مقالات

الشعــــــــب .. أدى واجبه .. وقال كلمته 

الكاتب أ / فهمي عنبة

تغلب أبناء البلد على الظروف الأقتصادية الصعبة .. ولم يهتموا بنقص العديد من الخدمات و بغلاء المعيشة وانفلات الأسعار .. وتوافدوا على لجان الانتخابات الرئاسية بالملايين عندما شعروا بالخطر يقترب من حدود الوطن . 

كعادته .. أثبت الشعب انه اكثر وعياً من الجميع خاصة ممن لا يريدون الخير له ولمصر .. وشعر كل مواطن بالانتماء الـذى يجعله مسئولاً عن أمـن وسلامة الوطن مع الرئيس الذى يختاره .. لذلك شارك بكثافة فى مشهد رأه العالم واشاد به الجميع وتأكدوا ان ما يشاع عن ان العملية الانتخابية مجرد تمثيلية ليس صحيحاً لان «التمثيليات مهما كانت حبكتها » لا يمكن أن تحشد كل هذا العدد فربما تستطيع التأثير على آلاف أو حتى مئات الآلاف ولكنها بالتأكيد لن تجعل اكثر من 30 مليون مواطن ينزلون من بيوتهم ليدلوا بأصواتهم .. ما دفعهم انهم ادركوا ان صوتهم له قيمة ويساهم فى بناء المستقبل . 

بعث المصريون برسالة واضحة وقوية إلى كافة القوى الخارجية سواء الدولية أو الاقليمية تفيد بأنهم مع دولتهم ويحمون أرضها بـأرواحـهـم .. وكأنهم يقولون لهم : اذا كنتم تراهنون على حالتنا الاقتصادية الصعبة فأنتم واهـمـون .. وفى نفس الوقت هى رسالة أيضاً للرئيس المنتخب : نحن فعلنا ما علينا وادينا واجبنا لذلك لا نقول ننتظر رد الجميل ولكن ماذا أنتم فاعلون خلال السنوات الست القادمة للتخفيف من معاناتنا ؟! .

فاق الاقبال الجماهيرى نسبة ٥٠ ٪؜ من المسجلين فى كشوف الانتخابات البالغ عددهم ٦٧ مليون مواطن .. صحيح ان الهيئة الوطنية لم تعلن ” حتى كتابة المقال ” اسم المرشح الفائز بالرئاسة ونسبة المشاركة .. الا ان المؤشرات الأولية تشير إلى ان الرئيس المنتخب لن ينجح بنسبة ٩٩ ٪؜ أو ٩٥ ٪؜ كنا كان يحدث .. مما يعنى انه سيكون لدينا رئيس بنسبة نجاح ما بين ٨٠ و ٩٠ ٪؜ وهى خطوة مهمة على طريق استمرار الانتخابات التنافسية فى المستقبل سواء الرئاسية او البرلمانية بعد ان يدرك من لم يشاركوا فى التصويت اليوم انهم أخطأوا وان أصواتهم كان يمكن ان تؤثر فلا يترددون فى المشاركة فى المرات القادمة !! .

 بعد انتهاء الهيئة الوطنية من اجراءاتها وانقضاء فترة الطعون واعلانها النتيجة النهائية خــلال ايــــام .. سيدخل الـرئـيـس الـذى اختاره الشعب إلى قصر الاتحادية لا ليستمتع ولكن ليقضى ٦ سنوات من العمل الشاق و الــدؤوب للتغلب على كل المشاكل وحل الازمات ومواجهة التحديات .. فماذا يريد المواطن من رئيسه الذى سيواصل مسيرة الحفاظ على الدولة والبناء والتنمية ؟! 
****
ماذا نريد من الرئيس ؟! 

•• أعطى الشعب ثقته للرئيس المنتخب ووضع عليه مسئولية كبيرة تضاف إلى التحديات الخارجية والداخلية التى تواجه مصر منذ ازمـة جائحة كورونا ثم الحرب فى اوكرانيا واخيراً العدوان الاسرائيلى على غزة مـروراً بالاوضاع فى المنطقة والحروب الأهلية فى السودان وليبيا واليمن وسوريا وعدم الاستقرار والخلافات الطائفية فى لبنان والعراق .. اضافة إلى المشاكل المحلية المتراكمة من عقود طويلة فى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية . 

الشعب يريد اعــادة ترتيب الاولـويـات لتكون المسألة الامنية والحفاظ على حــدود مصر فى الـصـدارة وتأكيد قرار الرئيس الحالى عبدالفتاح السيسى بعدم السماح لاسرائيل ومن يؤيدها بتنفيذ مخطط تهجير أهالى غزة إلى سيناء .. وجميع المصريين سيكونون مع الرئيس والقوات المسلحة فى حال تخطى هذا « الخط الاحمر» .. وكـذلـك مطلوب العمل بكل الطرق الدبلوماسية وغيرها لانهاء النزاعات فى ليبيا والسودان على حدودنا الغربية والجنوبية لضمان استقرار دول الجوار والحفاظ على الأمن القومي .. ويجب الا ننسى ” سد النهضة ” الأثيوبى الذى يهدد الأمن المائى وحصة مصر من نهر النيل وهى قضية ” حياة أو موت ” !! . 

تأتى المشاكل الاقتصادية كأولوية ثانية وعاجلة امـام الرئيس وحكومته التى سيختارها وعليها التعامل مع ضبط الاســواق وكـبـح جـمـاح اسـعـار السلع والمنتجات ومواجهة جشع بعض التجار والمحتكرين بكل قـوة وعدم تركهم ليمصوا دماء الشعب .. وهناك ضرورة ملحة لعلاج أزمة البطالة بطرق غير تقليدية وفتح مراكز تدريب وتأهيل حقيقية لاعداد الخريجين لدخول سوق العمل وفقا لما يحتاجه من مؤهلات .. والاهــــم الاهــتــمــام بـالـبـحـث العلمى لايجاد حلول والتوصل إلـى مبتكرات ومــخــتــرعــات فـــى مـخـتـلـف المــجــالات الصناعية والزراعية والثروة السمكية والحيوانية .. وهذا يحتاج إلى اختيار حكومة مؤمنة بذلك وتنفذه ولها رؤية وخبرة .ولا نريد حكومة تنتظر تدخل رئيس الجمهورية ليوجهها إلى العمل على التخفيف على المواطنين أو اتخاذ قرارات مهمة فى صالح محدودى الدخل والبسطاء !! . 

توجد مشاكل مزمنة منذ أكثر من نصف قرن وهو ما يعنى فشل الحكومات المتعاقبة فى حلها .. وأهمها مشاكل التعليم التى نظل ندور حولها فى حلقات مفرغة مع ان البداية لابد ان تكون باعداد المُعلم جيداً اذا أردنا تعليماً يبنى الانسان ويصنع نهضة للأمة .. وبعد المعلم يأتى تنقيح المناهج والمبانى المدرسية والاستعانة بالوسائل التكنولوجية .. اما مشكلة الصحة فتتلخص فى البشر قبل المستشفيات والمعدات الطبية .. فالتعامل مع المريض وحُسن استقباله بصورة آدمية تخفف من آلامة وتساعد فى العلاج الذى يستلزم منحة أولوية فى توفير التمويل اللازم وبالنسب التى يحددها الدستور بحيث لا تضيع الميزانية فى الرواتب والحوافز فهذا يجب ان يوضع فى بند آخر وتخصيص الميزانية كلها للعلاج والدواء واجراء العمليات والاشعات والتحاليل !! .

« أم المشاكل » هى المشكلة السكانية وهى مـن شقين الاول اتـخـاذ اجـــراءات للحد من الـزيـادة والثانى هو الاستفادة من القوى البشرية واعتبارها نعمة وحسن توظيفها فى التعمير والتنمية والبناء . 

تحسين المناخ السياسى وفتح ملف حرية الرأى والتعبير  أمر لا يقل أهمية عن مشاكل الاقتصاد و تحقيق الاكتفاء الذاتى والتصنيع وتوفير لقمة العيش .. وهناك ضرورة لبداية جديدة مع الولاية الجديدة للرئيس المنتخب تستدعى منع الحبس الاحتياطى والافراج عن المحبوسين من أصحاب الرأي خاصة بعد انتهاء حالة الطوارىء  .. ومن المهم تنشيط الحياة السياسية بمنح حرية عمل أكبر للأحزاب .

.. وعـلـى الـجـانـب الاجـتـمـاعـى مطلوب الاســتــمــرار فــى زيــــادة بــرامــج وحــزم الـحـمـايـة الاجـتـمـاعـيـة .. والاهـتـمـام بأصحاب المعاشات والمرأة المعيلة .. وتحقيق الـعـدالـة وانفاذ القانون على الجميع .. و استمرار محاصرة الفساد الإداري .. والحفاظ على حقوق الانسان وكرامة المواطنين .. والتأكيد على الهوية والاهتمام بالثقافة وبناء الشخصية المصرية . 

قائمة طويلة من المشاكل والأزمات والتحديات تضمها الملفات التى ستوضع على مكتب الرئيس بعد التنصيب وعليه ان يتصدى لها وينتهى منها خلال فترة الرئاسة فى السنوات الست القادمة .. ومما يسهل عليه مهمتة تقوية مؤسسات الدولة وان يقوم البرلمان بدورة والعمل على الاسراع بانتخابات المحليات باعتبارها المدرسة الأولى للعمل السياسى وتفريخ القيادات الشعبية الى جانب ارتباطها المباشر بالمواطن وتسهل انجاز معاملاتة وكل ما يحتاجه فى قريتة او مدينتة او الحى والمحافظة !! . 

من البديهات الديمقراطية الا يقوم الإعــلام أو أى جهة بالاعلان عن اسم الرئيس القادم الا بعد قيام الهيئة الوطنية للانتخابات بكل إجراءاتها واعلانها النهائى عن الفائز فهناك 4 مرشحين لهم نفس الفرصة وعلينا عدم استباق النتيجة حتى لو كانت المؤشرات وفرز اللجان يشيران إلى فوز أحدهم بفارق كبير !! . 

ما زال أمامنا الكثير لتحقيقه.. علينا العمل بكل طاقاتنا.. فمصر بحاجة إلى جهد كل مواطن .. ابتداء من الرئيس حتى الطفل الصغير.. نحتاج لكل رجل وامرأة .. وشاب وفتاة .. لا بد من مشاركة الجميع .

نـجـح أبــنــاء الـبـلـد فــى اختبار الانتخابات الرئاسية .. وعلى الجميع ان يتعلموا الديمقراطية من الشعب لنصل إلى مصر التى فى خاطرنا !! .

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى