مقالات

الاستثمار‭ ‬فى‭ ‬الحكمة


عبد الرازق توفيق

نجاحات‭ ‬ربما‭ ‬لا‭ ‬نحصرها‭.. ‬أو‭ ‬نرصدها‭ ‬جيداً‭.. ‬لكننا‭ ‬نحصد‭ ‬ثمارها‭.. ‬فقد‭ ‬صنعت‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الرئاسية‭ ‬فارقاً‭ ‬كبيراً‭ ‬فى‭ ‬مسيرة‭ ‬علاقات‭ ‬مصر‭ ‬السياسية‭ ‬الخارجية‭.. ‬وحققت‭ ‬إنجازات‭ ‬عظيمة‭ ‬فى‭ ‬احترام‭ ‬وتقدير‭ ‬إقليمى‭ ‬ودولى‭ ‬لمصر‭ ‬وثقل‭ ‬ودور‭ ‬ومكانة‭ ‬وأهمية‭ ‬إستراتيجية‭ ‬عظيمة‭ ‬وتوافد‭ ‬وإقبال‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الاتجاهات‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التعاون‭ ‬والشراكة‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬معها‭ ‬والتنسيق‭ ‬والتشاور‭ ‬والتعرف‭ ‬على‭ ‬رؤيتها‭ ‬والإنصات‭ ‬لما‭ ‬تطرحه‭ ‬وتقوله‭ ‬من‭ ‬حلول‭.. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الاستثمار‭ ‬المصرى‭ ‬العبقرى‭ ‬الذى‭ ‬يرتكز‭ ‬على‭ ‬الصدق‭ ‬والشرف‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬قواعد‭ ‬الانطلاق‭ ‬المهمة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬والتطلعات‭ ‬وترسيخ‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والاستثمار‭.. ‬زيارتان‭ ‬فى‭ ‬24‭ ‬ساعة‭ ‬قام‭ ‬بهما‭ ‬الرئيسان‭ ‬التركى‭ ‬أردوغان‭ ‬والبرازيلى‭ ‬دا‭ ‬سيلفا‭ ‬تكشفان‭ ‬وتجسدان‭ ‬عمق‭ ‬أهمية‭ ‬ومحورية‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬وما‭ ‬لديها‭ ‬من‭ ‬رؤى‭ ‬وفرص‭ ‬ومكانة‭ ‬ودور‭ ‬وثقل‭ ‬إقليمى‭ ‬ودولى‭ ‬فـ«مصر‭- ‬السيسى‮»‬‭ ‬حجر‭ ‬الزاوية‭ ‬فى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وبوابة‭ ‬الخير‭ ‬والنماء‭ ‬والسلام‭ ‬فى‭ ‬العالم‭.. ‬مبادئها‭ ‬الشرف‭ ‬والاحترام‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬فى‭ ‬شئون‭ ‬الدول‭ ‬والتعاون‭ ‬وتبادل‭ ‬المصالح‭.‬


الاستثمار‭ ‬فى‭ ‬الحكمة

نجحت‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬إنجاز‭ ‬مهم‭ ‬جدير‭ ‬بالاحترام‭ ‬والتقدير‭ ‬والإشادة‭.. ‬ترصد‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬فى‭ ‬تحرك‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬وبناء‭ ‬علاقات‭ ‬وشراكات‭ ‬إستراتيجية‭ ‬معها‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭ ‬خاصة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التى‭ ‬تشمل‭ ‬زيادة‭ ‬معدلات‭ ‬التبادل‭ ‬التجارى‭ ‬والتعاون‭ ‬فى‭ ‬تبادل‭ ‬الاستثمارات‭ ‬والصناعة‭ ‬والزراعة‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يوحد‭ ‬ويربط‭ ‬الشعوب‭ ‬من‭ ‬ثقافة‭ ‬وفنون‭ ‬وتعليم‭.. ‬الحقيقة‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬بعداً‭ ‬آخر‭ ‬لقوة‭ ‬العلاقات‭ ‬المصرية‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولى‭ ‬فى‭ ‬مسارات‭ ‬وتوجهات‭ ‬واتجاهات‭ ‬مختلفة‭ ‬بما‭ ‬يؤكد‭ ‬ان‭ ‬مصر‭ ‬دولة‭ ‬منفتحة‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬تحرص‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬وتبادل‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة‭.‬
الاحترام‭ ‬والتقدير‭ ‬الدولى‭ ‬لمصر‭ ‬ودورها‭ ‬وثقلها‭ ‬ومكانتها‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الإقليمي‭.. ‬لم‭ ‬يأت‭ ‬من‭ ‬فراغ‭ ‬بل‭ ‬نتاج‭ ‬رؤية‭ ‬وفلسفة‭ ‬وأهداف‭ ‬واضحة‭ ‬ومحددة‭ ‬وإرادة‭ ‬سياسية‭ ‬قوية‭ ‬تتمسك‭ ‬بقيم‭ ‬أخلاقية‭ ‬رفيعة‭ ‬المستوى‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬السياسة‭.. ‬لذلك‭ ‬أرى‭ ‬ان‭ ‬أهم‭ ‬أسباب‭ ‬نجاح‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬علاقاتها‭ ‬السياسية‭ ‬الدولية‭ ‬والخارجية‭ ‬هو‭ ‬الاستثمار‭ ‬فى‭ ‬الحكمة‭ ‬والتوازن‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬فى‭ ‬الشئون‭ ‬الداخلية‭ ‬للدول‭ ‬وعدم‭ ‬الاستجابة‭ ‬لمحاولات‭ ‬الاستقطاب‭ ‬وإعلاء‭ ‬قيم‭ ‬التعاون‭ ‬والمصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬والدعوة‭ ‬الدائمة‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬الحوار‭ ‬وإعلاء‭ ‬لغة‭ ‬العقل‭.. ‬والحلول‭ ‬السلمية‭ ‬والتسويات‭ ‬السياسية‭ ‬للمشاكل‭ ‬والأزمات‭ ‬وعدم‭ ‬الاندفاع‭ ‬والتهور‭ ‬أو‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭.. ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬جعل‭ (‬مصر‭- ‬السيسي‭) ‬محل‭ ‬احترام‭ ‬وتقدير‭ ‬كافة‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.. ‬وأيضاً‭ ‬حولها‭ ‬إلى‭ ‬قبلة‭ ‬تتوافد‭ ‬عليها‭ ‬دول‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬المشترك‭ ‬وإبرام‭ ‬شراكات‭ ‬وتعاون‭ ‬إستراتيجي‭.. ‬كذلك‭ ‬الانصات‭ ‬والاستماع‭ ‬إلى‭ ‬رؤيتها‭ ‬وحلولها‭ ‬وأيضاً‭ ‬التنسيق‭ ‬والتشاور‭ ‬وتبادل‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬فى‭ ‬الملفات‭ ‬والأزمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬ذات‭ ‬الاهتمام‭ ‬المشترك‭.‬
ليس‭ ‬سهلاً‭ ‬ان‭ ‬تحقق‭ ‬هذا‭ ‬الزخم‭ ‬من‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬وترتبط‭ ‬بعلاقات‭ ‬طيبة‭ ‬ومتوازنة‭ ‬مع‭ ‬الجميع‭.. ‬فذلك‭ ‬يستوجب‭ ‬رؤية‭ ‬واضحة‭ ‬وشاملة‭ ‬وحكمة‭ ‬وثباتاً‭ ‬على‭ ‬المواقف‭ ‬والمبادئ‭.. ‬أيضاً‭ ‬علاقات‭ ‬الدول‭ ‬القوية‭ ‬ليست‭ ‬رفاهية‭ ‬أو‭ ‬مجرد‭ ‬إجراءات‭ ‬وبروتوكولات‭.. ‬فهى‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬وما‭ ‬يحقق‭ ‬صالح‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب‭.. ‬وبطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬فإن‭ ‬مصر‭ ‬دولة‭ ‬قوية‭.. ‬ولديها‭ ‬الكثير‭ ‬لتقدمه‭ ‬للآخرين‭ ‬من‭ ‬تعاون‭ ‬وشراكة‭ ‬وأن‭ ‬رؤية‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬خلال‭ ‬الـ10‭ ‬سنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬منحتها‭ ‬فرصاً‭ ‬غزيرة‭ ‬للعمل‭ ‬والاستثمار‭ ‬وتبادل‭ ‬المصالح‭ ‬والمنافع‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭.. ‬كما‭ ‬ان‭ ‬العالم‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬نظرة‭ ‬أكثر‭ ‬عمقاً‭ ‬وتقديراً‭ ‬بما‭ ‬لديها‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬وقدرة‭ ‬ومكانة‭ ‬وثقل‭ ‬فى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وبوابة‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬للعالم‭ ‬وللأسواق‭ ‬المختلفة‭ ‬سواء‭ ‬العربية‭ ‬والأفريقية‭ ‬أو‭ ‬الشرق‭ ‬أوسطية‭ ‬فهى‭ ‬دولة‭ ‬كبيرة‭ ‬وعظيمة‭ ‬احتاجت‭ ‬وبشدة‭ ‬لقائد‭ ‬عظيم‭ ‬يستطيع‭ ‬تحقيق‭ ‬قفزات‭ ‬وطفرات‭ ‬ويخلق‭ ‬واقعاً‭ ‬مغايراً‭ ‬يدعم‭ ‬الدور‭ ‬والثقل‭ ‬والمكانة‭.. ‬من‭ ‬هنا‭ ‬باتت‭ ‬مصر‭ ‬قبلة‭ ‬العالم‭ ‬وركيزة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والسلام‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬ومفتاح‭ ‬الحل‭ ‬والداعم‭ ‬الأكبر‭ ‬لإنهاء‭ ‬الأزمات‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬بحلول‭ ‬من‭ ‬دولها‭ ‬وأيضاً‭ ‬الراعى‭ ‬الأبرز‭ ‬لإصلاح‭ ‬المنظومة‭ ‬الأممية‭ ‬والدولية‭ ‬لترسيخ‭ ‬العدل‭ ‬والمساواة‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬وتطبيق‭ ‬المعايير‭ ‬الموحدة‭ ‬على‭ ‬الجميع‭.. ‬فلا‭ ‬يعقل‭ ‬ان‭ ‬تدور‭ ‬رحى‭ ‬الحروب‭ ‬والصراعات‭ ‬فى‭ ‬مناطق‭ ‬شتى‭ ‬فى‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬والمنظومة‭ ‬الأممية‭ ‬والدولية‭ ‬عاجزة‭ ‬عن‭ ‬موقف‭ ‬هذه‭ ‬الحروب‭.. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬عبر‭ ‬عنه‭ ‬المؤتمر‭ ‬الصحفى‭ ‬المشترك‭ ‬الذى‭ ‬عقد‭ ‬أمس‭ ‬بين‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬والرئيس‭ ‬البرازيلى‭ ‬لولا‭ ‬دا‭ ‬سيلفا‭.‬
مكاسب‭ ‬ونجاحات‭ ‬وإنجازات‭ ‬كثيرة‭ ‬حققتها‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الرئاسية‭ ‬التى‭ ‬يقودها‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬باقتدار‭ ‬وساهمت‭ ‬فى‭ ‬نجاح‭ ‬التجربة‭ ‬المصرية‭ ‬للبناء‭ ‬والتنمية‭ ‬وترسيخ‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬فى‭ ‬البلاد‭.. ‬وعكست‭ ‬شخصية‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬عمق‭ ‬وأخلاقية‭ ‬السياسة‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.. ‬التى‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬الصدق‭ ‬والتعاون‭ ‬والتوازن‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬دون‭ ‬إساءة‭ ‬لأحد‭.. ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬من‭ ‬اختلفوا‭ ‬مع‭ ‬مصر‭ ‬أو‭ ‬تدخل‭ ‬فى‭ ‬الشئون‭ ‬الداخلية‭ ‬لأى‭ ‬دولة‭.. ‬ولم‭ ‬يحدث‭ ‬ان‭ ‬مصر‭ ‬انتهكت‭ ‬سيادة‭ ‬أى‭ ‬دولة‭.. ‬أو‭ ‬جارت‭ ‬عليها‭.. ‬أو‭ ‬تدخلت‭ ‬فى‭ ‬إرادة‭ ‬شعبها‭.. ‬فجل‭ ‬أهدافها‭ ‬هى‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬جمع‭ ‬كافة‭ ‬الأطياف‭ ‬الوطنية‭ ‬المختلفة‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬واحدة‭ ‬فى‭ ‬دول‭ ‬الأزمات‭.‬
العالم‭ ‬بات‭ ‬على‭ ‬دراية‭ ‬كاملة‭ ‬سواء‭ ‬بصدق‭ ‬وشرف‭ ‬السياسة‭ ‬المصرية‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬اطلاع‭ ‬بقوة‭ ‬وقدرات‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬وما‭ ‬تزخر‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬فلا‭ ‬أحد‭ ‬يقترب‭ ‬أو‭ ‬يتقارب‭ ‬أو‭ ‬يتقرب‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬ليس‭ ‬لديها‭ ‬ما‭ ‬تعطيه‭ ‬من‭ ‬تعاون‭ ‬ومصالح‭ ‬مشتركة‭ ‬وفرص‭ ‬كثيرة‭ ‬وقدرة‭ ‬إقليمية‭ ‬ودولية‭ ‬وموقع‭ ‬إستراتيجى‭ ‬فريد‭.. ‬لذلك‭ ‬تفسيرى‭ ‬لهذا‭ ‬الإقبال‭ ‬الكبير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬لبناء‭ ‬علاقات‭ ‬تعاون‭ ‬وشراكة‭ ‬وتنسيق‭ ‬وتشاور‭ ‬مع‭ ‬مصر‭.. ‬انها‭ ‬دولة‭ ‬عظيمة‭ ‬ومحترمة‭ ‬وقوية‭ ‬وقادرة‭ ‬والمستقبل‭ ‬الواعد‭ ‬بات‭ ‬قريباً‭ ‬منها‭.. ‬فهذه‭ ‬الدول‭ ‬لا‭ ‬تتحرك‭ ‬ولا‭ ‬تهتم‭ ‬ببناء‭ ‬علاقات‭ ‬مع‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬فراغ‭.‬
العالم‭ ‬أيضاً‭ ‬فى‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬صياغات‭ ‬جديدة‭ ‬للعلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬خاصة‭ ‬التحالفات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬مع‭ ‬الجميع‭.. ‬فى‭ ‬أتون‭ ‬تداعيات‭ ‬الصراعات‭ ‬والنزاعات‭ ‬والتوترات‭ ‬الدولية‭ ‬والإقليمية‭.. ‬سواء‭ ‬تحالفات‭ ‬إقليمية‭ ‬أو‭ ‬دولية‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬ان‭ ‬تخفف‭ ‬حدة‭ ‬الأزمات‭.. ‬وأيضاً‭ ‬تؤسس‭ ‬لنظام‭ ‬عالمى‭ ‬جديد‭ ‬أكثر‭ ‬استقراراً‭ ‬وتأثيراً‭ ‬وفاعلية‭ ‬وعدلاً‭.. ‬وأيضاً‭ ‬تعيد‭ ‬للمنطقة‭ ‬حالة‭ ‬الهدوء‭ ‬والاستقرار‭.. ‬فالجميع‭ ‬الآن‭ ‬يتجه‭ ‬إلى‭ ‬الرؤية‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬خلق‭ ‬آفاق‭ ‬أكثر‭ ‬رحابة‭ ‬واتساعاً‭ ‬للعلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬بحيث‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬والشراكة‭ ‬وتبادل‭ ‬المصالح‭ ‬وليس‭ ‬الصدام‭ ‬والصراع‭.‬
الرئيس‭ ‬التركى‭ ‬رجب‭ ‬طيب‭ ‬أردوغان‭ ‬قام‭ ‬بزيارة‭ ‬تاريخية‭ ‬لمصر‭ ‬هى‭ ‬الأولى‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬أعادت‭ ‬العلاقات‭ ‬المصرية‭- ‬التركية‭ ‬إلى‭ ‬قوتها‭ ‬وزخمها‭ ‬وأذابت‭ ‬جبال‭ ‬الجليد‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬خاصة‭ ‬ان‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬تاريخاً‭ ‬مديداً‭ ‬حافلاً‭ ‬بالروابط‭ ‬والأواصر‭ ‬والعلاقات‭ ‬وقبلهما‭ ‬قواسم‭ ‬ومشتركات‭ ‬كثيرة‭ ‬سواء‭ ‬كونهما‭ ‬قوتين‭ ‬كبريين‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬ويجمعهما‭ ‬الموقع‭ ‬الجغرافى‭ ‬ويتشاطأن‭ ‬بالبحر‭ ‬المتوسط‭.. ‬وعودة‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬هى‭ ‬قيمة‭ ‬مضافة‭ ‬لهما‭ ‬وأيضاً‭ ‬للمنطقة‭ ‬وللعالم‭ ‬وخطوة‭ ‬مهمة‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬فى‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتجارية‭ ‬والصناعية‭ ‬والاستثمار‭ ‬والثقافة‭ ‬والصناعات‭ ‬الدفاعية‭ ‬والعسكرية‭.. ‬أيضاً‭ ‬لديهما‭ ‬رؤى‭ ‬ووجهات‭ ‬نظر‭ ‬ومواقف‭ ‬مشتركة‭ ‬حول‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الملفات‭ ‬والقضايا‭ ‬والأزمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭.. ‬والتعاون‭ ‬الإستراتيجى‭ ‬بينهما‭ ‬يخلق‭ ‬مساحات‭ ‬من‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادى‭ ‬لتحقيق‭ ‬التقدم‭.. ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬التحديات‭ ‬المشتركة‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬القاهرة‭ ‬وأنقرة‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الأمنى‭ ‬والاقتصادى‭ ‬والاجتماعي‭.. ‬ومن‭ ‬شأنه‭ ‬عودة‭ ‬علاقات‭ ‬البلدين‭ ‬ان‭ ‬تسهم‭ ‬فى‭ ‬حل‭ ‬الأزمة‭ ‬الليبية‭ ‬ودعم‭ ‬الحقوق‭ ‬المشروعة‭ ‬للأشقاء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬ووقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬والعدوان‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.. ‬وبالتالى‭ ‬استعادة‭ ‬الهدوء‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والسلام‭ ‬فى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.. ‬فالدولتان‭ ‬تؤيدان‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬ولهما‭ ‬رؤية‭ ‬مشتركة‭ ‬ومتوافقة‭ ‬حيال‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬فى‭ ‬الأراضى‭ ‬الفلسطينية‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬أو‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬والتنسيق‭ ‬والتشاور‭ ‬وعلاقاتهما‭ ‬الدولية‭ ‬والإقليمى‭ ‬تساهم‭ ‬فى‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬تهدئة