الاستثمار فى الدولة الوطنية
عبد الرازق توفيق
ما نراه فى المشهد الإقليمى من فوضى واضطرابات.. واقتتال أهلى وصراعات دامية.. وخراب ودمار يعود بالدرجة الأولى إلى غياب وضعف الدولة الوطنية.. وانحسار مؤسساتها فى ظل الميليشيات والجماعات والكيانات الموازية والتى وبحق هى أخطر تهديد لبقاء الدولة والإضرار بمصالحها وأمنها وحاضرها ومستقبلها.
من أعظم الإنجازات التى حققها الرئيس عبدالفتاح السيسى هو تعظيم قوة وقدرة الدولة الوطنية المصرية.. وبناء دولة القانون والمؤسسات والقضاء على كافة الكيانات غير الشرعية وغير القانونية وأيضاً الجماعات المتطرفة والمتشددة والإرهابية.. بل امتد الأمر إلى القضاء على الكيانات الوهمية والموازية من نقابات ومؤسسات غير شرعية.. فلا صوت يعلو على صوت الدولة الوطنية ومؤسساتها.. ولعل ما قاله الرئيس السيسى (ان من يرفع السلاح فى وجه الدولة سيجابه بكل قوة وحسم.. فالسلاح فى يد الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية فقط).. والقرار والموقف لا يمثل إلا الدولة الوطنية ولا يخرج إلا منها.. ومصر لديها ثوابت ومبادئ لا لبس فيها.. فلا مكان لجماعات أو ميليشيات ولا تفاوض معها ولا قول إلا قول الدولة الوطنية ومؤسساتها.. فى دولة القانون والمؤسسات.. ونجح الرئيس السيسى فى تحقيق أعظم وأهم إنجاز هو الاستثمار فى قوة الدولة الوطنية المصرية بالعدالة والمساواة وسلطة القانون والتسامح والمواطنة والتعايش حتى بات المصريون على قلب واحد فى وطنهم.
الاستثمار فى الدولة الوطنية
من أهم الإنجازات العظيمة والوجودية التى تحققت خلال الـ10 سنوات الماضية.. هو حماية والحفاظ وتعظيم قوة وقدرة الدولة الوطنية المصرية.. فقد شهدت العقود الماضية حالة من الفوضى والكيانات الموازية.. تجد جماعات تقول انها جهادية وإسلامية حتى ان جماعة الإخوان الإرهابية التى هددت بقاء الدولة المصرية كان لها مكتب ارشاد معروف مكانه فى المقطم تحديداً.. تستقبل ضيوفاً وزواراً دوليين وتجتمع بسفراء أجانب وعلى علاقات مع دول أخرى ربما تكون معادية لمصر وأجنحة سرية.. منها العسكرية والشبابية التى تزيف وعى طلاب الجامعات وتحثهم وتدفعهم إلى التطرف والتشدد واعتناق أفكار ظلامية معادية لفكرة الوطن واشاعة اليأس والاحتقان لدى الشباب فى مواجهة الدولة الوطنية المصرية.. ناهيك عن نقابات وكيانات موازية فى الكثير من المجالات والقطاعات كانت تتحرك دون حساب أو مساءلة.. واطلق لها الحبل على الغارب.
وجود هذه الجماعات والميليشيات والكيانات الموازية لمؤسسات الدولة.. هو أخطر تهديد على أمن واستقرار وقوة وقدرة الأوطان.. وسبب خطير ينال من فرض سيطرتها وسيادتها وقرارها الوطنى.. وإذا تأملت وتفحصت واقع المنطقة التى نعيش فيها تجد ان الدول التى توجد فيها وبكثرة هذه الجماعات والميليشيات والكيانات الموازية تعيش أزمة حقيقية وخطراً داهماً.. يقلص من فرض سطوتها وسيطرتها على القرار الوطنى.. فهناك ميليشيات تمتلك جيوشاً موازية للجيوش الوطنية ولا تستطيع مؤسسات الدولة الوطنية فيها ردع هذه الكيانات أو حسابها بل تتراجع أمامها.. وتتخذ قرارات الحرب بعيداً عن سلطة الدولة وتسببت فى كوارث وخسائر وضعف وتراجع وانقسام وفتن.
دول كثيرة دفعت ثمناً باهظاً لتنامى ظاهرة الميليشيات والكيانات الموازية لمؤسسات الدولة وهى الآن فى حالة اقتتال أهلى وتفسخ ودمار وخراب وصراعات دامية.. تأكل الأخضر واليابس.. وهناك أيضاً ميليشيات أقوى من الدولة الوطنية.. وتسببت فى إضعاف الدول وتراجعها على كافة المستويات بل ويدفع الشعب أخطاء وحسابات هذه الميليشيات وهو نموذج تبنته احدى الدول فى المنطقة ونشرته فى عدد من الدول الأخرى بهدف السيطرة على هذه الدول وقرارها.. واعتبار هذه الميليشيات أذرعها المسلحة لخوض حروب وصراعات ومواجهات بالوكالة.. بهدف المساومة والابتزاز بها أو تحقيق أوهام السيطرة فى المنطقة.
الأمر بات واضحاً للعيان والعدوان الإسرائيلى على الأراضى الفلسطينية فى قطاع غزة والضفة.. أبرز هذا الخطر بشكل واضح.. فالدول التى تعانى من وجود سطوة وقوة هذه الميليشيات والجماعات المسلحة باتت فى أزمة عنيفة لا تستطيع السيطرة على هذه الميليشيات والجماعات المسلحة الموازية.. أو حتى كبح جماحها.. أو فرض القرار الوطنى عليها فهى كيان يبدو مستقلاً يغرد خارج سرب الدولة الوطنية.
الرئيس عبدالفتاح السيسى هذا القائد العظيم الوطنى الشريف صاحب الرؤية العميقة والقراءة الاستباقية لأوضاع وتحديات المنطقة وتحديد المخاطر والتهديدات التى تواجه الدولة الوطنية المصرية فى استشراف عظيم وعبقرى للمستقبل.. واجه هذه التهديدات والمخاطر بحسم وقوة فلا مكان فى مصر لجماعة أو ميليشيات أو كيانات مسلحة والسلاح لا يوجد إلا فى يد القوات المسلحة الباسلة والشرطة الوطنية وأجهزة الأمن الوطنية التى تمثل الدولة الوطنية المصرية وتفرض السيادة الوطنية وتحمى وتصون الحدود والمقدرات والثروات والحقوق والأمن القومى المصرى أو تنفذ سلطة القانون أو تدافع عن حماية الأمن والأمان والاستقرار.. لا مجال ولا تهاون مع من يحمل السلاح فى وجه الدولة أو يحاول أن يكون موازياً لمؤسسات الدولة.. فتلك هى كيانات وهمية شيطانية غير شرعية خارج نطاق الدولة الوطنية ومؤسساتها وبالتالى فالقضاء عليها ومواجهتها بالقانون أمر حتمى وواجب النفاذ.
فى «مصر- السيسى» لا مجال لطائفية أو مذهبية أو فتن.. أو كيانات وجماعات موازية.. الدولة الوطنية فوق الجميع.. فنحن فى دولة المؤسسات والقانون.. لذلك نجحت مصر فى تقوية أواصر الدولة الوطنية وبناء مؤسساتها والقضاء على كل ما هو خارج الدولة الوطنية والقانون.. فلا مجال أو وجود لجماعات متشددة ومتطرفة أو مسلحة فى مصر أو تتحرك فى الظلام فى ربوع البلاد.. أو بديلاً عن الدولة الوطنية التى توجد فى كافة ربوع البلاد فى المحافظات والمراكز والمدن والقرى والنجوع والتوابع.. إلى جوار المواطن تقدم له الخدمات والدعم.. وتوفر له سبل العيش الكريم بعد عقود من الاهمال والتهميش وترك فراغات ومساحات تتحرك فيها جماعات الظلام والتطرف والتآمر التى استغلت تخلى الدولة عن دورها وقامت بالخداع والتغرير بالبسطاء من خلال تقديم مساعدات إنسانية مغلفة ومبطنة بأهداف سياسية تآمرية بتغييب وتزييف وعى المواطن وتحريضه على دولته وخلق حالة من الاحتقان.. لذلك كل هذه الأخطاء انتهت فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى نشر التنمية فى كافة ربوع البلاد.. قضى على كافة مظاهر الاهمال والتهميش والنسيان.. جل أهدافه توفير الحياة الكريمة للمواطن حينما كان يتبنى رؤية إستراتيجية بتعويض المواطن المصرى عما فقده خلال العقود الماضية من رعاية واهتمام ولنا فى المشروع الأعظم الذى أطلقته المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» وهو تطوير وتنمية قرى الريف المصرى المثل والعبرة والدليل على ان الإنسان المصرى فى كل ربوع البلاد على رأس الأولويات لتمكين المواطن فى الريف المصرى من الحياة الكريمة والخدمات الحضارية.. والرعاية الصحية والتعليمية اللائقة.. بحيث لا تقل جودة حياته عن المواطنين فى المدن والمحافظات الكبرى فى تجسيد حقيقى للعدالة والمساواة فى توزيع عوائد التنمية والدخل القومى وهى أبرز وأهم مبادئ الجمهورية الجديدة.
الدولة الوطنية المصرية والتى عملت على مصالحة المواطن ليس فقط فى اطلاق مشروع تنمية قرى الريف المصرى الذى يستهدف الارتقاء بجودة حياة 58 مليون مواطن فى القرى والنجوع.. ولكن أيضاً هناك إنجاز عظيم فى هذا الإطار هو القضاء على العشوائيات والمناطق غير الآمنة وانتشال مليون مواطن مصرى من سوء وتردى الحياة.. من خلال القضاء على 357 منطقة عشوائية فى كافة ربوع البلاد بتكلفة فاقت الـ85 مليار جنيه ومنح كل أسرة وحدة سكنية مجانية مجهزة بالأثاث والأجهزة الكهربائية والمفروشات بما يعكس اهتمام الدولة الوطنية المصرية بالإنسان المصرى ومعالجة أخطاء واهمال وتقصير عقود طويلة كانت هذه المناطق تمثل قنابل موقوتة فى وجه الدولة المصرية وفريسة لجماعات الإرهاب والتطرف والتشدد والإجرام.. سهلة الاصطياد بسبب هذه الحياة غير الآدمية بالإضافة إلى خفض معدلات البطالة إلى ٧٪ رغم الظروف الصعبة.. بعد أن كانت تزيد على 13.8٪ بفضل المشروعات القومية العملاقة والارتقاء بالصحة والتعليم ومختلف الفئات مثل كبار السن والشباب والمرأة وذوى الهمم.. فالرئيس السيسى نجح من خلال رؤية تنموية إستراتيجية فى عقد مصالحة وطنية تنموية مع جميع فئات المجتمع الذين عانوا من التجاهل والتهميش والإهمال خلال العقود الماضية.. بالإضافة إلى زيادة مخصصات الدعم و الحماية الاجتماعية إلى 530 مليار جنيه وتضاعف ميزانيات الصحة والتعليم.. كل ذلك إدراك من الدولة الوطنية لأهمية بناء الإنسان.
لا أبالغ إذا قلت ان من أهم عوامل وأسباب حالة الأمن والأمان والاستقرار غير المسبوق الذى تعيشه مصر هو الاستثمار فى بناء وقوة الدولة الوطنية المصرية على كافة الأصعدة والمستويات.. فقوة الدولة الوطنية وترسيخ دولة المؤسسات والقانون من أهم عوائدها وحصادها هو ارضاء المواطن المصرى.. وانه هو من يجنى ثمار قوة وقدرة الدولة الوطنية وما تحققه دولة القانون والمؤسسات من عدل ومساواة بين الجميع.. فالدول التى تعانى من تفشى ظاهرة الميليشيات والجماعات المسلحة والكيانات الموازية بل وأحياناً المتفوقة على قوة وسلطة وسطوة الدولة.. تعانى من ويلات الفوضى والانقسام والسقوط والاقتتال ولا تعرف حاضرها ومستقبلها وتفتقد إلى أدنى مقومات الطموح الوطنى فى تحقيق التقدم وتطلعات شعوبها وينتظرها الأسوأ فى ظل تضارب السلطات والقرارات وتراجع قوة الدولة الوطنية فى هذه الدول وعدم احكامها زمام السيطرة على مجريات البلاد.
الدولة الوطنية قبل الرئيس السيسى كانت فى حالة خطر حقيقى.. جماعات الظلام تتحرك بحرية.. نقابات وكيانات وهمية موازية.. مساجد ومنابر مختطفة.. تمويلات أجنبية مشبوهة من مصادر معادية.. لقاءات وزيارات مشبوهة.. جماعة الإخوان الإرهابية.. تدير اقتصاداً منفصلاً وتتلاعب فى الاقتصاد الوطنى للانفاق على أهدافها فى خلق قوة موازية ومناوئة لقوة الدولة.. تنادى وتعبر عن جهل وأغراض وأهداف سياسية فى تخريب الدين وعقول الناس.. إعلام يمثل جماعات وكيانات متطرفة ومشبوهة.. يبث سمومه فى عقل المواطنين بما يلحق الضرر بالدولة الوطنية ولحمة شعبها.. لكن فى عهد الرئيس السيسى.. كل هذه الأمور انتهت تماماً فلا صوت يعلو فوق صوت الدولة الوطنية ولا مجال لمنافسة دولة القانون أو المؤسسات فلا كيانات موازية لمؤسسات الدولة الوطنية وقانون الدولة هو من يحكم ويفصل والدولة تتواجد فى كل مكان وتم تحرير البلاد من الأفكار المتطرفة والمتشددة والمعادية للدين والوطن.. وتطهير المنابر وتحديد الجهة المختصة والمنوطة بالفتوى والقضاء على فوضى السلاح واقتصاره على أن يكون فقط فى يد مؤسسات الدولة والجيش والشرطة والأجهزة الأمنية وتم القضاء على كافة أشكال الجماعات المسلحة والإرهابية التى هددت الدولة على مدار سنوات.. لتسطر مصر ملحمة جديدة فى البطولات والتضحيات.
الحقيقة ان قوة الدولة الوطنية المتوهجة فى عهد الرئيس السيسى واضحة للجميع.. الدولة تتحدث بلسان واحد.. وتتخذ قراراً واحداً.. وترفض بأى حال من الأحوال التفاوض مع ميليشيات وجماعات مسلحة خارج دائرة القانون.. وعلى المستوى الخارجى ترفض وبشكل قاطع مبدأ التفاوض مع الجماعات والميليشيات التى تخرج على شرعية الدولة الوطنية.. كما ان رؤية الرئيس السيسى حولت وجعلت مصر دولة تشهد أعلى درجات الاصطفاف والوحدة الوطنية.. شعبها على قلب رجل واحد.. لا تمييز فيها على أى سبب من الأسباب.. لا توجد أى طائفية أو مذهبية والمسلم والمسيحى مواطن مصرى يحظون بنفس الحقوق والواجبات.. شركاء فى حماية وبناء والدفاع عن الوطن فى دولة المواطنة والوحدة الوطنية والعدل والمساواة والتسامح والتعايش فى تجسيد حقيقى لمبادئ الجمهورية الجديدة والتى تمثل حماية كاملة للأمن والاستقرار.. بل والأمن القومى المصرى وحفاظاً على الدولة الوطنية المصرية.
الرئيس السيسى نجح باقتدار فى سد كل الثغرات والقضاء على كافة التهديدات التى تواجه الدولة الوطنية المصرية فى الداخل فى القضاء على كل مظاهر الفوضى والعشوائية والانفلات وغياب القانون والكيانات الموازية وغير الشرعية وجماعات التطرف والإرهاب وحيازة الأسلحة غير المرخصة وتطهير المساجد والمنابر.. لذلك أصبحت الدولة الوطنية المصرية فى أزهى عصورها لا تقبل المزاحمة للمؤسسات الوطنية الشرعية وتتيح للمواطن أعلى معايير العدالة والمساواة وبالتالى توفر له الأمن والأمان والاستقرار.. لذلك يحسب للرئيس عبدالفتاح السيسى هذا الإنجاز العظيم الأعم والأشمل والداعم لخلود وبقاء الدولة واستقرارها وقوتها.. فلم تجن الدول التى ضاعت فيها الدولة الوطنية وأصبحت لديها كيانات وجيوش موازية وقرار منافس وتفريط فى السيادة أو ضياعها وانفراط عقدها إلا خراباً ودماراً وفوضى وانفلاتاً وحرباً واقتتالاً أهلياً أو تستدرج لحروب خارجية.. ليس لحسابات وتقديرات موقف إستراتيجى ودقيق.. ولكن وفقاً لأجندات ومصالح خارجية.. وبطبيعة الحال فإن الميليشيات والكيانات الموازية للدولة الوطنية فى أى دولة مدعومة من الخارج لأنها تحقق مصالح المتآمرين والطامعين من أجل إسقاط وإضعاف وتقسيم الدولة وخلق كيانات تحفظ لها مصالحها وتخوض حروباً بالوكالة نيابة عنها أو تنفذ أجندات خارجية فى هدم وتدمير وإسقاط دول المقر.
الحقيقة لا أملك إلا توجيه التحية والتقدير والاعتزاز لقائد وطنى استثنائى عظيم هو الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى جنب مصر الكثير من ويلات الفوضى والعشوائية والكيانات الموازية وأعلى من شأن الدولة الوطنية المصرية وعظم من قدراتها وأرسى مبادئ العدل والمساواة فيها ورسخ دولة القانون والمؤسسات فجنى وحصد المصريون أعلى درجات الأمن والأمان والاستقرار والاطمئنان على حاضر ومستقبل الوطن.
تحيا مصر