مقالات

العالم يحتفل بها كل عام : لا تخجلوا من لغتنا العربية !! 

 

الكاتب أ / فهمي عنبة

أهملنا لغتنا الجميلة .. ووجدنا البعض فى عالمنا العربى يخجل من التحدث بها .. لدرجة ان نجوم المجتمع من الفنانين ورجال الأعمال يمزجون أحاديثهم وحواراتهم بكلمات ومصطلحات أجنبية حتى يقال إنهم مثقفون .. ولا تنطق سيدات الطبقة الراقية فى النوادى والمنتجعات « باللغة العربية » وإلا اعتبروهن « بيئة ».. وكثيراً ما نشاهد الممثلين فى أعمالهم السينمائية والمسرحية يسخرون منها وينطقون مفرداتها بطريقة
هزلية مضحكة !! .

الأخطر من ذلك أن كثيراً من الآباء والأمهات أصبحوا يتباهون بأطفالهم وهم يتحدثون اللغات الأخرى التى يتعلمونها فى مدارسهم الخاصة والدولية .. وأنهم لا يعرفون كلمة عربية واحدة !! .

حتى الشوارع فى دولنا من المحيط إلى الخليج يطلق عليها أسماء أجنبية .. ومعظم اللافتات والإعلانات على واجهات المحلات والمعارض مكتوبة بالإنجليزية أو الفرنسية . 

بينما نهمل نحن العرب لغتنا.. والبعض يخجل من التحدث بها.. فإن العالم يحتفل بها فى 18 ديسمبرمن كل عام بعد ان خصصته الأمم المتحدة ليكون اليوم العالمى للغة العربية . 

للأسف .. يوجد تراجع كبير فى تدريس الفصحى للأجيال القادمة مما يستدعى ضرورة تدخل الجامعة العربية بصفتها المظلة التى تجمع الدول التى تتحدث بلغة الضاد ومنوط بها فى دورها الثقافى ان تحافظ عليها وتضع الخطط لانقاذها من التشويه والعمل على تطويرها.. وتعميم لغة بسيطة يتحدث بها الجميع من المشرق إلى المغرب العربى ويفهمون بعضهم !! .

من الضرورى أن تقوم الجامعة العربية بالتنسيق والتعاون مع وزارات التعليم والثقافة ومجامع اللغة فى دولنا من المحيط إلـى الخليج حتى تستطيع الشعوب العربية التواصل مع بعضها إذا تحدث الجميع بالفصحي .. حيث يلاحظ انه عندما يبدأ مثلاً أهل دول المغرب العربى بالكلام بلهجتهم فمن الصعب أن يتجاوب معهم ويفهمهم أهل المشرق والخليج و« العكس صحيح » !! .

.. من هنا تأتى أهمية أن تلعب الجامعة العربية باعتبارها « بيت العرب » دوراً أكبر فى المجال الثقافى بعقد ندوات تدعو إليها الأدباء والشعراء وتطوف مختلف بلدان الأمـة .. وتعمل كذلك على إنتاج برامج ومسلسلات وأفلام تنطق بالفصحى ويتم توزيعها على الفضائيات لبثها فى وقت واحد .. إضافة إلى ضرورة المساهمة فى دعم دور النشر لطبع الكتب والقصص والروايات خاصة للأطفال بلغة عربية سهلة يتفق عليها أعضاء مجامع اللغة العربية وتكون «فصحى بسيطة» لا هى لغة علماء النحو ولا هى باللهجات المحلية.. فهذا ما يؤدى للتواصل بين الشعوب والأجيال مما يساهم فى عدم ضياع الحلم العربى  المؤجل !! .

 ‏علينا أن نعترف أن العرب اضاعوا فرصة ذهبية لنشر لغتهم عالمياً خاصة وقد منحهم الله العديد من مصادر القوة والثروة لكنهم لم يحسنوا استغلالها وكان يمكن للدول العربية خاصة البترولية فى الخليج والجزائر والعراق وليبيا أن تجعل تعلم اللغة العربية شرطا للعمل في بلدانهم ومنح الوافد مهلة ولتكن لمدة عام إذا لم يتعلم فيها اللغة يتم الاستغناء عن خدماته سواء كانوا عاملين في شركات البترول أو الوزارات أو يعملون كسائقين ومربيات ومعاونين فى المنازل ‏.. ولكن ما حدث كان العكس .. فقد تركنا القادمين يتحدثون بلغاتهم ويعلمونها لأطفالنا .. وفي النهاية كان على العرب أن يتعلموا اللغات الأجنبية ليخاطبوا بها  من حضروا ليعملوا في بلادنا !! .

مع ايماننا بان لغة القرآن محفوظة مثله باذن الله .. لكن لابد ان نقوم بواجبنا للحفاظ على هويتنا.. وعلى ثقافتنا ولغتنا.. بالتأكيد هــذا لا يتعارض مـع الحداثة والمدنية والتحضر.. ولا ندرى لماذا يقوم بعض المسئولين العرب فى المؤتمرات والمحافل الدولية باًلتحدث وإلغاء كلماتهم بالإنجليزية أو الفرنسية بدلا من لغتنا خاصة وأن الأمم المتحدة اعتمدتها ضمن 6 لغات متعرف بها دوليا ويتم التعامل بها فى المنظمات التابعة لها وخصصت يوما كل عام للاحتفاء بها ؟! .

 الغريب اننا لا نرى مسئولا أجنبياً يأتى إلى دولة عربية ويخطب أو يتحدث بلغتنا.. قـد يجامل مستضيفيه ويقول لهم بعض الكلمات مثل « السلام عليكم أو مرحباً » لكن كل كلامه يكون بلغته وعلينا ان نقوم بترجمتها دون أن نقول عليه انه متخلف أو غير متحضر.. فلماذا علينا نحن ان نتحدث بلغاتهم ؟! .

لماذا لا نفكر فى تعريب الطب والعلوم .. ولماذا لا نفرض فى بلادنا التعامل بلغتنا فى المطارات والفنادق أو على الأقل جعلها لغة بجوار الإنجليزية والفرنسية ونكتب بها الفواتير والتذاكر.. ويكون التعامل فى البنوك بها.. وكذلك فى كل المؤتمرات والمعارض المقامة على أرض عربية .. من المهم أن نفعل ذلك ونحمى لغتنا وثقافتنا حتى لا يأتى الزمن الذى تضيع فيه لغتنا الجميلة ونفقد التواصل بين الشعوب العربية ؟! .
******
مكافحة الفساد .. مسئولية
الشعـــب قبــل الحكومــة  !!

•• لا يوجد أخطر من الفساد على استقرار الأمم .. ومعظم الامبراطوريات التى انهارت عبر التاريخ كان الفساد السبب الرئيسى لزوالها .. ورغم الإيمان بذلك .. فلا توجد دولة على وجه الأرض سواء كانت عظمى أو نامية إلا وبها فساد !! .

يسعى العالم لمحاربة الفساد .. وصدرت منذ أيام وثيقة مؤتمر أتلانتا لتعزيز النزاهة والمساءلة والشفافية فى ختام الدورة العاشرة لمؤتمر الدول الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد التى تم إقرارها منذ 20 عاماً . 

كانت مصر قد سلمت أمريكا الرئاسة حيث عقد المؤتمر السابق بشرم الشيخ منذ عامين .. وفى كلمتها الافتتاحية قالت غادة والى المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة إنه لا يزال هناك الكثير من العمل يتعين القيام به رغم كل ما حدث من تقدم لمكافحة الفساد عالمياً.. وتم عرض فيديو بعنوان « الطريق للدورة العاشرة من شرم الشيخ إلى أتلانتا بالولايات المتحدة » تضمن رسالة للوزير عمرو عادل رئيس هيئة الرقابة الإداريـة ورئيس الدورة التاسعة للمؤتمر عن الجهود الدولية التى تمت لمحاربة الفساد .

 .. ولأن الفساد لا يسرق الموارد والأمـوال فقط ولكنه يسلب الأمل من الناس .. كما قال أنطونيو جوتيريش أمين عام الأمم المتحدة .. لذلك لابد أن تتضافر الجهود الحكومية فى كل دولة مع الجهود الأهلية والقطاع الخاص لمحاصرة الفساد بل ان ذلك يحتاج إلى تعاون من كل أفراد الشعب . 

لا يكفى ان تخصص الأمم المتحدة 9 ديسمبر من كل عام كيوم عالمى لمكافحة الفساد .. ولا أن تعقد مؤتمراً كل عامين بحضور سلطات المكافحة فى أكثر من 160 دولة .. ولكن الأهم هو توافر الرغبة لدى المنظمة ولدى هذه السلطات ودولها للقضاء على أسباب الفساد وأهمها عدم العدالة والمساواة وعدم تطبيق القانون على الجميع وان يكيل النظام العالمى بأكثر من مكيال فى التعامل مع القضايا الواحدة والأهم مساعدة الدول النامية للقضاء على الفقر والجهل والعمل على احترام حقوق الإنسان !! .

لا يقتصر الفساد الإدارى على الذمم المالية والرشوة والمحسوبية والاختلاس .. وإنما تأخير معاملات المواطنين فساد .. تزوير المستندات فساد .. عدم الشفافية واخفاء الحقائق فساد .. السكوت عن مخالفات البناء فساد .. السماح بالتعدى على الأرض الزراعية فساد .. التكاسل فى العمل و« التزويغ » وعدم مراعاة الله والضمير فى أداء الوظيفة فساد .. عدم محاسبة المفسدين فساد !! .

بالتأكيد .. مكافحة الفساد هى مسئولية الشعب .. فكل مواطن عليه دور .. وليست الحكومة وحدها المنوط بها التصدى لهذا الوباء .. لأن الفساد أحد أكبر العوائق أمام التنمية والبناء ويؤدى إلى انهيار اقتصاد الـدول .. وهو كالسرطان ينخر فى جسد الأمة ولابد من القضاء عليه ومحاصرته فى كل المواقع !! .

زر الذهاب إلى الأعلى