موقع نور تريندر:توقعات بخفض الاحتياطي الفيدرالي معدلات الفائدة في 2024 وسط تزايد شهية شراء الذهب
أشار تقرير لموقع نور تريندر المتخصص في متابعة أسواق المال وأصول التداول إلى تضافرت عوامل كثيرة لخلق بيئة مواتية لانتعاش الذهب طوال العام 2023، وبدأت تلك العوامل بأزمة القطاع المصرفي الأمريكي في مارس الماضي مرورًا بالتوترات الجيوسياسية بسبب حرب غزة، وتوقعات خفض الاحتياطي الفيدرالي معدلات الفائدة في 2024 وصولًا إلى تزايد شهية البنوك المركزية لشراء الذهب.
أزمة القطاع المصرفي الأمريكي
بدأ العام الماضي بأزمة مفاجئة بالقطاع المصرفي الأمريكي في الولايات المتحدة، دفعت المستثمرين الخائفين من المخاطر إلى التحوط بالملاذات الآمنة وأبرزها الذهب فقد أدت أسعار الفائدة المرتفعة والاقتصاد الهش -آنذاك- إلى حدوث انهيارات كبرى في بنوك سيليكون فالي وسيجنتشر وفرست ريبابليك، فيما بات يعرف باسم أزمة البنوك الأمريكية المحلية لعام 2023.
وعلى خلفية انهيار عدد من البنوك، ارتفع سعر الذهب بشكل حاد ليتجاوز مؤقتًا حاجز 2،000 دولار للأونصة، حيث ارتفعت عقود الذهب الآجلة في نيويورك بأكثر من 40 دولارًا، لتصل لفترة وجيزة إلى منتصف نطاق 2010 دولار لأول مرة منذ مارس 2022.
التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط
ورغم تراجع الأسعار في الربعين الثاني والثالث، إلا أن اشتعال الصراع بين إسرائيل وحماس في الربع الرابع أشعل مجددًا الطلب على الذهب كمخزن للقيمة وارتفعت أسعار الذهب بأكثر من 8% لتلامس أعلى مستوى لها في تسعة أسابيع عند 1985 دولارًا للأوقية منذ 7 أكتوبر، عندما تحول التوتر المستمر منذ عقد بين إسرائيل وفلسطين إلى حرب فعلية، وغالبًا ما يكون للتوترات الجيوسياسية تأثير كبير على أداء الذهب. يُعتبر المعدن الأصفر أصلًا ملاذًا آمنًا، مما يعني أن المستثمرين يميلون إلى اللجوء إليه في أوقات عدم اليقين وعدم الاستقرار والأزمات الجيوسياسية.
تنامي شهية البنوك المركزية لحيازة الذهب
وأضافت مشتريات البنوك المركزية للذهب المزيد من الضغط في الاتجاه الصاعد على أسعار الذهب، حيث وصلت المشتريات إلى حوالي 800 طن في الأشهر التسعة الأولى من عام 2023، حسب بيانات مجلس الذهب العالمي ويعد هذا رقمًا قياسيًا جديدًا على مدار تسعة أشهر، حيث دفعت المخاوف الجيوسياسية البنوك المركزية إلى زيادة تخصيص الأصول الآمنة. كما يرجع الإقبال الكبير للبنوك المركزية على الذهب أيضًا إلى رغبة الدول في تقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي كعملة احتياطية.
علاوة على ذلك، زادت البنوك المركزية مشترياتها من الذهب إلى 337 طنًا خلال الربع الثالث من العام، ويرجع ذلك أساسًا إلى زيادة المشتريات من الصين (+78 طنًا) وبولندا (+57 طنًا) وتركيا (+39 طنًا) والهند (+9 أطنان). وكانت الصين أكبر مشترٍ للذهب هذا العام مع 11 شهرًا متتاليًا من الشراء. حيث قام بنك الشعب الصيني بشراء 181 طنًا هذا العام، ليصل احتياطي الذهب إلى 4٪ من احتياطاته.
معدل مشتريات البنوك المركزية من الذهب
حتى الآن، تزيد مشتريات البنوك المركزية للذهب الصافية بنسبة 14٪ عن عام 2022. وقد ساعد هذا الطلب الشره أسعار الذهب على تحدي عوائد السندات المرتفعة والدولار القوي. ونعتقد أن هذا الاتجاه من المرجح أن يستمر في الربع الرابع وسط التوترات في الشرق الأوسط.
الفيدرالي ينتهي من دورة تشديد السياسة النقدية ورفع أسعار الفائدة
فيما أبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية عند 5.25٪ – 5.5٪ للمرة الثالثة على التوالي في ديسمبر 2023، ليتماشي ذلك مع التوقعات لكنه أشار إلى تخفيضات بقيمة 75 نقطة أساس في عام 2024.
وقال صانعو السياسة إن المؤشرات الأخيرة تدل على أن النمو الاقتصادي تباطأ فيما لا يزال نمو الوظائف معتدلًا رغم قوته، وظل معدل البطالة منخفضًا. انخفض التضخم على مدار العام الماضي لكنه لا يزال مرتفعًا. كما نشر البنك المركزي توقعات جديدة وتوقع مسؤولون في الفيدرالي أن يكون سعر الفائدة أقل بحلول نهاية عام 2024 عما هو عليه الآن – حيث يُظهر متوسط التوقعات أنه سينخفض بمقدار ثلاثة أرباع نقطة مئوية عن النطاق الحالي وهبط الدولار بأكثر من 1% مقابل نصف نظرائه في مجموعة العشرين بعد أن ترك مجلس الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير وارتفع الين بما يصل إلى 142.88 دولارًا مقابل الدولار، في طريقه لأقوى إغلاق له منذ أوائل أغسطس.
المسار المستقبلي للذهب في 2024
شهد الذهب أداءً قويًا في عام 2023، ليفوق التوقعات في ظل بيئة غير مواتية مع ارتفاع أسعار الفائدة، كما يتفوق على الأسهم والسندات، حسبما ورد في تقرير مجلس الذهب العالمي (WGC) الذي يخطط فيه لسيناريوهات محتملة لسوق الذهب في عام 2024.
في تقرير “نظرة على الذهب 2024” الصادر في 7 ديسمبر، صرح المجلس أن الإجماع في السوق يشير إلى “هبوط سلس” في الولايات المتحدة، والذي من شأنه أن يؤثر إيجابًا على الاقتصاد العالمي. وعلى الرغم من أن السابقات التاريخية، تبرز أن بيئات الهبوط السلس لم تكن جذابة للذهب، حيث أدت إلى عوائد متوسطة ثابتة أو سلبية إلى حد ما.