مقالات

ضمير العالم.. هل مات؟

جلاء جاب الله

والحرب على غزة فى شهرها الرابع يتساءل الكثيرون فى دول العالم: هل مات ضمير العالم؟ أم أن إسرائيل وعدوانها المستمر فوق القانون الدولى وفوق القانون الإنساني؟ ولماذا؟
قتل المدنيين وإبادة مدن.. وإبادة شعب أعزل.. وقتل الأطفال والنساء فى نظر الصهيونية ليست جريمة بل هى حق لهم.. وما دونهم فهم عبيد لهم أو يموتون!!
تلك هى عقيدتهم فى التلمود المحرف والذى لا يعترفون بتحريفه.. ولكن إذا كانت تلك هى عقيدتهم فهل مات الضمير العالمي؟ أم أن الصهيونية العالمية باتت تحكم الأغلبية العظمى من صانعى القرار العالمى أو التأثير الدولي؟
فى 8 أبريل 1970 قذفت الطائرات الصهيونية مدرسة بحر البقر.. وهى قرية صغيرة فى محافظة الشرقية وقال بيان صهيونى انهم قصفوا قاعدة عسكرية مصرية.. وهى نفس الحجج الباطلة فى قذف المدارس والمستشفيات فى غزة الآن وهو نفس ما فعلوه فى بيروت وقتل العارورى ومن معه؟!
بعد مذبحة بحر البقر التى سقط فيها أكثر من 50 شهيداً ومثلهم جرحى كتب الراحل صلاح جاهين الشاعر وفنان الكاريكاتير المميز أغنية عن أطفال بحر البقر أراها ضرورية الآن ما مع يحدث فى مدارس ومستشفيات غزة.. وقد غنت الفنانة شادية هذه الأغنية فى حفل لعيد ثورة 23 يوليو عام 1970 وحضره الرئيس الراحل جمال عبدالناصر قبل وفاته بحوالى شهرين فقط!!
تقول بعض كلمات الأغنية:
إيه رأيك فى البقع الحمرا
يا ضمير العالم يا عزيزي
دى لطفلة مصرية وسمرا
كانت من أشطر تلاميذي
دمها راسم زهرة
راسم راية ثورة
راسم وجه مؤامرة
راسم خلق جبارة
راسم نار
راسم عار 
ع الصهيونية والاستعمار
وهذا النداء لضمير العالم يتكرر دوماً ولا مجيب لأن دماءنا وللأسف لا تساوى عند الصهيونية شيئاً وها هو الشاعر الواعى شاكر محمود فى قصيدته «ضمير العالم» تبكى قصيدته دما عندما غزت أمريكا العراق وتقول بعض كلماتها:
وتشل أحداقى إذا نظرت
بمواجعى فى الصمت والكلم
سيان عمرى بالقيود وغدا
وضمير هذا العالم الهرم
يمشى على أشلاء عافيتي
ويدوسنى بالعمد بالقدم
ويقول هذا صحو عولمه
تحيا الشعوب بها على رغم
لا تجرؤ البلدان تسألنا
نحن السؤال جوابه بدم
ويستكمل الشاعر الفلسطينى زياد مشهور نفس السؤال عن ضمير العالم وهو يشاهد جرائم الصهاينة فى غزة ومقتل أطفال غزة فيقول فى بعض كلمات قصيدته:
وأطفالنا إن قاوموا بحجارة
فأين الضميرالعالمى وصوت الحضارة
إلى سقف بيت بالصفيح مسلح
أيا طفلنا تصدى مصانع نار
لارهاب أطفال اليهود بقصف
وقتل وترويع بلا أسف
فأين الضمير العالمى وصوت الحضارة
فأطفالنا قد قاوموا بحجارة!!
هذا هو حالنا مع الصهيونية العالمية والصهاينة ولابد أن يعى شبابنا أنهم هم العدو.. وعلينا أن نعى جيداً ما يريدونه بنا.. وعلينا أن نقف وراء قيادتنا الرشيدة ونحيى مواقف مصر فى هذه الأزمة خاصة وموقفها المبدئى ضد التهجير وانهاء القضية الفلسطينية.. وموقفها بعد استهداف العارورى فى بيرت وموقفها بعد استهداف الكيان الصهيونى لممر فيلادلفيا وهى مواقف مبدئية مصرية وطنية قومية..!!
ويبقى السؤال: وماذا بعد؟ وهل مات الضمير العالمى أم أنه فى غيبوبة وسيعود يوماً ما؟ وما هو هذا اليوم؟ لقد تحدث العالم هذا الأسبوع عن مأساة  الإعلامى الفلسطينى وائل الدحدوح بعد وفاة ابنه الأكبر حمزة هدم منزله ووفاة زوجته وابنه وابنته وبات السؤال: هل عاش العالم هذه الحالة بلا ضمير حى أم أنه تجاهل الحدث واهتم به على قدر انه حادث مأساوي؟ وأين اتحاد الصحفيين العالمي؟ وماذا فعل الإعلام العالمى والصحافة العالمية مع تكرار مآسى الصحفيين فى غزة؟
الضمير العالمى فى صمت ويبدو أنه غير قادر على مواجهة الصهيونية أو لعل الصهيونية العالمية قد امتلكت الضمائر العالمية أو امتلكت المشاعر الإنسانية وأصبحت حناجر المعارضين للحرب على غزة وإبادة أهلها خاصة المدنيين مجرد أصوات تضيع فى الهواء ومجرد سراب.. وبرغم هذا الألم فإننى على ثقة ويقين أن الضمير العالمى سيعود يوماً..!!
القضاء العرفى وشيوخ العرب
الزميل والصديق مختار معتمد نموذج لشباب الصحفيين المتميزين وقد نجح فى عمل خلطة مهنية مميزة بين كونه شاعراً وأديباً وصحفياً متميزاً فى قسم الحوادث والقضايا.. بالإضافة إلى خبراته الإنسانية كواحد من عائلات الصعيد الكبيرة فاصدر كتاباً متميزاً فى قضية أكاد أجزم انه لم يهتم بها أحد برغم أهميتها.
أصدر معتمد كتاباً يحمل عنوان «القضاء العرفى وشيوخ العرب ما لهم وما عليهم».. وفى مقدمته المميزة أشار إلى ان البعض ينظر للقضاء العرفى نظرة سلبية باعتباره افتئاتاً على منظومة القانون الرسمى ومعطلة له بينما ينظر البعض الآخر له ولشيوخ العرب العاملين عليه نظرة إجلال وتقدير باعتبار هذه المنظومة توفر العدالة الناجزة فى الكثير من الأحيان ولولاها ما عرفت مناطق كثيرة طريقاً للسلام العام.
الكتاب بما يضم من معلومات متميزة لا يدافع ولا يهاجم ولا يدعو للتوسع فى مظاهر القضاء العرفى أو الحد منه بل يرصد الظاهرة لا عن طريق التنظير أو استقراء مواد أرشيفية بل من خلال تجارب عاشها الكاتب بنفسه سواء عن طريق تجارب شخصية فى قريته «بنى محمديات» بصعيد مصر أو من خلال عمله فى تغطية الحوادث لجريدته الجمهورية أو تواصله الإقليمى فى عدد من الدول العربية عبر ثلاثة عقود من الزمان أو يزيد.
شمل الكتاب رؤية مميزة شاملة تضم بين دفتيها رؤية شرعية ورؤية اجتماعية وأخرى قضائية وإنسانية.. إنه كتاب رائع يستحق القراءة بل والاشادة بتميزه ويعبر عن كاتب رائع ومميز وأديب حقيقي.
همس الروح
>> الحب هو كلمة السر فى حياة السعادة أو سعادة الحياة.
>> الحياة تعلمنا الحب.. والمواقف تعلمنا من يحبنا.
>> عندما تنشر السعادة من حولك.. وتسعد باسعاد الآخرين.. فاعلم أن الحب يملأ قلبك.
>> لا تحزن عندما تمنح المحتاج القليل فإن حرمانه منه أشد وأصعب.
>> كلمة طيبة فى غياب أحدهم.. تعنى أنك إنسان.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى