موقف محترم .. وقلب واحد
عبد الرازق توفيق
ما بين الصدق والمحبة والمواقف الشريفة والمحترمة .. والوحدة سر الخلود جاءت رسائل الرئيس السيسى فى كاتدرائية ميلاد المسيح – ترسيخاً لتقليد رئاسى أصيل لتهنئة الإخوة الأقباط بعيد الميلاد المجيد – قوية ومعبرة.. وكاشفة عن أهم وأبرز أسلحة مصر والتى تتمثل فى وحدتها واصطفافها وكونها على قلب رجل واحد.. وأيضاً مواقفها المحترمة حيال ما يحدث فى الأراضى الفلسطينية.. وكذلك رجال مصر المخلصون الذين وقفوا إلى جانب الوطن فى أدق فتراته.. لذلك نحن أمام قيادة استثنائية تصنع دائماً الفارق بإخلاصها ووطنيتها الفريدة ورؤيتها الخلاقة فى بناء قوة وقدرة الوطن.
مصر هى بلد المحبة والتسامح والمواطنة والوحدة الوطنية والعدل والمساواة.. شعبها فى حالة اصطفاف وطنى فريد.. فهى وطن الشرف والمبادئ والقيم والحضارة.. وأرض ومهد الرسالات.. وسر أسرار خلودها يكمن فى نسيجها الوطنى الواحد لا فرق بين مواطن وآخر.. لا تعرف التمييز لأى سبب من الأسباب.. على مدار تاريخها هذا الشعب يبنى معاً ويضحى معاً ويدافع عن الوطن معاً.. بل وتجمعهم مائدة واحدة فى وطن واحد.. لم تعرف التفرقة أو التعصب أو الفتنة وعادت إلى كامل هويتها الوطنية التى ترتكز على التسامح والتعايش والمحبة والترابط بين مسلميها ومسيحييها بعد ان انقشعت وانزاحت غمة الإخوان المجرمين الذين إذا حلوا بوطن أو بلدة أو قرية حاولوا افساد علاقة أهلها.. وإحداث الفرقة والوقيعة والانقسام بينهم.
ولأن مصر حباها بقائد وطنى عظيم ومخلص وشريف ابن هذه الأرض الطيبة سعى برؤية وإرادة سياسية لترسيخ جدار المحبة والتسامح والتعايش والوحدة الوطنية بين شعبها ونجح فى ذلك باقتدار.. وسن سنناً حميدة.. ورسخ تقاليد نبيلة جديدة ليقضى تماماً على كل أسباب الفتن التى جاءت من عقيدة الجماعة الإرهابية الفاسدة التى لا تعرف سوى الخداع والتجارة بالدين والتشدد والتطرف والخيانة والخراب والتدمير والفرقة بين أبناء الأمة الواحدة.
الرئيس عبدالفتاح السيسى مساء أمس الأول كان على موعد مع تجدد اللقاء والزيارة الوطنية لأهلنا وإخوتنا الأقباط والتى باتت تقليداً أصيلاً لم يسبقه إليه أى رئيس جمهورية سابق فهو القائد الاستثنائى فى كل شيء.. ذهب إلى كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة.. عنوان الجمهورية الجديدة ليقدم التهنئة لأهلنا المسيحيين بمناسبة عيد الميلاد المجيد.. وهو ما يعتبره هذا الشعب عيداً للمصريين.. وفى كل عام ومع كل زيارة تنطلق الرسائل الرئاسية الصادقة التى تجسد أسمى معانى الوحدة الوطنية.. وأيضاً الاطمئنان على الحاضر والمستقبل لمصر التى تجمعنا وتحت ظلها وعلى خيرها وأمنها واستقرارها نعيش.. وهو ما أضفى على مصر مزيداً من الوحدة والترابط والتسامح والتعايش والمحبة.. حتى أيقن العالم ان المصريين على قلب رجل واحد.
الحقيقة ان كلمات الرئيس السيسى فى كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية والحفاوة والمشاعر النبيلة الفياضة والتقدير الكبير للرئيس رسم ملامح الصورة المصرية المتكاملة والمترابطة وجسدت قوة وقدرة مصر فى مجابهة التحديات والتهديدات والتى تكمن فى اصطفافهم ووحدتهم ومحبتهم وهى رؤية صادقة لقائد عظيم.
فى كلمات الرئيس السيسى الصادقة التى خرجت من القلب.. أتوقف عند ثلاث رسائل مهمة للغاية.. أكد عليها الرئيس ولعلها هى سر ما تحظى به مصر من قوة فى مواجهة التحديات والأزمات والتهديدات.. وما لدى الدولة المصرية من شرف وثوابت راسخة وتقدير واحترام لدى العالم وهى كالتالي:
أولاً: الرئيس السيسى جدد التأكيد على نقطة فى منتهى الأهمية انه مهما كانت صعوبة وقسوة الأزمات والمشاكل والظروف الصعبة والتحديات التى تواجه مصر والتهديدات التى تحدق بها.. فإن مصر قادرة على عبور هذه الأزمات والتحديات مهما بلغت طالما ان شعبها على قلب رجل واحد.. تجمعهم الوحدة الوطنية والتلاحم والاصطفاف والوعى الحقيقى والإدراك والفهم الصحيح.. والمحبة بين بعضنا البعض.. وألا تسمح لقوى الشر ان تبث الفتن أو تحدث الوقيعة بيننا.. لذلك فإن الأزمات والظروف الصعبة إلى زوال طالما نحن فى حالة اتحاد.. فلن تستطيع أى تحديات أو تهديدات أو مخاطر ان تنال منا.. وحديث الرئيس السيسى فى الكاتدرائية هو امتداد لأحاديث كثيرة حول هذا المعنى الذى اعتبره هو سر البقاء والخلود والنجاحات والإنجازات والأمن والأمان والاستقرار.. وهو ما قاله الرئيس من قبل «أى تهديد خارجى مهما بلغ نحن قادرون بعون الله عليه.. ولدينا القدرة على ذلك.. ولكن المهم ان يكون الشعب على قلب رجل واحد».. وأشار الرئيس بقبضة يده فى تجسيد لقوة الوحدة والتلاحم والوعي.
أكاد أجزم انه لا توجد مناسبة إلا وأكد الرئيس السيسى على هذا المعني.. ودائماً يؤكد أن الشعوب هى من تحمى الأوطان بوحدتها ووعيها وفهمها لما يدور وعدم استجابتها لدعاوى الباطل وتزييف الوعى واحداث الفتن وعدم الالتفات لحملات الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتشويه والتحريض التى تستهدف دفع الشعوب لتدمير أوطانها.. لذلك فإن المصريين منتبهون لهذه الأهداف الخبيثة.. فما حدث فى المنطقة من تدمير وتخريب وإسقاط للأوطان كان بفعل خداع الشعوب وتزييف وعيها وفض اصطفافها ووحدتها وإحداث حالة من الانقسام والوقيعة بين أطياف وفئات المجتمع.. لذلك فإن الوحدة الوطنية والتلاحم والاصطفاف- وأن تكون القيادة والشعب على قلب رجل واحد- هى صمام الأمان للحفاظ على الوطن وعبور كافة التحديات والأزمات والمشاكل والظروف الصعبة.
الحقيقة ان (مصر- السيسي) نجحت فى ترسيخ أسمى معانى الوحدة الوطنية والمواطنة القائمة على مبادئ حقيقية وواقعية.. وإيمان عميق استعادت جوهر وأصل الهوية الوطنية بعد إزالة أسباب الفتن.. فلا فرق بين مسلم ومسيحى على الإطلاق.. هم شركاء هذا الوطن.. يتمتعون بكافة الحقوق والواجبات دون أى تمييز لأى سبب من الأسباب (مصر- السيسي) عالجت أسباب الفتن واستأصلنا مقومات التحريض من الجذور.. لم تعد المشاكل القديمة التى كانت وراءها جماعات التجارة بالدين والتطرف والتشدد والتى اندثرت للأبد بعد عمليات التطهير الناجحة.. فالدين الحقيقى هو الذى يحترم حرية الاعتقاد.. ويحافظ على الوحدة والوطن.. فالآن المسجد بجوار الكنيسة.. وهناك تقنين حقيقى وقانونى لأوضاع الكنائس والمدن الجديدة تشهد بتحقيق العدالة فى بناء دور العبادة وممارسة الشعائر الدينية بحرية وبدون أدنى تمييز.. لأننا جميعا فى وطن واحد شعارنا (الدين لله والوطن للجميع.. والوطن يتسع الجميع).
ثانياً: تجديد التأكيد من الرئيس السيسى على ان وحدة المصريين وكونهم على قلب رجل واحد واصطفافهم هو السبيل لعبور الأزمات والمشاكل والظروف الصعبة وتحقيق النصر على التهديدات والمخاطر والحفاظ على سلامة وأمن واستقرار مصر.. هو بالفعل وبحق رؤية عظيمة لقائد وطنى شريف جل أهدافه ان تكون مصر فى مقدمة الصفوف بجهد ووعى وصبر وتضحيات أبنائها وان أعداء هذا الوطن أدركوا ان قوة مصر تكمن فى وحدة أبنائها وتعانق الهلال مع الصليب.. حاولوا اللعب على إحداث الفتن والوقيعة لكن كل ذلك أصبح من الماضي.. لا مكان ولا وجود ولا مجال لتكراره مرة أخرى بعد ان اجتثت مصر كل أسباب الفتن.. وبات شعبها مسلم ومسيحى على قلب رجل واحد.
ثالثاً: أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن عقيدة مصر الشريفة وثوابتها الراسخة.. ليس فقط فى التعامل مع ما يحدث فى قطاع غزة من تصعيد عسكرى إسرائيلى وحرب إبادة وتدمير لكل شيء وقتل للنساء والأطفال والأبرياء من المدنيين.. ولكن فى كل الملفات والقضايا والأزمات تجد مواقف مصر الشريفة.
الرئيس السيسى قال فى الكاتدرائية: «ان أكثر أزمة نعيشها جميعاً ونتأثر بها هى ما يحدث فى قطاع غزة والضفة الغربية».. ووصف موقف مصر إزاء هذه الأزمة بالمحترم وهو وصف طابق الواقع تماماً.. فمصر جل أهدافها هو وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية للتخفيف عن الأشقاء وأهلنا فى غزة ثم السعى لايجاد حل جذرى للقضية الفلسطينية.. والموقف المصرى الشريف والمحترم يعرفه العالم جيداً.. فالقاهرة منذ اللحظة الأولى لاندلاع العدوان الإسرائيلى على الأراضى الفلسطينية وحرب الإبادة على قطاع غزة.. أطلقت مجموعة من اللاءات القوية والمدوية.. سواء لا لتصفية القضية الفلسطينية.. ولا للتهجير القسرى للفلسطينيين داخل أو خارج أراضيهم.. ولا توطين على حساب الأراضى المصرية فى سيناء أو غيرها واعتبار ذلك مساساً بالأمن القومى المصري.. لا تهاون ولا تفريط فى حمايته.. بل وهو يمثل بالنسبة لمصر «خطاً أحمر» وحال الاقتراب منه يجر مصر إلى خوض الحرب.. وأكد الرئيس ان ذلك لن يحدث.
> مصر بذلت ومازالت جهوداً متواصلة لوقف العدوان على غزة.. ووقف إطلاق النار من أجل أن تكون هناك مسارات للتفاوض.. وأيضاً حفاظاً على أرواح الأشقاء الفلسطينيين وتخفيفاً من معاناتهم.
> العمل على إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية للأشقاء فى قطاع غزة عبر معبر رفح.. وضغطت مصر بشتى السبل والطرق من أجل تحقيق هذا الهدف.. بل ومنعت دخول الأجانب عبر المعبر إلا بعد دخول المساعدات.. ومنعتهم مرة أخرى إلا بعد دخول الجرحى والمصابين.. وفتحت مطار العريش لاستقبال المساعدات الدولية لقطاع غزة.. وكانت ومازالت مصر فى مقدمة الدعم الإنسانى لأهالينا فى غزة حيث جاءت فى الأعلى نسبة بأكثر من 70٪ من اجمالى المساعدات التى دخلت إلى القطاع بالإضافة إلى الجهود السياسية والدبلوماسية التى تبذلها القيادة السياسية على مدار الساعة من أجل إنهاء العدوان ووقف إطلاق النار.
> مصر أكدت مراراً وتكراراً انه لا حل للصراع الإسرائيلي- الفلسطينى وإنهاء الأزمة المتجددة إلا بحل الدولتين وإقامة دول فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود 4 يونيو 1967.. وان هذا المسار لن يتأتى إلا باستئناف المفاوضات ومسار عملية السلام وصولاً لحل نهائي.
> الحقيقة ان (مصر- السيسي) اتخذت موقفاً محترماً وشريفاً إزاء الأزمة فى قطاع غزة والضفة الغربية.. رغم الضغوط التى مورست عليها والإغراءات الكثيرة.. والحصار والتضييق لكن المبادئ عند مصر لا تتجزأ على الإطلاق والشرف والشموخ أغلى ما تملكه الدولة المصرية ولم ولن تركع مصر أمام محاولات الضغوط والابتزاز والحصار أو محاولات فرض أمر واقع أو إملاءات.. ظلت كالجبل الشامخ الذى يرفض التنازل أو التفريط مهما كان الثمن.. لذلك فإن توصيف الرئيس السيسى لموقف مصر إزاء ما يحدث فى الأراضى الفلسطينية بأنه «محترم» هو واقع نفخر به كشعب.. أننا نعيش فى وطن عظيم ومحترم وشريف لا يخاف فى الحق والشرف لومة لائم.. أو مؤامرة متآمر.
الرئيس السيسى أيضاً تحدث عن البابا تواضروس بكل محبة واعتزاز لدوره الوطنى الكبير.. مؤكداً ان المحبة ناجمة عن مواقف لا يقوم بها إلا رجال مخلصون يحبون وطنهم ومؤمنون به وحريصون عليه والرئيس اكد انه هذا ليس كلاماً ولكنه واقع عشته عملياً مع قداسة البابا وأقدره كثيراً وأدعو له بدوام الصحة وأشكره على ما مضى وما هو آت.
والحقيقة ان البابا تواضروس والإخوة الأقباط يستحقون هذه التحية الرئاسية التى تدعونا إلى الفخر.. فقد قالها البابا تواضروس فى لحظات الشدة وإرهاب الإخوان واستهداف وحرق الكنائس.. «وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن».. هذه المواقف الوطنية المخلصة هى التى تفرز الرجال المخلصين لوطنهم.. وتبقى خالدة فى مسيرتهم وفى ذاكرة التاريخ والأمجاد المصرية.
المحبة المصرية من المسلمين والمسيحيين للرئيس السيسى ترتكز على الكثير من الأسباب أبرزها الإخلاص والوطنية والإرادة والبناء والعدل والمساواة والمواطنة وحب الوطن والعمل على رفعته والوحدة الوطنية والاصطفاف.. وامتلاك القوة والقدرة وتحقيق الإنجازات والحفاظ على الأمن والأمان والاستقرار ومجابهة التحديات والتهديدات.. كل ذلك وأكثر كانت أسباب محبة وتقدير واصطفاف المصريين حول قيادتهم السياسية الرئيس عبدالفتاح السيسى القائد الاستثنائى فرصة مصر التاريخية لبلوغ أهدافها وتطلعاتها وتحقيق الحلم المصرى واكمال المشروع الوطنى للتقدم لأنه قائد وطنى شريف.. أخلص لوطنه وشعبه فاستحق الحب والتقدير والاجماع من المصريين.