلاح وبناء وتنمية خلال العقد الأخير، تدفع بمصر إلى مصاف الدول المتقدمة.
الانتخابات الرئاسية والمشاركة الإيجابية فيها، هى رهان حقيقى على وعى المصريين وإدراكهم لما يحاك لمصر من تهديدات ومخططات ومحاولات لضرب مشروعهم الوطنى للبناء والتقدم وقطع الطريق أمام أبواق الكذب المدعومة والممولة والمستضافة من قوى الشر من أعداء مصر، وهى أيضا قياس حقيقى لوحدة المصريين وقوة إرادتهم ليصنعوا أمجاداً جديدة ويبعثوا للعالم رسالة مفادها أن مصر وجدت لتقود بقدراتها وهيبتها ووحدة الهدف لدى شعبها.
الحقيقة، أن كل مواطن مصرى حريص على تشريف وطنه ورسم صورته القوية أمام العالم.. فنحن أمام وسائل إعلام دولية سوف تغطى مجريات وسير الانتخابات ومجتمع مدني، وأيضا إعلام محلى حريص على نقل الصورة بنزاهة وشفافية.. لذلك فإن صورة مصر أمام العالم هى مسئولية وأمانة فى رقبة كل مواطن مصرى مطالباً بأن يبرز ويؤكد قوة اصطفاف المصريين ووعيهم، وقدرتهم على التحدى وصناعة الفارق وحماية الوطن.
مشاركة المصريين بكثافة وإيجابية فى الانتخابات الرئاسية القادمة، قضية أمن قومي.. لأننا أمام اختيار لرئيس قادر على مجابهة الأزمات والتحديات والتهديدات والمخططات والمؤامرات والأطماع وقيادة مصر فى فترات بالغة الدقة وصياغة وبلورة مستقبلها وحماية أمنها واستقرارها والحفاظ على وحدتها وسيادتها.. لذلك فإن المشاركة فى الانتخابات الرئاسية دليل على الوعى الوطنى والإصرار على استكمال مسيرة البناء والتنمية والتقدم وتنفيذ مشروع مصر الوطنى للتقدم، الذى بدأ بتنفيذه على مدار ٩ سنوات.
المشاركة الإيجابية فى الانتخابات الرئاسية، هى عنوان قوة الوطن وتلاحمه واصطفافه ووعيه وحيويته وإرادته، هو أمر لا يجب أبداً أن نستهين به فى خضم التحديات والتهديدات الإقليمية والدولية، إضافة إلى التطلع إلى المستقبل وتحقيق الآمال باستكمال مسيرة البناء والتنمية والأمن والأمان والاستقرار، بقيادة انتهجت الحكمة والشموخ، فباتت عقيدة الدولة المصرية.. لذلك سنرسم جميعاً فى أيام الانتخابات ملامح لصورة يشرف بها الوطن وتجسد تحدى المصريين الذى صنع الحاضر والمستقبل.

تحيا مصر

زر الذهاب إلى الأعلى