مقالات

أحلامى‭ ‬لبلادى

نشأت الديهي

اليوم‭ ‬هو‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬يناير‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬2024،‭ ‬وأمس‭ ‬كان‭ ‬اليوم‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬ديسمبر‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬‮٢٠٢٣‬،‭ ‬وبين‭ ‬الأمس‭ ‬واليوم‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬حدود‭ ‬فاصلة‭ ‬أراها‭ ‬اللهم‭ ‬إلا‭ ‬تغيير‭ ‬التواريخ‭ ‬والأرقام‭ ‬فقط،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬فواصل‭ ‬ومساحات‭ ‬ومحطات‭ ‬بين‭ ‬التاريخين‭ ‬المذكورين‭ ‬تجعلنا‭ ‬نفكر‭ ‬قليلاً‭ ‬أو‭ ‬نتأمل‭ ‬بعض‭ ‬الشيء،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬الجسور‭ ‬التى‭ ‬تصل‭ ‬العامين‭ ‬ببعضهما‭ ‬متعددة‭ ‬ومتوازية،‭ ‬فجسر‭ ‬التحديات‭ ‬والأزمات‭ ‬يشهد‭ ‬زحاماً‭ ‬شديداً‭ ‬وغير‭ ‬مسبوق‭ ‬والمرور‭ ‬عليه‭ ‬شديد‭ ‬البطء‭ ‬ولا‭ ‬يكاد‭ ‬المرء‭ ‬يبوح‭ ‬موطئ‭ ‬أقدامه،‭ ‬أما‭ ‬جسر‭ ‬الأمنيات‭ ‬والتوقعات‭ ‬يشهد‭ ‬حركة‭ ‬سريعة‭ ‬ولا‭ ‬تكاد‭ ‬العين‭ ‬تقف‭ ‬عند‭ ‬تفاصيله،‭ ‬فالأزمات‭ ‬والتحديات‭ ‬والصراعات‭ ‬والحروب‭ ‬لم‭ ‬تتوقف‭ ‬لمجرد‭ ‬انتقال‭ ‬التاريخ‭ ‬من‭ ‬2023‭ ‬إلى‭ ‬2024،‭ ‬أصوات‭ ‬المدافع‭ ‬لم‭ ‬تسكت‭ ‬بعد‭ ‬وصرخات‭ ‬الضحايا‭ ‬تتعالى‭ ‬فى‭ ‬فلسطين‭ ‬والسودان‭ ‬والصومال‭ ‬ونكاد‭ ‬نسمعها‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأميال،‭ ‬فشل‭ ‬وفساد‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدولية‭ ‬والأممية‭ ‬ووقوفها‭ ‬عاجزة‭ ‬حتى‭ ‬عن‭ ‬تحريك‭ ‬كرسى‭ ‬من‭ ‬مكانه‭ ‬دون‭ ‬إشارة‭ ‬من‭ ‬المنتصرين‭ ‬فى‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬والذين‭ ‬لهم‭ ‬وحدهم‭ ‬دون‭ ‬غيرهم‭ ‬استخدام‭ ‬فخ‭ ‬‮«‬الفيتو‮»‬،‭ ‬التضخم‭ ‬الطليق‭ ‬الذى‭ ‬يحصد‭ ‬دخول‭ ‬مليارات‭ ‬البشر‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬يتوغل‭ ‬ويتمدد‭  ‬كالنار‭ ‬فى‭ ‬هشيم‭ ‬اقتصادات‭ ‬لم‭ ‬تعرف‭ ‬التعافى‭ ‬منذ‭ ‬سنوات،‭ ‬فالأزمات‭ ‬لم‭ ‬تتوقف‭ ‬لحظة‭ ‬واحدة‭ ‬لاستقبال‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭ ‬ولذلك‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتوقف‭ ‬نحن‭ ‬أيضاً‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬لمواجهة‭ ‬تلك‭ ‬الأزمات،‭ ‬لا‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬ارتدى‭ ‬ثوب‭ ‬العزاء‭ ‬فى‭ ‬قاعة‭ ‬الأفراح‭ ‬ولا‭ ‬أقصد‭ ‬إلى‭ ‬صرف‭ ‬الناس‭ ‬عن‭ ‬الأجواء‭ ‬الاحتفالية‭ ‬ولا‭ ‬انتوى‭ ‬التقوقع‭ ‬بين‭ ‬طيات‭ ‬المشاكل،‭ ‬ولا‭ ‬يجوز‭ ‬الاستسلام‭ ‬للواقع‭ ‬والتعامل‭ ‬معه‭ ‬على‭ ‬انه‭ ‬غير‭ ‬قابل‭ ‬للتغيير،‭ ‬بيد‭ ‬أننى‭ ‬متفائل‭ ‬وشديد‭ ‬النظرة‭ ‬الإيجابية‭ ‬للأشياء‭ ‬والأمور‭ ‬لكن‭ ‬الإغراق‭ ‬فى‭ ‬التمنيات‭ ‬خطأ‭ ‬ورفع‭ ‬سقف‭ ‬التوقعات‭ ‬خطيئة،‭ ‬احترام‭ ‬الواقع‭ ‬ووضعه‭ ‬فى‭ ‬إطاره‭ ‬الصحيح‭ ‬هو‭ ‬أول‭ ‬خطوات‭ ‬تغييره،‭ ‬لكن‭ ‬فكرة‭ ‬تعليب‭ ‬الواقع‭ ‬ووضعه‭ ‬فى‭ ‬علبة‭ ‬هدايا‭ ‬شيك‭ ‬ثم‭ ‬كتابة‭ ‬عبارات‭ ‬التفاؤل‭ ‬والغزل‭ ‬والبهجة‭ ‬والطاقة‭ ‬الإيجابية‭ ‬على‭ ‬المغلف‭ ‬لهو‭ ‬اللهو‭ ‬والعبث،‭ ‬ولإننا‭ ‬نريد‭ ‬تغيير‭ ‬الواقع‭ ‬واستبداله‭ ‬بمستقبل‭ ‬مشرق‭ ‬فكل‭ ‬ما‭ ‬علينا‭ ‬هو‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬دوامة‭ ‬التمنيات‭ ‬الكاذبة‭ ‬وسراديب‭ ‬الماضى‭ ‬والدخول‭ ‬دون‭ ‬تأجيل‭ ‬فى‭ ‬مسارات‭ ‬المستقبل‭ ‬والمرور‭ ‬على‭ ‬جسوره‭ ‬وتخطى‭ ‬عقباته‭ ‬بمنتهى‭ ‬القوة‭ ‬والصبر‭ ‬والحكمة،‭ ‬فى‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭ ‬وفى‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬منه‭ ‬أحلم‭ ‬لبلادى‭  ‬ان‭ ‬تحبط‭ ‬كل‭ ‬محاولات‭ ‬جرها‭ ‬إلى‭ ‬حروب‭ ‬إقليمية‭ ‬تستهدف‭ ‬جيشنا‭ ‬واستقرارنا‭ ‬ومشروعنا‭ ‬الوطني،‭ ‬أحلم‭ ‬لبلادى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بها‭ ‬حكومة‭ ‬جديدة‭  ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬مسايرة‭ ‬خطى‭ ‬الرئيس‭ ‬شديدة‭ ‬السرعة‭ ‬وملاحقة‭ ‬قفزاته‭ ‬نحو‭ ‬المستقبل،‭ ‬أحلم‭ ‬لبلادى‭ ‬باكمال‭ ‬المشروع‭ ‬الوطنى‭ ‬الضخم‭ ‬ومكوناته‭ ‬المفصلية‭ ‬فى‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭  ‬ومشروعات‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬الفقر‭ ‬والجوع‭ ‬والأمية‭ ‬وكل‭ ‬مظاهر‭ ‬التخلف،‭ ‬أحلم‭ ‬لبلادى‭ ‬بتحويل‭ ‬الأزمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬إلى‭ ‬فرصة‭ ‬لمعاودة‭ ‬النمو‭ ‬والانطلاق‭ ‬مع‭ ‬تسليم‭ ‬الراية‭ ‬للقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬ليعمل‭ ‬بمنتهى‭ ‬الحرية،‭ ‬أحلم‭ ‬لبلادى‭ ‬ان‭ ‬تجد‭ ‬آلية‭ ‬لوقف‭ ‬نزيف‭ ‬التنمية‭ ‬المسمى‭ ‬‮«‬‭ ‬الانفجار‭ ‬السكانى‭ ‬اللعين‮»‬‭ ‬أحلم‭ ‬لبلادى‭ ‬ان‭ ‬يحفظها‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬سوء‭ ‬ويكون‭ ‬العام‭ ‬الحالى‭ ‬عام‭ ‬خير‭ ‬وبركة‭ ‬على‭ ‬الجميع‭.‬

زر الذهاب إلى الأعلى