مقالات

الدولة‭ ‬الوطنية‭.. ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الاستقرار

الكاتب أ / عبد الرازق توفيق

الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭.. ‬أصعب‭ ‬من‭ ‬تحقيقه،‭ ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬أعظم‭ ‬إنجازات‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬هو‭ ‬تحقيق‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الاستقرار‭.. ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬شفا‭ ‬الضياع‭ ‬بسبب‭ ‬الفوضى‭ ‬والانفلات‭ ‬والإرهاب‭ ‬الذى‭ ‬ظهر‭ ‬منذ‭ ‬اندلاع‭ ‬أحداث‭ ‬يناير‭ ‬2011‭ ‬واستمرار‭ ‬حكم‭ ‬الإخوان‭ ‬المجرمين‭ ‬الإرهابيين،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬الشرطة‭ ‬المصرية‭ ‬من‭ ‬تطور‭ ‬هائل‭ ‬وأداء‭ ‬احترافى‭ ‬يكشف‭ ‬مدى‭ ‬قدرتها‭ ‬فى‭ ‬أداء‭ ‬مهامها،‭ ‬ولعل‭ ‬الأرقام‭ ‬تكشف‭ ‬النجاح‭ ‬الكبير‭ ‬فما‭ ‬بين‭ ‬1200‭ ‬بؤرة‭ ‬إرهابية‭ ‬تم‭ ‬اكتشافها‭ ‬وتفكيكها،‭ ‬وضبط‭ ‬98‭.‬4٪‭ ‬من‭ ‬المساجين‭ ‬الهاربين‭ ‬فى‭ ‬أحداث‭ ‬يناير‭ ‬2011‭.. ‬ومواجهة‭ ‬260‭ ‬عملاً‭ ‬إرهابياً‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬2013،‭ ‬و2014‭ ‬وترسيخ‭ ‬العقيدة‭ ‬الإنسانية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬واحترام‭ ‬المواطن‭.. ‬بما‭ ‬يجسد‭ ‬الرؤية‭ ‬الرئاسية،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬الاستثمار‭ ‬فى‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬يحقق‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن‭.‬


الدولة‭ ‬الوطنية‭.. ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الاستقرار


لا‭ ‬يدرك‭ ‬قيمة‭ ‬نعمة‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والاستقرار‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬اكتوى‭ ‬بنيران‭ ‬الفوضى‭ ‬والانفلات‭ ‬والإرهاب‭ ‬والسقوط‭ ‬لذلك‭ ‬فهى‭ ‬النعمة‭ ‬الأغلى‭ ‬والأسمى‭ ‬والتى‭ ‬لا‭ ‬تقدر‭ ‬بمال،‭ ‬ولا‭ ‬تتحقق‭ ‬بسهولة‭ ‬ولكن‭ ‬بتضحيات،‭ ‬وحكمة‭ ‬بالغة،‭ ‬تحفها‭ ‬عناصر‭ ‬مختلفة‭ ‬مهمة‭ ‬فبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬قوة‭ ‬وقدرة‭ ‬الدولة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الوعى‭ ‬الحقيقى‭ ‬والاصطفاف‭ ‬الوطنى‭ ‬لدى‭ ‬الشعوب‭ ‬هو‭ ‬سر‭ ‬أسرار‭ ‬الاستقرار‭ ‬ولا‭ ‬يتأتى‭ ‬ذلك‭ ‬إلا‭ ‬بوجود‭ ‬قيادة‭ ‬تدرك‭ ‬وتؤمن‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬النعمة،‭ ‬والحفاظ‭ ‬عليها،‭ ‬وهى‭ ‬الجانب‭ ‬الأصعب،‭ ‬فى‭ ‬استدامة‭ ‬الاستقرار‭.‬
لا‭ ‬يخفى‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬أنه‭ ‬بدون‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والاستقرار،‭ ‬تقل‭ ‬فرص‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والتقدم‭ ‬وجذب‭ ‬الاستثمار‭ ‬وتحقيق‭ ‬آمال‭ ‬وتطلعات‭ ‬الشعوب‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الاستقرار‭ ‬مهمة‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬القيادة‭ ‬والشعب‭.‬
