مقالات

يوم‭ ‬المصريين

الكاتب أ / عبد الرازق توفيق

نحن‭ ‬أمام‭ ‬اختبار‭ ‬مصيري‭.. ‬يحدد‭ ‬مصير‭ ‬الوطن‭.. ‬لكن‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نعي،‭ ‬أن‭ ‬اصطفافنا‭ ‬ووحدتنا‭ ‬هى‭ ‬صمام‭ ‬الأمان‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬مصر،‭ ‬فى‭ ‬أتون‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬صوب‭ ‬وحدب‭.. ‬النزول‭ ‬وبكثافة‭ ‬وبإقبال‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬للمشاركة‭ ‬فى‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭.. ‬أهم‭ ‬خطوة‭ ‬فى‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الوطن،‭ ‬وتحديد‭ ‬بوصلته‭ ‬واستكمال‭ ‬مسيرته‭.. ‬إنه‭ ‬يوم‭ ‬فارق‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬مصر‭ ‬والمصريين‭.. ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬العظيم،‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬يخذل‭ ‬وطنه‭ ‬أبداً‭.. ‬بل‭ ‬دائماً‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد‭ ‬يصنع‭ ‬الفارق‭ ‬والمعجزات‭ ‬والملاحم،‭ ‬ويدحر‭ ‬كل‭ ‬مؤامرات‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭.. ‬لذلك‭ ‬إنه‭ ‬يوم‭ ‬المصريين‭.‬

يوم‭ ‬المصريين

لا‭ ‬أبالغ‭ ‬إذا‭ ‬قلت‭ ‬إن‭ ‬المصريين‭ ‬اليوم‭ ‬ومع‭ ‬بدء‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬أمام‭ ‬تحدٍ‭ ‬جديد،‭ ‬وكم‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬جسام‭ ‬خاضها‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬العظيم،‭ ‬ونجح‭ ‬وعبر،‭ ‬وحفظ‭ ‬لمصر‭ ‬أمنها‭ ‬واستقرارها،‭ ‬واستكمالها‭ ‬لطريق‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والتقدم،‭ ‬وتجاوزت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التهديدات‭ ‬والمخاطر،‭ ‬وتمكن‭ ‬المصريون‭ ‬من‭ ‬إنقاذ‭ ‬وطنهم‭ ‬رغم‭ ‬توقعات‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬لن‭ ‬تقوم‭ ‬لها‭ ‬قائمة‭ ‬عقب‭ ‬أحداث‭ ‬يناير‭ ‬‮١١٠٢‬‭ ‬ووصول‭ ‬الإخوان‭ ‬المجرمين‭ ‬للحكم‭ ‬وهم‭  ‬إحدى‭ ‬أدوات‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬والمؤامرة‭ ‬مع‭ ‬العملاء‭ ‬لإسقاط‭ ‬البلاد،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬العظيم‭ ‬حقق‭ ‬المعجزة،‭ ‬وصعق‭ ‬أعداء‭ ‬الوطن‭ ‬فى‭ ‬ملحمة‭ ‬ثورة‭ ‬‮٠٣‬‭ ‬يونيو‭ ‬العظيمة،‭ ‬التى‭ ‬قلبت‭ ‬الطاولة‭ ‬فى‭ ‬وجه‭ ‬المتآمرين‭ ‬على‭ ‬مصر‭.‬
أقول‭ ‬إن‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬بأيامها‭ ‬الثلاثة‭ ‬هى‭ ‬ملحمة‭ ‬جديدة،‭ ‬وأيام‭ ‬من‭ ‬أيام‭ ‬الوطن‭ ‬وسوف‭ ‬يصنع‭ ‬المصريون‭ ‬الفارق،‭ ‬ويرسمون‭ ‬صورة‭ ‬مشرفة‭ ‬لوطن‭ ‬عظيم،‭ ‬سر‭ ‬قوته‭ ‬فى‭ ‬أبنائه‭. ‬وأسباب‭ ‬معجزاته‭ ‬وأمجاده‭ ‬فى‭ ‬شعبه،‭ ‬فدائماً‭ ‬المصريون‭ ‬عند‭ ‬حسن‭ ‬ظن‭ ‬الوطن،‭ ‬وعلى‭ ‬قدر‭ ‬المواقف‭ ‬ولطالما‭ ‬صنعوا‭ ‬تاريخاً‭ ‬من‭ ‬الانتصارات‭ ‬والأمجاد‭ ‬أبهروا‭ ‬العالم،‭ ‬ودحروا‭ ‬أكاذيب‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭.‬
وجود‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬مصرى‭ ‬أمام‭ ‬صناديق‭ ‬الاقتراع‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬‮«‬كماليات‮»‬‭ ‬أو‭ ‬وجاهة‭ ‬بل‭ ‬مهمة‭ ‬وطنية،‭ ‬من‭ ‬الطراز‭ ‬الأول،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬مشاركة‭ ‬كل‭ ‬فئات‭ ‬الشعب،‭ ‬قضية‭ ‬أمن‭ ‬قومي،‭ ‬ولا‭ ‬يخفى‭ ‬علينا‭ ‬ما‭ ‬يواجه‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬حروب‭ ‬وحملات‭ ‬للأكاذيب‭ ‬والشائعات‭ ‬والتشكيك‭ ‬والتشويه،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬المؤامرات‭ ‬والمخططات‭ ‬التى‭ ‬تستهدف‭ ‬مصر‭ ‬الوطن‭ ‬سواء‭ ‬لتعطيل‭ ‬مسيرة‭ ‬البناء‭ ‬والتقدم،‭ ‬أو‭ ‬المساس‭ ‬بأمنها‭ ‬القومي،‭ ‬وممارسة‭ ‬الضغوط‭ ‬لتفعيل‭ ‬مؤامرات‭ ‬شيطانية،‭ ‬لكن‭ ‬الرهان‭ ‬الحقيقى‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى‭ ‬العظيم،‭ ‬الذى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقول‭ ‬كلمته‭ ‬لذلك‭ ‬أقول‭ ‬لكل‭ ‬مواطن‭ ‬مصرى‭ ‬شريف‭ ‬‮«‬اليوم‭ ‬يومك‮»‬‭ ‬ورسالتك‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬حاضرة‭ ‬للجميع،‭ ‬إن‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن‭ ‬شعباً‭ ‬يحميه‭.. ‬ويقرر‭ ‬ويفعل‭ ‬وينفذ‭ ‬إرادته‭ ‬الحرة‭ ‬فى‭ ‬الإصرار‭ ‬والتحدى‭ ‬على‭ ‬استكمال‭ ‬مسيرة‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والتقدم،‭ ‬والأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والاستقرار‭ ‬والمكانة،‭ ‬والسيادة‭ ‬والقوة‭ ‬والقدرة‭.‬
الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬تأتى‭ ‬فى‭ ‬توقيت‭ ‬بالغ‭ ‬الدقة‭ ‬والحساسية،‭ ‬تخوض‭ ‬فيه‭ ‬مصر‭ ‬معركة‭ ‬مصير‭ ‬أمامها‭ ‬تحديات‭ ‬كثيرة‭ ‬فى‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج،‭ ‬احتشدت‭ ‬وتجمعت‭ ‬عليها‭ ‬قوى‭ ‬الشر،‭ ‬تحاول‭ ‬المساس‭ ‬بأمنها‭ ‬واستقرارها‭ ‬وقدسية‭ ‬أراضيها،‭ ‬وتعطيل‭ ‬مشروعها‭ ‬الوطنى‭ ‬للبناء‭ ‬والتنمية،‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬فإن‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية،‭ ‬هى‭ ‬بمثابة‭ ‬رد‭ ‬حاسم‭ ‬وقاطع‭ ‬ومبهر‭ ‬للمصريين‭ ‬على‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬والمؤامرة،‭ ‬فإن‭ ‬مصر‭ ‬خلفها‭ ‬شعب‭ ‬عظيم‭ ‬وصلب‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬تحدى‭ ‬التحدى‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد،‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يقرر‭ ‬ويختار،‭ ‬ولا‭ ‬أحد‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يفرض‭ ‬عليه‭ ‬إملاءات،‭ ‬أو‭ ‬مخططات‭ ‬أرضه‭ ‬مثل‭ ‬عرضه،‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬يفرط‭ ‬فيها،‭ ‬يقف‭ ‬خلف‭ ‬قيادته‭ ‬التى‭ ‬اختارها‭ ‬بقناعة‭ ‬وإيمان‭ ‬نتيجة‭ ‬معايشة‭ ‬وخبرات‭ ‬وتجارب‭ ‬مع‭ ‬الإنقاذ‭ ‬والإنجاز،‭ ‬وتعافى‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬أزماتها‭ ‬ووضعها‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬البناء‭ ‬والتقدم‭ ‬والمستقبل،‭ ‬وتمكينها‭ ‬من‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬والدور‭ ‬والمكانة‭.‬
اصطفاف‭ ‬المصريين‭ ‬ووحدتهم‭ ‬هى‭ ‬الحل‭ ‬الأمثل‭ ‬لمجابهة‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬والمخاطر،‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ننسى‭ ‬ما‭ ‬واجه‭ ‬مصر‭ ‬قبل‭ ‬‮٠١‬‭ ‬سنوات،‭ ‬كانت‭ ‬الظروف‭ ‬قاسية،‭ ‬والتحديات‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬طاقة‭ ‬البشر‭ ‬فما‭ ‬بين‭ ‬إرهاب‭ ‬وفوضى‭ ‬وانفلات‭ ‬وتراجع‭ ‬وإنهاك‭.. ‬وأزمات،‭ ‬وظروف‭ ‬اقتصادية‭ ‬أقل‭ ‬ما‭ ‬توصف‭ ‬به‭ ‬أنها‭ ‬مؤلمة،‭ ‬لكن‭ ‬نجحت‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬عبور‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬التحديات،‭ ‬لأسباب‭ ‬أبرزها‭ ‬وعى‭ ‬واصطفاف‭ ‬ووحدة‭ ‬المصريين،‭ ‬ووجود‭ ‬رؤية‭ ‬وإرادة‭ ‬وشجاعة‭ ‬ووطنية‭ ‬وشرف،‭ ‬هذه‭ ‬الأسباب‭ ‬صنعت‭ ‬الفارق‭ ‬وعبرت‭ ‬بمصر‭ ‬إلى‭ ‬بر‭ ‬الأمان،‭ ‬والتطلع‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل‭.‬
إذا‭ ‬أردنا‭ ‬أن‭ ‬نستعيد‭ ‬الذاكرة‭ ‬المصرية‭ ‬قبل‭ ‬‮٠١‬‭ ‬سنوات‭ ‬سنجد‭ ‬فيها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬والأزمات‭ ‬والمعاناة،‭ ‬لكننا‭ ‬بوحدة‭ ‬الصف،‭ ‬وعلى‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد،‭ ‬نجحنا‭ ‬فى‭ ‬عبورها،‭ ‬فمن‭ ‬كان‭ ‬يتخيل‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬تواجه‭ ‬خطر‭ ‬السقوط‭ ‬والانهيار‭ ‬بل‭ ‬والتقسيم‭ ‬وربما‭ ‬عدم‭ ‬العودة‭ ‬من‭ ‬جديد‭.. ‬فبعد‭ ‬أحداث‭ ‬يناير‭ ‬‮١١٠٢‬،‭ ‬التى‭ ‬تفشى‭ ‬فيها‭ ‬الخوف‭ ‬والذعر،‭ ‬والفوضي،‭ ‬وتجمد‭ ‬العمل‭ ‬والإنتاج‭ ‬بل‭ ‬والانعزال‭ ‬عن‭ ‬العالم،‭ ‬بسبب‭ ‬الانشغال‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬طوفان‭ ‬المؤامرة،‭ ‬فقدت‭ ‬مصر‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬‮٠٥٤‬‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬بسبب‭ ‬مشاهد‭ ‬الفوضى‭ ‬وعدم‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬وتراجع‭ ‬الدولة‭ ‬وضعفها‭ ‬وتعرضها‭ ‬للإنهاك،‭ ‬وتوقف‭ ‬السياحة‭ ‬والإنتاج‭ ‬وانتشار‭ ‬المظاهرات‭ ‬الفئوية‭ ‬التى‭ ‬سادت‭ ‬الوطن‭ ‬فى‭ ‬أوج‭ ‬التحديات،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬خلق‭ ‬خللاً‭ ‬وأدى‭ ‬إلى‭ ‬تجرؤ‭ ‬بعض‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمية‭ ‬على‭ ‬مصر،‭ ‬واتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬تهدد‭ ‬أمنها‭ ‬القومي،‭ ‬لذلك‭ ‬أقول‭ ‬إن‭ ‬الوعى‭ ‬الوطنى‭ ‬والقومى‭ ‬لدى‭ ‬المصريين‭ ‬هو‭ ‬أهم‭ ‬أسلحة‭ ‬النصر‭.‬
عانت‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬التطرف‭ ‬والتشدد‭ ‬والإرهاب،‭ ‬وخاضت‭ ‬معركة‭ ‬مصيرية،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬النجاح‭ ‬ليتحقق‭ ‬لولا‭ ‬وعى‭ ‬المصريين‭ ‬واصطفافهم‭ ‬خلف‭ ‬قيادتهم،‭ ‬لذلك‭ ‬تحقق‭ ‬النصر‭ ‬وباتت‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬أمناً‭ ‬واستقراراً‭ ‬ووسطية‭ ‬وتسامحاً،‭ ‬المواطنة‭ ‬هى‭ ‬المعيار‭ ‬الحقيقي،‭ ‬الذى‭ ‬يطبق‭ ‬والعدالة‭ ‬أهم‭ ‬مبادئها،‭ ‬والجدارة‭ ‬والكفاءة،‭ ‬أهم‭ ‬أسس‭ ‬الاختيار،‭ ‬وعدم‭ ‬التمييز‭ ‬والتعايش‭ ‬والحوار‭ ‬عقيدة‭ ‬ثابتة‭ ‬وراسخة،‭ ‬ولا‭ ‬يخفى‭ ‬على‭ ‬أى‭ ‬مواطن‭ ‬مصرى‭ ‬قسوة‭ ‬وخطورة‭ ‬تحدى‭ ‬الإرهاب‭ ‬الأسود،‭ ‬وكيف‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬إسقاط‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬فى‭ ‬المنطقة،‭ ‬لكن‭ ‬وحدة‭ ‬المصريين،‭ ‬والتفافهم‭ ‬خلف‭ ‬قيادتهم‭ ‬الوطنية‭ ‬وتضحيات‭ ‬رجال‭ ‬الجيش‭ ‬والشرطة،‭ ‬حققت‭ ‬النصر‭ ‬الساحق‭ ‬على‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬والمؤامرة‭ ‬والمتاجرة‭ ‬بالدين‭.‬
تحديات‭ ‬أخرى‭ ‬خاضها‭ ‬المصريون‭ ‬معاً،‭ ‬خاصة‭ ‬الظروف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المؤلمة،‭ ‬وتراكم‭ ‬الأزمات‭ ‬والمشاكل‭ ‬والمعاناة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عقود،‭ ‬وتداعيات‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬يناير‭ ‬‮١١٠٢‬،‭ ‬لكنهم‭ ‬وبسبب‭ ‬اصطفافهم‭ ‬ووعيهم‭ ‬وثقتهم‭ ‬واحتشادهم‭ ‬خلف‭ ‬قيادتهم،‭ ‬نجحوا‭ ‬فى‭ ‬عبور‭ ‬الصعاب‭ ‬وتجاوز‭ ‬العقبات‭ ‬وهزيمة‭ ‬التحديات،‭ ‬وأدركوا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬طريق‭ ‬للعبور‭ ‬والنجاة‭ ‬وإنهاء‭ ‬طوفان‭ ‬الأزمات‭ ‬المتراكمة،‭ ‬إلا‭ ‬بالإصلاح‭ ‬الشامل‭ ‬والحقيقى‭ ‬الذى‭ ‬اُتخذ‭ ‬بشجاعة‭ ‬ورؤية‭ ‬وإرادة‭.. ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬أسباب‭ ‬نجاح‭ ‬الإصلاح،‭ ‬هو‭ ‬وعى‭ ‬المصريين‭ ‬واصطفافهم‭ ‬وتحملهم‭ ‬بصبر‭ ‬ورضا‭ ‬تداعيات‭ ‬هذا‭ ‬الإصلاح،‭ ‬وعادت‭ ‬عليهم‭ ‬ثماره‭ ‬وأتاح‭ ‬لهم‭ ‬سبل‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬وإنهاء‭ ‬عقود‭ ‬الأزمات‭ ‬والمعاناة‭.‬
الحقيقة،‭ ‬أن‭ ‬تحدى‭ ‬الإصلاح‭ ‬الشامل‭ ‬وقبوله‭ ‬شعبياً‭ ‬وتحمل‭ ‬تداعياته،‭ ‬كان‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬التحديات‭ ‬التى‭ ‬واجهت‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭.. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬النجاح‭ ‬الكبير‭ ‬جاء‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬هذا‭ ‬التحدي‭.. ‬ولولا‭ ‬الإصلاح‭ ‬الاقتصادى‭ ‬الشامل،‭ ‬ما‭ ‬نجحت‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬أن‭ ‬تسطر‭ ‬ملحمة‭ ‬وطنية‭ ‬فى‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية،‭ ‬والمشروعات‭ ‬القومية‭ ‬العملاقة‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭ ‬والقطاعات،‭ ‬وفى‭ ‬جميع‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد،‭ ‬وبناء‭ ‬الإنسان‭ ‬المصري‭.. ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬الآتي‭:‬
أولاً‭: ‬إن‭ ‬اصطفاف‭ ‬المصريين‭ ‬ووحدتهم،‭ ‬صنع‭ ‬المعجزات،‭ ‬وجعل‭ ‬من‭ ‬اكتمال‭ ‬المشروع‭ ‬الوطنى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التقدم‭ ‬أقرب‭ ‬ما‭ ‬يكون‭.. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬وحدة‭ ‬المصريين‭ ‬وكونهم‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد،‭ ‬هى‭ ‬الضمانة‭ ‬الأساسية‭ ‬وصمام‭ ‬الأمان‭ ‬لحماية‭ ‬مصر‭ ‬والحفاظ‭ ‬عليها‭ ‬وتحقيق‭ ‬آمال‭ ‬وتطلعات‭ ‬المصريين‭.‬
ثانياً‭: ‬أنه‭ ‬لولا‭ ‬احتشاد‭ ‬واصطفاف‭ ‬المصريين‭ ‬ووعيهم‭ ‬بحتمية‭ ‬قرار‭ ‬الإصلاح،‭ ‬ما‭ ‬حققت‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬أعظم‭ ‬المشروعات‭ ‬القومية‭ ‬العملاقة‭.. ‬سواء‭ ‬لبناء‭ ‬الإنسان‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬العشوائيات‭ ‬أو‭ ‬فيروس‭ ‬‮«‬سي‮»‬‭ ‬أو‭ ‬قوائم‭ ‬الانتظار‭ ‬أو‭ ‬المبادرات‭ ‬الرئاسية‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الصحة،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬100‭ ‬مليون‭ ‬صحة‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬1000‭ ‬صحة‮»‬‭ ‬أو‭ ‬التأمين‭ ‬الصحى‭ ‬الشامل‭.. ‬كذلك‭ ‬مشروع‭ ‬القرن‭ ‬الذى‭ ‬يغير‭ ‬حياة‭ ‬قرابة‭ ‬58‭ ‬مليون‭ ‬مواطن‭ ‬مصرى‭ ‬يعيشون‭ ‬فى‭ ‬قرى‭ ‬الريف‭ ‬المصرى‭ ‬وتمكينهم‭ ‬من‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭.. ‬فتنمية‭ ‬وتطوير‭ ‬4584‭ ‬قرية‭ ‬مصرية‭ ‬و30‭ ‬ألف‭ ‬تابع‭ ‬على‭ ‬ثلاث‭ ‬مراحل،‭ ‬انتهت‭ ‬الأولى‭ ‬منها‭.. ‬والثانية،‭ ‬تنطلق‭ ‬فى‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭.. ‬هى‭ ‬معجزة‭ ‬حقيقية‭ ‬وقفزة‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬بناء‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬المصري،‭ ‬الذى‭ ‬يشهد‭ ‬أولوية‭ ‬رئيسية‭ ‬للدولة‭ ‬المصرية‭ ‬ومازال‭ ‬يحصد‭ ‬ثمار‭ ‬الإصلاح‭ ‬الحقيقي،‭ ‬الذى‭ ‬لولاه‭ ‬ما‭ ‬نجحت‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمات‭ ‬العالمية‭ ‬مثل‭ ‬جائحة‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬‭ ‬والحرب‭ ‬الروسية‭- ‬الأوكرانية‭.. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬تفهم‭ ‬ووعى‭ ‬المصريين‭ ‬واصطفافهم‭ ‬حول‭ ‬الإصلاح،‭ ‬صنع‭ ‬الفارق‭ ‬والمعجزات‭ ‬وغيّر‭ ‬حياة‭ ‬المصريين‭ ‬للأفضل‭.. ‬لذلك‭ ‬عندما‭ ‬يتحد‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬العظيم،‭ ‬فلن‭ ‬تستطيع‭ ‬أى‭ ‬تحديات‭ ‬هزيمته‭ ‬مهما‭ ‬بلغت‭.‬
ثالثاً‭: ‬أنه‭ ‬لولا‭ ‬وحدة‭ ‬المصريين‭ ‬ووعيهم‭ ‬واصطفافهم،‭ ‬ما‭ ‬تمكنت‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الإنجازات‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الأصعدة‭.. ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الأساسية،‭ ‬التى‭ ‬غيرت‭ ‬وجه‭ ‬مصر‭ ‬وجعلتها‭ ‬أرضاً‭ ‬للفرص‭ ‬والمستقبل‭ ‬الواعد،‭ ‬ومصدراً‭ ‬لجذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬العالمية‭.. ‬فقد‭ ‬بات‭ ‬لكل‭ ‬قطاع‭ ‬بنيته‭ ‬التحتية‭ ‬العصرية‭ ‬التى‭ ‬تتوفر‭ ‬لها‭ ‬كافة‭ ‬المواصفات‭ ‬القياسية‭ ‬العالمية‭.. ‬وأيضا‭ ‬لولا‭ ‬الإصلاح،‭ ‬ما‭ ‬نجحت‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬إقامة‭ ‬شبكة‭ ‬طرق‭ ‬عصرية،‭ ‬وأيضا‭ ‬تعمير‭ ‬وتنمية‭ ‬سيناء‭ ‬وربطها‭ ‬بالوطن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬‮٥‬‭ ‬أنفاق‭ ‬جديدة‭ ‬أسفل‭ ‬قناة‭ ‬السويس،‭ ‬أتاحت‭ ‬سرعة‭ ‬الوصول‭ ‬إليها‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬مركز‭ ‬عالمى‭ ‬للصناعة‭ ‬والاستثمارات‭ ‬والمشروعات‭ ‬العملاقة،‭ ‬وما‭ ‬تمكنت‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬الصعيد‭ ‬إلى‭ ‬قلب‭ ‬التنمية‭ ‬وإنفاق‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬1.8‭ ‬تريليون‭ ‬جنيه‭ ‬على‭ ‬الاستثمارات‭ ‬فى‭ ‬المشروعات‭ ‬القومية‭ ‬وتحسين‭ ‬جودة‭ ‬الحياة‭ ‬للمواطن‭ ‬الصعيدي،‭ ‬وتطوير‭ ‬منظومة‭ ‬النقل‭ ‬والسكة‭ ‬الحديد،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬قطاع‭ ‬النقل‭ ‬حظى‭ ‬باستثمارات‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬تريليونى‭ ‬جنيه‭ ‬حتى‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬مواصفات‭ ‬عصرية‭ ‬وآمنة،‭ ‬وكذلك‭ ‬تحول‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬مركز‭ ‬إقليمى‭ ‬للطاقة‭ ‬وأيضا‭ ‬الاستثمارات‭ ‬فى‭ ‬الموقع‭ ‬الجغرافى‭ ‬الفريد‭ ‬لمصر،‭ ‬وتطوير‭ ‬الموانئ‭ ‬المصرية‭ ‬لتتبوأ‭ ‬مكانتها‭ ‬وأهميتها‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‭ ‬واللوجستيات‭.‬
الإصلاح‭ ‬الاقتصادى‭ ‬الذى‭ ‬نجح‭ ‬بفضل‭ ‬اصطفاف‭ ‬ووعى‭ ‬المصريين،‭ ‬أتاح‭ ‬لمصر‭ ‬نهضة‭ ‬زراعية‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬أوقفت‭ ‬التعديات‭ ‬على‭ ‬الأراضى‭ ‬الزراعية،‭ ‬وأضافت‭ ‬قرابة‭ ‬‮٤‬‭ ‬ملايين‭ ‬فدان‭ ‬جديدة‭ ‬للرقعة‭ ‬الزراعية‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬وهو‭ ‬إنجاز‭ ‬عظيم‭ ‬لصالح‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائى‭ ‬المصرى‭ ‬وتأمين‭ ‬احتياجات‭ ‬المصريين،‭ ‬وأيضا‭ ‬تطور‭ ‬كبير‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الصادرات‭ ‬الزراعية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التصنيع‭ ‬الزراعي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬مليونى‭ ‬وحدة‭ ‬سكنية،‭ ‬تخاطب‭ ‬جميع‭ ‬الفئات،‭ ‬خاصة‭ ‬الإسكان‭ ‬الاجتماعى‭ ‬والمدن‭ ‬الجديدة‭ ‬واستصلاح‭ ‬وزراعة‭ ‬الأراضي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ضاعف‭ ‬مساحة‭ ‬العمران‭ ‬المصرى‭ ‬الذى‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬7٪‭ ‬وبات‭ ‬الآن‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬15٪‭.. ‬إذن‭ ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬ملحمة‭ ‬ومعجزة‭ ‬تنموية،‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬المشروع‭ ‬الوطنى‭ ‬المصرى‭ ‬لتحقيق‭ ‬التقدم‭ ‬والاعتماد‭ ‬على‭ ‬الذات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دعم‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الذاتي،‭ ‬وما‭ ‬شهدته‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬التعليم‭ ‬الجامعى‭ ‬وإقامة‭ ‬ما‭ ‬يوازى‭ ‬‮٤‬‭ ‬أضعاف‭ ‬الجامعات‭ ‬القديمة‭ ‬وحالة‭ ‬التنوع‭ ‬فى‭ ‬نوعية‭ ‬التنمية‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬حكومى‭ ‬وخاص‭ ‬وتطبيق‭ ‬تكنولوجى‭ ‬ودولى‭ ‬وجامعات‭ ‬أهلية‭.. ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬يؤدى‭ ‬فى‭ ‬النهاية‭ ‬إلى‭ ‬خريج‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬مواكبة‭ ‬مهارات‭ ‬واشتراطات‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬المحلى‭ ‬والإقليمى‭ ‬والدولي‭.‬
اصطفاف‭ ‬المصريين‭ ‬ووحدتهم،‭ ‬صنع‭ ‬دولة‭ ‬حقيقية‭ ‬قوية‭ ‬وقادرة‭.. ‬عبرت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أزمات‭ ‬الماضي‭.. ‬وتفوقت‭ ‬على‭ ‬التحديات‭.. ‬وهزمت‭ ‬التهديدات‭.. ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬ذلك‭ ‬ليتحقق،‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وعى‭ ‬حقيقى‭ ‬وشعب‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد‭.. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬اليوم‭ ‬ومع‭ ‬انطلاق‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية،‭ ‬هناك‭ ‬ثقة‭ ‬أن‭ ‬المصريين‭ ‬قادرون‭ ‬على‭ ‬رسم‭ ‬ملامح‭ ‬ملحمة‭ ‬جديدة،‭ ‬تبعث‭ ‬برسالة‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬‮«‬خط‭ ‬أحمر‮»‬‭.. ‬ومهما‭ ‬بلغت‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات،‭ ‬فإن‭ ‬مصر‭ ‬وشعبها‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬تركع‭ ‬أبداً،‭ ‬وأن‭ ‬المصريين‭ ‬كالبنيان‭ ‬المرصوص،‭ ‬يختارون‭ ‬بحرية‭ ‬ويقررون‭ ‬بإرادة‭ ‬وطنية‭ ‬مستقلة‭.. ‬ولن‭ ‬ترهبهم‭ ‬رحى‭ ‬الصراعات‭ ‬التى‭ ‬تدور‭ ‬فى‭ ‬الجوار‭ ‬تستهدف‭ ‬مصر‭.. ‬فهم‭ ‬قادرون‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬وطنهم،‭ ‬ولن‭ ‬تفزعهم‭ ‬أو‭ ‬تخيفهم‭ ‬المؤامرات‭ ‬والمخططات‭ ‬التى‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬المساس‭ ‬بأرض‭ ‬الوطن‭ ‬وسيادته‭ ‬وأمنه‭ ‬القومي‭.. ‬فالمتآمرون‭ ‬لم‭ ‬يقرءوا‭ ‬التاريخ‭ ‬ولم‭ ‬يطلعوا‭ ‬على‭ ‬أمجاد‭ ‬وانتصارات‭ ‬المصريين‭ ‬وكيف‭ ‬دحروا‭ ‬الأطماع‭ ‬والأوهام‭ ‬والمؤامرات‭.‬
الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬التى‭ ‬تنطلق‭ ‬اليوم‭ ‬وتأتى‭ ‬فى‭ ‬ظروف‭ ‬بالغة‭ ‬الدقة،‭ ‬هى‭ ‬انتخابات‭ ‬استثنائية‭ ‬مصيرية‭.. ‬ليس‭ ‬مطلوباً‭ ‬فيها‭ ‬النجاح‭ ‬فحسب‭.. ‬ولكن‭ ‬أيضا‭ ‬المشاركة‭ ‬الإيجابية‭ ‬وبكثافة‭.. ‬فنحن‭ ‬أمام‭ ‬إرادة‭ ‬وتحد‭ ‬لاختبار‭ ‬قدرتنا‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬مشروعنا‭ ‬الوطنى‭ ‬للبناء‭ ‬والتقدم،‭ ‬وأيضا‭ ‬أمام‭ ‬اختبار‭ ‬حقيقى‭ ‬لقدرتنا‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬وطننا‭ ‬من‭ ‬طوفان‭ ‬المؤامرات‭ ‬والمخططات‭ ‬وحملات‭ ‬الأكاذيب‭ ‬والشائعات‭ ‬والتشكيك‭ ‬والتشويه‭.. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬وجودنا‭ ‬كشعب‭ ‬وبالكامل‭ ‬ولكل‭ ‬من‭ ‬له‭ ‬حق‭ ‬الانتخاب‭ ‬فى‭ ‬لجان‭ ‬الاقتراع،‭ ‬هو‭ ‬قول‭ ‬فصل‭ ‬وقاطع،‭ ‬وخط‭ ‬فاصل‭ ‬بين‭ ‬الضعف‭ ‬والقوة‭.. ‬بين‭ ‬العجز‭ ‬والقدرة‭.. ‬ونحن‭ ‬المصريين‭ ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬إلا‭ ‬أقوياء‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬قهر‭ ‬المستحيل‭.. ‬فلنكن‭ ‬جميعاً‭ ‬كما‭ ‬تعودنا‭ ‬وعهدنا‭ ‬الوطن‭ ‬أقوياء‭.. ‬دائماً‭ ‬نبهر‭ ‬العالم‭ ‬وندحر‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭.. ‬فإذا‭ ‬كانت‭ ‬مصر‭ ‬مقبرة‭ ‬الغزاة،‭ ‬فمصر‭ ‬أيضا‭ ‬هى‭ ‬من‭ ‬تجهض‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬مؤامرات‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭.. ‬لذلك‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬ثقة‭ ‬الأجداد‭ ‬والآباء‭ ‬الذين‭ ‬تركوا‭ ‬مصر‭ ‬بأرضها‭ ‬وحدودها‭ ‬وأمنها‭ ‬وسلامتها‭ ‬كاملة‭ ‬غير‭ ‬ناقصة‭ ‬ونسلمها‭ ‬للأجيال‭ ‬القادمة‭ ‬كما‭ ‬تسلمناها‭ ‬من‭ ‬أجدادنا‭ ‬وآبائنا‭.. ‬لذلك‭ ‬فالاصطفاف‭ ‬والنزول‭ ‬والمشاركة‭ ‬بكثافة‭ ‬وبقوة‭ ‬وإصرار‭ ‬وإرادة‭ ‬فى‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية،‭ ‬هو‭ ‬أهم‭ ‬خطوة‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬ثقة‭ ‬وحلم‭ ‬الآباء‭ ‬والأجداد‭.. ‬لنكون‭ ‬دائما‭ ‬معاً‭ ‬خلف‭ ‬قيادتنا‭ ‬نحمى‭ ‬ونحافظ‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬ونستكمل‭ ‬طريقها‭ ‬نحو‭ ‬البناء‭ ‬والتقدم‭.. ‬فالذئاب‭ ‬يحاولون‭ ‬النهش‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬ويحلمون‭ ‬بضرب‭ ‬مشروعها‭.. ‬حاصروها‭ ‬بالأزمات‭ ‬والحرائق‭ ‬ويسعون‭ ‬لاستدراجها‭ ‬ويساومونها‭ ‬ويضغطون‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التفريط‭ ‬فى‭ ‬ثوابتها‭.. ‬لكنها‭ ‬أبداً‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬تتنازل‭ ‬أو‭ ‬تفرط‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬التضحيات‭.. ‬فهذا‭ ‬الشعب‭ ‬البطل‭ ‬قادر‭ ‬دائماً‭ ‬على‭ ‬صنع‭ ‬المعجزات‭ ‬وتحقيق‭ ‬أعظم‭ ‬الانتصارات،‭ ‬حماية‭ ‬الوطن‭ ‬وأحلامنا‭ ‬وآمالنا‭ ‬ومشروعنا‭ ‬الوطنى‭ ‬للتقدم‭ ‬والقوة‭ ‬والقدرة‭ ‬الذى‭ ‬بات‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬خطوات‭ ‬هو‭ ‬أمانة‭ ‬فى‭ ‬رقابنا‭.. ‬لذلك‭ ‬انزل‭ ‬وشارك‭ ‬أيها‭ ‬المواطن‭ ‬المصرى‭ ‬العظيم‭.. ‬فاليوم‭ ‬يومك‭.. ‬إنه‭ ‬يوم‭ ‬الملحمة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مصر‭.. ‬انتخب‭ ‬واختر‭ ‬مصر‭.. ‬فهى‭ ‬الوطن‭.. ‬وهى‭ ‬الأعز‭ ‬والأعلي‭.‬

تحيا مصر

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى