تطوير أداة بالذكاء الاصطناعي لاختبار مرض التوحد بدقة تصل لـ100%
أظهرت دراسة جديدة نُشرت في مجلة «JAMA Network Open» أن الذكاء الاصطناعي يمكنه اكتشاف اضطراب طيف التوحد بدقة تصل إلى 100%، عن طريق أداة مسح صور عيون الأطفال.
ووفقًا لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية، إذا تم تأكيد ذلك، فسيكون هذا بمثابة تقدم كبير في اكتشاف الحالة، حيث يؤثر مرض التوحد على العديد من الأطفال لكن العديد منهم يظلون دون تشخيص حتى وقت لاحق من مرحلة الطفولة، مما يحرمهم من العلاجات المحتملة.
وتستند الأداة الذكاء الاصطناعي، التي طورها فريق من الباحثين في جامعة «يونسي» في سيول، على أن التوحد هو حالة تنطوي على تغير في نمو الدماغ، ويقوم العصب البصري بربط شبكية العين بالدماغ في مسار قصير جدًا، لذا فمن المنطقي أن تنعكس اختلافات الدماغ في العيون.
وشملت الدراسة المعنية 958 طفلًا، من 479 مصابًا بالتوحد و479 غير مصاب بالتوحد، وقام الباحثون خلالها بتغذية صور لشبكية عيون الأطفال لتدريب الخوارزمية، باستثناء الأطفال الذين يعانون من حالات نفسية أخرى يمكن أن تؤدي إلى تعقيد النتائج أو إرباكها، وقام المتخصصون بفحص الأطفال باستخدام للتأكد من إصابتهم بالتوحد ولتقييم مدى وضوح سمات التوحد لديهم.
وعندما تم اختبار أداة الذكاء الاصطناعي على مجموعة منفصلة من الأطفال غير تلك التي تم تدريبها عليها، فقد اكتشفت بدقة تشخيص الأطفال بنسبة 100% وفقًا للدراسة، وعلاوة على ذلك، يمكنه تحديد مدى خطورة مرض التوحد بدقة تصل إلى 74% بناءً على فحوصات شبكية العين وحدها.
ويقول الخبراء وفقًا للصحيفة البريطانية إنه من السابق لأوانه الثقة في هذه النتائج، وأن البحث يثير العديد من العلامات الحمراء، بدءًا من نسبة الدقة البالغة 100%.
وعلقت الدكتورة كاثي لورد، أستاذة الطب النفسي المتميزة بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس على الأداة المطورة قائلة: «يبدو الأمر جيدًا جدًا لدرجة يصعب تصديقها»، موضحة أنها تأمل أن يحاول باحثون آخرون تكرار النتائج، وإجراء التجربة مرة أخرى ومقارنة النتائج بهذه التجربة، وأضافت: «يبدو أن الأمر يستحق محاولة التكرار، لكنني متشككة للغاية».
بينما قال جيري داوسون، مدير عيادة التوحد في جامعة ديوك: إن «فكرة مسح شبكية العين للكشف عن مرض التوحد هي فكرة مثيرة للاهتمام وواعدة كما تم استخدام التغيرات في شبكية العين للتنبؤ بمرض الزهايمر».