مقالات

قراءة‭ ‬متأنية‭ ‬فى‭ ‬مسيرة‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭.. ‬والمشروع‭ ‬الوطنى‭ ‬لتحقيق‭ ‬التقدم شجاعة‭ ‬الإصلاح‭.. ‬وعبقرية‭ ‬الرؤية

الكاتب أ / عبد الرازق توفيق

من‭ ‬أهم‭ ‬أسباب‭ ‬النجاح‭ ‬والإنجاز‭ ‬غير‭ ‬المسبوق‭ ‬الذى‭ ‬حققه‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬خلال‭ ‬‮٠١‬‭ ‬سنوات،‭ ‬أنه‭ ‬امتلك‭ ‬الشجاعة‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬الكثيرة‭ ‬التى‭ ‬واجهت‭ ‬مصر‭ ‬وتراكمت‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عقود‭ ‬وتحولت‭ ‬إلى‭ ‬قائمة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬والمعاناة‭ ‬العميقة،‭ ‬هذه‭ ‬الشجاعة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬وحدها‭ ‬أبرز‭ ‬أسباب‭ ‬النجاح‭ ‬الكبير‭ ‬ولكن‭ ‬كونها‭ ‬ارتكزت‭ ‬على‭ ‬رؤية‭ ‬وعلم‭ ‬وأفكار‭ ‬خلاقة‭ ‬وإرادة‭ ‬صلبة،‭ ‬وسهر‭ ‬ومتابعة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭ ‬لكل‭ ‬تفاصيل‭ ‬ما‭ ‬يجرى‭ ‬من‭ ‬مشروعات‭ ‬عملاقة‭ ‬فى‭ ‬المجالات‭ ‬والقطاعات‭ ‬وفى‭ ‬كافة‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد‭.‬
الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬لم‭ ‬يلجأ‭ ‬إلى‭ ‬الأساليب‭ ‬التقليدية‭ ‬والنمطية‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬والأزمات‭ ‬وحل‭ ‬تلال‭ ‬المشاكل‭ ‬المتراكمة،‭ ‬ولم‭ ‬يأخذ‭ ‬بأساليب‭ ‬المسكنات‭ ‬والحلول‭ ‬المؤقتة‭ ‬ولكنه‭ ‬اتخذ‭ ‬من‭ ‬الأفكار‭ ‬والرؤى‭ ‬الخلاقة‭ ‬والحلول‭ ‬الجذرية‭ ‬ركائز‭ ‬للإصلاح‭ ‬الحقيقى‭ ‬فى‭ ‬تأسيس‭ ‬وبناء‭ ‬دولة‭ ‬حديثة‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬وركائز‭ ‬صحيحة‭ ‬وحقق‭ ‬هذا‭ ‬الأسلوب‭ ‬نتائج‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬المستحيلات‭ ‬فى‭ ‬الماضي‭.‬
سوف‭ ‬أتحدث‭ ‬عن‭ ‬ثلاث‭ ‬نقاط‭ ‬مهمة‭ ‬فى‭ ‬مسيرة‭ ‬تجربة‭ ‬الإصلاح‭ ‬والبناء‭ ‬المصرية‭ ‬وهى‭ ‬بحق‭ ‬تجربة‭ ‬ملهمة‭ ‬لم‭ ‬يتدبر‭ ‬بداياتها‭ ‬وتفاصيلها‭ ‬وحجم‭ ‬التحديات‭ ‬التى‭ ‬تجاوزتها،‭ ‬النقطة‭ ‬الأولى‭ ‬حالة‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬وظروفها‭ ‬وأزماتها‭ ‬وتحدياتها‭ ‬قبل‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي،‭ ‬والثانية‭ ‬كيف‭ ‬حول‭ ‬مخططات‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬حبيسة‭ ‬الأدراج‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬رغم‭ ‬وجود‭ ‬نفس‭ ‬الصعوبات‭ ‬والتحديات‭ ‬والعقبات‭ ‬التى‭ ‬حالت‭ ‬دون‭ ‬تنفيذها‭ ‬فى‭ ‬الماضي،‭ ‬والثالثة‭ ‬التمسك‭ ‬بالمبادئ‭ ‬والأسس‭ ‬العلمية‭ ‬طبقاً‭ ‬لرؤية‭ ‬مدروسة‭ ‬رغم‭ ‬حملات‭ ‬التشويه‭ ‬والأكاذيب‭ ‬التى‭ ‬أطلقتها‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬هناك‭ ‬حقائق‭ ‬مهمة‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬نذكرها‭ ‬قبل‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬التفاصيل‭ ‬كالآتي‭.‬
أولاً‭:‬‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة،‭ ‬خلال‭ ‬الـ‭ ‬‮٠١‬‭ ‬سنوات،‭ ‬لم‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬دولة‭ ‬مستقرة‭ ‬تتوفر‭ ‬فيها‭ ‬فكرة‭ ‬البناء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬موجود،‭ ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬التى‭ ‬حققت‭ ‬هذه‭ ‬المعجزة‭ ‬التنموية‭ ‬فى‭ ‬‮٠١‬‭ ‬سنوات‭ ‬كانت‭ ‬تعانى‭ ‬من‭ ‬تراكم‭ ‬الأزمات‭ ‬والمشاكل‭ ‬المعقدة‭ ‬وخوف‭ ‬من‭ ‬الإصلاح‭ ‬وفزع‭ ‬وغياب‭ ‬للأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬وانتشار‭ ‬الفوضى‭ ‬والإرهاب‭ ‬ونقص‭ ‬الموارد‭ ‬وضعف‭ ‬وتراجع‭ ‬الاقتصاد‭ ‬حتى‭ ‬وصل‭ ‬الاحتياطى‭ ‬النقدى‭ ‬إلى‭ ‬‮٧١‬‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬فى‭ ‬‮٣١٠٢‬،‭ ‬بعد‭ ‬أحداث‭ ‬يناير‭ ‬‮١١٠٢‬،‭ ‬وعقب‭ ‬حكومة‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابية‭ ‬الفاشلة‭ ‬التى‭ ‬أدارت‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المصرى‭ ‬بنموذج‭ ‬البقالة‭ ‬والسوبر‭ ‬ماركت‭ ‬وفشلت‭ ‬فى‭ ‬حل‭ ‬أى‭ ‬أزمة‭ ‬تذكر‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عام‭ ‬كامل‭ ‬لم‭ ‬يشعر‭ ‬المواطن‭ ‬إلا‭ ‬بسوء‭ ‬وانهيار‭ ‬الأوضاع‭ ‬والدولة‭.‬
فقد‭ ‬خسرت‭ ‬الدولة‭ ‬بسبب‭ ‬أحداث‭ ‬الفوضى‭ ‬والإرهاب‭ ‬منذ‭ ‬يناير‭ ‬‮١١٠٢‬‭ ‬وحتى‭ ‬‮٣١٠٢‬‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬‮٠٥٤‬‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭.‬
ثانياً‭: ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬فرصة‭ ‬أو‭ ‬رفاهية‭ ‬لجدول‭ ‬الأولويات‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬مجال‭ ‬وقطاع‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬وجميع‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬انهيار‭ ‬فى‭ ‬الخدمات‭ ‬وسوء‭ ‬الحياة‭ ‬والانهيار‭ ‬الاقتصادي‭.. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬التجربة‭ ‬المصرية‭ ‬للبناء‭ ‬والتنمية‭ ‬كانت‭ ‬ومازالت‭ ‬شاملة،‭ ‬فلا‭ ‬وقت‭ ‬للأولويات‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬احتياج‭.. ‬بل‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬اختيار‭ ‬لتأجيل‭ ‬الانطلاق‭ ‬فى‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتنمية‭ ‬حتى‭ ‬يتم‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الإرهاب،‭ ‬ولو‭ ‬منحت‭ ‬القيادة‭ ‬الأولوية‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬الإرهاب‭ ‬الأسود‭ ‬واستعادة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬فكان‭ ‬لها‭ ‬الحق‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬مطالبات‭ ‬الناس‭ ‬جميعاً‭ ‬بالأمن‭ ‬والأمان،‭ ‬لكنها‭ ‬اختارت‭ ‬الطريق‭ ‬الصعب‭ ‬وهو‭ ‬تزامن‭ ‬معركة‭ ‬البقاء‭ ‬فى‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬الإرهاب‭ ‬وفى‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬الانطلاق‭ ‬فى‭ ‬الإصلاح‭ ‬والبناء‭ ‬والتنمية‭ ‬وحققت‭ ‬فى‭ ‬الاتجاهين‭ ‬نتائج‭ ‬وإنجازات‭ ‬عظيمة‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الإرهاب،‭ ‬أو‭ ‬تحقيق‭ ‬إنجازات‭ ‬تنموية‭ ‬هائلة‭.‬
ثالثاً‭:‬‭ ‬إن‭ ‬تجربة‭ ‬التنمية‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬ارتكزت‭ ‬على‭ ‬العلم‭ ‬وتجارب‭ ‬الدول‭ ‬التى‭ ‬حققت‭ ‬نتائج‭ ‬عظيمة،‭ ‬ووصلت‭ ‬إلى‭ ‬مصاف‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬مثل‭ ‬اليابان‭ ‬والصين‭ ‬وكوريا‭ ‬والهند‭ ‬وألمانيا‭ ‬وماليزيا،‭ ‬والتى‭ ‬تبنت‭ ‬فى‭ ‬بداية‭ ‬طريق‭ ‬التقدم‭ ‬مبدأ‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬تنمية‭ ‬أو‭ ‬تقدم‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬عصرية‭ ‬لتهيئة‭ ‬البلاد‭ ‬للانطلاق‭ ‬وجذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬وتحسين‭ ‬جودة‭ ‬حياة‭ ‬المواطن،‭ ‬وخلق‭ ‬فرص‭ ‬حقيقية‭ ‬وزيادة‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وهى‭ ‬الرؤية‭ ‬التى‭ ‬تأكد‭ ‬الجميع‭ ‬من‭ ‬صوابها‭ ‬وأنها‭ ‬الطريق‭ ‬الأمثل،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬الآن‭ ‬لديها‭ ‬فرصة‭ ‬تاريخية‭ ‬للتقدم‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬انعكست‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬المواطن‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬فإن‭ ‬سوء‭ ‬الطرق،‭ ‬وحالة‭ ‬الزحام‭ ‬والتكدس‭ ‬وإهدار‭ ‬الوقت‭ ‬والطاقة‭ ‬فى‭ ‬الوصول‭ ‬أو‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬المكان‭ ‬المحدد‭.. ‬كان‭ ‬يتسبب‭ ‬فى‭ ‬خسائر‭ ‬سنوية‭ ‬قدرها‭ ‬‮٨‬‭ ‬مليارات‭ ‬دولار،‭ ‬وكانت‭ ‬هناك‭ ‬توقعات‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬فى‭ ‬حال‭ ‬استمرار‭ ‬نفس‭ ‬الأوضاع‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬الخسائر‭ ‬إلى‭ ‬‮٨١‬‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬‮٠٣٠٢‬،‭ ‬ولكن‭ ‬شبكة‭ ‬الطرق‭ ‬العصرية‭ ‬التى‭ ‬شيدتها‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬الـ‭ ‬‮٠١‬‭ ‬سنوات‭ ‬بأطوال‭ ‬‮٧١‬‭ ‬ألف‭ ‬كيلو‭ ‬متر‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬التطوير‭ ‬أو‭ ‬إقامة‭ ‬طرق‭ ‬جديدة‭ ‬وفرت‭ ‬هذه‭ ‬المليارات‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬تهدر‭ ‬فى‭ ‬استهلاك‭ ‬الطاقة‭.. ‬وكيف‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الطرق‭ ‬الحديثة‭ ‬مع‭ ‬المدن‭ ‬الجديدة‭ ‬ساهمت‭ ‬فى‭ ‬زيادة‭ ‬مساحة‭ ‬العمران‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬فبعد‭ ‬أن‭ ‬ظلت‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬التاريخ‭ ‬المصرى‭ ‬‮٧‬٪‭ ‬ارتفعت‭ ‬إلى‭ ‬‮٨‬،‮٣١‬٪‭ ‬وهو‭ ‬إنجاز‭ ‬تاريخى‭ ‬ويصل‭ ‬إلى‭ ‬‮٥‬،‮٤١‬٪‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬‮٠٥٠٢‬،‭ ‬وثروة‭ ‬وقيمة‭ ‬مضافة‭ ‬إلى‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬وقابلة‭ ‬للزيادة،‭ ‬فإذا‭ ‬كانت‭ ‬الدولة‭ ‬انتهت‭ ‬أو‭ ‬يجرى‭ ‬العمل‭ ‬فى‭ ‬إنشاء‭ ‬‮٤٢‬‭ ‬مدينة‭ ‬جديدة‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬المخطط‭ ‬لعام‭ ‬‮٠٥٠٢‬‭ ‬إقامة‭ ‬‮٤٣‬‭ ‬مدينة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬مدن‭ ‬الجيل‭ ‬الرابع‭ ‬الذكية،‭ ‬تتسم‭ ‬بالتنوع‭ ‬وتعدد‭ ‬الأنشطة‭ ‬والأهداف‭ ‬والأغراض‭ ‬وتؤمن‭ ‬توفير‭ ‬حلول‭ ‬للنمو‭ ‬السكانى‭ ‬المتوقع،‭ ‬وتخلق‭ ‬فرصاً‭ ‬للإسكان‭ ‬والأنشطة‭ ‬الصناعية‭ ‬والتجارية‭ ‬والاستثمارية‭ ‬وفرص‭ ‬عمل‭ ‬حقيقية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أنشطة‭ ‬تعليمية‭ ‬وصحية‭.‬
رابعاً‭:‬‭ ‬المعدل‭ ‬الطبيعى‭ ‬الذى‭ ‬كشفته‭ ‬الدول‭ ‬صاحبة‭ ‬التجارب‭ ‬الناجحة‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬والتقدم،‭ ‬أن‭ ‬معدل‭ ‬الإنفاق‭ ‬على‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬من‭ ‬إجمالى‭ ‬الناتج‭ ‬المحلى‭ ‬هو‭ ‬‮٠٢‬٪‭ ‬إلى‭ ‬‮٠٤‬٪،‭ ‬وحتى‭ ‬تكون‭ ‬جاذبة‭ ‬للاستثمار،‭ ‬ومصر‭ ‬أنفقت‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬‮٠١‬‭ ‬تريليونات‭ ‬جنيه‭ ‬مشروعات‭ ‬التنمية‭ ‬خلال‭ ‬الـ‭ ‬‮٠١‬‭ ‬سنوات‭ ‬الماضية‭ ‬وأن‭ ‬مصر‭ ‬استثمرت‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬‮٢٢‬٪‭ ‬من‭ ‬ناتجها‭ ‬المحلى‭ ‬فى‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬وهو‭ ‬الرقم‭ ‬الأقل‭ ‬مقارنة‭ ‬بالدول‭ ‬ذات‭ ‬التجارب‭ ‬الرائدة‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬التقدم،‭ ‬وأن‭ ‬كفاح‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬هدف‭ ‬التقدم‭ ‬استمر‭ ‬لمدة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬عشرين‭ ‬عاماً‭ ‬وهذا‭ ‬يرد‭ ‬على‭ ‬حملات‭ ‬الأكاذيب‭ ‬والشائعات‭ ‬ويؤكد‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬الطريق‭ ‬الصحيح،‭ ‬فبناء‭ ‬وتقدم‭ ‬أى‭ ‬دولة‭ ‬لا‭ ‬يتحقق‭ ‬بين‭ ‬ليلة‭ ‬وضحاها‭ ‬ولكنه‭ ‬طريق‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬وقت‭ ‬وعمل‭ ‬وصبر‭.‬
خامساً‭:‬‭ ‬التجربة‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬حققت‭ ‬نجاحات‭ ‬وإنجازات‭ ‬قوية‭ ‬وعظيمة‭ ‬رغم‭ ‬التحديات‭ ‬التى‭ ‬واجهت‭ ‬مسيرتها‭.. ‬وأيضاً‭ ‬سنوات‭ ‬الإصلاح‭ ‬وما‭ ‬نتج‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬تداعيات،‭ ‬لكنه‭ ‬حقق‭ ‬نجاحاً‭ ‬كبيراً،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬جائحة‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬‭ ‬والحرب‭ ‬الروسية‭ ‬ـ‭ ‬الأوكرانية‭ ‬وما‭ ‬لهما‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬وآثار‭ ‬صعبة‭ ‬أثرت‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬خاصة‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬ومنها‭ ‬مصر‭.‬
بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬ورغم‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬صمدت‭ ‬أمامها،‭ ‬بفضل‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬من‭ ‬إصلاح‭ ‬حقيقى‭ ‬وبناء‭ ‬وتنمية‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تنامى‭ ‬قدرة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المصرى‭ ‬على‭ ‬الصمود،‭ ‬وتحقيق‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الاكتفاء‭ ‬فى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المجالات،‭ ‬وزيادة‭ ‬معدلات‭ ‬التصدير،‭ ‬وجذب‭ ‬الاستثمارات‭.‬
سادساً‭:‬‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬تميزت‭ ‬به‭ ‬تجربة‭ ‬مصر‭ ‬التنموية،‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تلجأ‭ ‬إلى‭ ‬المسكنات‭ ‬والحلول‭ ‬الوقتية،‭ ‬بل‭ ‬الحلول‭ ‬الجذرية‭ ‬والأكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أنها‭ ‬تستشرف‭ ‬وتراعى‭ ‬المستقبل‭ ‬فليس‭ ‬للحاضر‭ ‬ولخدمة‭ ‬جيل‭ ‬حالى‭ ‬ولكن‭ ‬لمختلف‭ ‬الأجيال،‭ ‬فالبناء،‭ ‬تحقق‭ ‬بشكل‭ ‬أوسع‭ ‬وأشمل‭ ‬وفى‭ ‬أسرع‭ ‬وقت‭ ‬وبأعلى‭ ‬المعايير‭ ‬والمواصفات،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬إنشاء‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬عصرية‭ ‬لكل‭ ‬مجال‭ ‬وقطاع‭ ‬لمواكبة‭ ‬العصر،‭ ‬وتحقيق‭ ‬انطلاقة‭ ‬كبرى‭ ‬أبرز‭ ‬ما‭ ‬حرصت‭ ‬عليه‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬تنفيذ‭ ‬رؤية‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية،‭ ‬لذلك‭ ‬نجد‭ ‬هناك‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬لمجال‭ ‬الطاقة،‭ ‬وأيضاً‭ ‬بنية‭ ‬صناعية‭ ‬وزراعية،‭ ‬تمثل‭ ‬طفرات‭ ‬وقفزات‭ ‬وجهوزية‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬المجالات،‭ ‬لاستقبال‭ ‬الاستثمارات‭ ‬المختلفة‭ ‬ومشاركة‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭.‬
سابعاً‭: ‬ركزت‭ ‬الدولة‭ ‬فى‭ ‬تجربة‭ ‬الإصلاح‭ ‬والبناء‭ ‬والتنمية،‭ ‬على‭ ‬أمرين‭ ‬مهمين‭ ‬اتفقت‭ ‬عليهما‭ ‬آراء‭ ‬الخبراء‭ ‬فى‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وهما‭ ‬رفع‭ ‬معدلات‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادى‭ ‬لتوفير‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬الحقيقية،‭ ‬ثم‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬البعد‭ ‬الاجتماعى‭ ‬وحماية‭ ‬الفئات‭ ‬محدودة‭ ‬الدخل،‭ ‬لذلك‭ ‬انطلقت‭ ‬الدولة‭ ‬فى‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشروعات‭ ‬القومية‭ ‬العملاقة‭ ‬وتوفير‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬ثم‭ ‬إنشاء‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬والأساسية‭ ‬وتهيئة‭ ‬أنسب‭ ‬الظروف‭ ‬والمناخ‭ ‬الجاذب‭ ‬للاستثمار‭ ‬من‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬للمشاركة‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬الدولة‭ ‬أخذت‭ ‬على‭ ‬عاتقها‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشروعات‭ ‬القومية‭ ‬العملاقة‭ ‬فى‭ ‬الوقت‭ ‬الذى‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬المناسب‭ ‬للقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬المصرى‭ ‬والأجنبى‭ ‬أن‭ ‬يقود‭ ‬عملية‭ ‬التنمية‭ ‬بمفرده،‭ ‬ثم‭ ‬تشجيع‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬وجذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خلق‭ ‬فرص‭ ‬حقيقية‭ ‬لذلك‭.‬
ثامناً‭:‬‭ ‬هناك‭ ‬نتائج‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬وفريدة‭ ‬كنواتج‭ ‬وإفرازات‭ ‬أكبر‭ ‬عملية‭ ‬تنمية‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬مصر،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬أفكار‭ ‬خلاقة،‭ ‬تعد‭ ‬قيمة‭ ‬مضافة‭ ‬للاقتصاد‭ ‬المصرى‭ ‬وموارد‭ ‬جديدة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬موجودة‭ ‬تستند‭ ‬فى‭ ‬الأساس‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الاستغلال‭ ‬والاستثمار‭ ‬فى‭ ‬الموقع‭ ‬الجغرافى‭ ‬الفريد‭ ‬لمصر‭ ‬والذى‭ ‬يربط‭ ‬ثلاث‭ ‬قارات،‭ ‬وكون‭ ‬مصر‭ ‬تطل‭ ‬بشواطئ‭ ‬ممتدة‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط‭ ‬والأحمر،‭ ‬لذلك‭ ‬هناك‭ ‬رؤية‭ ‬استراتيجية‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬وتحديث‭ ‬وزيادة‭ ‬طاقة‭ ‬الموانئ‭ ‬المصرية‭ ‬بمواصفات‭ ‬عالمية‭ ‬وعصرية‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الشق‭ ‬البحري،‭ ‬وربطها‭ ‬بشبكة‭ ‬طرق‭ ‬وموانئ‭ ‬برية‭ ‬ووسائل‭ ‬نقل‭ ‬متطورة‭ ‬وحديثة‭ ‬تختصر‭ ‬الوقت‭ ‬والجهد‭ ‬وتؤدى‭ ‬إلى‭ ‬سرعة‭ ‬الربط‭ ‬والوصول‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭ ‬من‭ ‬قفزات،‭ ‬وكذلك‭ ‬مجال‭ ‬الزراعة،‭ ‬وأيضاً‭ ‬فى‭ ‬الإيمان‭ ‬بأهمية‭ ‬الصناعة،‭ ‬والقراءة‭ ‬الصحيحة‭ ‬لكافة‭ ‬ربوع‭ ‬واتجاهات‭ ‬مصر‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬وما‭ ‬تحظى‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬ثروات‭ ‬تعدينية‭ ‬يعاد‭ ‬توظيفها‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬قيمة‭ ‬مضافة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬المشروعات‭ ‬القومية‭ ‬العملاقة‭ ‬لم‭ ‬تستهدف‭ ‬فقط‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة‭ ‬ولكن‭ ‬بناء‭ ‬الإنسان‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬وقت‭ ‬متزامن‭ ‬بمعنى‭ ‬بناء‭ ‬الحجر‭ ‬والبشر،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬حصده‭ ‬المواطن‭ ‬المصرى‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬تحسين‭ ‬جودة‭ ‬الحياة‭ ‬والخدمات،‭ ‬والرعاية‭ ‬الصحية،‭ ‬والسكن‭ ‬الكريم‭ ‬كثير،‭ ‬لكن‭ ‬يبقى‭ ‬مشروع‭ ‬تنمية‭ ‬وتطوير‭ ‬قرى‭ ‬الريف‭ ‬المصرى‭ ‬الذى‭ ‬أطلقته‭ ‬المبادرة‭ ‬الرئاسية‭ ‬‮«‬حياة‭ ‬كريمة‮»‬‭ ‬هو‭ ‬تجسيد‭ ‬حقيقى‭ ‬للإرادة‭ ‬الرئاسية‭ ‬فى‭ ‬تمكين‭ ‬المواطن‭ ‬المصرى‭ ‬من‭ ‬المفهوم‭ ‬الشامل‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بما‭ ‬ينقل‭ ‬حياة‭ ‬‮٨٥‬‭ ‬مليون‭ ‬مواطن‭ ‬إلى‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة،‭ ‬واستعادة‭ ‬دور‭ ‬القرية‭ ‬المصرية‭ ‬وتحقيق‭ ‬مبدأ‭ ‬العدل‭ ‬والمساواة‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المواطنين‭ ‬ولكن‭ ‬أيضاً‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد‭ ‬فالتنمية‭ ‬لم‭ ‬تتركز‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬أو‭ ‬محافظة‭ ‬ولكن‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬عوائدها‭ ‬ومكاسبها‭ ‬لم‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬منطقة‭ ‬بعينها‭ ‬أو‭ ‬محافظة‭ ‬أو‭ ‬مركز‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬توزيعا‭ ‬عادلا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬كافة‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد،‭ ‬و«حياة‭ ‬كريمة‮»‬‭ ‬هى‭ ‬الدليل‭ ‬والنموذج‭.‬
تاسعاً‭:‬‭ ‬استهدفت‭ ‬عملية‭ ‬الإصلاح‭ ‬والبناء‭ ‬والتنمية‭ ‬المصرية،‭ ‬إنقاذ‭ ‬وحماية‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن‭ ‬فتعظيم‭ ‬قوة‭ ‬وقدرة‭ ‬الوطن‭ ‬كان‭ ‬ومازال‭ ‬هدفاً‭ ‬أساسياً‭ ‬وزيادة‭ ‬قدراته‭ ‬الشاملة‭ ‬والمؤثرة‭ ‬وحماية‭ ‬أرضه‭ ‬بالتنمية‭ ‬لتحقيق‭ ‬كامل‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬وما‭ ‬حدث‭ ‬من‭ ‬تنمية‭ ‬وتعمير‭ ‬فى‭ ‬سيناء‭ ‬كبعد‭ ‬استراتيجى‭ ‬وأمن‭ ‬قومى‭ ‬يجسد‭ ‬ذلك‭ ‬بوضوح‭ ‬فقد‭ ‬أنجزت‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬تنمية‭ ‬سيناء‭ ‬بتكلفة‭ ‬واستثمارات‭ ‬تجاوزت‭ ‬الـ‭ ‬‮٠٠٦‬‭ ‬مليار‭ ‬جنيه،‭ ‬وانطلقت‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانية‭ ‬بتكلفة‭ ‬واستثمارات‭ ‬تقترب‭ ‬من‭ ‬الـ‭ ‬‮٠٠٤‬‭ ‬مليار‭ ‬جنيه،‭ ‬أيضاً‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬العشوائيات‭ ‬له‭ ‬بعد‭ ‬إنسانى‭ ‬واستراتيجي،‭ ‬لأنه‭ ‬يستهدف‭ ‬نقل‭ ‬مليون‭ ‬مواطن‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬والسكن‭ ‬الكريم‭ ‬بعد‭ ‬الحياة‭ ‬غير‭ ‬الآدمية‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عقود،‭ ‬ثم‭ ‬ان‭ ‬الاهتمام‭ ‬بتنمية‭ ‬الصعيد‭ ‬له‭ ‬بعد‭ ‬استراتيجى‭ ‬وأمن‭ ‬قومى‭ ‬بعد‭ ‬الإهمال‭ ‬والتهميش‭ ‬لعقود‭ ‬طويلة،‭ ‬وأيضاً‭ ‬التنمية‭ ‬فى‭ ‬المحافظات‭ ‬النائية‭ ‬والحدودية،‭ ‬جميعها‭ ‬تستهدف‭ ‬تنمية‭ ‬البلاد‭ ‬والانتماء‭ ‬وتحقيق‭ ‬حالة‭ ‬الرضا‭ ‬الشعبى‭ ‬التى‭ ‬تنعكس‭ ‬بالإيجاب‭ ‬على‭ ‬حالة‭ ‬الاصطفاف‭ ‬الوطنى‭ ‬والوعى‭ ‬الحقيقى‭ ‬لحماية‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬مخططات‭ ‬وحملات‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬وأيضاً‭ ‬لقناعة‭ ‬وإيمان‭ ‬العقيدة‭ ‬بالمفهوم‭ ‬الشامل‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭.‬
عاشراً‭: ‬رؤية‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬تحقق‭ ‬أهدافاً‭ ‬كثيرة‭ ‬وتوجد‭ ‬حلولاً‭ ‬لأزمات‭ ‬ومشاكل‭ ‬الماضي،‭ ‬وتفتح‭ ‬الآفاق‭ ‬للمستقبل،‭ ‬فقد‭ ‬عانت‭ ‬من‭ ‬مشكلة‭ ‬عميقة‭ ‬وهى‭ ‬التعدى‭ ‬على‭ ‬الأراضى‭ ‬الزراعية‭ ‬ذات‭ ‬الخصوبة‭ ‬العالية‭ ‬وجاهزة‭ ‬المرافق‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬القرى‭ ‬والصعيد‭ ‬والدلتا‭ ‬لتوفير‭ ‬السكن،‭ ‬وكذلك‭ ‬انتشرت‭ ‬ظاهرة‭ ‬العشوائيات‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬رؤية‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬إتاحة‭ ‬البديل‭ ‬أمام‭ ‬المواطنين‭ ‬لذلك‭ ‬توسعت‭ ‬الدولة‭ ‬فى‭ ‬إنشاء‭ ‬المدن‭ ‬الجديدة‭ ‬وأقامت‭ ‬‮٥‬،‮١‬‭ ‬مليون‭ ‬وحدة‭ ‬سكنية‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬المدن‭ ‬الجديدة‭ ‬والقديمة‭ ‬لتوفير‭ ‬السكن‭ ‬الكريم‭ ‬للمواطن‭ ‬وعدم‭ ‬العودة‭ ‬لظاهرتى‭ ‬التعدى‭ ‬على‭ ‬الأراضى‭ ‬الزراعية‭ ‬أو‭ ‬العشوائيات‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬كلف‭ ‬الدولة‭ ‬ميزانيات‭ ‬هائلة،‭ ‬فالقضاء‭ ‬على‭ ‬العشوائيات‭ ‬احتاج‭ ‬إلى‭ ‬‮٥٨‬‭ ‬مليار‭ ‬جنيه‭ ‬وبناء‭ ‬‮٥‬‭.‬‮١‬‭ ‬مليون‭ ‬وحدة‭ ‬سكنية‭ ‬احتاج‭ ‬إلى‭ ‬‮٠٥٧‬‭ ‬مليار‭ ‬جنيه،‭ ‬وتعويض‭ ‬الرقعة‭ ‬الزراعية‭ ‬التى‭ ‬تم‭ ‬الاعتداء‭ ‬عليها‭ ‬احتاج‭ ‬إلى‭ ‬تريليون‭ ‬جنيه‭ ‬لاستصلاح‭ ‬وزراعة‭ ‬‮٤‬‭ ‬ملايين‭ ‬فدان‭ ‬أضيفت‭ ‬إلى‭ ‬الرقعة‭ ‬الزراعية‭ ‬كذلك‭ ‬حرصت‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬ربط‭ ‬شرق‭ ‬وغرب‭ ‬النيل‭ ‬بمحاور‭ ‬وأقامت‭ ‬وجار‭ ‬تنفيذ‭ ‬‮٥٢‬‭ ‬محوراً‭ ‬من‭ ‬إجمالى‭ ‬‮٤٣‬‭ ‬محوراً‭ ‬مخططا‭ ‬تنفيذها‭ ‬على‭ ‬نهر‭ ‬النيل‭.. ‬ويفصل‭ ‬كل‭ ‬محور‭ ‬عن‭ ‬الآخر‭ ‬مسافة‭ ‬‮٥٢‬‭ ‬كيلو‭ ‬متراً،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يدفع‭ ‬بالنمو‭ ‬الاقتصادى‭ ‬والعمرانى‭ ‬بقفزات‭ ‬كبيرة‭.‬
الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬الـ‭ ‬‮٠١‬‭ ‬سنوات‭ ‬الماضية‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬قراءة‭ ‬للوقوف‭ ‬على‭ ‬عبقرية‭ ‬الرؤية،‭ ‬وقوة‭ ‬وصلابة‭ ‬إرادة‭ ‬الإصلاح‭ ‬والبناء،‭ ‬وأيضاً‭ ‬لإدراك‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬أيدينا‭ ‬من‭ ‬نجاح‭ ‬كبير،‭ ‬والتأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أمامنا‭ ‬فرصة‭ ‬تاريخية‭ ‬للانطلاق‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تحقق،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬قراءة‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭ ‬والقطاعات‭ ‬يدفعنا‭ ‬لنعرف‭ ‬أين‭ ‬نقف‭ ‬وما‭ ‬هى‭ ‬أهدافنا‭ ‬القادمة،‭ ‬وما‭ ‬لدينا‭ ‬من‭ ‬قدرات‭ ‬وإمكانيات،‭ ‬فى‭ ‬مقدمتها،‭ ‬اكتسابنا‭ ‬للقدرة‭ ‬على‭ ‬النجاح‭ ‬وتجاوز‭ ‬وعبور‭ ‬التحديات‭ ‬بفضل‭ ‬ما‭ ‬حققناه‭ ‬أصبحنا‭ ‬أكثر‭ ‬خبرة‭ ‬وتمرساً‭ ‬لا‭ ‬نهاب‭ ‬العمل‭ ‬والبناء‭ ‬ولا‭ ‬نخشى‭ ‬من‭ ‬الفشل‭ ‬ونتأكد‭ ‬أننا‭ ‬عبرنا‭ ‬الأكثر‭ ‬صعوبة‭.. ‬وأن‭ ‬الأزمات‭ ‬الحالية‭ ‬هى‭ ‬مجرد‭ ‬أعراض‭ ‬مؤقتة‭ ‬خلقتها‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمات‭ ‬العالمية،‭ ‬لكنها‭ ‬ليست‭ ‬معياراً‭ ‬لتقييم‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬فهو‭ ‬كثير،‭ ‬يكفى‭ ‬أننا‭ ‬انتهينا‭ ‬من‭ ‬مرحلة‭ ‬القواعد‭ ‬والأساس‭ ‬للانطلاق،‭ ‬بات‭ ‬لدينا‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬وأساسية‭.. ‬فى‭ ‬أيدينا‭ ‬دولة‭ ‬مؤهلة‭ ‬ومهيأة‭ ‬لاستقبال‭ ‬الاستثمارات‭ ‬والدخول‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬التنافسية‭ ‬العالمية‭ ‬فى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬القطاعات،‭ ‬الطاقة‭ ‬والموانئ‭ ‬والهيدروجين‭ ‬الأخضر،‭ ‬والتصنيع،‭ ‬والزراعة،‭ ‬لكن‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نؤمن‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬النجاحات‭ ‬والإنجازات‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة،‭ ‬تخلق‭ ‬حالة‭ ‬لدى‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬من‭ ‬الحقد‭ ‬ومحاولات‭ ‬التعطيل‭ ‬ولا‭ ‬سبيل‭ ‬لعبورها‭ ‬إلا‭ ‬بالاصطفاف‭ ‬والوعي،‭ ‬فلن‭ ‬تستطيع‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬أن‭ ‬تمس‭ ‬مشروعنا‭ ‬أو‭ ‬تنال‭ ‬من‭ ‬إرادتنا‭ ‬طالما‭ ‬نحن‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد‭ ‬خلف‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭.‬
الأرقام‭ ‬القياسية‭ ‬فى‭ ‬التجربة‭ ‬المصرية‭ ‬زاخرة،‭ ‬جديرة‭ ‬بالتأمل،‭ ‬انطلقت‭ ‬من‭ ‬أزمات‭ ‬معقدة،‭ ‬ومعاناة‭ ‬عميقة،‭ ‬ولكنها‭ ‬تغلبت‭ ‬على‭ ‬التحديات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الأفكار‭ ‬والرؤى‭ ‬الخلاقة‭ ‬والإرادة‭ ‬والتحدي،‭ ‬لذلك‭ ‬قرر‭ ‬المصريون‭ ‬فى‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية،‭ ‬استكمال‭ ‬المشوار،‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬وعياً‭ ‬وإدراكاً‭ ‬جمعياً‭ ‬أنه‭ ‬الطريق‭ ‬الصحيح‭ ‬وأن‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬مؤشر‭ ‬وثقة‭ ‬فى‭ ‬قدرتنا‭ ‬على‭ ‬بلوغ‭ ‬الأهداف‭ ‬وتحقيق‭ ‬الحلم‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬قيادة‭ ‬سياسية‭ ‬وطنية‭ ‬استثنائية‭.‬

زر الذهاب إلى الأعلى