الصين والمالديف ترتقيان بالعلاقات الثنائية خلال محادثات بين رئيسي البلدين
أجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ، محادثات مع رئيس جمهورية المالديف محمد مويزو، في بكين امس (الأربعاء).
وأعلن رئيسا البلدين الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى شراكة تعاونية استراتيجية شاملة.
وقال شي إن شعبي البلدين أقاما علاقات ودية من خلال طريق الحرير البحري القديم، وأجريا تعاونا مثمرا في بناء الحزام والطريق ومجالات أخرى في الأعوام الأخيرة، وقدما نموذجا جيدا للمساواة والمساعدة المتبادلة والمنفعة المتبادلة بين الدول الكبيرة والصغيرة على مدار 52 عاما من العلاقات الدبلوماسية.
وقال شي “في ظل الظروف الجديدة، تشهد العلاقات بين الصين والمالديف فرصة تاريخية للبناء على الإنجازات السابقة والمضي قدما”، مشيرا إلى أن الارتقاء بالعلاقات أمر حتمي إلى جانب نمو العلاقات الثنائية، ويلبي تطلعات الشعبين.
وتحدث شي عن العمل الجاد والخبرة القيمة للحزب الشيوعي الصيني خلال القرن الماضي. وشدد على احترام ودعم الصين للمالديف في استكشاف طريق التنمية المناسب لظروفها الوطنية، وكذا دعمها في حماية سيادتها الوطنية واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها وكرامتها الوطنية.
وأشار شي إلى استعداد الصين لتبادل خبرات الحوكمة مع المالديف، وتعزيز تضافر استراتيجيات التنمية، وتعزيز التعاون عالي الجودة في إطار الحزام والطريق، ووضع معيار جديد للصداقة بين البلدين.
كما دعا الجانبين إلى تعزيز التعاون في مجالات مثل الاقتصاد والتجارة والاستثمار والمجمعات الزراعية والاقتصادات الزرقاء والخضراء والرقمية. ودعا أيضا إلى توسيع التعاون في مجال الحماية البيئية والإيكولوجية البحرية، فضلا عن تعزيز التبادلات الشعبية. وقال إن الصين ستدعم المزيد من طلاب المالديف للدراسة في الصين وستوفر المزيد من الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين.
وأشار شي إلى أنه يتعين على الجانبين تعزيز أنشطة التواصل والتنسيق متعددة الأطراف لحماية التعددية الحقيقية والمصالح المشتركة للدول النامية، وبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية لجعل العالم أكثر سلاما وأمنا وازدهارا.
وقال إن الصين مستعدة للعمل مع المالديف لتنفيذ التوافق الذي تم التوصل إليه في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في دبي، وتعزيز التنفيذ الكامل والفعال لاتفاقية باريس.
ومن جانبه، أعرب مويزو عن فخره بإجراء أول زيارة دولة له إلى الصين مع عدد من الوزراء المهمين، وبأنه أصبح أول رئيس دولة أجنبي تستضيفه الصين هذا العام، ما يظهر الأهمية الكبرى التي يوليها الجانبان لتنمية العلاقات الثنائية.
وقال إن المالديف تنتهج سياسة صين واحدة بحزم. وإن الدعم المتبادل القوي في حماية السيادة الوطنية والاستقلال ووحدة وسلامة الأراضي أساس متين للتنمية المستدامة والسليمة للعلاقات بين البلدين.
وفي إشارته إلى أن هذا العام يوافق الذكرى العاشرة لزيارة الدولة التاريخية التي أجراها الرئيس شي إلى المالديف، قال مويزو إن الصين قدمت قدرا كبيرا من العون القيم للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في بلاده. وقال إن الشعب المالديفي استفاد بشكل كبير من مبادرة الحزام والطريق، مستشهدا بجسر الصداقة المالديف-الصين بصفته رمزا للرابطة بين الشعبين.
وخلال زيارته لمقاطعة فوجيان، قال مويزو إنه شهد الإنجازات العظيمة التي حققتها الصين والقيادة الممتازة للرئيس شي. وقال إن المالديف تتطلع إلى اتخاذ الارتقاء بالعلاقات كفرصة لتوسيع قنوات جديدة للتعاون وتعزيز الشراكة عالية الجودة في بناء الحزام والطريق، وإنها ترحب بالمزيد من السائحين الصينيين لزيارة البلاد.
وأشار إلى أن المالديف تدعم مبادرات التنمية العالمية والأمن العالمي والحضارة العالمية التي طرحها الرئيس شي، وترغب في التواصل والتعاون بشكل وثيق مع الصين في الشؤون الدولية والإقليمية.
وبعد محادثاتهما، شهد رئيسا الدولتين التوقيع على خطة عمل لإقامة الشراكة التعاونية الاستراتيجية الشاملة بين الصين والمالديف، بالإضافة إلى وثائق تعاون بشأن بناء الحزام والطريق، وإدارة الكوارث، والاقتصاد والتكنولوجيا، والبنية التحتية، وسبل عيش الشعبين، والتنمية الخضراء، والاقتصاد الأزرق، والاقتصاد الرقمي.