مقالات

‮«‬ليس‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬يقال‮»‬‭.. ‬ويا‭ ‬رب‭ ‬أرزقنا‭ ‬أفضل‭ ‬الأيام

السيد البابلي

ويواصل‭ ‬المفكر‭ ‬والدبلوماسى‭ ‬السابق‭ ‬إطلاق‭ ‬قذائفه‭ ‬فى‭ ‬حواراته‭ ‬التليفزيونية‭ ‬التى‭ ‬يفضح‭ ‬فيها‭ ‬الجميع‭ ‬والتى‭ ‬لا‭ ‬ضابط‭ ‬فيها‭ ‬ولا‭ ‬رقيب،‭ ‬وهى‭ ‬الحوارات‭ ‬التى‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬وقفة‭ ‬ومراجعة‭ ‬لمخزون‭ ‬الذكريات‭ ‬والأسرار‭ ‬التى‭ ‬يفصح‭ ‬عنها‭ ‬وكأن‭ ‬هذا‭ ‬حق‭ ‬مشروع‭ ‬له‭ ‬وكأنه‭ ‬أصبح‭ ‬وصياً‭ ‬على‭ ‬مرحلة‭ ‬مضت‭ ‬يملك‭ ‬التقييم‭ ‬ومنح‭ ‬شهادات‭ ‬الإجادة‭ ‬أو‭ ‬الإخفاق‭.‬
والمفكر‭ ‬الذى‭ ‬لم‭ ‬يتوقف‭ ‬عند‭ ‬حد‭ ‬الإساءة‭ ‬إلى‭ ‬الزعيم‭ ‬الخالد‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬والرئيس‭ ‬الراحل‭ ‬أنور‭ ‬السادات‭ ‬دخل‭ ‬أيضاً‭ ‬فى‭ ‬مرحلة‭ ‬الإساءة‭ ‬لدول‭ ‬عربية‭ ‬شقيقة‭ ‬بالحديث‭ ‬عما‭ ‬تقدمه‭ ‬من‭ ‬هدايا‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬تتخذه‭ ‬من‭ ‬سياسات‭.‬
وهذا‭ ‬الدبلوماسى‭ ‬السابق‭ ‬فتح‭ ‬الصندوق‭ ‬الأسود‭ ‬للحكايات‭ ‬وخاصة‭ ‬عن‭ ‬الراحلين‭ ‬عن‭ ‬دنيانا‭ ‬متجنباً‭ ‬بالطبع‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الأحياء‭ ‬منهم‭ ‬والذين‭ ‬فى‭ ‬مقدورهم‭ ‬ملاحقته‭ ‬أو‭ ‬التشكيك‭ ‬فى‭ ‬رواياته‭ ‬وتجاهل‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬القاعدة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المهمة‭ ‬وهى‭ ‬أن‭ ‬ليس‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬يقال‭.. ‬وليس‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬قابلاً‭ ‬للنشر‭ ‬أو‭ ‬الحديث‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬اعتبارات‭ ‬سياسية‭ ‬ومجتمعية‭ ‬وأمنية‭ ‬أيضاً‭ ‬تحول‭ ‬دون‭ ‬ذلك‭ ‬مراعاة‭ ‬للمصلحة‭ ‬القومية‭ ‬وللمرحلة‭ ‬التى‭ ‬كان‭ ‬فيها‭ ‬طرفاً‭ ‬فاعلاً‭ ‬فى‭ ‬الأحداث‭ ‬وصناعة‭ ‬القرار‭.‬
لقد‭ ‬كتبنا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬نطالب‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬مراجعة‭ ‬أو‭ ‬تحديد‭ ‬وحدود‭ ‬لمسئولية‭ ‬الذين‭ ‬يتولون‭ ‬الوظائف‭ ‬العامة‭ ‬فى‭ ‬عدم‭ ‬الإفصاح‭ ‬عن‭ ‬خفايا‭ ‬وأسرار‭ ‬المرحلة‭ ‬التى‭ ‬تولوا‭ ‬فيها‭ ‬المسئولية‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬نصل‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الفوضى‭ ‬والتشكيك‭ ‬واختلاط‭ ‬المفاهيم‭ ‬والمعايير،‭ ‬فلو‭ ‬فتحنا‭ ‬الباب‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬تولى‭ ‬منصباً‭ ‬أو‭ ‬عملاً‭ ‬ذا‭ ‬طبيعة‭ ‬خاصة‭ ‬للحديث‭ ‬والتقييم‭ ‬عن‭ ‬فترة‭ ‬عملاً‭ ‬وإظهار‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬العليم‭ ‬بكل‭ ‬الخفايا‭ ‬والأسرار‭ ‬لتحولت‭ ‬الساحة‭ ‬إلى‭ ‬سداح‭ ‬مداح‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬هب‭ ‬ودب‭ ‬وحواراتنا‭ ‬وسياساتنا‭ ‬ونظرتنا‭ ‬فى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭.‬
إن‭ ‬الكثير‭ ‬مما‭ ‬يقوله‭ ‬هذا‭ ‬الدبلوماسى‭ ‬السابق‭ ‬أصبح‭ ‬مثار‭ ‬تعليقات‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬فى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬وحيث‭ ‬يتساءلون‭.. ‬ما‭ ‬هذا‭ ‬الكلام‭ ‬الذى‭ ‬يقال‭.. ‬ولماذا؟
‭>>>‬
ويا‭ ‬رب‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭ ‬ارزقنا‭ ‬أفضل‭ ‬الأيام‭ ‬والشعور‭ ‬المطمئن‭ ‬دائماً،‭ ‬والتمسك‭ ‬بالأمل‭ ‬فى‭ ‬أن‭ ‬القادم‭ ‬أجمل‭ ‬فأنت‭ ‬الرازق‭ ‬صاحب‭ ‬الفضل‭ ‬والنعمة‭ ‬وأنت‭ ‬مفتاح‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬فامددنا‭ ‬بوافر‭ ‬جودك‭ ‬واجعل‭ ‬لنا‭ ‬مع‭ ‬بدايات‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬رزقاً‭ ‬وسعادة‭ ‬وعافية‭ ‬وهب‭ ‬لنا‭ ‬من‭ ‬لدنك‭ ‬عفواً‭ ‬وتوفيقاً‭ ‬وتيسيراً‭ ‬وفرجاً‭ ‬وسعادة،‭ ‬واللهم‭ ‬يا‭ ‬ذا‭ ‬الجلال‭ ‬والإكرام‭ ‬امنحنا‭ ‬شعوراً‭ ‬جميلاً‭ ‬يغشى‭ ‬الروح‭ ‬طمأنينة‭ ‬وسلاماً‭ ‬باذنك‭ ‬يا‭ ‬رحمن‭ ‬يا‭ ‬رحيم‭ ‬ولا‭ ‬تجعل‭ ‬حاجزاً‭ ‬بين‭ ‬دعائنا‭ ‬واستجابتك‭ ‬واجبرنا‭ ‬جبراً‭ ‬يليق‭ ‬بعظمتك،‭ ‬اللهم‭ ‬باعد‭ ‬بيننا‭ ‬وبين‭ ‬متصنعى‭ ‬الود،‭ ‬وباعد‭ ‬بيننا‭ ‬وبين‭ ‬القاسية‭ ‬قلوبهم‭ ‬والحاسدة‭ ‬أعينهم‭ ‬والكاذبة‭ ‬ألسنتهم‭ ‬ومشاعرهم‭ ‬وقرب‭ ‬إلينا‭ ‬من‭ ‬يحفظ‭ ‬الود‭ ‬ويصون‭ ‬العشرة‭ ‬ويجبر‭ ‬الخاطر‭ ‬ولا‭ ‬ينسى‭ ‬الفضل‭.. ‬يا‭ ‬الله‭.‬
ويارب‭ ‬عام‭ ‬سعيد‭ ‬على‭ ‬بلدنا‭ ‬وشعبنا‭ ‬الذى‭ ‬يستحق‭ ‬الخير‭.. ‬كل‭ ‬الخير‭.. ‬شعبنا‭ ‬البسيط‭ ‬الذى‭ ‬يطمح‭ ‬ويتطلع‭ ‬إلى‭ ‬نعمة‭ ‬الستر‭.. ‬والحق‭ ‬فى‭ ‬الحياة‭ ‬كما‭ ‬ينبغى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭.. ‬شعبنا‭ ‬الذى‭ ‬يبحث‭ ‬دائماً‭ ‬عن‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬فى‭ ‬بلد‭ ‬عظيم‭ ‬اسمه‭ ‬مصر‭.. ‬مصر‭ ‬التى‭ ‬ستعنى‭ ‬دائماً‭ ‬النصر‭.‬
‭>>>‬
واليوم‭ ‬يوافق‭ ‬الثلاثين‭ ‬من‭ ‬ديسمبر‭.. ‬وهو‭ ‬ذكرى‭ ‬إعدام‭ ‬الرئيس‭ ‬العراقى‭ ‬السابق‭ ‬صدام‭ ‬حسين‭ ‬والذى‭ ‬أعدموه‭ ‬فى‭  ‬30‭ ‬ديسمبر‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2006‭.‬
ذكرى‭ ‬إعدام‭ ‬صدام‭ ‬تفتح‭ ‬الباب‭ ‬لحديث‭ ‬عن‭ ‬مؤامرة‭ ‬بدأت‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬التاريخ‭ ‬لإضعاف‭ ‬القوى‭ ‬المحورية‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬العربى‭ ‬لرسم‭ ‬ملامح‭ ‬نظام‭ ‬جديد‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬أفكار‭ ‬القومية‭ ‬والعروبة‭ ‬والتصدى‭ ‬للتوغل‭ ‬الأجنبي‭.‬
والمؤامرة‭ ‬تجسدت‭ ‬مع‭ ‬الرياح‭ ‬الخبيثة‭ ‬التى‭ ‬حلت‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬العربى‭ ‬والتى‭ ‬صدروها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬الربيع‭ ‬والتى‭ ‬كانت‭ ‬تستهدف‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الزعامات‭ ‬التاريخية‭ ‬التى‭ ‬اعتقدوا‭ ‬أنها‭ ‬تمثل‭ ‬عائقاً‭ ‬أمام‭ ‬أوهامهم‭ ‬فى‭ ‬السيطرة‭ ‬والهيمنة‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭.‬
لقد‭ ‬هلل‭ ‬البعض‭ ‬لسقوط‭ ‬صدام‭.. ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬رؤية‭ ‬أو‭ ‬قراءة‭ ‬جيدة‭ ‬للأحداث‭ ‬أو‭ ‬إدراك‭ ‬بأن‭ ‬سقوط‭ ‬صدام‭ ‬كان‭ ‬مخططاً‭ ‬لإخراج‭ ‬البوابة‭ ‬والجبهة‭ ‬الشرقية‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬المعادلة‭ ‬والتوازن‭ ‬العربي‭.. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬استوعبناه‭ ‬بعد‭ ‬فوات‭ ‬الأوان،‭ ‬ولولا‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬استعادت‭ ‬توازنها‭ ‬بسرعة‭ ‬لافتة‭ ‬بعد‭ ‬أحداث‭ ‬ورياح‭ ‬الربيع‭ ‬المزعوم‭ ‬لكان‭ ‬العالم‭ ‬العربى‭ ‬قد‭ ‬دخل‭ ‬فى‭ ‬فتنة‭ ‬ومتاهات‭ ‬كانت‭ ‬كافية‭ ‬لانهياره‭ ‬من‭ ‬الداخل‭.. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬كانوا‭ ‬يبحثون‭ ‬عنه‭.‬
‭>>>‬
ونعود‭ ‬إلى‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬‭ ‬والفيروس‭ ‬الذى‭  ‬سيبقى‭ ‬ملازماً‭ ‬لنا‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬تم‭ ‬تطعيمنا‭ ‬بلقاح‭ ‬تلو‭ ‬الآخر‭.. ‬فقد‭ ‬ثبت‭ ‬أن‭ ‬اللقاحات‭ ‬القديمة‭ ‬التى‭ ‬سبق‭ ‬تطعيمنا‭ ‬بها‭ ‬ضد‭ ‬فيروس‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬‭ ‬ليست‭ ‬مجدية‭ ‬أمام‭ ‬المتحور‭ ‬الجديد‭ ‬الذى‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ ‬‮«‬JN‭.‬1‮»‬‭ ‬سريع‭ ‬الانتشار‭ ‬والذى‭ ‬يقال‭ ‬إنه‭ ‬قد‭ ‬وصل‭ ‬لدينا‭ ‬أيضاً،‭ ‬والحديث‭ ‬عن‭ ‬المتحور‭ ‬الجديد‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الفيروسات‭ ‬السابقة‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬الإنفلونزا‭ ‬العادية‭ ‬وأدوار‭ ‬البرد‭ ‬المنتشرة‭.. ‬والأعراض‭ ‬نفس‭ ‬الأعراض‭ ‬وهى‭ ‬على‭ ‬أية‭ ‬حال‭ ‬أعراض‭ ‬بسيطة‭ ‬نسبياً‭.. ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬هذا‭ ‬المتحور‭ ‬الجديد‭ ‬إلا‭ ‬بالعودة‭ ‬إلى‭ ‬الكمامة‭ ‬وأن‭ ‬يعزل‭ ‬المريض‭ ‬نفسه‭ ‬بنفسه‭ ‬وكارثة‭ ‬الكوارث‭ ‬أن‭ ‬الناس‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬مقتنعة‭ ‬بكل‭ ‬التحذيرات‭.. ‬والناس‭ ‬تمارس‭ ‬حياتها‭ ‬بشكل‭ ‬طبيعى‭ ‬للغاية‭.. ‬وكله‭ ‬يختلط‭ ‬بكله‭.. ‬وكله‭ ‬أصبح‭ ‬يكتب‭ ‬روشتة‭ ‬العلاج‭ ‬لكله‭.. ‬وفى‭ ‬كل‭ ‬البيوت‭ ‬مريض‭ ‬بالبرد‭.. ‬وعادي‭.. ‬عادى‭ ‬خالص‭.. ‬إحنا‭ ‬جبابرة‭ ‬حتى‭ ‬فى‭ ‬المرض‭..!‬
‭>>>‬
والدكتور‭ ‬إبراهيم‭ ‬العباسي‭.. ‬طبيب‭ ‬معروف‭ ‬ومشهور‭ ‬فى‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬تولى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المسئوليات‭ ‬القيادية‭ ‬فى‭ ‬الوزارة‭.. ‬ولكنه‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬الأهم‭ ‬كاتب‭ ‬ومؤلف‭ ‬وأصدر‭ ‬كتاباً‭ ‬قيماً‭ ‬عن‭ ‬حرب‭ ‬أكتوبر‭ ‬التى‭ ‬قال‭ ‬عنها‭ ‬إنها‭ ‬كانت‭ ‬نموذجاً‭ ‬للإعجاز‭ ‬العسكرى‭ ‬والإنجاز‭ ‬التنموى‭ ‬للجيش‭ ‬المصري‭.‬
وقيمة‭ ‬كتاب‭ ‬الدكتور‭ ‬العباسى‭ ‬إنها‭ ‬رسالة‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬التقى‭ ‬بهم‭ ‬من‭ ‬أبطال‭ ‬النصر‭ ‬وقادة‭ ‬الفكر‭ ‬العسكرى‭ ‬إلى‭ ‬الشباب‭ ‬وإلى‭ ‬المواطن‭ ‬المصرى‭ ‬والعربى‭ ‬ليعرف‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬أن‭ ‬لديه‭ ‬تاريخاً‭ ‬يروى‭ ‬ويحق‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يفتخر‭ ‬به‭.‬

زر الذهاب إلى الأعلى