مقالات

على‭ ‬عينك‭ ‬يا‭ ‬مواطن

عبد الرازق توفيق

لم‭ ‬تعد‭ ‬المؤامرة‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬خفية،‭ ‬بل‭ ‬واضحة‭ ‬للعيان،‭ ‬حقيقة‭ ‬أمام‭ ‬الجميع،‭ ‬سواء‭ ‬فيما‭ ‬يدور‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬إشعال‭ ‬للحرائق‭ ‬والصراعات‭ ‬حول‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬اتجاه،‭ ‬بل‭ ‬فى‭ ‬البر‭ ‬والبحر،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬محاولات‭ ‬للخنق‭ ‬والحصار‭ ‬والتضييق‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬لذلك‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن‭ ‬المصرى‭ ‬هدف‭ ‬لقوى‭ ‬الشر،‭ ‬ورغم‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬مصر‭ ‬لن‭ ‬تخضع‭ ‬ولن‭ ‬تركع‭ ‬ولن‭ ‬تتنازل‭ ‬أو‭ ‬تفرط‭ ‬فى‭ ‬مبادئها‭ ‬ومواقفها‭ ‬وثوابتها‭ ‬وقدسية‭ ‬أراضيها


على‭ ‬عينك‭ ‬يا‭ ‬مواطن

يبدو‭ ‬أننا‭ ‬أمام‭ ‬مسرحية‭ ‬وتمثيلية‭ ‬تجرى‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬ليس‭ ‬الهدف‭ ‬منها‭ ‬التسلية‭ ‬أو‭ ‬الترفيه‭ ‬أو‭ ‬المتعة‭ ‬ولكن‭ ‬تحقيق‭ ‬وتنفيذ‭ ‬مخططات‭ ‬ومؤامرات‭ ‬وسيناريوهات‭ ‬ومشروعات‭ ‬مشبوهة‭ ‬لذلك‭ ‬نرى‭ ‬ونرصد‭ ‬لعبة‭ ‬توزيع‭ ‬وتقسيم‭ ‬الأدوار،‭ ‬والمؤامرة‭ ‬تجرى‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬مخطط،‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬زعمت‭ ‬أمريكا‭ ‬وإسرائيل‭ ‬أنهما‭ ‬على‭ ‬خلاف،‭ ‬فإذا‭ ‬كانت‭ ‬واشنطن‭ ‬جادة‭ ‬باستعادة‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة‭ ‬ومنع‭ ‬اندلاع‭ ‬حرب‭ ‬شاملة‭ ‬بدأت‭ ‬ملامحها‭ ‬تبدو‭ ‬فى‭ ‬الأفق‭ ‬فلماذا‭ ‬لم‭ ‬تصدر‭ ‬تعليماتها‭ ‬لإسرائيل‭ ‬بحسم‭ ‬بإيقاف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬ووقف‭ ‬التصعيد‭ ‬العسكرى‭ ‬وحرب‭ ‬الإبادة‭ ‬التى‭ ‬تشنها‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬فى‭ ‬غزة‭ ‬والضفة،‭ ‬والدليل‭ ‬أنها‭ ‬صوتت‭ ‬مرات‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬إيقاف‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وزعمت‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الإيقاف‭ ‬يصب‭ ‬فى‭ ‬صالح‭ ‬حماس‭ ‬والمقاومة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬ولماذا‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الدعم‭ ‬المطلق‭ ‬بالمال‭ ‬والسلاح‭ ‬لإسرائيل؟،‭ ‬ولماذا‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المساندة‭ ‬فى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لإجرام‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭.. ‬ولماذا‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬البوارج‭ ‬وحاملات‭ ‬الطائرات‭ ‬والغواصات‭ ‬والمعلومات‭ ‬الاستخباراتية‭ ‬والقاعدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬فى‭ ‬إسرائيل‭ ‬ولماذا‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الحشود‭ ‬الغربية‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬براً‭ ‬وبحراً‭ ‬هل‭ ‬لمجرد‭ ‬التصدى‭ ‬للمقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬التى‭ ‬تمتلك‭ ‬أسلحة‭ ‬أقل‭ ‬ما‭ ‬يقال‭ ‬عنها‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تقارن‭ ‬بترسانة‭ ‬الأسلحة‭ ‬الفتاكة‭ ‬والمتطورة‭ ‬لدى‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال،‭ ‬ولماذا‭ ‬لا‭ ‬تعالج‭ ‬أسباب‭ ‬الصراع،‭ ‬وتوقفه‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬أعراضه‭ ‬ونواتجه‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التصعيد،‭ ‬وما‭ ‬هى‭ ‬حقيقة‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬المشتبكة‭ ‬فى‭ ‬المنطقة،‭ ‬هل‭ ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬توزيع‭ ‬أدوار‭ ‬مع‭ ‬اختلاق‭ ‬توترات‭ ‬تبدو‭ ‬أمام‭ ‬الجميع،‭ ‬لكنها‭ ‬فى‭ ‬الحقيقة‭ ‬تنسيق،‭ ‬وعلاقات‭ ‬قوية،‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬فى‭ ‬تدمير‭ ‬قوى‭ ‬بعينها‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬تقف‭ ‬حجر‭ ‬عثرة‭ ‬أمام‭ ‬المشروعات‭ ‬والمخططات‭ ‬المشبوهة‭ ‬فى‭ ‬محاولة‭ ‬لاستدراجها‭ ‬إلى‭ ‬مستنقع‭ ‬الاستنزاف‭ ‬والإسقاط‭ ‬وتدمير‭ ‬مشروعها‭ ‬الوطنى‭ ‬للبناء‭ ‬والتنمية،‭ ‬وزجها‭ ‬إلى‭ ‬حرب‭ ‬تتسبب‭ ‬فى‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬سنوات‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭.‬
الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬فى‭ ‬المنطقة،‭ ‬وارتباطه‭ ‬بالقوى‭ ‬الكبرى‭ ‬يمثل‭ ‬لغزاً‭ ‬ومعضلة،‭ ‬يسعى‭ ‬الجميع‭ ‬لفهمها‭ ‬واستيعابها،‭ ‬لكن‭ ‬الأمر‭ ‬الحقيقى‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬منتبهة‭ ‬تماماً‭ ‬لما‭ ‬يجرى‭ ‬وأسبابه‭ ‬وأهدافه،‭ ‬وحقيقة‭ ‬العلاقات‭ ‬والصراعات‭ ‬المصطنعة،‭ ‬وما‭ ‬يحاك‭ ‬لها‭ ‬فى‭ ‬جنح‭ ‬الظلام‭ ‬والذى‭ ‬بدت‭ ‬حقيقته‭ ‬ساطعة‭ ‬الآن‭ ‬مثل‭ ‬الشمس‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬أحد‭ ‬إنكارها‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭.‬
هذا‭ ‬الاشتعال،‭ ‬والإشعال‭ ‬المتعمد‭ ‬فى‭ ‬المنطقة،‭ ‬أمر‭ ‬غير‭ ‬مسبوق،‭ ‬لكنه‭ ‬مقصود‭ ‬ومتعمد،‭ ‬فحجم‭ ‬الحرائق‭ ‬المحيطة‭ ‬بمصر‭ ‬فاق‭ ‬التوقعات،‭ ‬ولم‭ ‬يخطر‭ ‬على‭ ‬عقل‭ ‬أحد‭ ‬فكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬حولنا‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬صراع‭ ‬وغليان،‭ ‬واقتتال‭ ‬وله‭ ‬ظلاله‭ ‬وتأثيراته‭ ‬علينا،‭ ‬لذلك‭ ‬فهو‭ ‬أمر‭ ‬ممنهج‭ ‬ومقصود،‭ ‬يتحرك‭ ‬‮«‬بريموت‮»‬‭ ‬قوى‭ ‬الشر،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬حصار‭ ‬وخنق‭ ‬وتضييق‭ ‬اقتصادى‭ ‬مع‭ ‬سبق‭ ‬الإصرار‭ ‬والترصد،‭ ‬وشهد‭ ‬حرب‭ ‬تصنيفات‭ ‬اقتصادية‭ ‬من‭ ‬مؤسسات‭ ‬تبدو‭ ‬أنها‭ ‬محايدة‭ ‬وموضوعية،‭ ‬لكنها‭ ‬مدفوعة‭ ‬ومأمورة‭ ‬لإصدار‭ ‬هذه‭ ‬التقارير‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إحكام‭ ‬الحصار‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬فى‭ ‬ممارسة‭ ‬حقيقية‭ ‬لألعاب‭ ‬الموت‭ ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬إشعال‭ ‬جنوب‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر،‭ ‬وباب‭ ‬المندب،‭ ‬وبالتالى‭ ‬تأثيرات‭ ‬سلبية‭ ‬على‭ ‬قناة‭ ‬السويس،‭ ‬ومحاولات‭ ‬حرمان‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬موارد‭ ‬بالعملات‭ ‬الصعبة‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬الـ‭ ‬‮٩‬‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬سنوياً،‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يجرى‭ ‬ليس‭ ‬أمراً‭ ‬طبيعياً‭ ‬أو‭ ‬عادياً،‭ ‬أو‭ ‬يحمل‭ ‬الصدفة،‭ ‬والأقدار،‭ ‬فما‭ ‬يجرى‭ ‬تم‭ ‬تخليقه‭ ‬وتصنيعه‭ ‬وتدبيره‭ ‬وتخطيطه‭ ‬والهدف‭ ‬مصر‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬مؤامرة‭ ‬مكتملة‭ ‬الأركان‭ ‬لا‭ ‬ينكرها‭ ‬إلا‭ ‬غبى‭ ‬وأعمى‭ ‬وغائب‭ ‬عن‭ ‬الواقع‭ ‬الذى‭ ‬نعيشه،‭ ‬فلم‭ ‬يسأل‭ ‬هؤلاء‭ ‬أنفسهم‭ ‬لماذا‭ ‬تهديد‭ ‬مصر،‭ ‬ولماذا‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الصراعات‭ ‬من‭ ‬حولها،‭ ‬ولماذا‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الاستهداف‭ ‬المروع،‭ ‬براً‭ ‬وبحراً،‭ ‬ولماذا‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الحصار‭ ‬والضغوط‭ ‬الرهيبة‭ ‬التى‭ ‬تمارس‭ ‬علينا،‭ ‬ومحاولات‭ ‬الخنق‭ ‬الاقتصادي‭. ‬ولماذا‭ ‬السودان‭ ‬وليبيا،‭ ‬وسوريا‭ ‬واليمن‭ ‬والصومال،‭ ‬والبحر‭ ‬الأحمر‭ ‬وباب‭ ‬المندب،‭ ‬وغزة،‭ ‬أو‭ ‬الحدود‭ ‬الشمالية‭ ‬الشرقية،‭ ‬ولماذا‭ ‬محاولات‭ ‬التعنت‭ ‬والابتزاز،‭ ‬ولماذا‭ ‬مخططات‭ ‬الإضرار‭ ‬بمصر‭ ‬عن‭ ‬عمد،‭ ‬والسعى‭ ‬لتقييد‭ ‬حركتها‭ ‬وتعطيل‭ ‬تقدمها‭.‬
من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬يعلم‭ ‬ويدرك‭ ‬ويفهم‭ ‬المواطن‭ ‬المصرى‭ ‬حجم‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬والمخططات‭ ‬والمؤامرات‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬مصر،‭ ‬ولماذا‭ ‬هى‭ ‬بالذات‭ ‬خاصة‭ ‬أنها‭ ‬الدولة‭ ‬المتألقة‭ ‬والقوية‭ ‬والقادرة‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬والتى‭ ‬تتمسك‭ ‬بثوابتها‭ ‬الراسخة،‭ ‬ومواقفها‭ ‬الشريفة‭ ‬لذلك‭ ‬يعتبرونها،‭ ‬حجر‭ ‬العثرة‭ ‬الذى‭ ‬يقف‭ ‬أمام‭ ‬المخططات‭ ‬الشيطانية،‭ ‬ويمنع‭ ‬تنفيذها‭ ‬ويتصدى‭ ‬لتقسيم‭ ‬المنطقة‭ ‬والغنائم‭ ‬وإشاعة‭ ‬الفوضى‭ ‬والعنف‭ ‬والإسقاط‭.‬
هنا‭ ‬أسأل‭ ‬المواطن،‭ ‬هل‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬حولك‭ ‬من‭ ‬صراعات‭ ‬وحرائق،‭ ‬ومؤامرات‭ ‬واضطرابات‭ ‬يستهدف‭ ‬مصر‭ ‬تحديداً‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬طبيعى‭ ‬ألا‭ ‬تدرك‭ ‬أن‭ ‬القضية‭ ‬والمعركة‭ ‬وما‭ ‬يجرى‭ ‬هى‭ ‬حرب‭ ‬وجود‭ ‬وبقاء،‭ ‬وأننا‭ ‬أمام‭ ‬مفترق‭ ‬طرق‭ ‬ومصير،‭ ‬فمصر‭ ‬قلبت‭ ‬الطاولة‭ ‬فى‭ ‬وجه‭ ‬الجميع‭ ‬فى‭ ‬‮٠٣‬‭ ‬يونيو‭ ‬‮٣١٠٢‬،‭ ‬ونجحت‭ ‬وعبرت‭ ‬المؤامرة،‭ ‬وأنقذت‭ ‬المنطقة،‭ ‬وانطلقت‭ ‬لتنفيذ‭ ‬أكبر‭ ‬مشروع‭ ‬وطنى‭ ‬فى‭ ‬تاريخها‭ ‬لتحقيق‭ ‬الحلم‭ ‬المصرى‭ ‬الذى‭ ‬تأخر‭ ‬عشرات‭ ‬العقود‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬التقدم‭ ‬والقوة‭ ‬والقدرة،‭ ‬ألم‭ ‬تفكر‭ ‬أيها‭ ‬المواطن،‭ ‬لماذا‭ ‬مصر‭ ‬بالذات،‭ ‬هى‭ ‬الهدف،‭ ‬والجائزة‭ ‬الكبري،‭ ‬ولماذا‭ ‬يحاربونها،‭ ‬ويحاولون‭ ‬إطباق‭ ‬وإحكام‭ ‬الحصار‭ ‬عليها،‭ ‬الأسباب‭ ‬كثيرة،‭ ‬أبرزها‭ ‬الآتي‭:‬
أولاً‭:‬‭ ‬إن‭ ‬مصر‭ ‬رفضت‭ ‬التفريط‭ ‬فى‭ ‬مبادئها‭ ‬وثوابتها‭ ‬الشريفة‭ ‬والراسخة،‭ ‬وتصدت‭ ‬للتصور‭ ‬الشيطانى‭ ‬والمشروع‭ ‬الخبيث‭ ‬بتصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وتهجير‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬قسرياً‭ ‬داخل‭ ‬أو‭ ‬خارج‭ ‬أراضيهم،‭ ‬وتصدت‭ ‬بقوة‭ ‬وحسم‭ ‬لمخطط‭ ‬التوطين‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬أراضيها،‭ ‬أو‭ ‬التنازل‭ ‬عن‭ ‬حبة‭ ‬رمل‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬سيناء،‭ ‬واعتبرت‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬‮«‬أمن‭ ‬قومي‮»‬،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التفريط‭ ‬فى‭ ‬حمايته‭ ‬مهما‭ ‬كلفها‭ ‬الأمر،‭ ‬وأن‭ ‬المساس‭ ‬بالأراضى‭ ‬المصرية‭ ‬‮«‬خط‭ ‬أحمر‮»‬‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاوزه،‭ ‬وأن‭ ‬الاقتراب‭ ‬منه‭ ‬قد‭ ‬يجر‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬الحرب،‭ ‬وأكد‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يحدث‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭.‬
ثانياً‭: ‬رفضت‭ ‬مصر‭ ‬بشرف‭ ‬وشموخ‭ ‬كل‭ ‬الإغراءات‭ ‬التى‭ ‬عرضت‭ ‬عليها‭ ‬وهى‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التفريط‭ ‬فى‭ ‬مبادئها‭ ‬وثوابتها‭ ‬والتنازل‭ ‬عن‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬أراضيها‭ ‬لتحقيق‭ ‬أوهام‭ ‬وأضغاث‭ ‬أحلام‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬فمصر‭ ‬تعتبر‭ ‬أن‭ ‬أرضها‭ ‬مقدسة‭ ‬مثل‭ ‬العرض،‭ ‬والكرامة‭ ‬وهذا‭ ‬الرفض‭ ‬القاطع‭ ‬والحاسم،‭ ‬والشرف‭ ‬العظيم‭ ‬فى‭ ‬توقيت‭ ‬تواجه‭ ‬فيه‭ ‬مصر‭ ‬تداعيات‭ ‬صعبة‭ ‬للأزمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العالمية،‭ ‬لكن‭ ‬مصر‭ ‬الحرة‭ ‬لا‭ ‬تفرط‭ ‬فى‭ ‬أراضيها،‭ ‬ولديها‭ ‬قائد‭ ‬عظيم‭ ‬ابن‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬الطيبة،‭ ‬وطنى‭ ‬شريف‭ ‬ومخلص‭ ‬وقائد‭ ‬استثنائي،‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬قال‭ ‬‮«‬إما‭ ‬سيناء‭ ‬تبقى‭ ‬مصرية،‭ ‬أو‭ ‬نموت‭ ‬على‭ ‬أرضها‮»‬‭ ‬إذن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬تضييق‭ ‬وحصار‭ ‬وخنق‭ ‬وتهديدات‭ ‬وضغوط‭ ‬يفسر‭ ‬لنا‭ ‬ما‭ ‬يحاك‭ ‬لمصر،‭ ‬وما‭ ‬يواجه‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬وتهديدات‭.‬
ثالثاً‭:‬‭ ‬ربما‭ ‬يسألنى‭ ‬أحد،‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬تريد‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬التنازل‭ ‬عن‭ ‬ثوابتها‭ ‬ومبادئها‭ ‬وأرضها،‭ ‬فلماذا‭ ‬لا‭ ‬يواجهونها‭ ‬بشن‭ ‬الحرب؟،‭ ‬أقول‭ ‬له‭ ‬مصر‭ ‬لديها‭ ‬جيش‭ ‬وطنى‭ ‬عظيم‭ ‬وقوى‭ ‬وقادر‭ ‬وعلى‭ ‬أعلى‭ ‬درجات‭ ‬الاستعداد‭ ‬والجاهزية‭ ‬والاحترافية‭ ‬أقوى‭ ‬جيوش‭ ‬المنطقة‭ ‬وأفريقيا‭ ‬وأحد‭ ‬الأقوى‭ ‬فى‭ ‬العالم،‭ ‬لكنه‭ ‬جيش‭ ‬شريف‭ ‬يحمى‭ ‬ويدافع‭ ‬ويصون‭ ‬أمن‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬ولا‭ ‬يعتدى‭ ‬أو‭ ‬يهاجم‭ ‬أحداً،‭ ‬مثال‭ ‬وقدوة‭ ‬للقوة‭ ‬الحكيمة‭ ‬والرشيدة‭ ‬ولا‭ ‬تستطيع‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬أن‭ ‬تحارب‭ ‬دولة‭ ‬قوية‭ ‬وقادرة،‭ ‬لديها‭ ‬جيش‭ ‬وطنى‭ ‬محترف‭ ‬ويمتلك‭ ‬أدوات‭ ‬ومقومات‭ ‬النصر،‭ ‬وشعب‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد،‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬اصطفاف‭ ‬وطنى‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬والتفاف‭ ‬حول‭ ‬قيادته‭ ‬السياسية‭ ‬وجيشه‭ ‬الوطني،‭ ‬فهنا‭ ‬يصبح‭ ‬الأمر‭ ‬بالنسبة‭ ‬لقوى‭ ‬الشر،‭ ‬مغامرة،‭ ‬لذلك‭ ‬لجأت‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬إلى‭ ‬أساليب‭ ‬ومؤامرات‭ ‬ومخططات‭ ‬ومحاولات‭ ‬لجر‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬مستنقع‭ ‬الاستنزاف‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إشعال‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬حولها‭ ‬ومن‭ ‬جميع‭ ‬الاتجاهات‭ ‬بل‭ ‬وإشعال‭ ‬المنطقة‭ ‬وفتح‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجبهات‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬مثل‭ ‬السودان‭ ‬وليبيا،‭ ‬وسوريا‭ ‬ولبنان‭ ‬واليمن،‭ ‬وجنوب‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬وباب‭ ‬المندب،‭ ‬ومحاولات‭ ‬سلب‭ ‬سيادة‭ ‬الصومال‭ ‬على‭ ‬أراضيها‭ ‬وموانيها‭ ‬وبث‭ ‬التوتر‭ ‬والصراع‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬ربوع‭ ‬المنطقة‭ ‬فالأيام‭ ‬الماضية‭ ‬حملت‭ ‬تصعيداً‭ ‬بين‭ ‬باكستان‭ ‬وإيران‭ ‬وتناول‭ ‬الاستهداف‭ ‬والضربات‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ينذر‭ ‬بمخاطر‭ ‬جديدة،‭ ‬لكن‭ ‬فى‭ ‬ظنى‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬انتهى‭ ‬أو‭ ‬سينتهى‭ ‬خلال‭ ‬أيام‭.‬
عندما‭ ‬تقرأ‭ ‬المشهد‭ ‬فى‭ ‬المنطقة،‭ ‬تجد‭ ‬نفسك‭ ‬أمام‭ ‬قوى‭ ‬بعينها‭ ‬تعمد‭ ‬إلى‭ ‬إشعال‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وتأجيج‭ ‬الصراعات،‭ ‬وإيقاظ‭ ‬النزاعات‭ ‬الكامنة،‭ ‬أو‭ ‬افتعال‭ ‬صراعات‭ ‬وأزمات‭ ‬فى‭ ‬البر‭ ‬والبحر،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬له‭ ‬تأثيراته‭ ‬الصعبة‭ ‬على‭ ‬مصر،‭ ‬بما‭ ‬يؤكد‭ ‬أنها‭ ‬الهدف‭ ‬والمراد‭ ‬والمطلوب‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المؤامرة،‭ ‬ليس‭ ‬مصر‭ ‬وحدها‭ ‬ولكن‭ ‬أيضاً‭ ‬شعبها‭ ‬فى‭ ‬قلب‭ ‬الأهداف‭ ‬الشيطانية‭ ‬لذلك‭ ‬تحاول‭ ‬الضغط‭ ‬عليه‭ ‬اقتصادياً‭ ‬من‭ ‬خنق‭ ‬وحصار‭ ‬اقتصادي،‭ ‬وتقارير‭ ‬ممنهجة‭ ‬ومقصودة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تصنيفات‭ ‬فى‭ ‬توقيت‭ ‬اشتعال‭ ‬المنطقة،‭ ‬فقوى‭ ‬الشر‭ ‬المكونة‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬كبرى‭ ‬هى‭ ‬من‭ ‬تهيمن‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬جهات‭ ‬التمويل‭ ‬الدولية،‭ ‬والمنظمات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬لذلك‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تقرأ‭ ‬حجم‭ ‬الضغوط‭ ‬الذى‭ ‬يفرض‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬أيضاً‭ ‬تقف‭ ‬شامخة‭ ‬متسلحة‭ ‬بوعى‭ ‬وفهم‭ ‬وصبر‭ ‬شعبها‭.‬
رابعاً‭: ‬كلما‭ ‬تنامت‭ ‬وتعاظمت‭ ‬قوة‭ ‬وقدرة‭ ‬مصر‭ ‬الشاملة،‭ ‬شكلت‭ ‬خطراً‭ ‬داهماً‭ ‬على‭ ‬مشروعات‭ ‬ومخططات‭ ‬ومؤامرات‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬لمصر‭ ‬أن‭ ‬تقوى‭ ‬وتتقدم‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬دائماً‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬معينة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬‮«‬الغرق‭ ‬والحياة‮»‬‭ ‬مجرد‭ ‬الحياة‭ ‬دون‭ ‬تحقيق‭ ‬آمال‭ ‬وتطلعات‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نفهم‭ ‬السياق‭ ‬التآمرى‭ ‬بشكل‭ ‬جيد،‭ ‬فمصر‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬‮٠١‬‭ ‬سنوات‭ ‬حققت‭ ‬نجاحات‭ ‬وإنجازات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬على‭ ‬درب‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والتقدم‭ ‬يثبت‭ ‬إصلاحاً‭ ‬شاملاً‭ ‬حقق‭ ‬أهدافه‭ ‬وجنى‭ ‬الشعب‭ ‬ثماره،‭ ‬وباتت‭ ‬قاب‭ ‬قوسين‭ ‬أو‭ ‬أدنى‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬أهدافها‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬التقدم‭ ‬وسط‭ ‬تنبؤات‭ ‬وتوقعات‭ ‬بتبوؤ‭ ‬مصر‭ ‬مقعداً‭ ‬بارزاً‭ ‬ومتقدماً‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬وحققت‭ ‬قفزات‭ ‬وطفرات‭ ‬وثابة‭ ‬وباتت‭ ‬تمتلك‭ ‬فرصاً‭ ‬غزيرة‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭ ‬والقطاعات‭ ‬ومقومات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬لجذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬العالمية،‭ ‬وتطور‭ ‬هائل‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الموانئ‭ ‬والطاقة،‭ ‬وتطوير‭ ‬عصرى‭ ‬لقناة‭ ‬السويس‭ ‬وتوفر‭ ‬البيئة‭ ‬المثالية‭ ‬لنجاح‭ ‬الاستثمارات‭ ‬واستطاعت‭ ‬مصر‭ ‬تحقيق‭ ‬إنجازات‭ ‬كبيرة‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الزراعة‭ ‬والصناعة‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭ ‬لذلك‭ ‬أصيبت‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬بالجنون‭ ‬وتحركت‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعطيل‭ ‬هذه‭ ‬النجاحات‭ ‬الكبيرة‭ ‬فمصر‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬أى‭ ‬دولة،‭ ‬والإنسان‭ ‬المصرى‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬الإبداع‭ ‬والتقدم‭ ‬بما‭ ‬لديه‭ ‬من‭ ‬جينات‭ ‬حضارية‭ ‬يستطيع‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬أن‭ ‬يقود‭ ‬العالم‭.‬
السؤال‭ ‬المهم‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬المشهد‭ ‬التآمرى‭ ‬الذى‭ ‬يستهدف‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن‭ ‬المصري،‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬الحل‭ ‬وكيف‭ ‬نواجه‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬والمخططات؟،‭ ‬الإجابة‭ ‬آراها‭ ‬فى‭ ‬الآتي‭:‬
‭> ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الاصطفاف‭ ‬الوطنى‭ ‬والالتفاف‭ ‬حول‭ ‬قيادة‭ ‬وطنية‭ ‬تاريخية‭ ‬واستثنائية‭ ‬قادرة‭ ‬بحكمة‭ ‬وشموخ‭ ‬على‭ ‬عبور‭ ‬كافة‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات،‭ ‬وهذا‭ ‬الاصطفاف‭ ‬نستطيع‭ ‬الحفاظ‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استكمال‭ ‬واستمرار‭ ‬بناء‭ ‬الوعى‭ ‬الحقيقى‭ ‬بالفهم‭ ‬الصحيح‭ ‬لما‭ ‬يحاك‭ ‬ويخطط‭ ‬لمصر،‭ ‬ويدار‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬النيل‭ ‬منها‭.‬
‭> ‬الثقة‭ ‬فى‭ ‬الوطن‭ ‬والقيادة‭ ‬وعدم‭ ‬الالتفات‭ ‬إلى‭ ‬حملات‭ ‬الأكاذيب‭ ‬والشائعات‭ ‬والتشكيك‭ ‬والتشويه‭ ‬وبث‭ ‬الإحباط‭ ‬واليأس‭ ‬فتلك‭ ‬هى‭ ‬حرب‭ ‬أخرى‭ ‬خطيرة‭ ‬تدار‭ ‬ضد‭ ‬العقول‭ ‬وتستهدف‭ ‬تزييف‭ ‬الوعى‭ ‬والوقيعة‭ ‬بين‭ ‬المواطن‭ ‬والوطن،‭ ‬وإحداث‭ ‬شروخات‭ ‬وانقسام‭ ‬فى‭ ‬الداخل،‭ ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نعى‭ ‬جيداً‭ ‬أهداف‭ ‬هذه‭ ‬الحملات‭ ‬الخبيثة‭ ‬والمتعانقة‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يجرى‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬ويستهدف‭ ‬مصر،‭ ‬وعدم‭ ‬الأخذ‭ ‬بما‭ ‬تبثه‭ ‬من‭ ‬أخبار‭ ‬مدسوسة‭ ‬وأكاذيب‭ ‬وشائعات،‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬الأخبار‭ ‬والحقائق‭ ‬من‭ ‬مصادرها‭ ‬الرسمية‭ ‬أو‭ ‬الإعلام‭ ‬المصرى‭ ‬الذى‭ ‬يتحدث‭ ‬من‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬بأعلى‭ ‬درجات‭ ‬المهنية‭ ‬والمصداقية‭.‬
‭> ‬محاولات‭ ‬جادة‭ ‬وحثيثة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العالمية،‭ ‬أو‭ ‬عمليات‭ ‬الخنق‭ ‬والحصار‭ ‬الاقتصادى‭ ‬المقصودة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دعم‭ ‬فكرة‭ ‬الحاجة‭ ‬أم‭ ‬الاختراع‭ ‬والاعتماد‭ ‬على‭ ‬أنفسنا‭ ‬فى‭ ‬تدبير‭ ‬احتياجاتنا‭ ‬بنسبة‭ ‬كبيرة،‭ ‬فالمصانع‭ ‬الكبرى‭ ‬بدأت‭ ‬تتجه‭ ‬إلى‭ ‬الاستعانة‭ ‬بالمصانع‭ ‬الصغرى‭ ‬لتوفير‭ ‬مكونات‭ ‬ومستلزمات‭ ‬الإنتاج‭ ‬بنسبة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬65٪‭ ‬لذلك‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تدعم‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي،‭ ‬ونستطيع‭ ‬توفير‭ ‬مكونات‭ ‬ومستلزمات‭ ‬الصناعة‭ ‬والإنتاج‭ ‬بالاعتماد‭ ‬على‭ ‬المصانع‭ ‬الصغيرة‭ ‬غير‭ ‬المحسوسة،‭ ‬وأيضاً‭ ‬ادماج‭ ‬الاقتصاد‭ ‬غير‭ ‬الرسمي،‭ ‬هكذا‭ ‬فعلت‭ ‬الصين‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬تجربتها‭ ‬فى‭ ‬تعظيم‭ ‬دور‭ ‬الورش‭ ‬المختلفة‭ ‬فى‭ ‬توفير‭ ‬قطع‭ ‬ومكونات‭ ‬تدخل‭ ‬فى‭ ‬عملية‭ ‬التصنيع‭ ‬والإنتاج‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لدينا‭ ‬قاعدة‭ ‬بيانات‭ ‬دقيقة‭ ‬بالمصانع‭ ‬الصغيرة‭ ‬والورش‭ ‬المختلفة‭ ‬الأكثر‭ ‬قدرة‭ ‬ويتم‭ ‬ربطها‭ ‬بالمصانع‭ ‬الكبرى‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬استيراد‭ ‬هذه‭ ‬المكونات‭ ‬والقطع‭ ‬التى‭ ‬تدخل‭ ‬فى‭ ‬صناعات‭ ‬مختلفة‭ ‬وتوفر‭ ‬مليارات‭ ‬الدولارات‭ ‬التى‭ ‬تنفق‭ ‬على‭ ‬الاستيراد‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لدينا‭ ‬رؤية‭ ‬مرتكزة‭ ‬على‭ ‬إرادة،‭ ‬وأيضاً‭ ‬مصر‭ ‬أنجزت‭ ‬مجمعات‭ ‬صناعية‭ ‬متطورة‭ ‬فى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المحافظات‭ ‬خلال‭ ‬الـ‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬تقريباً‭ ‬4500‭ ‬مصنع‭ ‬جديد‭ ‬فى‭ ‬13‭ ‬مجمعاً‭ ‬صناعياً،‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مبادرة‭ ‬‮«‬ابدأ‮»‬‭ ‬التى‭ ‬حققت‭ ‬نجاحاً‭ ‬كبيراً‭ ‬ربط‭ ‬هذه‭ ‬المجمعات‭ ‬بالمصانع‭ ‬وشركات‭ ‬الإنتاج‭ ‬الكبرى‭ ‬بل‭ ‬والاتفاق‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مطلوب،‭ ‬ويمكن‭ ‬تطبيق‭ ‬مبدأ‭ ‬الحاجة‭ ‬أم‭ ‬الاختراع‭ ‬على‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬ونخرج‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬بنتائج‭ ‬عظيمة‭ ‬وتوفير‭ ‬مليارات‭ ‬الدولارات‭ ‬وتحقيق‭ ‬طفرة‭ ‬صناعية‭ ‬كبري‭.‬
تحيا مصر

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى