كوريا الجنوبية تجري بنجاح ثالث تحليق تجريبي لصاروخ فضائي يعمل بالوقود الصلب
أجرت كوريا الجنوبية، بنجاح، ثالث تحليق تجريبي لصاروخ فضائي يعمل بالوقود الصلب، ونقلت وكالة (يونهاب) الكورية الجنوبية للأنباء عن وزارة الدفاع قولها “إنها نجحت في إجراء ثالث تحليق اختباري لمركبة فضائية تعمل بالوقود الصلب، في إطار مجهوداتها الرامية لبناء نظام مراقبة فضائي مستقل ضد الشطر الشمالي”.
وذكر البيان “أنه تم إطلاق مركبة الإطلاق الفضائية من بارجة تطفو في المياه على بعد 4 كيلومترات جنوب جزيرة جيجو في الساعة 2 ظهرا ووضعت قمرا صناعيا صغيرا لرصد الأرض في مدار على ارتفاع يبلغ نحو 650 كيلومترا وقد تم تصنيع القمر الصناعي بنظام رادار الفتحة التركيبية (SAR) الذي يبلغ وزنه 100 كيلو جرام من قبل شركة “هانوا للأنظمة”.
وأوضحت الوزارة أن المركبة صممت لوضع قمر صناعي صغير في مدار أرضي منخفض؛ للقيام بمهام المراقبة، ومن المعروف أنه مقارنة بمركبات الفضاء العاملة بالوقود السائل، يكون إطلاق المركبات العاملة بالوقود الصلب أقل تعقيدا وأكثر كفاءة من حيث التكلفة وتستخدم المركبة الفضائية قيد التطوير من قبل وكالة التطوير الدفاعي الحكومية الوقود الصلب للمراحل الثلاث الأولى للصاروخ، بينما تستخدم الوقود السائل للمرحلة الرابعة، لأنه يعتبر أسهل من حيث ضبط فصل الحمولة بدقة.
وأشارت إلى أن الجولتين الأولى والثانية من التحليق جاءت في مارس وديسمبر من 2022 على التوالي؛ للتحقق من أداء الثلاثة محركات باستثناء معزز المرحلة الأولى، لافتة إلى أنها تخطط لإجراء إطلاق كامل عند اكتمال التطوير من أجل تعزيز نظام المراقبة العسكري عبر الأقمار الصناعية.. موضحة أنه بمجرد اكتمال تطوير مركبة الإطلاق الفضائية العاملة بالوقود الصلب، سيكون الجيش الكوري الجنوبي قادرا على إطلاق أقمار صناعية صغيرة مخصصة للمراقبة والاستطلاع، بما يتماشى مع متطلباته الأمنية وفي حالات الطوارئ، كما تعهدت الوزارة بتطوير نظام توصيل فضائي قادر على إطلاق أقمار صناعية أثقل تزن 500-700 كجم في مدار أرضي منخفض في المستقبل.
يشار إلى أن التحليق التجريبي للمركبة الفضائية يأتي بعد أيام فقط من نجاح كوريا الجنوبية في إطلاق أول قمر صناعي للتجسس ووضعه في مداره الأرضي على متن صاروخ “فالكون 9” لشركة “سبيس إكس” من قاعدة “فاندنبرغ” لقوة الفضاء الأمريكية في كاليفورنيا يوم الجمعة، كما يعد الإطلاق جزءا من خطة سول لإرسال خمسة أقمار صناعية للاستطلاع إلى الفضاء بحلول عام 2025؛ لمراقبة كوريا الشمالية بشكل أفضل وسط تنامي تهديداتها النووية والصاروخية.
يذكر أنه في 21 نوفمبر الماضي نجحت كوريا الشمالية في وضع أول قمر صناعي تجسسي في مداره بعد محاولتين فاشلتين، وتعهدت بإطلاق المزيد من الأقمار الصناعية خلال فترة قصيرة من الزمن، كما أجرت تجربة لإطلاق صاروخ “هواسونج-18” الباليستي العابر للقارات الذي يعمل بالوقود الصلب في أبريل الماضي، وأطلقت صاروخا آخر في يوليو الماضي.. ومن الصعب اكتشاف الصواريخ العاملة بالوقود الصلب؛ بسبب قصر وقت الإعداد مقارنة بالصواريخ ذي الوقود السائل.