مقالات

سلام‭ ‬القوة‭.. ‬ومحاولات‭ ‬الوقيعة‭.. ‬وقاتل‭ ‬فى‭ ‬‮«‬بلبيس‮»‬‭.!‬


الكاتب أ / السيد البابلي

عندما‭ ‬ذهب‭ ‬الرئيس‭ ‬الراحل‭ ‬أنور‭ ‬السادات‭ ‬إلى‭ ‬القدس‭ ‬فى‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬نوفمبر‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬‮٧٧٩١‬‭ ‬فى‭ ‬زيارته‭ ‬التاريخية‭ ‬لمخاطبة‭ ‬الكنيست‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬فإن‭ ‬الزيارة‭ ‬كانت‭ ‬بداية‭ ‬لهجوم‭ ‬السلام‭ ‬الذى‭ ‬قاده‭ ‬السادات‭ ‬باقتدار‭ ‬بعد‭ ‬الانتصار‭ ‬الذى‭ ‬حققه‭ ‬الجيش‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬أكتوبر‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬‮٣٧‬‭.‬
وبعد‭ ‬الزيارة‭ ‬التى‭ ‬هزت‭ ‬العالم‭ ‬وكانت‭ ‬سببًا‭ ‬فى‭ ‬تحريك‭ ‬مفاوضات‭ ‬السلام‭ ‬العربية‭ ‬ــ‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬فإن‭ ‬الزيارة‭ ‬نجم‭ ‬عنها‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬معاهدة‭ ‬السلام‭ ‬بين‭ ‬مصر‭ ‬وإسرائيل‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬‮٩٧٩١‬‭ ‬بعد‭ ‬اتفاقيات‭ ‬كامب‭ ‬ديفيد‭ ‬التى‭ ‬وقعها‭ ‬السادات‭ ‬مع‭ ‬مناحم‭ ‬بيجين‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬إسرائيل‭ ‬فى‭ ‬السابع‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬سبتمبر‭ ‬عام‭ ‬‮٨٧٩١‬‭.‬
ومنذ‭ ‬هذا‭ ‬التاريخ‭ ‬فإن‭ ‬مصر‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬معاهدة‭ ‬السلام‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬المعاهدة‭ ‬إطارًا‭ ‬شاملاً‭ ‬للسلام‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬ومدخلاً‭ ‬لحل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬التى‭ ‬تمثل‭ ‬قضية‭ ‬مصر‭ ‬الأولي‭.‬
والتزام‭ ‬مصر‭ ‬بمعاهدة‭ ‬السلام‭ ‬رغم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الاستفزازات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬فى‭ ‬مواقف‭ ‬عديدة‭ ‬كان‭ ‬تأكيدًا‭ ‬ورسالة‭ ‬للعالم‭ ‬بأن‭ ‬مصر‭ ‬تحترم‭ ‬اتفاقياتها‭ ‬وتعهداتها‭ ‬والتزاماتها‭ ‬الدولية‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬الظروف‭ ‬والتقلبات‭ ‬وبعيدًا‭ ‬عن‭ ‬المواقف‭ ‬العاطفية‭ ‬والانفعالية‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تصلح‭ ‬فى‭ ‬التعاملات‭ ‬الدولية‭.‬
وعندما‭ ‬أعيد‭ ‬التذكير‭ ‬بذلك‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬فى‭ ‬سياق‭ ‬التوضيح‭ ‬للذين‭ ‬غمرتهم‭ ‬المشاعر‭ ‬الحماسية‭ ‬ودفعتهم‭ ‬إلى‭ ‬المطالبة‭ ‬بإلغاء‭ ‬معاهدة‭ ‬السلام‭ ‬وتناسوا‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬التزامات‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬الأصيلة‭ ‬ومواقفها‭ ‬تجاه‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬لم‭ ‬تتوقف‭ ‬أو‭ ‬تتغير‭ ‬منذ‭ ‬توقيع‭ ‬المعاهدة‭ ‬وأن‭ ‬الوساطات‭ ‬المصرية‭ ‬الناجحة‭ ‬فى‭ ‬الأزمات‭ ‬التى‭ ‬تعرض‭ ‬لها‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطينى‭ ‬فى‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬أو‭ ‬غزة‭ ‬كانت‭ ‬سببًا‭ ‬فى‭ ‬انقاذ‭ ‬الأرواح‭ ‬والتقليل‭ ‬من‭ ‬الضغوط‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭.‬
وواقعيًا‭ ‬فإن‭ ‬عدم‭ ‬الالتزام‭ ‬بالمعاهدة‭ ‬أو‭ ‬إلغاءها‭ ‬يعنى‭ ‬تعريض‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬المصرى‭ ‬للخطر‭ ‬بالدخول‭ ‬فى‭ ‬مواجهات‭ ‬دولية‭ ‬تنتظر‭ ‬وتتلهف‭ ‬لمحاولة‭ ‬استثمار‭ ‬ردود‭ ‬الأفعال‭ ‬الانفعالية‭ ‬وترجمتها‭ ‬إلى‭ ‬هجوم‭ ‬ومؤامرات‭ ‬على‭ ‬مصر‭.‬
إن‭ ‬القيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬المصرية‭ ‬القادرة‭ ‬والواعية‭ ‬لكل‭ ‬الظروف‭ ‬المحيطة‭ ‬بنا‭ ‬كانت‭ ‬حريصة‭ ‬دائمًا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تظل‭ ‬قواتنا‭ ‬المسلحة‭ ‬فى‭ ‬أعلى‭ ‬المستويات‭ ‬التدريبية‭ ‬والتسليحية‭ ‬إيمانًا‭ ‬منها‭ ‬بأن‭ ‬السلام‭ ‬لا‭ ‬يعنى‭ ‬الاسترخاء‭ ‬وأن‭ ‬السلام‭ ‬الحقيقى‭ ‬تحميه‭ ‬قوة‭ ‬تسانده‭ ‬وتعززه‭  ‬وأن‭ ‬جيش‭ ‬مصر‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يظل‭ ‬مستعدًا‭ ‬وجاهزًا‭.. ‬فسلام‭ ‬القوة‭ ‬يعنى‭ ‬حماية‭ ‬الأرض‭ ‬والعرض‭ ‬والشرف‭.. ‬وجيش‭ ‬مصر‭ ‬قادر‭.. ‬والمعاهدة‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬تكون‭ ‬عائقًا‭ ‬أمام‭ ‬مسئولياته‭ ‬التاريخية‭.‬
‭> > >‬
ونحذر‭ ‬عالمنا‭ ‬العربى‭ ‬كله‭ ‬من‭ ‬كيانات‭ ‬وهمية‭ ‬أو‭ ‬مجهولة‭ ‬فى‭ ‬أوروبا‭ ‬وفى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تحمل‭ ‬مسميات‭ ‬إسلامية‭ ‬أو‭ ‬عربية‭ ‬أو‭ ‬دولية‭ ‬وتتحدث‭ ‬فى‭ ‬القضايا‭ ‬والأزمات‭ ‬العربية‭ ‬وتصدر‭ ‬بيانات‭  ‬تنتشر‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى‭ ‬تتضمن‭ ‬معلومات‭ ‬لا‭ ‬أساس‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬الصحة‭ ‬ومواقف‭ ‬غير‭ ‬حقيقية‭ ‬ووقائع‭ ‬لم‭ ‬تحدث‭ ‬بهدف‭ ‬الوقيعة‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭  ‬وتأليب‭ ‬بعضها‭ ‬على‭ ‬الآخر‭ ‬وتحاول‭ ‬اقناع‭ ‬‮«‬السذج‮»‬‭ ‬بنشر‭ ‬هذه‭ ‬البيانات‭ ‬والمنشورات‭ ‬على‭ ‬أوسع‭ ‬نطاق‭ ‬بزعم‭ ‬تعميم‭ ‬الفائدة‭ ‬بينما‭ ‬هى‭ ‬فى‭ ‬حقيقتها‭ ‬بيانات‭ ‬ومنشورات‭ ‬مضللة‭ ‬تستهدف‭ ‬إلهاء‭ ‬العقل‭ ‬العربى‭ ‬واغراقه‭ ‬فى‭ ‬دوامة‭ ‬من‭ ‬الشكوك‭ ‬وانعدام‭ ‬الثقة‭.. ‬هذه‭ ‬المنظمات‭ ‬والكيانات‭ ‬الوهمية‭ ‬هى‭ ‬أقوى‭ ‬أسلحة‭ ‬الهدم‭ ‬لقناعاتنا‭ ‬ولأفكارنا‭.. ‬والحذر‭ ‬واجب‭.. ‬وهذه‭ ‬هى‭ ‬مرحلة‭ ‬الإعلام‭ ‬الرسمى‭ ‬فقط‭.. ‬والحقيقة‭ ‬لها‭ ‬مصدر‭ ‬واحد‭.‬
‭> > >‬
ونتحدث‭ ‬فى‭ ‬قضايانا‭ ‬المحلية‭ ‬وحواراتنا‭ ‬اليومية‭ ‬والدولار‭ ‬المفترى‭ ‬الذى‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬ينهد‮»‬‭.. ‬وأدعو‭ ‬المواقع‭ ‬الاخبارية‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬نشر‭ ‬أسعار‭ ‬الدولار‭ ‬فى‭ ‬السوق‭ ‬الموازية‭ ‬لأن‭ ‬النشر‭ ‬اليومى‭ ‬يدخل‭ ‬الدولار‭ ‬فى‭  ‬مضاربات‭.. ‬نرجوكم‭.. ‬توقفوا‭ ‬واكتفوا‭ ‬بالسعر‭ ‬الرسمى‭ ‬المعلن‭ ‬فى‭ ‬البنوك‭ ‬فقط‭.‬
‭> > >‬
ونذهب‭ ‬إلى‭ ‬الدكتور‭ ‬محمود‭ ‬شلبى‭ ‬أمين‭ ‬الفتوى‭ ‬بدار‭ ‬الافتاء‭ ‬وإعادة‭ ‬تذكير‭ ‬الرجال‭ ‬بأن‭ ‬عليهم‭ ‬ألا‭ ‬يحرموا‭ ‬الاناث‭ ‬من‭ ‬نصيبهن‭ ‬فى‭ ‬الميراث‭ ‬وهى‭ ‬العادة‭ ‬المنتشرة‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬فى‭ ‬المناطق‭ ‬الريفية‭ ‬حيث‭ ‬يرفض‭ ‬الرجال‭ ‬خروج‭  ‬وتوزيع‭ ‬الأرض‭ ‬على‭ ‬الاناث‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تخرج‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬نطاق‭ ‬العائلة‭..!‬
ويقول‭ ‬الدكتور‭ ‬شلبى‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬محذرًا‭ ‬ومذكرًا‭ ‬بحديث‭ ‬النبى‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭: ‬‮«‬من‭ ‬حرم‭ ‬وارثًا‭ ‬من‭ ‬ميراثه‭ ‬حرمه‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬ميراثه‭ ‬فى‭ ‬الجنة‮»‬‭.‬
ورغم‭ ‬ما‭ ‬يقوله‭ ‬الدكتور‭ ‬شلبى‭ ‬ورغم‭ ‬تذكيره‭ ‬بما‭ ‬يقوله‭ ‬الدين‭.. ‬فبعض‭ ‬الرجال‭ ‬لهم‭ ‬رأى‭ ‬آخر‭ ‬مستمد‭ ‬من‭ ‬‮«‬الطمع‮»‬‭ ‬أولاً‭  ‬وأخيرًا‭ ‬وسوف‭ ‬يستمرون‭ ‬فى‭ ‬ظلم‭ ‬الاناث‭ ‬دائمًا‭..!‬
‭> > >‬
ولأن‭ ‬لبعض‭ ‬الرجال‭ ‬رأيًا‭ ‬فى‭ ‬الاناث‭ ‬فإن‭ ‬الشرقية‭ ‬كانت‭ ‬شاهدًا‭ ‬على‭ ‬ذلك‭  ‬وزوج‭ ‬‮«‬أهبل‮»‬‭ ‬فى‭ ‬إحدى‭ ‬قرى‭ ‬مركز‭ ‬بلبيس‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬راضيًا‭ ‬أن‭ ‬زوجته‭ ‬حامل‭ ‬فى‭ ‬بنت‭ ‬فظل‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬يضربها‭ ‬ويعذبها‭ ‬وفى‭ ‬إحدى‭ ‬المرات‭ ‬ضربها‭ ‬وهو‭ ‬يردد‭ ‬‮«‬لا‭ ‬انتى‭ ‬ولا‭ ‬اللى‭ ‬فى‭ ‬بطنك‭ ‬تهموني‮»‬‭.. ‬والمسكينة‭ ‬ماتت‭ ‬من‭ ‬الضرب‭ ‬هى‭ ‬ومن‭ ‬ببطنها‭.. ‬وسبع‭ ‬السباع‭ ‬هيدخل‭ ‬السجن‭ ‬ولا‭ ‬هيخلف‭ ‬بنت‭ ‬ولا‭ ‬كتكوت‭!! ‬ناس‭ ‬لسه‭ ‬دماغها‭ ‬بطيخ‭..!‬
‭> > >‬
وأحيانا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تجاهل‭ ‬الحياة،‭ ‬تجاهل‭ ‬أحداث‭ ‬تجاهل‭ ‬أشخاص‭ ‬تجاهل‭ ‬أفعال‭ ‬تجاهل‭ ‬أقوال‭.. ‬عود‭ ‬نفسك‭ ‬على‭ ‬التجاهل‭ ‬الذكى‭ ‬فليس‭ ‬كل‭ ‬أمر‭ ‬يستحق‭ ‬التوقف‭ ‬عنده‭.‬
‭> > >‬
وأخيرًا‭:‬
من‭ ‬ظن‭ ‬أن‭ ‬الباطل‭ ‬سينتصر‭ ‬على‭ ‬الحق‭ ‬فقد‭ ‬أساء‭ ‬الظن‭ ‬بالله‭.‬
‭> > >‬
والحب‭ ‬الذى‭ ‬يتغذى‭ ‬بالهدايا‭ ‬يبقى‭ ‬جائعًا‭ ‬على‭ ‬الدوام‭.‬
‭> > >‬
ومن‭ ‬أصابنى‭ ‬بتلك‭ ‬الخيبة‭ ‬كان‭ ‬الأقرب‭ ‬إلى‭ ‬قلبى‭ ‬وكنت‭ ‬أباهى‭ ‬به‭ ‬الناس‭ ‬يومًا‭.‬
‭> > >‬
ووجودك‭ ‬حكاية‭ ‬قدر‭ ‬جميلة‭ ‬لا‭ ‬تحكى‭ ‬ولا‭ ‬تكتب‭ ‬لكنها‭.. ‬تعاش‭.

زر الذهاب إلى الأعلى