الدعوات للرئيس والتهنئة للأمة
الكاتب أ / نشأت الديهي
كان البعض يتساءل: لماذا لم يخرج الرئيس «المرشح» عبدالفتاح السيسى لاستعراض برنامجه الانتخابى ومتحدثا للأمة؟ وكنت أتعجب وأنا أرد على هؤلاء، فمن يعرف شخصية الرجل لا ينتظر منه «أقوالا» و«وعودا» ومن يقترب أكثر من حقيقته الانسانية والأخلاقية النادرة لا يتوقع منه أبداً أن يزكى نفسه ويطالب الجماهير بانتخابه او التصفيق لإنجازاته والنداء باسمه كما هى العادة فى مثل هذه الظروف، كنت أعلم يقينا أن مؤتمر «حكاية وطن» بكل تفاصيله كان كشف حساب ختامياً عرضه الرئيس بمنتهى الشفافية على الجمعية العمومية للدولة المصرية، كان الرئيس يقول للشعب «هذا هو الواقع الذى كان والحالة التى كنا عليها وهذه هى خططنا لتغيير هذا الواقع وتلك الحالة وهذا ما حققناه حتى الآن وهذه هى تكلفته وهذه هى خططنا المستقبلية» الرئيس عرض ما قامت به الدولة فى ظل تلك الظروف الضاغطة وترك للشعب حرية الاختيار ولم يتكلم فى هذا الأمر بعدها إلا بعد إعلان النتيجة وكانت نسبة التصويت هى الأعلى فى تاريخ الدولة المصرية ، فقرابة 45 مليون مواطن أدلوا بأصواتهم بنسبة 66.8٪ وهذا أمر لو تعلمون عظيم ، حصد منها الرئيس السيسى قرابة 40 مليون صوت بنسبة 89.6٪ وهذا أيضا- وأنتم تعلمون- أمر أعظم، الحضور غير المسبوق كان استفتاء شعبيا على المشروع الوطنى المصرى الذى يبنى الجمهورية الجديدة على قواعد شرعية الإنجاز والإعجاز، هنا لا أجد أبلغ مما قاله الرئيس السيسى بعد إعلان النتيجة «إننى أدرك يقينا.. حجم التحديات التى مررنا بها، ومازلنا نواجهها كما أؤكد إدراكي.. بأن البطل فى مواجهة هذه التحديات»..
هو المواطن المصرى العظيم الذى تصدى للإرهاب وعنفه.. وتحمل الإصلاح الاقتصادى وآثاره.. وواجه الأزمات بثبـات ووعى وحكمة، وأجدد معكم العهد.. بأن نبذل معا كل جهد.. لنستمر فى بناء الجمهورية الجديدة.. التى نسعى لإقامتها، وفق رؤية مشتركة تجمعنا دولة ديمقراطية.. تجمع أبناءها فى إطار من احترام الدستور والقانون.. وتسير بخطوات ثابتة نحو الحداثة والتنمية قائمة على العلم والتكنولوجيا.. محافظة على هويتها وثقافتها وتراثها تضع بناء الإنسان فى مقدمة أولوياتها.. وتســعى لتوفير الحياة الكريمة له تمتلك القدرات العسكرية والسياسية والاقتصادية.. التى تحافظ على أمنها القومي، ومكتسبات شعبها.. هذه مصر، التى نحلم بها جميعا.. وهؤلاء هم المصريون، الذين يحدوهم الأمل فى بناء وطن عظيم وسأكون صوتهم جميعا.. مدافعا عن حلمهم لمصر وسنستكمل حوارنا الوطني.. بشكل أكثر فاعلية وعملية مستفيدين من تلك الحالة الثرية، التى شهدتها العملية الانتخابية وهو ما أفرز تنوعا فى الأفكار والرؤي.. ناتجا عـن تنـــوع المرشحين واتجاهــاتهم السـياسـية».
لذلك أدخر دعواتي- ويقينى أنها مجابة- للرئيس وأقول لسيادته: امضِ فى طريق الحق واستكمل ما بدأته مستعينا بالله، هو سندك وعضدك، ويد الله دائما معك وأنت فى معيته، هو- جل فى علاه- اصطفاك أنت تحديدا لهذه المسئولية الجسيمة وهو الموفق والمستعان، أما التهنئة فللأمة المصرية التى علمت الدنيا معنى الوعى والانتماء والحضارة.