مقالات

إسرائيل‭.. ‬وصناعة‭ ‬الكذب


عبد الرازق توفيق

ما‭ ‬تروجه‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬من‭ ‬أكاذيب‭ ‬وأوهام‭.. ‬على‭ ‬عكس‭ ‬ما‭ ‬تمارسه‭ ‬من‭ ‬إجرام‭ ‬وحرب‭ ‬إبادة‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭.. ‬يؤكد‭ ‬قدرة‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬على‭ ‬الاحتيال‭ ‬والكذب‭.. ‬فقد‭ ‬أثبتت‭ ‬قدرات‭ ‬فائقة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬تاريخها‭.. ‬فهى‭ ‬تقتل‭ ‬وتحاصر‭ ‬وتفرض‭ ‬العقاب‭ ‬الجماعى‭.. ‬وتضرب‭ ‬المستشفيات‭ ‬والمخابز‭ ‬ومحطات‭ ‬المياه‭ ‬وتستهدف‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬والمدنيين‭.. ‬ثم‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬ترتدى‭ ‬ثوب‭ ‬البراءة‭ ‬وتلقى‭ ‬بإجرامها‭ ‬على‭ ‬الآخرين‭.. ‬فقد‭ ‬حالت‭ ‬إسرائيل‭ ‬دون‭ ‬دخول‭ ‬المساعدات‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬الحصار‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬وحرب‭ ‬الإبادة‭ ‬التى‭ ‬تشنها‭ ‬على‭ ‬سكان‭ ‬القطاع‭.. ‬ثم‭ ‬ذهبت‭ ‬إلى‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬لتمارس‭ ‬الدجل‭ ‬والخداع‭ ‬والتدليس‭ ‬والكذب‭.. ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬إجرامها‭ ‬على‭ ‬عينك‭ ‬يا‭ ‬عالم‭.‬

إسرائيل‭.. ‬وصناعة‭ ‬الكذب


باتت‭ ‬صناعة‭ ‬الكذب‭ ‬رائجة،‭ ‬تنتشر‭ ‬فى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬ربوع‭ ‬الأرض،‭ ‬وهو‭ ‬أبشع‭ ‬صفة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتصف‭ ‬بها‭ ‬الإنسان‭ ‬أو‭ ‬الدول،‭ ‬لذلك‭ ‬ترفضها‭ ‬وتحرمها‭ ‬الأديان‭ ‬السماوية،‭ ‬والكذب‭ ‬صفة‭ ‬لا‭ ‬يعرفها‭ ‬المؤمنون،‭ ‬فالمؤمن‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬كذاباً‭ ‬على‭ ‬الإطلاق،‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬برعوا‭ ‬فى‭ ‬صناعة‭ ‬الكذب‭ ‬والخداع،‭ ‬وتسويق‭ ‬الباطل‭ ‬والأوهام‭ ‬للناس‭.. ‬وقد‭ ‬تسبب‭ ‬الكذب‭ ‬فى‭ ‬هدم‭ ‬وإسقاط‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬خاصة‭ ‬أنه‭ ‬مكون‭ ‬أساسى‭ ‬فى‭ ‬الحروب‭ ‬الجديدة‭ ‬التى‭ ‬تدار‭ ‬وتستهدف‭ ‬عقول‭ ‬الشعوب،‭ ‬وقد‭ ‬نجحت‭ ‬تلك‭ ‬الأكاذيب‭ ‬والشائعات‭ ‬فى‭ ‬تسويق‭ ‬وترويج‭ ‬ماسمى‭ ‬ثورات‭ ‬الربيع‭ ‬العربي‭.. ‬ولكل‭ ‬صفة‭ ‬وحرفة‭ ‬أربابها‭ ‬ومحترفوها،‭ ‬فلا‭ ‬يفوتنا‭ ‬أن‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابية‭ ‬التى‭ ‬تتشدق‭ ‬وتتاجر‭ ‬وتخدع‭ ‬الناس‭ ‬بالدين،‭ ‬هى‭ ‬مدرسة‭ ‬فى‭ ‬صناعة‭ ‬الكذب‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬الإسلام‭ ‬فى‭ ‬شيء،‭ ‬وقد‭ ‬نجحوا‭ ‬فى‭ ‬إيهام‭ ‬وخداع‭ ‬الناس‭ ‬والتغرير‭ ‬بالشباب‭ ‬فى‭ ‬عقود‭ ‬ماضية‭ ‬اعتماداً‭ ‬على‭ ‬تسويق‭ ‬الكذب‭ ‬ومازالوا‭ ‬يمضون‭ ‬فى‭ ‬غيهم‭ ‬ويمارسون‭ ‬شعائر‭ ‬عقيدتهم‭ ‬الفاسدة‭ ‬التى‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الخداع‭ ‬والتدليس‭ ‬والكذب‭ ‬والمتاجرة‭ ‬بالدين‭ ‬وبسبب‭ ‬كذب‭ ‬وخداع‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية،‭ ‬انضم‭ ‬إليهم‭ ‬بعض‭ ‬الشباب،‭ ‬وتعاطف‭ ‬معهم‭ ‬البعض‭ ‬الآخر،‭ ‬بسبب‭ ‬تجارتهم‭ ‬بالدين،‭ ‬خاصة‭ ‬أنه‭ ‬وتر‭ ‬مهم‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمصريين‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬الشعوب‭ ‬الأخري،‭ ‬حيث‭ ‬اعتقد‭ ‬المخدوعون‭ ‬فى‭ ‬الإخوان‭ ‬المجرمين‭ ‬أنهم‭ ‬دعاة‭ ‬دين‭ ‬ووسطية‭ ‬واعتدال‭ ‬ودفاع‭ ‬عن‭ ‬الإسلام،‭ ‬لكن‭ ‬شاءت‭ ‬الأقدار‭ ‬أن‭  ‬تفضح‭ ‬أكاذيبهم،‭ ‬وتفسد‭ ‬تجارتهم‭ ‬ليستيقظ‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬حقيقة‭ ‬هذه‭ ‬الجماعة‭ ‬التى‭ ‬ما‭ ‬هى‭ ‬إلا‭ ‬مجرد‭ ‬أداة‭ ‬فى‭ ‬يد‭ ‬أعداء‭ ‬الدين‭ ‬والأوطان،‭ ‬من‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬والمؤامرات‭ ‬والمخططات‭.‬
لكن‭ ‬هل‭ ‬يخجل‭ ‬الإخوان‭ ‬المجرمون‭ ‬بعد‭ ‬افتضاح‭ ‬أمرهم؟‭.. ‬الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬لأنهم‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬حمرة‭ ‬الخجل،‭ ‬بعدما‭ ‬عادوا‭ ‬أكثر‭ ‬قبحاً‭ ‬وكذباً‭ ‬وخداعاً‭ ‬وتدليساً،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬استخدمتهم‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬قوى‭ ‬الشر،‭ ‬بل‭ ‬وخصصت‭ ‬لهم‭ ‬منابر‭ ‬إعلامية‭ ‬وخلايا‭ ‬إلكترونية‭ ‬ليمارسوا‭ ‬مهارتهم‭ ‬وصناعتهم‭ ‬للكذب‭ ‬يطلقون‭ ‬العنان‭ ‬للأكاذيب‭ ‬والشائعات‭ ‬وحملات‭ ‬التشكيك‭ ‬والتشويه‭ ‬والتحريض‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬كلمة‭ ‬فاسدة‭ ‬وكاذبة‭ ‬لا‭ ‬أصل‭ ‬لها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬ولم‭ ‬تثبت‭ ‬صحة‭ ‬افتراء‭ ‬واحد‭ ‬أو‭ ‬كذبة‭ ‬بعينها‭ ‬ولو‭ ‬مرة‭ ‬ولو‭ ‬على‭ ‬قبيل‭ ‬الصدفة‭.. ‬لكنهم‭ ‬يصنعون‭ ‬الكذب‭ ‬بتكليف‭ ‬وتعليمات‭ ‬وأوامر‭ ‬وهم‭ ‬محترفون‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬بما‭ ‬لديهم‭ ‬من‭ ‬رصيد‭ ‬غير‭ ‬محدود‭ ‬فى‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬ترويج‭ ‬الباطل‭ ‬وصناعة‭ ‬الكذب‭.‬
فى‭ ‬ظني،‭ ‬أن‭ ‬الإخوان‭ ‬المجرمين‭ ‬ودولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬الاسرائيلى‭ ‬وجهان‭ ‬لعملة‭ ‬واحدة‭.. ‬ينتمون‭ ‬لنفس‭ ‬المدرسة‭.. ‬عقيدتهم‭ ‬اكذب‭ ‬ثم‭ ‬اكذب‭ ‬ثم‭ ‬اكذب‭ ‬حتى‭ ‬يصدقك‭ ‬الناس‭.. ‬وفى‭ ‬تاريخ‭ ‬اسرائيل،‭ ‬تجد‭ ‬سجلاً‭ ‬حافلاً‭ ‬من‭ ‬الأكاذيب،‭ ‬فهى‭ ‬مجرد‭ ‬أكذوبة‭ ‬جرى‭ ‬تصنيعها‭ ‬وزرعها‭ ‬فى‭ ‬جسد‭ ‬المنطقة‭.‬
إسرائيل‭ ‬منذ‭ ‬اندلاع‭ ‬عدوانها‭ ‬الإجرامى‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬فى‭ ‬حرب‭ ‬إبادة‭ ‬مكتملة‭ ‬الأركان‭ ‬وخروجها‭ ‬السافر‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المواثيق‭ ‬والمبادئ‭ ‬والقانون‭ ‬الدولى‭ ‬الإنساني،‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬ترويج‭ ‬الباطل‭ ‬وتحريف‭ ‬الحقائق‭ ‬وتزييف‭ ‬الوعى‭ ‬الدولي‭.. ‬تقتل‭ ‬وتقصف‭ ‬بلا‭ ‬رحمة‭ ‬وتدمر‭ ‬مصادر‭ ‬المياه‭ ‬والكهرباء‭ ‬والاتصالات،‭ ‬وتستهدف‭ ‬المستشفيات‭ ‬بمرضاها‭ ‬وأطبائها،‭ ‬وتهدم‭ ‬المساجد‭ ‬والكنائس،‭ ‬وتقتل‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬والمدنيين‭ ‬عن‭ ‬عمد‭.. ‬بل‭ ‬ويفرح‭ ‬ويرقص‭ ‬جنودها‭ ‬وضباطها‭ ‬رغم‭ ‬عار‭ ‬ما‭ ‬اقترفته‭ ‬أيديهم‭.. ‬ولأن‭ ‬النفاق‭ ‬سُنة‭ ‬صهيونية،‭ ‬فإن‭ ‬توقيعات‭ ‬بعض‭ ‬المسئولين‭ ‬الدوليين‭ ‬على‭ ‬الصواريخ‭ ‬والقنابل‭ ‬والأسلحة‭ ‬الاسرائيلية‭ ‬التى‭ ‬تقتل‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬والأبرياء‭ ‬موثقة‭ ‬بالصور‭ ‬والفيديوهات،‭ ‬وأن‭ ‬إهداءات‭ ‬ضباط‭ ‬وجنود‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬لأطفالهم‭ ‬وزوجاتهم‭ ‬بتفجير‭ ‬المساكن‭ ‬وقتل‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬والأبرياء‭ ‬موثقة‭ ‬أيضا‭.. ‬بل‭ ‬إن‭ ‬تصريحات‭ ‬نتنياهو‭ ‬ويؤاف‭ ‬جالانت‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬وهاليفى‭ ‬رئيس‭ ‬الأركان‭ ‬وايتما‭ ‬بن‭ ‬غفير‭ ‬وزير‭ ‬الأمن‭ ‬الصهيونى‭ ‬المتطرف‭ ‬بالتهديد‭ ‬والوعيد‭ ‬والقتل‭ ‬والإبادة‭ ‬ومنع‭ ‬المعونات‭ ‬والانتقام‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬فلسطينى‭ ‬وتدمير‭ ‬البشر‭ ‬والحجر‭ ‬موثقة‭ ‬أيضا‭ ‬بالصوت‭ ‬والصورة‭.. ‬وربما‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الخبث‭ ‬يعانيه‭ ‬الشعب‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬الذى‭ ‬يتهم‭ ‬حكومته‭ ‬وجيشه‭ ‬بالضعف‭ ‬فى‭ ‬توجيه‭ ‬الضربات‭ ‬لغزة،‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الإجرام‭ ‬وحرب‭ ‬الإبادة‭ ‬والقتل‭ ‬والحصار‭ ‬والتجويع‭.. ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬يخرج‭ ‬نتنياهو‭ ‬ليواصل‭ ‬مسلسل‭ ‬الكذب‭ ‬والخداع‭ ‬بأن‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬هو‭ ‬أكثر‭ ‬جيوش‭ ‬العالم‭ ‬أخلاقية،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬إجرامه‭ ‬فاق‭ ‬خيال‭ ‬الشيطان‭.‬
آخر‭ ‬أكاذيب‭ ‬الاحتلال‭ ‬ولن‭ ‬تكون‭ ‬الأخيرة،‭ ‬هو‭ ‬تسويق‭ ‬الباطل‭ ‬والأكاذيب‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭.. ‬وتواجه‭ ‬إسرائيل‭ ‬الاتهام‭ ‬بحرب‭ ‬إبادة‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬وهو‭ ‬واقع‭ ‬موثق‭ ‬أيضا‭ ‬والعالم‭ ‬شاهد‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬وكل‭ ‬شيء‭ ‬موجود،‭ ‬رغم‭ ‬محاولات‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬ممارسة‭ ‬الخداع‭ ‬والتدليس‭.. ‬فلا‭ ‬يخطر‭ ‬على‭ ‬عقل‭ ‬بشر‭ ‬طبيعى‭ ‬أن‭ ‬يتهم‭ ‬مصر‭ ‬بأنها‭ ‬وراء‭ ‬منع‭ ‬وإعاقة‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬عن‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وهى‭ ‬التى‭ ‬تواصل‭ ‬الليل‭ ‬بالنهار‭ ‬وتبذل‭ ‬جهوداً‭ ‬مضنية‭ ‬أمام‭ ‬التعنت‭ ‬واللاإنسانية‭ ‬الاسرائيلية‭.. ‬ولا‭ ‬أدرى‭ ‬كيف‭ ‬تجرأت‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تذعن‭ ‬بذلك‭ ‬وهى‭ ‬تعلم‭ ‬أنها‭ ‬تهذى‭ ‬وتكذب‭!.. ‬فهل‭ ‬هى‭ ‬محاولات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إبعاد‭ ‬الأنظار‭ ‬عن‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬التى‭ ‬تمارسها‭ ‬وموثقة‭ ‬وعلى‭ ‬مرأى‭ ‬ومسمع‭ ‬العالم؟‭!.. ‬أم‭ ‬انها‭ ‬ألقت‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬قاذورات‮»‬‭ ‬حتى‭ ‬يلتهمها‭ ‬الاخوان‭ ‬المجرمون‭ ‬لدعم‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬فى‭ ‬تسويق‭ ‬منتجات‭ ‬صناعة‭ ‬الكذب‭ ‬المشتركة‭ ‬بينهما؟‭!‬
إسرائيل‭ ‬تتنفس‭ ‬كذباً‭ ‬وتتخذ‭ ‬من‭ ‬الإجرام‭ ‬والإبادة‭ ‬عقيدة‭.. ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬تتورع‭ ‬فى‭ ‬اتهام‭ ‬الآخرين‭ ‬زوراً‭ ‬وبهتاناً‭.. ‬الرد‭ ‬على‭ ‬أكاذيب‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭.. ‬وحول‭ ‬معبر‭ ‬رفح‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭- ‬يكشف‭ ‬حقيقة‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬الذى‭ ‬يمارس‭ ‬كل‭ ‬أنواع‭ ‬الباطل‭-‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬لأدنى‭ ‬مجهود،‭ ‬بل‭ ‬الحقائق‭ ‬ماثلة‭ ‬أمام‭ ‬الجميع‭.. ‬والدليل،‭ ‬أن‭ ‬الرأى‭ ‬العام‭ ‬العالمى‭ ‬ناقم‭ ‬وساخط‭ ‬على‭ ‬ممارسات‭ ‬اسرائيل‭ ‬الإجرامية‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وقتل‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭.. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬الحقائق‭ ‬والثوابت‭ ‬تدحض‭ ‬وتجهض‭ ‬وتفسد‭ ‬الهذيان‭ ‬والأكاذيب‭ ‬التى‭ ‬تروجها‭ ‬اسرائيل‭.‬
أولاً‭:‬‭ ‬معبر‭ ‬رفح‭ ‬منذ‭ ‬اللحظة‭ ‬الأولى‭ ‬لبدء‭ ‬العدوان‭ ‬الاسرائيلى‭ ‬الإجرامى‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وهو‭ ‬مفتوح‭ ‬على‭ ‬مصراعيه‭ ‬لم‭ ‬يغلق‭ ‬أبداً‭.. ‬لكن‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬تمارس‭ ‬سيادتها‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬المصرى‭ ‬من‭ ‬المعبر‭.. ‬فى‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الجانب‭ ‬الفلسطينى‭ ‬فى‭ ‬يد‭ ‬قوة‭ ‬الاحتلال‭ ‬الاسرائيلي،‭ ‬ولم‭ ‬تسمح‭ ‬بدخول‭ ‬أو‭ ‬إنفاذ‭ ‬المساعدات‭ ‬إلى‭ ‬القطاع،‭ ‬أو‭ ‬ترغب‭ ‬فى‭ ‬فك‭ ‬الحصار‭ ‬والتجويع‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬بدليل‭ ‬انها‭ ‬قصفت‭ ‬معبر‭ ‬رفح‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬الفلسطينى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬ولم‭ ‬تسمح‭ ‬بمرور‭ ‬مئات‭ ‬الشاحنات‭ ‬إلى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬والتى‭ ‬ظلت‭ ‬مكدسة‭ ‬أمام‭ ‬المعبر‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬المصري‭.. ‬بل‭ ‬إن‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إدخال‭ ‬المساعدات‭ ‬الانسانية‭ ‬والإغاثية،‭ ‬تمسكت‭ ‬بعدم‭ ‬السماح‭ ‬للأجانب‭ ‬بعبور‭ ‬أو‭ ‬المرور‭ ‬من‭ ‬معبر‭ ‬رفح،‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬دخول‭ ‬المساعدات‭ ‬للأهالى‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وفرضت‭ ‬إرادتها‭ ‬بشتى‭ ‬الوسائل‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭.‬
ثانياً‭:‬‭ ‬لا‭ ‬يخلو‭ ‬أى‭ ‬لقاء‭ ‬أو‭ ‬اتصال‭ ‬للرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬مع‭ ‬زعماء‭ ‬ورؤساء‭ ‬وقادة‭ ‬العالم‭ ‬وكبار‭ ‬المسئولين‭ ‬فيه‭ ‬إلا‭ ‬وأكد‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬أهمية‭ ‬إنفاذ‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والإغاثية‭ ‬بالقدر‭ ‬الكافي،‭ ‬والذى‭ ‬يتسق‭ ‬مع‭ ‬2‭.‬3‭ ‬مليون‭ ‬مواطن‭ ‬فلسطيني،‭ ‬وكذلك‭ ‬مع‭ ‬حجم‭ ‬المأساة‭ ‬والمعاناة‭ ‬فى‭ ‬غزة‭.. ‬من‭ ‬أولويات‭ ‬الدور‭ ‬المصري،‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬إنقاذ‭ ‬الأشقاء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬سواء‭ ‬بوقف‭ ‬نزيف‭ ‬الدم‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬أو‭ ‬إنفاذ‭ ‬المساعدات‭ ‬الانسانية‭ ‬والإغاثية‭.. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬تهذى‭ ‬به‭ ‬اسرائيل‭ ‬هو‭ ‬مجرد‭ ‬ألاعيب‭ ‬رخيصة‭ ‬فى‭ ‬محاولة‭ ‬بائسة‭ ‬وفاشلة‭ ‬لإبعاد‭ ‬الأنظار‭ ‬عن‭ ‬اتهامها‭ ‬بشكل‭ ‬موثق‭ ‬بشن‭ ‬حرب‭ ‬إبادة‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬ثابت‭ ‬وواضح‭ ‬للجميع‭.‬
ثالثاً‭:‬‭ ‬العالم‭ ‬شاهد‭ ‬عيان‭ ‬على‭ ‬شرف‭ ‬الموقف‭ ‬المصري،‭ ‬وأن‭ ‬معبر‭ ‬رفح‭ ‬من‭ ‬جانبنا‭ ‬لم‭ ‬يغلق‭ ‬لحظة‭ ‬واحدة،‭ ‬وأن‭ ‬الإجرام‭ ‬والتعنت‭ ‬الاسرائيلى‭ ‬والقصف‭ ‬البربرى‭ ‬والوحشى‭ ‬واستهداف‭ ‬المعبر‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬حال‭ ‬دون‭ ‬دخول‭ ‬المساعدات‭.. ‬ليس‭ ‬هذا‭ ‬فحسب،‭ ‬فالأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬جوتيرش‭ ‬زار‭ ‬واطلع‭ ‬بنفسه‭ ‬وعلى‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يجرى‭ ‬أمام‭ ‬معبر‭ ‬رفح‭ ‬وأطلق‭ ‬العنان‭ ‬لتصريحات‭ ‬تدين‭ ‬اسرائيل،‭ ‬ولم‭ ‬يستطع‭ ‬الدخول‭ ‬إلى‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬المعبر‭ ‬فى‭ ‬الاتجاه‭ ‬الفلسطينى‭ ‬خشية‭ ‬الإجرام‭ ‬الاسرائيلي‭.. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الإعلام‭ ‬الدولى‭ ‬بكافة‭ ‬وسائله‭ ‬موجود‭ ‬عند‭ ‬معبر‭ ‬رفح،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬كبار‭ ‬المسئولين‭ ‬مثل‭ ‬رئيسى‭ ‬وزراء‭ ‬اسبانيا‭ ‬وبلجيكا‭ ‬زارا‭ ‬معبر‭ ‬رفح‭.. ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬وزراء‭ ‬خارجية‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬والسفراء‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬الذين‭ ‬رافقوا‭ ‬المساعدات‭ ‬التى‭ ‬أرسلتها‭ ‬دولهم‭ ‬إلى‭ ‬رفح‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬دخولها‭ ‬والمدعى‭ ‬العام‭ ‬للمحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭.. ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يكف‭ ‬اسرائيل‭ ‬لتخجل‭ ‬وتتواري‭.. ‬لكن‭ ‬‮«‬الطبع‭ ‬غلاب‮»‬‭ ‬وصناعة‭ ‬الكذب‭ ‬تجرى‭ ‬فى‭ ‬دماء‭ ‬دولة‭ ‬الكيان،‭ ‬وهى‭ ‬متقدمة‭ ‬ومحترفة‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الصناعة‭ ‬الرديئة‭.‬
رابعاً‭:‬‭ ‬لم‭ ‬يكف‭ ‬اسرائيل‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬البشعة‭ ‬التى‭ ‬ترتكبها‭ ‬فى‭ ‬حق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطينى‭ ‬من‭ ‬إبادة‭ ‬حقيقية،‭ ‬بالقتل‭ ‬للمدنيين‭ ‬والأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬والتجويع‭ ‬والحصار‭ ‬والتمثيل‭ ‬بالجثث‭ ‬وسرقة‭ ‬الأعضاء‭ ‬وجلد‭ ‬الشهداء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬ومحاصرة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بتدمير‭ ‬كل‭ ‬مقومات‭ ‬وسبل‭ ‬الحياة‭ ‬والنجاة‭ ‬من‭ ‬تدمير‭ ‬كامل‭ ‬للمنازل‭ ‬والبيوت‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وبالتالى‭ ‬تشريدهم‭ ‬ثم‭ ‬قتل‭ ‬المرضى‭ ‬باستهداف‭ ‬سيارات‭ ‬الإسعاف‭ ‬وسرقة‭ ‬ونهب‭ ‬المنازل‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وتحويل‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬إلى‭ ‬حرب‭ ‬دينية‭ ‬وتدعم‭ ‬إجرامها‭ ‬بنصوص‭ ‬تلمودية‭ ‬وتوراتية،‭ ‬وتدمير‭ ‬المخابز‭ ‬ومحطات‭ ‬المياه،‭ ‬حتى‭ ‬الفارين‭ ‬من‭ ‬ويلات‭ ‬الإجرام‭ ‬الاسرائيلى‭ ‬الذين‭ ‬نزحوا‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬تعليمات‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬استهدفوهم‭ ‬بالقصف‭ ‬والقتل‭ ‬واستهداف‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬والصحفيين‭ ‬لوأد‭ ‬الحقيقة‭.. ‬فهل‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬لدى‭ ‬اسرائيل‭ ‬جرأة‭ ‬للحديث‭ ‬وإلقاء‭ ‬وتوزيع‭ ‬الاتهامات‭ ‬على‭ ‬الآخرين؟‭!‬،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬أحاديثهم‭ ‬عن‭ ‬منع‭ ‬عبور‭ ‬المساعدات‭ ‬من‭ ‬معبر‭ ‬رفح‭ ‬موثقة‭ ‬على‭ ‬ألسنة‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬ووزيرى‭ ‬الدفاع‭ ‬والطاقة‭ ‬الإسرائيليين،‭ ‬الذين‭ ‬أكدوا‭ ‬عشرات‭ ‬المرات‭ ‬وفى‭ ‬تصريحات‭ ‬أمام‭ ‬شاشات‭ ‬التليفزيون‭ ‬أنهم‭ ‬لن‭ ‬يسمحوا‭ ‬بدخول‭ ‬المساعدات‭ ‬لقطاع‭ ‬غزة،‭ ‬لأن‭ ‬المنع‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬حصار‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والحرب‭ ‬عليهم‭.‬
خامساً‭:‬‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬أوضح‭ ‬للجميع‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬تغلق‭ ‬معبر‭ ‬رفح‭ ‬من‭ ‬الاتجاه‭ ‬المصري،‭ ‬وأنه‭ ‬مفتوح‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة،‭ ‬وأنه‭ ‬طالب‭ ‬اسرائيل‭ ‬مراراً‭ ‬وتكراراً‭ ‬بعدم‭ ‬منع‭ ‬تدفق‭ ‬المساعدات‭ ‬الانسانية‭ ‬لغزة،‭ ‬والتوقف‭ ‬عن‭ ‬تعمد‭ ‬تعطيل‭ ‬وتأخير‭ ‬دخول‭ ‬المساعدات،‭ ‬بذريعة‭ ‬تفتيشها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬أيضا‭ ‬وزير‭ ‬خارجية‭ ‬مصر‭.‬
سادساً‭: ‬إسرائيل‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تدافع‭ ‬عن‭ ‬أكاذيبها‭ ‬ولا‭ ‬تجرؤ‭ ‬على‭ ‬المواجهة،‭ ‬بل‭ ‬تفضحها‭ ‬دائماً‭ ‬الحقيقة‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭.. ‬فالمفاوضات‭ ‬التى‭ ‬جرت‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬هُدن‭ ‬انسانية،‭ ‬والتى‭ ‬استمرت‭ ‬لأسبوع‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬كانت‭ ‬مصر‭ ‬مع‭ ‬قطر‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬أطرافاً‭ ‬فيها‭ ‬وهى‭ ‬شاهدة‭ ‬عيان‭ ‬على‭ ‬تعنت‭ ‬اسرائيل‭ ‬فى‭ ‬تحديد‭ ‬حجم‭ ‬المساعدات‭ ‬التى‭ ‬ستسمح‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬بدخولها‭ ‬للقطاع‭ ‬باعتبارها‭ ‬قوة‭ ‬الاحتلال‭ ‬المسيطرة‭ ‬عليه‭ ‬عسكرياً‭.‬
الرئيس‭ ‬الأمريكى‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬ومستشار‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬جيك‭ ‬سوليفان‭ ‬طالب‭ ‬اسرائيل‭ ‬بفتح‭ ‬معبر‭ ‬كرم‭ ‬أبوسالم‭ ‬لتسهيل‭ ‬دخول‭ ‬المساعدات،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬يعكس‭ ‬ويؤكد‭ ‬سيطرة‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬الاسرائيلى‭ ‬على‭ ‬دخول‭ ‬المساعدات‭ ‬للقطاع‭ ‬وتعطيله‭ ‬المتعمد‭ ‬لها‭.. ‬وكذلك‭ ‬هناك‭ ‬ما‭ ‬يكشف‭ ‬زيف‭ ‬وأكاذيب‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭.. ‬فإذا‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬ترغب‭ ‬فى‭ ‬دخول‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬والطبية‭ ‬والوقود‭ ‬للقطاع،‭ ‬فإن‭ ‬لها‭ ‬مع‭ ‬القطاع‭ ‬‮٦‬‭ ‬معابر‭ ‬من‭ ‬أراضيها،‭ ‬فيجب‭ ‬عليها‭ ‬فتحها‭ ‬للتجارة‭ ‬وليس‭ ‬دخول‭ ‬المساعدات،‭ ‬خاصة‭- ‬وعلى‭ ‬حد‭ ‬بيان‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للاستعلامات‭- ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التجارة‭ ‬قد‭ ‬بلغت‭ ‬مع‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬4‭.‬7‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬فى‭ ‬العام‭ ‬2022‭ ‬لصالح‭ ‬القطاعين‭ ‬التجارى‭ ‬والصناعى‭ ‬فى‭ ‬اسرائيل‭.‬
إسرائيل‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬من‭ ‬يرد‭ ‬عليها‭.. ‬فالعالم‭ ‬بات‭ ‬يدرك‭ ‬ويعلم‭ ‬ويعرف‭ ‬تفاصيل‭ ‬إجرامها‭ ‬وأكاذيبها‭.. ‬فلم‭ ‬تكن‭ ‬فقط‭ ‬تمارس‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الإجرام،‭ ‬ولكن‭ ‬حاولت‭ ‬خداع‭ ‬العالم‭ ‬وتزييف‭ ‬وعيه،‭ ‬عندما‭ ‬روجت‭ ‬أكاذيب‭ ‬ذبح‭ ‬الأطفال‭ ‬واغتصاب‭ ‬النساء‭ ‬وقتل‭ ‬المستوطنين‭ ‬فى‭ ‬‮٧‬‭ ‬أكتوبر‭.. ‬واتضح‭ ‬للعالم‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬قتلت‭ ‬المستوطنين‭ ‬وبشهادة‭ ‬الأسيرات‭ ‬والمحتجزات‭ ‬اللاتى‭ ‬أكدن‭ ‬أنهن‭ ‬تلقين‭ ‬معاملة‭ ‬إنسانية‭ ‬محترمة‭ ‬ولم‭ ‬يتعرضن‭ ‬للاغتصاب‭ ‬أو‭ ‬التحرش‭ ‬ولم‭ ‬تذبح‭ ‬الأطفال‭.. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬صناعة‭ ‬الكذب‭ ‬الاسرائيلية‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬بالحرفية‭ ‬المطلوبة‭.. ‬مكوناتها‭ ‬وخاماتها‭ ‬رديئة‭ ‬وبضاعة‭ ‬فاسدة‭ ‬وألاعيب‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تنطلى‭ ‬على‭ ‬عالم‭ ‬يشاهد‭ ‬بالصوت‭ ‬والصورة‭ ‬وعلى‭ ‬الهواء‭ ‬مباشرة‭ ‬إجرام‭ ‬اسرائيل‭ ‬وتفاصيل‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬التى‭ ‬تشنها‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭.‬
فضيحة‭ ‬اسرائيل‭ ‬باتت‭ ‬على‭ ‬عينيك‭ ‬يا‭ ‬عالم‭.. ‬لن‭ ‬يفلح‭ ‬داعموها‭ ‬فى‭ ‬تجميل‭ ‬وجه‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬القبيح،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬تجميل‭ ‬وجوههم‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬قبحاً‭ ‬عن‭ ‬اسرائيل،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬سقطت‭ ‬الأقنعة‭ ‬عنها،‭ ‬لتكشف‭ ‬أن‭ ‬أحاديث‭ ‬الخداع‭ ‬عن‭ ‬الحرية‭ ‬والديمقراطية‭ ‬والعدالة‭ ‬وحقوق‭ ‬الانسان،‭ ‬ما‭ ‬هى‭ ‬إلا‭ ‬أكاذيب‭ ‬كشفتها‭ ‬عنصريتهم‭ ‬وبربريتهم‭ ‬وازدواجية‭ ‬المعايير‭ ‬التى‭ ‬يتعاملون‭ ‬بها‭.. ‬كيف‭ ‬نصدقهم‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬وأنت‭ ‬تراهم‭ ‬فى‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬يدافعون‭ ‬عن‭ ‬إجرام‭ ‬حقيقي،‭ ‬بل‭ ‬ويدعمونه‭ ‬بالمال‭ ‬والسلاح‭ ‬والإعلام‭ ‬والدفاع‭.‬
صناعة‭ ‬الكذب‭ ‬آفة‭ ‬تعانى‭ ‬منها‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬والتى‭ ‬تهدد‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الإقليمى‭ ‬والدولي‭.. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬وجود‭ ‬اسرائيل‭ ‬وقدرتها‭ ‬الفائقة‭ ‬فى‭ ‬صناعة‭ ‬الكذب‭ ‬تهديد‭ ‬مباشر‭ ‬للبشرية،‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬دولى‭ ‬حول‭ ‬مكافحة‭ ‬‮«‬الكذب‮»‬،‭ ‬وسيكون‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬سينزل‭ ‬عليه‭ ‬العقاب‭ ‬هى‭ ‬اسرائيل‭ ‬والاخوان‭ ‬المجرمون‭.. ‬فالأولى‭ ‬مارست‭ ‬أبشع‭ ‬الجرائم‭ ‬وحروب‭ ‬الإبادة،‭ ‬استناداً‭ ‬للمزاعم‭ ‬والأكاذيب‭.. ‬والجماعة‭ ‬الارهابية‭ ‬خدعت‭ ‬شعوباً‭ ‬وأسقطت‭ ‬دولاً‭ ‬وعاثت‭ ‬فى‭ ‬الأرض‭ ‬فساداً‭ ‬وإرهاباً‭ ‬وخداعاً‭ ‬بسلاح‭ ‬الكذب‭.‬
تحيا مصر

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى