مقالات

الاحتشاد والمشاركة.. رسالة للعالم

الكاتب أ / رضا العراقي

مفهوم الانتخابات الرئاسية فى هذه المرة يختلف تماماً عن ذى قبل حيث تتم فى أجواء إقليمية وعالمية ملتهبة مليئة بالتحديات وعلى رأسها أحداث غزة والاعتداء السافر للكيان الصهيونى غير المبرر والذى تتفاعل معه مصر بحكمة وترقب شديدين، هذا الأمر يتطلب منا جميعاً كمصريين أن نتفاعل مع الانتخابات الرئاسية بمزيد من الوعى والإدراك لأن المسألة لا تتعلق فقط أو تُختزل فى اختيار الرئيس أو من يقود البلاد فى المرحلة القادمة، فالأمر أكبر من كل ذلك بمراحل كثيرة ترتبط أغلبها بقوة تماسكنا والتفافنا وتجمعنا على قلب رجل واحد، لنبعث من خلالها رسالة للعالم أن المصريين يدركون جيداً المخاطر التى تواجههم، وأن الوطن بالنسبة لهم قضية حياة أو موت.

هذا المعنى الوطنى الكبير يؤكد على ضرورة المشاركة فى هذا الحدث المهم والدقيق ولابد من الحشد له بكل ما نملك من قوة، وأن يظهر الجميع داخل برواز هذا العرس الجميل بمباركة ومبايعة الملايين من الشعب المصرى أيام 10 و١١ و12 ديسمبر الجاري.

حقاً.. التحديات كبيرة والمخاطر كثيرة والمسئولية صعبة للغاية، وهناك من يسعى للنيل من استقرار وأمن مصر وشعبها، لكن كل ذلك يتحطم على صخرة تماسكنا ووعينا الكبير بما يحاط بنا من مخاطر وتحديات.

المشاركة الايجابية فى الانتخابات الرئاسية يحبط كل هذه المحاولات ويؤكد أن المواطن المصرى مواطن بامتياز يغار على أرضه وعرضه وماله.

المشاركة فى الانتخابات لايرتبط إطلاقاً بمرشح بعينه ولابد أن نتخلص من هذه الثقافة المغلوطة فالأمر يتعلق بمصير ومستقبل وطن، وأن المشاركة والتعبير عن رأيك يستفيد منه القائمون على المشهد فى تصحيح الأخطاء وتقويم من لم يلتزم بالمسار الصحيح، من هنا لابد أن يشارك الجميع ليعلن ويوضح كل المسارات الإيجابية أو السلبية معاً وبذلك نصل إلى أفضل النماذج والأنماط المنشودة للارتقاء بالبلاد، من هنا فإن المشاركة لا تضر فى جميع الحالات بل تفيد وتصنع وطناً يعيش فيه مواطن قادر على حمايته.

معروف أن حرية الانتخابات قوامها الوحيد الشفافية فى التعبير عن الرأى والوصول الى صناديق الاقتراع بسهولة ويسر، هذا الأمر حرصت عليه الدولة المصرية منذ البداية وكرست له كل جهودها من أجل الديمقراطية والوقوف على مسافة واحدة من المرشحين الأربعة، حيث وضعت الدولة معايير وأنظمة وقواعد عامة ملزمة للجميع وليس لمرشح بعينه.

فى الختام أقول إن الوصول إلى الصندوق والإدلاء بوصوتك هو أهم مافى الموضوع ويمثل 100٪ من الرسالة، تأكد ان صوتك يصنع الكثير والكثير ويؤكد للرئيس القادم أن هناك شعباً واعياً يفحص ويدقق لا يتنازل عن حقوقة المشروعة أو خدماته

زر الذهاب إلى الأعلى