مقالات

شكرًا‭ ‬للداخلية‭.. ‬و«جبر‭ ‬الخواطر‮»‬‭.. ‬وأغنى‭ ‬امرأة

السيد البابلي

احتفلنا‭ ‬بقدوم‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭.. ‬آلاف‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬المحافظات‭ ‬كانوا‭ ‬فى‭ ‬الشوارع‭.. ‬وشباب‭ ‬فى‭ ‬تجمعات‭ ‬كبيرة‭ ‬خرجوا‭ ‬يغنون‭ ‬ويستمتعون‭ ‬بأجواء‭ ‬الاحتفالات‭ ‬التى‭ ‬تضفى‭ ‬بهجة‭ ‬ما‭ ‬بعدها‭ ‬بهجة‭ ‬على‭ ‬طبيعة‭ ‬شعب‭ ‬محب‭ ‬وعاشق‭ ‬للفرحة‭ ‬والحياة‭.‬
وفى‭ ‬هذه‭ ‬الأجواء‭ ‬كان‭ ‬التواجد‭ ‬الأمنى‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬ملحوظًا‭ ‬ومكثفًا‭.. ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬الرجال‭ ‬الذين‭ ‬يؤمنون‭ ‬الاحتفالات‭ ‬ويحمون‭ ‬المنشآت‭ ‬الحيوية‭ ‬والترفيهية‭.. ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬رجال‭ ‬بتوجيهات‭ ‬وتعلميات‭ ‬مشددة‭ ‬بتأمين‭ ‬الاحتفالات‭ ‬والالتزام‭ ‬بأقصى‭ ‬درجات‭ ‬الهدوء‭ ‬فى‭ ‬التعامل‭ ‬الأمنى‭ ‬الحازم‭ ‬والملتزم‭ ‬بالانضباط‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬المناسبة‭ ‬والأجواء‭ ‬الاحتفالية‭.‬
وإذا‭ ‬كنا‭ ‬قد‭ ‬تعودنا‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬السلبيات‭ ‬واظهارها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تجنبها‭ ‬وعلاجها‭ ‬فإن‭ ‬من‭ ‬واجبنا‭ ‬أيضا‭ ‬ولزامًا‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نشيد‭ ‬باللواء‭ ‬محمود‭ ‬توفيق‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬ورجاله‭ ‬الذين‭ ‬بذلوا‭ ‬جهدًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬محافظات‭ ‬مصر‭ ‬لكى‭ ‬تكون‭ ‬بدايات‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭ ‬خيرًا‭ ‬وسلامًا‭ ‬على‭ ‬الجميع‭.. ‬والذين‭ ‬كان‭ ‬تعاملهم‭ ‬الذى‭ ‬اتسم‭ ‬بالرقى‭ ‬مؤشرًا‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬مفهوم‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬المواطن‭ ‬والأمن‭ ‬وكان‭ ‬تأكيدًا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تقديرًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬لعيون‭ ‬مصر‭ ‬الساهرة‭.. ‬لا‭ ‬تكفيها‭ ‬كلمات‭ ‬الشكر‭.. ‬فما‭ ‬يقدمونه‭ ‬لخدمة‭ ‬وتأمين‭ ‬المجتمع‭ ‬والمواطنين‭ ‬يفوق‭ ‬كل‭ ‬كلمات‭ ‬التقدير‭ ‬والعرفان‭.. ‬وشكرًا‭ ‬لكم‭.‬
‭> > >‬
والصورة‭ ‬حلوة‭.. ‬شعبنا‭ ‬حلو‭.. ‬الخير‭ ‬فعلاً‭ ‬جواه‭.. ‬والنيل‭ ‬رواه‭.. ‬شعبنا‭ ‬معجون‭ ‬بالإنسانية‭.. ‬فى‭ ‬أعماقه‭ ‬طيبة‭ ‬وكرم‭ ‬وحب‭ ‬للخير‭.. ‬والسيدة‭ ‬الوقورة‭ ‬التى‭ ‬أنعم‭ ‬الله‭ ‬عليها‭ ‬بالرزق‭ ‬الوفير‭ ‬اصطحبت‭ ‬سائقها‭ ‬الخاص‭ ‬وسيارة‭ ‬أخرى‭ ‬مرافقة‭ ‬وقد‭ ‬حملت‭ ‬معها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الهدايا‭ ‬والأطعمة‭ ‬ومختلف‭ ‬أنواع‭ ‬الحلويات‭ ‬وتوجهت‭ ‬إلى‭ ‬دار‭ ‬للأيتام‭ ‬تحتفل‭ ‬معهم‭ ‬بالعام‭ ‬الجديد‭ ‬وتشرف‭ ‬على‭ ‬اطعامهم‭ ‬وتوزيع‭ ‬الهدايا‭ ‬عليهم‭ ‬وترفض‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬مسئولو‭ ‬الدار‭ ‬بتصويرها‭ ‬أو‭ ‬نشر‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬الموقع‭ ‬الالكتروني‭.. ‬السيدة‭ ‬الفاضلة‭ ‬ظلت‭ ‬مع‭ ‬الأطفال‭ ‬تستمع‭ ‬لحكاياتهم‭ ‬وتروى‭ ‬هى‭ ‬أيضا‭ ‬لهم‭ ‬بعض‭ ‬النوادر‭ ‬والمواقف‭ ‬وتدعوهم‭ ‬إلى‭ ‬التركيز‭ ‬فى‭ ‬دراستهم‭ ‬والتفوق‭ ‬للاندماج‭ ‬فى‭ ‬الحياة‭.. ‬والسيدة‭ ‬التى‭ ‬ترفض‭ ‬دائمًا‭ ‬أن‭ ‬يذكر‭ ‬اسمها‭ ‬عادت‭ ‬إلى‭ ‬بيتها‭ ‬سعيدة‭ ‬مؤمنة‭ ‬أنها‭ ‬محتاج‭ ‬يساعد‭ ‬محتاج‭.. ‬فكلنا‭ ‬فى‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ننال‭ ‬الرضا‭ ‬الإلهي‭.. ‬هذا‭ ‬الرضا‭ ‬الذى‭ ‬يحقق‭ ‬لنا‭ ‬داخلنا‭ ‬سلامًا‭ ‬خاصًا‭ ‬مع‭ ‬النفس‭.. ‬سلامًا‭ ‬خاصًا‭ ‬مع‭ ‬النفس‭.. ‬سلامًا‭ ‬يحقق‭ ‬لنا‭ ‬الهدوء‭ ‬والسكينة‭ ‬والراحة‭ ‬التى‭ ‬ما‭ ‬بعدها‭ ‬راحة‭.‬
‭> > >‬
واستمعت‭ ‬إلى‭ ‬وائل‭ ‬جسار‭ ‬وهو‭ ‬يغنى‭ ‬غريبة‭ ‬الناس‭ ‬غريبة‭ ‬الدنيا‭ ‬دى‭ ‬أعز‭ ‬الناس‭ ‬بيتغير‭ ‬عليا،‭ ‬مفيش‭ ‬احساس‭ ‬مفيش‭ ‬ولا‭ ‬ذكرى‭ ‬ليا‭.. ‬خلصنا‭ ‬خلاص‭ ‬أنا‭ ‬ماشى‭ ‬وجبها‭ ‬فيا‭.. ‬فاكرنى‭ ‬ملاك‭ ‬وهنسى‭ ‬القسوة‭ ‬دي‭.. ‬دا‭ ‬أنا‭ ‬هناك‭ ‬ومش‭ ‬هنسى‭ ‬القسية‭..!  ‬وتذكرت‭.. ‬تذكرت‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬اللحظات‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬نظنهم‭  ‬فى‭ ‬حياتنا‭ ‬من‭ ‬الأصدقاء‭ ‬وتأتى‭ ‬أحداث‭ ‬الدنيا‭ ‬لتكشف‭ ‬المعادن‭ ‬وتظهر‭ ‬المستور‭.. ‬تذكرت‭ ‬من‭ ‬كنا‭ ‬لهم‭ ‬السند‭ ‬وقدمنا‭ ‬لهم‭ ‬الكثير‭ ‬وبخلوا‭ ‬علينا‭ ‬بقليل‭ ‬القليل‭ ‬فى‭ ‬السؤال‭ ‬وفى‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الجميل‭..! ‬وياه‭.. ‬ياه‭ ‬يا‭ ‬أيها‭ ‬الزمن‭ ‬الصعب‭.. ‬نظل‭ ‬نتلقى‭ ‬الدروس‭ ‬مهما‭ ‬كبرنا‭.. ‬وتظل‭ ‬تخدعنا‭ ‬الأيام‭ ‬مهما‭ ‬تعلمنا‭.. ‬ولكننا‭ ‬فى‭ ‬النهاية‭ ‬لن‭ ‬نندم‭ ‬على‭ ‬معروف‭ ‬قدمناه‭ ‬يومًا‭.. ‬ولا‭ ‬على‭ ‬صديق‭ ‬وقفنا‭ ‬إلى‭ ‬جواره‭ ‬دومًا‭.. ‬ولا‭ ‬على‭ ‬أعز‭ ‬الناس‭ ‬الذين‭ ‬غدروا‭ ‬بنا‭.. ‬فهم‭ ‬لم‭ ‬يسددوا‭ ‬إلينا‭ ‬وحدنا‭ ‬الطعنات‭.. ‬لقد‭ ‬أصابوا‭ ‬وجرحوا‭ ‬أنفسهم‭ ‬أولاً‭ ‬وسيبقون‭ ‬صغارًا‭ ‬أمام‭ ‬أنفسهم‭ ‬دائمًا‭!!‬
‭> > >‬
وفى‭ ‬حفلات‭ ‬‮«‬خناشير‮»‬‭ ‬الغناء‭ ‬فإن‭ ‬بعض‭ ‬المطربات‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬فى‭ ‬مقدورهن‭ ‬التحرك‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬إخراج‭ ‬الألفاظ‭ ‬من‭ ‬شفاهن‭.. ‬لقد‭ ‬أصبحن‭ ‬أشبه‭ ‬بزكية‭ ‬زكريا‭.. ‬شفاة‭ ‬غليظة‭ ‬‮«‬مقلوبة‮»‬‭ ‬وقناع‭ ‬بلاستيك‭ ‬‮«‬منفوخ‮»‬‭ ‬وكله‭ ‬بلاستيك‭ ‬فى‭ ‬بلاستيك‭.. ‬وقول‭ ‬للزمان‭ ‬ارجع‭ ‬يا‭ ‬زمان‭.. ‬والعجوز‭ ‬لن‭ ‬يعود‭ ‬أبدًا‭ ‬لصباه‭ ‬لو‭ ‬بمائة‭ ‬عطار‭..!‬
‭> > >‬
وتعالوا‭ ‬نتعرف‭ ‬على‭ ‬أغنى‭ ‬امرأة‭ ‬فى‭ ‬العالم‭.. ‬انها‭ ‬الفرنسية‭ ‬فرانسواز‭ ‬مايرز‭ ‬التى‭ ‬تمتلك‭ ‬امبراطورية‭ ‬لمستحضرات‭ ‬التجميل‭ (‬الوريال‭) ‬وعمرها‭ ‬سبعين‭ ‬عامًا‭ ‬وتصل‭ ‬ثروتها‭ ‬إلى‭ ‬مائة‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬لم‭ ‬استطع‭ ‬تحويلها‭ ‬إلى‭ ‬جنيهات‭ ‬مصرية‭ ‬لأنها‭ ‬ستكون‭ ‬مبلغًا‭ ‬يفوق‭ ‬الخيال‭..! ‬هذه‭ ‬السيدة‭ ‬تعيش‭ ‬حياة‭ ‬عادية‭ ‬جدًا‭.. ‬وتقوم‭ ‬بتأليف‭ ‬الكتب‭ ‬أيضا‭.. ‬وتقضى‭ ‬عدة‭ ‬ساعات‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬فى‭ ‬عزف‭ ‬البيانو‭.. ‬وتحظر‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬الاقتراب‭ ‬من‭ ‬حياتها‭ ‬الخاصة‭ ‬وتتجنب‭ ‬الطراز‭ ‬الفاخر‭ ‬من‭ ‬الحياة‭..!! ‬هذه‭ ‬السيدة‭ ‬التى‭ ‬تملك‭ ‬مائة‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬لا‭ ‬تستعرض‭ ‬سياراتها‭ ‬ولا‭ ‬ملابسها‭ ‬ولاحياتها‭ ‬الخاصة‭ ‬على‭ ‬‮«‬انستجرام‮»‬‭.. ‬هذه‭ ‬السيدة‭ ‬عرفت‭ ‬سر‭ ‬الحياة‭.. ‬وأجمل‭ ‬ما‭ ‬فى‭ ‬الحياه‭ ‬هو‭ ‬البساطة‭ ‬واحترام‭ ‬مشاعر‭ ‬الآخرين‭.. ‬والثروة‭ ‬لا‭ ‬تعنى‭ ‬الاستفزاز‭.. ‬الثروة‭ ‬لا‭ ‬تعنى‭ ‬الاستعراض‭ ‬والتباهي‭..  ‬الثروة‭ ‬دليل‭ ‬نجاح‭ ‬ولكنها‭ ‬أيضا‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬التواضع‭ ‬الذى‭ ‬يدفع‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬النجاح‭ ‬والبقاء‭ ‬على‭ ‬القمة‭.‬
‭> > >‬
وكتب‭ ‬يقول‭.. ‬وضعت‭ ‬السكر‭ ‬فى‭ ‬الشاى‭ ‬ونسيت‭ ‬أن‭ ‬أحركه‭ ‬ثم‭ ‬ارتشقت‭ ‬منه‭ ‬قليلاً‭.. ‬فكان‭ ‬طعمه‭ ‬مرًا‭.. ‬ولكن‭ ‬مرارة‭ ‬الشاى‭ ‬لا‭ ‬تعنى‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬السكر‭ ‬فيه‭..!! ‬لأنك‭ ‬بمجرد‭ ‬تحريكك‭ ‬للشاى‭ ‬ستظهر‭ ‬حلاوته‭.. ‬فالسكر‭ ‬موجود‭ .. ‬ولكنه‭ ‬يحتاج‭ ‬من‭ ‬يحركه‭.‬
كذلك‭ ‬الخير‭ ‬والحب‭ ‬هما‭ ‬موجودان‭ ‬فى‭ ‬غالب‭ ‬نفوس‭ ‬الناس‭ ‬لكنهما‭ ‬يحتاجان‭ ‬من‭ ‬يحركهما‭.. ‬حركوا‭ ‬الحب‭ ‬والخير‭ ‬فى‭ ‬نفوسكم‭ ‬وفى‭ ‬نفوس‭ ‬من‭ ‬تحبون‭ ‬ستشعرون‭ ‬بحلاوة‭ ‬طعم‭ ‬حياتكم‭.. ‬وما‭ ‬أنبل‭ ‬قطعة‭ ‬السكر‭ ‬أعطت‭ ‬ما‭ ‬لديها‭ ‬من‭ ‬حلاوة‭ ‬ثم‭ ‬اختفت‭ ‬هكذا‭ ‬هو‭ ‬المعروف‭.. ‬اصنعوا‭ ‬المعروف‭ ‬دون‭ ‬انتظار‭ ‬مكافأة‭.. ‬فيومًا‭ ‬ما‭ ‬سيرد‭ ‬لكم‭ ‬أحدهم‭ ‬الجميل‭..!‬
‭> > >‬
وأخيرًا‭:‬
علمتنى‭ ‬الحياة‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يريدك‭ ‬أرادك‭ ‬بالذى‭ ‬تكون‭ ‬عليه‭ ‬ومن‭ ‬لا‭ ‬يريدك‭ ‬أعابك‭ ‬ولو‭ ‬كنت‭ ‬كاملاً‭.‬
‭> > >‬
وكسر‭ ‬القلوب‭ ‬لا‭ ‬يحدث‭ ‬صوتًا‭ ‬ولكن‭ ‬يحدث‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الألم‭.‬
‭> > >‬
والمتكبر‭ ‬كالواقف‭ ‬على‭ ‬قمة‭ ‬جبل‭ ‬يرى‭ ‬الناس‭ ‬صغارًا‭ ‬ويرونه‭ ‬صغيرًا‭.‬
‭> > >‬
وسرورى‭ ‬دائمًا‭ ‬أن‭ ‬تبقى‭ ‬أنت‭ ‬فى‭ ‬خير‭ ‬ونعمة‭.‬

زر الذهاب إلى الأعلى