مصر‭ ‬خاضت‭ ‬معركة‭ ‬شرسة‭ ‬قدمت‭ ‬فيها‭ ‬تضحيات‭ ‬عظيمة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استعادة‭ ‬كامل‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬ولا‭ ‬ينسى‭ ‬المصريون‭ ‬ما‭ ‬تعرضت‭ ‬له‭ ‬مصر‭ ‬بسبب‭ ‬أحداث‭ ‬يناير‭ ‬‮١١٠٢‬‭ ‬من‭ ‬فوضى‭ ‬وانفلات‭ ‬وإرهاب‭ ‬وظهور‭ ‬كيانات‭ ‬إرهابية‭ ‬ومتطرفة‭ ‬خارج‭ ‬الحاضنة‭ ‬الوطنية،‭ ‬وكادت‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابية،‭ ‬إحدى‭ ‬أدوات‭ ‬المؤامرة‭ ‬على‭ ‬إسقاط‭ ‬وإضعاف‭ ‬وتقسيم‭ ‬الوطن‭ ‬أن‭ ‬تحول‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬ساحة‭ ‬حرب‭ ‬أهلية‭ ‬واقتتال‭ ‬بين‭ ‬شعبها،‭ ‬بشكل‭ ‬متعمد‭ ‬وممنهج،‭ ‬وحولت‭ ‬سيناء‭ ‬إلى‭ ‬تهديد‭ ‬حقيقى‭ ‬لمصر‭ ‬والتسبب‭ ‬فى‭ ‬ضياعها،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حشدها‭ ‬لأباطرة‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتكفير‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬دعمته‭ ‬ومولته‭ ‬قوى‭ ‬الشر،‭ ‬لكن‭ ‬إرادة‭ ‬المصريين‭ ‬انتصرت‭ ‬باستعادة‭ ‬كامل‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬ليس‭ ‬فى‭ ‬سيناء‭ ‬فحسب‭ ‬ولكن‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد‭.‬
مصر‭ ‬دفعت‭ ‬تكلفة‭ ‬باهظة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استعادة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬الإرهاب،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬سيناء،‭ ‬قدمت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬‮٣‬‭ ‬آلاف‭ ‬شهيد‭ ‬من‭ ‬أبطال‭ ‬الجيش‭ ‬والشرطة،‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬‮٢١‬‭ ‬ألف‭ ‬مصاب،‭ ‬فى‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬الإرهاب‭ ‬التى‭ ‬تكلفت‭ ‬‮٠٩‬‭ ‬مليار‭ ‬جنيه‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬‮٠٩‬‭ ‬شهراً‭ ‬بواقع‭ ‬مليار‭ ‬جنيه‭ ‬شهرياً،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إجمالى‭ ‬خسائر‭ ‬مصر‭ ‬منذ‭ ‬أحداث‭ ‬يناير‭ ‬‮١١٠٢‬‭ ‬وحتى‭ ‬رحيل‭ ‬وعزل‭ ‬الشعب‭ ‬للإخوان‭ ‬المجرمين‭ ‬بلغ‭ ‬‮٠٥٤‬‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭.. ‬إذن‭ ‬فالأوطان‭ ‬تدفع‭ ‬ثمناً‭ ‬باهظاً‭ ‬بسبب‭ ‬الفوضى‭ ‬وغياب‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬وأيضاً‭ ‬غياب‭ ‬الوعي،‭ ‬أو‭ ‬ترسخ‭ ‬الوعى‭ ‬المزيف،‭ ‬لكن‭ ‬تظل‭ ‬مصر‭ ‬حالة‭ ‬فريدة‭ ‬واستثنائية،‭ ‬فرغم‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬فيما‭ ‬يعرف‭ ‬بثورات‭ ‬الربيع‭ ‬العربى‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬الوحيدة‭ ‬التى‭ ‬نجت‭ ‬من‭ ‬براثن‭ ‬هذه‭ ‬المؤامرة‭ ‬فهناك‭ ‬دول‭ ‬دفعت‭ ‬وجودها‭ ‬بسبب‭ ‬الفوضي‭.‬
والأمر‭ ‬الذى‭ ‬يبرز‭ ‬أهمية‭ ‬وقيمة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمصريين،‭ ‬كان‭ ‬الناس‭ ‬فى‭ ‬أوج‭ ‬الفوضى‭ ‬وجرائم‭ ‬الإرهاب‭ ‬والانفلات‭ ‬يقولون‭ ‬لا‭ ‬نريد‭ ‬الأكل‭ ‬أو‭ ‬أى‭ ‬شيء‭ ‬آخر‭ ‬سوى‭ ‬استعادة‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والاستقرار‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يوضح‭ ‬معاناة‭ ‬المصريين‭ ‬العميقة‭ ‬خلال‭ ‬سنوات‭ ‬الفوضى‭ ‬والإرهاب،‭ ‬كانوا‭ ‬لا‭ ‬يشعرون‭ ‬باطمئنان‭ ‬حتى‭ ‬فى‭ ‬المناطق‭ ‬العامة‭ ‬بل‭ ‬وحتى‭ ‬فى‭ ‬بيوتهم،‭ ‬ولا‭ ‬يأمنون‭ ‬على‭ ‬أبنائهم،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬استعادة‭ ‬كامل‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬إنجاز‭ ‬عظيم‭ ‬بكل‭ ‬المقاييس‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬الإنجاز‭ ‬الأعظم‭ ‬رغم‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬والمخاطر‭ ‬الإقليمية،‭ ‬وما‭ ‬يحدث‭ ‬فى‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬من‭ ‬اشتعال‭ ‬للحرائق‭ ‬واستمرار‭ ‬الأزمات‭ ‬وغياب‭ ‬الاستقرار‭ ‬وتفكك‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬فيها،‭ ‬فلم‭ ‬تعد‭ ‬إلى‭ ‬سيرتها‭ ‬الأولى‭ ‬رغم‭ ‬مرور‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬‮٤١‬‭ ‬عاماً،‭ ‬فى‭ ‬الوقت‭ ‬الذى‭ ‬تضاعفت‭ ‬فيه‭ ‬قوة‭ ‬وقدرة‭ ‬مصر‭ ‬وإنجازها‭ ‬لمشروعات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬‮٠١‬‭ ‬سنوات،‭ ‬وتبنيها‭ ‬لتجربة‭ ‬ملهمة‭ ‬فى‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬وبلورتها‭ ‬لمشروع‭ ‬وطنى‭ ‬طموح‭ ‬لتحقيق‭ ‬التقدم‭ ‬رغم‭ ‬وجود‭ ‬تحديات‭ ‬كثيرة‭ ‬واجهت‭ ‬هذه‭ ‬المسيرة‭ ‬مثل‭ ‬تداعيات‭ ‬أحداث‭ ‬يناير‭ ‬‮١١٠٢‬‭ ‬وحتى‭ ‬‮٣١٠٢‬،‭ ‬ثم‭ ‬آثار‭ ‬الإصلاح‭ ‬الصعبة‭ ‬ثم‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬‮٠٢٠٢‬‭/‬‮١٢٠٢‬‭ ‬ثم‭ ‬تداعيات‭ ‬قاسية‭ ‬للحرب‭ ‬الروسية‭ ‬ـ‭ ‬الأوكرانية‭.‬
المصريون‭ ‬خرجوا‭ ‬فى‭ ‬إقبال‭ ‬منقطع‭ ‬النظير‭ ‬وبشكل‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬للمشاركة‭ ‬فى‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬دفاعاً‭ ‬وحفاظاً‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬الذى‭ ‬يعيشونه‭ ‬والذى‭ ‬تحقق‭ ‬برؤية‭ ‬وإرادة‭ ‬قائد‭ ‬عظيم،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬لديهم‭ ‬تجربة‭ ‬قاسية‭ ‬فى‭ ‬الفوضى‭ ‬والإرهاب‭ ‬عقب‭ ‬أحداث‭ ‬يناير‭ ‬‮١١٠٢‬‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬التى‭ ‬سقطت‭ ‬فى‭ ‬مؤامرة‭ ‬الربيع‭ ‬العربى‭ ‬وتعيش‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬فى‭ ‬الفوضى‭ ‬والانفلات‭.‬
من‭ ‬أهم‭ ‬أولويات‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬عندما‭ ‬تولى‭ ‬حكم‭ ‬وقيادة‭ ‬مصر،‭ ‬كان‭ ‬ومازال‭ ‬استعادة‭ ‬كامل‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والاستقرار‭ ‬للمصريين،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الاستقرار‭ ‬الذى‭ ‬تحقق‭ ‬بفضل‭ ‬تضحيات‭ ‬الشرفاء‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬هذا‭ ‬الوطن،‭ ‬لذلك‭ ‬أولى‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬اهتماماً‭ ‬كبيراً‭ ‬بتطوير‭ ‬وتحديث‭ ‬وتزويد‭ ‬جهاز‭ ‬الشرطة‭ ‬المصرية‭ ‬بكافة‭ ‬الإمكانيات‭ ‬والقدرات‭ ‬لحماية‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن،‭ ‬لتكون‭ ‬شرطة‭ ‬وطنية‭ ‬عصرية‭ ‬تواكب‭ ‬التحديات‭ ‬الأمنية‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬البلاد‭.‬
الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬ركيزة‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬والتقدم‭ ‬فلا‭ ‬معنى‭ ‬لأى‭ ‬جهود‭ ‬لتحقيق‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادى‭ ‬وجذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬عندما‭ ‬يغيب‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬لذلك‭ ‬بذلت‭ ‬الدولة‭ ‬جهوداً‭ ‬كبيرة،‭ ‬وقدمت‭ ‬تضحيات‭ ‬عظيمة‭ ‬حتى‭ ‬باتت‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬أمناً‭ ‬وأماناً‭ ‬واستقراراً‭ ‬فى‭ ‬العالم،‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬يجد‭ ‬الباحثون‭ ‬عن‭ ‬الأمان‭ ‬والاستقرار‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬الملاذ‭ ‬الآمن،‭ ‬ولعل‭ ‬وجود‭ ‬‮٩‬‭ ‬ملايين‭ ‬لاجئ‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬وتعتبرهم‭ ‬مصر‭ ‬ضيوفها‭ ‬دليل‭ ‬وتجسيد‭ ‬حقيقى‭ ‬على‭ ‬عظمة‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬رغم‭ ‬الظروف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العالمية‭ ‬وتداعياتها‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬تتحمل‭ ‬عن‭ ‬طيب‭ ‬خاطر‭ ‬تكلفة‭ ‬إضافية‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬الأزمات‭ ‬العالمية‭ ‬القاسية‭.‬
الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬وراء‭ ‬كل‭ ‬إنجاز‭ ‬عظيم‭ ‬رؤية‭ ‬وإرادة‭ ‬قائد‭ ‬عملت‭ ‬على‭ ‬ترسيخ‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬ودعمت‭ ‬المؤسسة‭ ‬المنوطة‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مسبوق،‭ ‬لذلك‭ ‬جاءت‭ ‬نجاحات‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬لتكشف‭ ‬عن‭ ‬عمق‭ ‬التحديات‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬تواجه‭ ‬مصر،‭ ‬فيكفى‭ ‬أن‭ ‬أقول‭ ‬إن‭ ‬الشرطة‭ ‬المصرية‭ ‬نجحت‭ ‬فى‭ ‬كشف‭ ‬وتفكيك‭ ‬‮٠٠٢١‬‭ ‬بؤرة‭ ‬وخلية‭ ‬إرهابية،‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نتخيل‭ ‬ماذا‭ ‬كان‭ ‬سيحدث‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬اكتشافها‭ ‬وتفكيكها‭ ‬وكم‭ ‬عدد‭ ‬الأرواح‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬ستدفع‭ ‬الثمن،‭ ‬وحجم‭ ‬الخسائر‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للدولة‭.‬
الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬جهوداً‭ ‬عظيمة‭ ‬وتضحيات‭ ‬هائلة‭ ‬قدمتها‭ ‬الشرطة‭ ‬المصرية‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬لتنفيذ‭ ‬رؤية‭ ‬القيادة‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬أعلى‭ ‬درجات‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والاستقرار،‭ ‬لتهيئة‭ ‬المناخ‭ ‬المناسب‭ ‬والمثالى‭ ‬لبناء‭ ‬وتنمية‭ ‬المواطن‭ ‬وكذلك‭ ‬تحقيق‭ ‬آمال‭ ‬وتطلعات‭ ‬المواطن،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬حجم‭ ‬التحديات‭ ‬يكشف‭ ‬عن‭ ‬قوة‭ ‬الإنجاز‭ ‬الذى‭ ‬تحقق‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تكشفه‭ ‬الأرقام‭ ‬بوضوح،‭ ‬فالشرطة‭ ‬واجهت‭ ‬‮٠٦٢‬‭ ‬عملاً‭ ‬إرهابياً‭ ‬فى‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬‮٣١٠٢‬‭ ‬إلى‭ ‬‮٤١٠٢‬،‭ ‬وهى‭ ‬فترة‭ ‬شهدت‭ ‬فيها‭ ‬البلاد‭ ‬هجمة‭ ‬كبيرة‭ ‬ومتصاعدة‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬والإرهاب‭ ‬بواسطة‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابية‭ ‬التى‭ ‬استهدفت‭ ‬ضرب‭ ‬وتدمير‭ ‬البلاد‭ ‬والعباد‭ ‬وسعت‭ ‬لإسقاط‭ ‬الدولة‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬مستنقع‭ ‬للفوضى‭ ‬والانفلات‭ ‬والإرهاب‭.‬
‮٠٠٢١‬‭ ‬بؤرة‭ ‬إرهابية‭ ‬كشفتها‭ ‬وفككتها‭ ‬أجهزة‭ ‬الشرطة‭ ‬المصرية،‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬‮٤١٠٢‬‭ ‬وضبطت‭ ‬‮٦‬‭.‬‮٣‬‭ ‬طن‭ ‬مواد‭ ‬متفجرة،‭ ‬و‮٠٠٧٢‬‭ ‬عبوة‭ ‬ناسفة‭ ‬و‮٠٠٨٩‬‭ ‬سلاح‭ ‬نارى‭ ‬و‮٢٦٤‬‭ ‬ذخائر‭ ‬متنوعة‭ ‬و‮٠٦٩١‬‭ ‬كياناً‭ ‬يدعم‭ ‬ويمول‭ ‬أنشطة‭ ‬الإخوان‭ ‬المجرمين‭ ‬الإرهابية‭ ‬وبلغت‭ ‬الأموال‭ ‬والقيمة‭ ‬السوقية‭ ‬لتلك‭ ‬الكيانات‭ ‬‮١‬‭.‬‮٩‬‭ ‬مليار‭ ‬جنيه‭.. ‬والسؤال‭ ‬الذى‭ ‬يطرح‭ ‬نفسه‭.. ‬لولا‭ ‬هذه‭ ‬اليقظة‭ ‬والجهود‭ ‬والإرادة‭ ‬المصرية‭.. ‬فى‭ ‬ضبط‭ ‬هذه‭ ‬الأدوات‭ ‬والأسلحة‭ ‬والذخائر‭ ‬وتفكيك‭ ‬البؤر‭ ‬الإرهابية‭.. ‬هل‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬تحظى‭ ‬به‭ ‬مصر‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬الذى‭ ‬تعيشه‭ ‬مصر‭ ‬وشعبها‭ ‬هو‭ ‬أعظم‭ ‬إنجازات‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي،‭ ‬وفى‭ ‬المقدمة‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الإرهاب‭ ‬بتضحيات‭ ‬وبطولات‭ ‬الجيش‭ ‬والشرطة‭.‬
الشرطة‭ ‬المصرية‭ ‬قدمت‭ ‬‮٤٩١١‬‭ ‬شهيداً‭ ‬سقطوا‭ ‬على‭ ‬أيدى‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابية‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬آلاف‭ ‬المصابين،‭ ‬لكن‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الإرهاب‭ ‬واستعادة‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والاستقرار‭ ‬وطرد‭ ‬جماعة‭ ‬الشر‭ ‬والشيطان‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬هو‭ ‬أغلى‭ ‬ما‭ ‬قدمه‭ ‬الشهداء‭ ‬والمصابون‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن‭ ‬الذى‭ ‬يحقق‭ ‬معدلات‭ ‬وإنجازات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬فى‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬بفضل‭ ‬ما‭ ‬نعيشه‭ ‬من‭ ‬أمن‭ ‬وأمان‭ ‬واستقرار‭.‬
من‭ ‬كان‭ ‬ينظر‭ ‬ويتأمل‭ ‬المشهد‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬خلال‭ ‬أحداث‭ ‬يناير‭ ‬‮١١٠٢‬،‭ ‬يصاب‭ ‬بالألم‭ ‬والحسرة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬آلت‭ ‬إليه‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬فوضى‭ ‬وغياب‭ ‬للأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬اقتحام‭ ‬السجون‭ ‬وتهريب‭ ‬النزلاء‭ ‬واستهداف‭ ‬جهاز‭ ‬الشرطة‭ ‬الوطني،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬نجاح‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬فى‭ ‬ضبط‭ ‬‮٤‬‭.‬‮٨٩‬٪‭ ‬من‭ ‬الهاربين‭ ‬من‭ ‬السجون‭ ‬خلال‭ ‬أحداث‭ ‬يناير‭ ‬‮١١٠٢‬‭ ‬هو‭ ‬أيضاً‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬قوة‭ ‬واحترافية‭ ‬جهاز‭ ‬الشرطة‭ ‬خلال‭ ‬الـ‭ ‬‮٠١‬‭ ‬سنوات‭ ‬الأخيرة‭.‬
لاشك‭ ‬أن‭ ‬معدلات‭ ‬ضبط‭ ‬الجريمة‭ ‬ارتفعت‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬ودور‭ ‬الشرطة‭ ‬المصرية‭ ‬كبير‭ ‬ومتعدد‭ ‬ومتنوع،‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬مكافحة‭ ‬وضبط‭ ‬الجريمة،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطنى‭ ‬فقد‭ ‬نجحت‭ ‬فى‭ ‬ضبط‭ ‬قضايا‭ ‬غسيل‭ ‬أموال‭ ‬بقيمة‭ ‬‮٥‬‭.‬‮٢٢‬‭ ‬مليار‭ ‬جنيه‭ ‬وكل‭ ‬هذه‭ ‬النجاحات‭ ‬والإنجازات‭ ‬التى‭ ‬تحققت‭ ‬جاءت‭ ‬بفضل‭ ‬رؤية‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬شامل‭ ‬يمثل‭ ‬استراتيجية‭ ‬دولة‭ ‬وهى‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬ومؤسساتها‭ ‬بأعلى‭ ‬المعايير‭ ‬والمواصفات‭ ‬القياسية‭ ‬فى‭ ‬العالم،‭ ‬فكلما‭ ‬أصبحت‭ ‬المؤسسات‭ ‬الوطنية‭ ‬أكثر‭ ‬قوة‭ ‬وقدرة‭ ‬انعكس‭ ‬ذلك‭ ‬بالإيجاب‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬ومكتسباته‭ ‬ومقدراته‭ ‬وأمنه‭ ‬واستقراره،‭ ‬فمؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬القوية،‭ ‬هى‭ ‬ثروة‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن‭.‬
الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬الفكر‭ ‬الأمنى‭ ‬شهد‭ ‬تطوراً‭ ‬كبيراً‭ ‬وغير‭ ‬مسبوق‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن،‭ ‬وربما‭ ‬لا‭ ‬تشعر‭ ‬كثيراً‭ ‬بوجود‭ ‬كثافة‭ ‬شرطية‭ ‬فى‭ ‬الشارع،‭ ‬لكن‭ ‬فى‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬تستشعر‭ ‬أعلى‭ ‬معايير‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والاستقرار،‭ ‬تعيش‭ ‬مطمئناً‭ ‬وهذا‭ ‬يعكس‭ ‬احترافية‭ ‬الأداء‭ ‬الشرطي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التعامل‭ ‬الإنسانى‭ ‬والراقى‭ ‬مع‭ ‬المواطن‭ ‬تطبيقاً‭ ‬لتوجيهات‭ ‬ورؤية‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية،‭ ‬فهناك‭ ‬عمل‭ ‬دءوب‭ ‬ومستمر‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬قواعد‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بين‭ ‬كوادر‭ ‬الشرطة‭ ‬بشكل‭ ‬فعال،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الاحترام‭ ‬الشرطى‭ ‬للمواطن‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬له،‭ ‬وتغيير‭ ‬منظومة‭ ‬ومفهوم‭ ‬المؤسسات‭ ‬العقابية،‭ ‬فالسجون‭ ‬القديمة‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬مراكز‭ ‬للإصلاح‭ ‬والتأهيل،‭ ‬تتوفر‭ ‬فيها‭ ‬كافة‭ ‬مقومات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬والتعامل‭ ‬الإنسانى‭ ‬مع‭ ‬النزلاء‭ ‬الذين‭ ‬يقضون‭ ‬فترات‭ ‬تقييد‭ ‬للحرية‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬المراكز‭ ‬لكن‭ ‬فى‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬هناك‭ ‬منظومة‭ ‬متكاملة‭ ‬للتأهيل‭ ‬والرعاية‭ ‬للنزلاء،‭ ‬توفر‭ ‬أماكن‭ ‬لائقة‭ ‬للعيش‭ ‬ويتمتع‭ ‬النزيل‭ ‬بكافة‭ ‬الخدمات‭ ‬والأنشطة‭ ‬الثقافية‭ ‬والرياضية‭ ‬والدينية‭ ‬ويتعلم‭ ‬حرفاً‭ ‬ومهناً‭ ‬توفر‭ ‬له‭ ‬باب‭ ‬رزق‭ ‬سواء‭ ‬داخل‭ ‬المراكز‭ ‬حيث‭ ‬يتقاضى‭ ‬عليها‭ ‬أجراً‭ ‬ينفع‭ ‬به‭ ‬نفسه‭ ‬وأسرته‭ ‬وأيضاً‭ ‬عندما‭ ‬يقضى‭ ‬فترة‭ ‬العقوبة‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يتحصل‭ ‬على‭ ‬عمل،‭ ‬يقطع‭ ‬الطريق‭ ‬أمام‭ ‬محاولات‭ ‬الكسب‭ ‬غير‭ ‬المشروع‭ ‬أو‭ ‬الاتجاه‭ ‬أو‭ ‬معاودة‭ ‬ارتكاب‭ ‬الجريمة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬الفائقة‭ ‬وتوفير‭ ‬الإمكانات‭ ‬باستكمال‭ ‬التعليم‭ ‬أو‭ ‬التعليم‭ ‬داخل‭ ‬هذه‭ ‬المراكز،‭ ‬لذلك‭ ‬هناك‭ ‬تغيير‭ ‬جذرى‭ ‬فى‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬إلى‭ ‬الأفضل،‭ ‬وتحقيق‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إنسانى‭ ‬وكريم‭ ‬للمواطن‭ ‬المصرى‭ ‬الذى‭ ‬يحظى‭ ‬بالحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬سواء‭ ‬للمواطن‭ ‬العادى‭ ‬غير‭ ‬المقيد‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد،‭ ‬وأيضاً‭ ‬داخل‭ ‬مراكز‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتأهيل،‭ ‬التى‭ ‬تشهد‭ ‬طفرة‭ ‬إنسانية‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭.‬
والسؤال‭ ‬المهم،‭ ‬الذى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نطرحه‭ ‬على‭ ‬أنفسنا‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والاستقرار‭ ‬أين‭ ‬كنا،‭ ‬وماذا‭ ‬أصبحنا؟،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬الإجابة‭ ‬تجسد‭ ‬الفارق‭ ‬الكبير‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الفوضى‭ ‬والانفلات‭ ‬والإرهاب‭ ‬الذى‭ ‬عانى‭ ‬منه‭ ‬المواطن‭ ‬أشد‭ ‬المعاناة‭ ‬وبين‭ ‬أعلى‭ ‬معايير‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬التى‭ ‬يحظى‭ ‬بها‭ ‬المواطن‭ ‬المصري،‭ ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬مجال‭ ‬ولا‭ ‬فرص‭ ‬للبناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والتقدم،‭ ‬وجذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬دولة‭ ‬بدون‭ ‬أمن‭ ‬وأمان‭ ‬واستقرار،‭ ‬فهى‭ ‬القاعدة‭ ‬التى‭ ‬تنطلق‭ ‬منها‭ ‬الإنجازات‭ ‬والنجاحات،‭ ‬وجدير‭ ‬بنا‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬أن‭ ‬نتوجه‭ ‬بالتحية‭ ‬والعرفان‭ ‬والتقدير‭ ‬لشهداء‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬أبطال‭ ‬الجيش‭ ‬والشرطة،‭ ‬فلولاً‭ ‬تضحياتهم‭ ‬ما‭ ‬كنا‭ ‬ننعم‭ ‬بوافر‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان،‭ ‬لذلك‭ ‬دائماً‭ ‬وفى‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭ ‬ندين‭ ‬لهم‭ ‬بالفضل‭ ‬والامتنان‭ ‬فلولاهم‭ ‬ما‭ ‬تحققت‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الإنجازات‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة‭.‬
وإذا‭ ‬كان‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الاستقرار‭ ‬أكثر‭ ‬صعوبة‭ ‬من‭ ‬تحقيقه‭ ‬فما‭ ‬هو‭ ‬دور‭ ‬المواطن‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬النعمة‭ ‬العظيمة‭ ‬التى‭ ‬ذكرها‭ ‬الله‭ ‬فى‭ ‬كتابه‭ ‬‮«‬اطعمهم‭ ‬من‭ ‬جوع‭ ‬وآمنهم‭ ‬من‭ ‬خوف‮»‬،‭ ‬قولاً‭ ‬واحداً،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بناء‭ ‬الوعى‭ ‬الحقيقي،‭ ‬فقوى‭ ‬الشر‭ ‬التى‭ ‬ترعى‭ ‬مؤامرات‭ ‬الإرهاب‭ ‬والفوضى‭ ‬وتدمير‭ ‬الدول‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تزييف‭ ‬وعى‭ ‬الشعوب،‭ ‬واحتلال‭ ‬واختراق‭ ‬والعبث‭ ‬فى‭ ‬عقولها،‭ ‬وتحريضها‭ ‬على‭ ‬الخراب‭ ‬والفوضى‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬استمرار‭ ‬بناء‭ ‬الوعى‭ ‬الحقيقي،‭ ‬ومبدأ‭ ‬التشاركية‭ ‬بين‭ ‬الدولة‭ ‬والشعب‭ ‬فى‭ ‬الحماية‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن،‭ ‬وإطلاع‭ ‬المواطن‭ ‬على‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬والنجاحات‭ ‬والإنجازات‭ ‬هو‭ ‬خير‭ ‬وسيلة‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والاستقرار‭ ‬وإجهاض‭ ‬حملات‭ ‬الأكاذيب‭ ‬والشائعات‭ ‬والتشكيك‭ ‬والتشويه‭ ‬والتحريض‭ ‬التى‭ ‬تستهدف‭ ‬تزييف‭ ‬وعى‭ ‬المواطن‭ ‬كذلك‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬معايير‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والاستقرار‭ ‬يستلزم‭ ‬كما‭ ‬تفعل‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬استكمال‭ ‬المشروع‭ ‬الوطنى‭ ‬لبناء‭ ‬الإنسان‭ ‬المصرى‭ ‬وتوفير‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة،‭ ‬واستمرار‭ ‬المصارحة‭ ‬والمكاشفة‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬واحتضان‭ ‬الشباب‭ ‬واطلاعهم‭ ‬ومرافقتهم‭ ‬للمشروعات‭ ‬والإنجازات‭ ‬والنجاحات‭ ‬التى‭ ‬تحققها‭ ‬الدولة‭ ‬وهذا‭ ‬أهم‭ ‬أسباب‭ ‬الوعى‭ ‬الحقيقى‭ ‬لدى‭ ‬الشباب‭ ‬وإقبالهم‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬فى‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬لإدراكهم‭ ‬الاستثنائى‭ ‬حجم‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬الوطن،‭ ‬وأنه‭ ‬جاد‭ ‬فى‭ ‬استكمال‭ ‬مسيرة‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والتقدم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشروع‭ ‬وطنى‭ ‬فريد‭ ‬واستثنائي،‭ ‬وأنهم‭ ‬هدف‭ ‬أساسى‭ ‬لهذا‭ ‬المشروع‭ ‬لخلق‭ ‬آفاق‭ ‬رحبة‭ ‬أمامهم‭ ‬فى‭ ‬المستقبل،‭ ‬وتوفير‭ ‬سبل‭ ‬وأسباب‭ ‬النجاح‭ ‬والإبداع،‭ ‬واستغلال‭ ‬طاقاتهم‭ ‬ومهاراتهم‭ ‬وقدراتهم‭.‬
الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الاستقرار‭ ‬مهمة‭ ‬ليست‭ ‬سهلة‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬الحروب‭ ‬المتواصلة‭ ‬والمستمرة‭ ‬والشرسة‭ ‬على‭ ‬عقول‭ ‬الشعوب،‭ ‬وحجم‭ ‬المؤامرات‭ ‬والمخططات‭ ‬التى‭ ‬تستهدف‭ ‬أمن‭ ‬وأمان‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬واستدامة‭ ‬الاصطفاف‭ ‬الوطنى‭ ‬غير‭ ‬المسبوق‭ ‬هو‭ ‬أهم‭ ‬أسباب‭ ‬النجاح،‭ ‬المرتكز‭ ‬على‭ ‬وعى‭ ‬حقيقي‭.. ‬وكذلك‭ ‬الاستثمار‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬قوة‭ ‬وقدرة‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬ومؤسساتها‭.‬
النجاح‭ ‬الأمني،‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬تجلى‭ ‬فى‭ ‬إجراء‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬فى‭ ‬توقيت‭ ‬بالغ‭ ‬الدقة،‭ ‬وفى‭ ‬ظروف‭ ‬استثنائية،‭ ‬حيث‭ ‬تزامنت‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬فى‭ ‬غزة،‭ ‬وفى‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العالمية‭ ‬وفيما‭ ‬يحدث‭ ‬فى‭ ‬دول‭ ‬الجوار،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬النجاح‭ ‬الكبير‭ ‬للانتخابات‭ ‬الرئاسية،‭ ‬هو‭ ‬عمل‭ ‬بطولى‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬يكشف‭ ‬عن‭ ‬قوة‭ ‬وقدرة‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬المصرية‭ ‬وإرادة‭ ‬شعبها،‭ ‬ولعل‭ ‬إشادة‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬فى‭ ‬كلمته‭ ‬عقب‭ ‬إعلان‭ ‬نتيجة‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬بجهود‭ ‬الجيش‭ ‬والشرطة،‭ ‬يكشف‭ ‬عن‭ ‬الدور‭ ‬الكبير‭ ‬والعظيم‭ ‬لهاتين‭ ‬المؤسستين‭ ‬الوطنيتين‭.‬
لفت‭ ‬نظرى‭ ‬فى‭ ‬خطة‭ ‬تأمين‭ ‬الشرطة‭ ‬استقبال‭ ‬العام‭ ‬الجديد،‭ ‬التوجيهات‭ ‬الصادرة‭ ‬بحسن‭ ‬معاملة‭ ‬المواطنين‭ ‬واحترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬فى‭ ‬تنفيذ‭ ‬الخطة‭ ‬الأمنية،‭ ‬بما‭ ‬يعكس‭ ‬نجاح‭ ‬الرؤية‭ ‬الرئاسية‭ ‬للعمل‭ ‬الأمنى‭ ‬والشرطة،‭ ‬وما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬الشرطة‭ ‬المصرية‭ ‬من‭ ‬احترافية‭ ‬فى‭ ‬أداء‭ ‬مهامها‭ ‬الأمنية‭ ‬والخدمية،‭ ‬وأيضاً‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬احترام‭ ‬المواطن‭ ‬وحقوقه،‭ ‬والتعامل‭ ‬الإنساني،‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬جمهورية‭ ‬جديدة‭ ‬تتمتع‭ ‬بأعلى‭ ‬معايير‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان،‭ ‬والعدل‭ ‬والمساواة‭ ‬والإنسانية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭.‬
تحيا مصر

زر الذهاب إلى الأعلى