يا عازف الناي

د. احمدالروضان
يا عازف الناي عذرا جئت أسألكم فاسمع سؤالي عسى تصغي قوافينا
قل لي بربك..من أي الديار أتت؟
جاءت بكل السنا والنور يسبقها تضوي دروب الهوى في كل وادينا
حوراء كالشمس فالعينين ساحرة تهدي القوافي ومنها الطول يصبينا
أوصافها لو رآها البدر يعشقها صرنا سكارى وكم طالت ليالينا
طلت بكل الحسن لا ترعى مشاعرنا فالثغر نور ضياء صار يشجينا
حتى الحروف التي في إسمها نقشت نورا تسامت وقد صارت دواوينا
يا عازف الناي قل لي هل مررت بهم؟ هل حملوك سلاما كي تحيينا؟
هل زرت موطنهم؟ يا ليت تخبرني كيف الديار؟وهل فيها رياحينا؟
كنا ندير المدى والصمت يكتبنا
لما عرفنا الهوى دار المدى فينا
دار المدى حيرة والشوق يأخذنا
صرنا حيارى ولا ندري مراسينا
يا عازف الناي لا تحتار في لغتي
شوقي تمادى ومنها الصد يلغينا
مازال فينا الهوى مازلت أذكرها
في النبض ساكنة لا غير يعنينا
مازلت أعزف لحن الحب في لغتي مازلت أحيا على ذكرى تلاقينا
مازلت أعشقها في القلب أنقشها لما تمادى النوى لا بحر يرسينا
غابت عن العين لحن الناي يخبرنا كيف التقينا وكيف البعد يبكينا
صار التجافي بديلا مثل غربتنا
هل أخبروك خفايا من خوافينا؟
واليوم جئتك كي تختار لي نغمي..نغم التجافي فهذا الهجر يضنينا
يا عازف الناي لو ترجع ديارهم
خذ من دموعي كؤوسا كي تواسينا
أرجوك تسمعهم عزفا بمنزلهم “الطيف كم زارنا لا لن يسلينا”
إني على عهدهم لم أنس موعدهم والله كم تشتهي المرسى مآقينا
العراق