define('WP_CACHE', true); هل تدين المحكمة الدولية إسرائيل ؟! - نمبر١ نيوز - Number1News
مقالات

هل تدين المحكمة الدولية إسرائيل ؟! 

فهمي عنبة

مـازال الرئيس الأمريكى جو بايدن « حتى أول أمس الثلاثاء » يُصر على أن الوقت غير مناسب لوقف إطلاق النار فى غزة ويؤيد إسرائيل فى استمرار قصفها الوحشى للقطاع الذى أدى لسقوط أكثر من ٢٣ ألف شهيد فلسطينى منذ بداية الحرب المجنونة التى يشنها جيش الاحتلال منذ ٩٦ يوماً !! .

هل فى ظل « المحرقة الغزاوية » التى تشنها حكومة نتنياهو العنصرية .. ومع التأييد الأمريكى السافر ، يمكن أن يكون هناك أى أمل فى وجود عدل ننتظره من النظام الدولى الـذى يحكم قبضته على العالم ويسيطر عليه ويفرض إرادته على الدول ؟! .

تبدأ محكمة العدل الدولية فى لاهاى اليوم عقد أولى جلسات الاستماع فى الدعوى القضائية التى أقامتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل تتهمها بالقيام بجرائم إبادة جماعية فى قطاع غزة .. ورغم وضوح القضية أمام الرأى العام العالمى بالصوت والصورة .. إلا أن الكثيرين يشككون فى قدرة المحكمة على إصدار حكم عادل وعاجل ضد إسرائيل فى ظل هيمنة أمريكا على النظام العالمى .. ويتوقعون أن يستمر نظر القضية عدة سنوات تكون خلالها دماء الأبرياء قد جفت ويكون المعتدى قد أحرق الأخضر واليابس ولم يتبق شيئ من غزة ولا أهلها !! .

.. وبعيداً عن المحكمة التى ستستمع اليوم إلى ممثلى جنوب أفريقيا الدولة التى رفعت الدعوى وأيدتها بتقرير كبير يتكون من أكثر من ٨٠ ورقة « فلوسكاب » يتضمن حيثيات إقامة الدعوى وموضحاً الانتهاكات التى قام بها جيش الاحتلال عبر السنين ومنذ بدء العدوان الأخير على القطاع الذى يشهد حتى الآن انتهاكات ومذابح تخالف بنود اتفاقية الإبادة الجماعية الصادرة عام ١٩٤٨.. ومع أن إسرائيل لا تحضر مثل هذه المحاكمات إلا أنها مضطرة هذه المرة بصفتها موقعة على اتفاقية الإبادة .. وسيتم غداً الاستماع إلى ممثليها حيث قامت بتوكيل أحد أكبر المحامين البريطانيين وقام نتنياهو باختيار رئيس المحكمة العليا الإسرائيلية السابق ليرأس وفد إسرائيل !! . 

الــدعــوى فـى حـد ذاتـهـا تعتبر انـتـصـاراً للقضية الفلسطينية وشجاعة من جنوب أفريقيا تلك الدولة التى كانت بمثابة أحد أكبر حلفاء إسرائيل قبل إلغاء نظام الفصل العنصرى فيها عام ١٩٩١ بعد الإفراج عن زعيمها نيلسون مانديلا ثم انتخابه رئيساً للبلاد عام ١٩٩٤. 

انضمت عدة دول لجنوب أفريقيا فى مقاضاة إسرائيل منها بنجلاديش وبوليفيا ومن الدول العربية لم تتقدم  ” حتى أول أمس ” سوى جيبوتى وجزر القمر.. ولا ندرى أين باقى الدول العربية والاسلامية والمحبة للسلام من الدول الشقيقة و الصديقة .. وأين جامعة الدول العربية لابد ان يكون لها دور ؟! .

 يحتاج أهـل غـزة وفلسطين إلـى مشاركة الشعوب والمجتمع المدنى فى كل دولـة خاصة بعد أن أعلنت المحكمة الدولية أنـه يمكن لأى شخص فى العالم أن يقدم معلومات وصورا وفيديوهات توضح المذابح الإسرائيلية أو ما يثبت قيامها بالإبادة الجماعية لأهل غزة .. وذلك عبر موقعها على الإنترنت ولا يلزم أن يكون المرسل من الضحايا أو أسرهم .. لذلك كل من يمتلك أى مستندات يرسلها والرابط موجود على الإنترنت .. وعلى جميع المواطنين العرب المشاركة لأن إسرائيل تريد دحض الدعوى وبدأت بالفعل حملاتها الإعلانية الكاذبة والمؤيدة من الغرب ومنها ما تبثه عن اكتشافها لمصانع أسلحة ومواقع لاطلاق الصواريخ داخل أنفاق غزة لتبرر قصفها العشوائي !! .

ستكون المحاكمة الدولية التى تتم لأول مرة لإسرائيل بداية لكشفها أكثر أمام شعوب العالم بعد أن أظهر لهم العدوان الوحشى على غزة الوجه الحقيقى لهذا الكيان العنصرى الذى فاق فى مذابحه وغاراته وحرائقه ما كان يقوم به أعتى الجبابرة عبر التاريخ أمثال هولاكو ونيرون وهتلر .. لدرجة أن وزير خارجية بريطانيا قد صرح مؤخراً بأنه قلق من أن تكون إسرائيل قد ارتكبت فى عدوانها على غزة جرائم حرب .. ومع انه تصريح هزيل إلا انه تغيير فى موقف بلادة التى تؤيد إسرائيل بالباطل دائماً كما لا ننسى إنها الدولة التى أقامت هذا الكيان بوعد من بلفور وزير خارجيتها .. مما يعنى ان هناك تحولاً من داعميها باستثناء الولايات المتحدة وقد يكون ذلك لان بايدن يعانى مشاكل داخلية فى عام الانتخابات الرئاسية ويريد ضمان أصوات اللوبى اليهودى خاصة اذا كان من سينافسه هو دونالد ترامب المقرب إليهم !! .

إذا كان وزير خارجية أمريكا أنتونى بلينكن أثناء وجوده فى إسرائيل أول أمس قد بشر نتنياهو بأن هناك فرصة كبيرة لإسرائيل بعد الحرب فى الاندماج فى الشرق الأوسط مما يعنى تفعيل ” اتفاقيات إبراهيم ” مع دول المنطقة وزيادتها .. فلابد أن يكون هناك رد حاسم من الدول والشعوب العربية والإسلامية وأن يكون لها دور فى تأييد دعوى جنوب أفريقيا أمام المحكمة الدولية .. وتنظيم حملات لجمع الوثائق والشهود والأفلام التى تثبت قيام جيش الاحتلال بالإبادة الجماعية وارتكاب جرائم حرب .. وضـرورة الاصـرار على ملاحقة الجناة فهذا أقل ما يجب تقديمه لدماء أكثر من ٧٠ ألف شهيد ومصاب سقطوا ضحايا المذابح الإسرائيلية خلال ٣ شهور .. ومازال العدوان مستمراً !! .

لا نعول كثيراً على المحكمة الدولية فى ظل نظام عالمى لا يعرف العدالة ولا الانسانية خاصة وانه حتى لو أصدرت المحكمة قرارها بادانة إسرائيل بعد اشهر او سنوات فلا توجد  قوة لتنفيذه رغم انه سيكون نهائياً وملزماً !! . 

فى ظل الوضع العربى الراهن الذى لا يخفى على أحد ليس أمامنا كشعوب وجمعيات أهلية سـوى الدعاء لأهل غزة و أن نفعل ما فى أيدينا من جمع المعلومات وتقديمها للمحكمة الدولية على أمل فضح الأكاذيب الإسرائيلية أمام الشعوب المحبة للسلام والتى بدأت تتعاطف مع الفلسطينيين .. وعلينا تكثيف عرض القضية بكل الوسائل الدبلوماسية والاعلامية حتى تضغط الشعوب على حكوماتها لتأييد قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس التى  لن تقوم إلا باستمرار مقاومة الشعب الفلسطينى واتفاق كل الفصائل ووحدتها وإنهاء الخلافات !! .
******
سيد شحم .. أخلاق وإخلاص

•• كلما كبرنا وتخطينا الكهولة .. ودخلنا مرحلة الشيخوخة وتقدمت بنا الحياة .. تتساقط الأيام من بين أيدينا سريعاً.. وكما نفقد لحظات من عمرنا.. يرحل عنا أحباب وأهل وأصدقاء تاركين فى قلوبنا الحزن والأسـى وألـم الفراق .. ولا يبقى لنا سوى الذكريات لنعيش عليها.. فى انتظار الساعة التى سنلقى فيها نفس  المصير !! .

فقدنا الأسبوع الماضى الكاتب الصحفى الأستاذ سيد شحم نائب رئيس تحرير الجمهورية والـذى تعتبر وفاته خسارة للصحافة العربية حيث عمل فى العديد من الصحف والمجلات بمصر ودولـة الإمـــارات .. وكان مثالا لكل العاملين فى بلاط صاحبة الجلالة بعطائه وإخلاصه لمهنته وبحبه للوطن ولأمته العربية . 

تميز الأستاذ سيد شحم بالخلق الرفيع ولم نسمع يوماً أن هناك أحداً اختلف معه أو غضب منه .. بل إنه كان يقدم خدماته للجميع ويقدم نصائحه لشباب الصحفيين ويعطيهم خبرته وكثيراً ما تعلمنا منه .

 كان الأستاذ سيد « رحمه الله » أديباً ويكتب موضوعاته الصحفية ومقالاته وكأنه روائي .. لذلك تخرج كلماته مؤثرة وتشعر وأنت تقرأها أنك أمام قصيدة شعر أو قصة تستمتع بها.. كما كان صديقاً لكبار المفكرين والأدبـاء والمثقفين .. ويبدو أن عمله فى جريدة الفجر بأبوظبى مع الكاتب الراحل محمود السعدنى قد أثر فى مسيرته الأدبية والصحفية خاصة وأن البسمة لم تكن تفارقه وهو يتحدث وكانت بشاشته تجعل من أمامه يشعر بالراحة والطيبة .. وكان صديقاً أيضا للشاعر عبدالرحمن الأبنودى وأذكر أنه عندما حضر الأبنودى لإحياء أمسية شعرية فى المجمع الثقافى بأبوظبى خلال الثمانينيات من القرن الماضى أخذنى الأستاذ سيد من يدى وعرفنى به وقضينا وقتاً رائعا مع بعض الأصدقاء عندما انتهت الأمسية . 

لا ننسى أبــداً أن الأسـتـاذ سيد ابن محافظة الدقهلية كــان كريماً وبيته فى أبوظبى كـان لا يخلو من المصريين المغتربين .. وتستقبلهم بكل ترحاب وتعد لهم الطعام زوجته الكاتبة الصحفية الأستاذة نجوى فؤاد نائب رئيس تحرير.. ولا يخلو منزلهم يوماً من العزائم . 

من النادر أن نجد من يتميز بالأخلاق والمهنية فى أى مجال .. ولكن الأستاذ سيد شحم كان من هؤلاء النادرين ..
نسأل الله له الرحمة والمغفرة و للأستاذة نجوى وأولاده محمد وأحمد وإيمان و لشقيقه الاستاذ محمد و للأسرة الصبر والسلوان .

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى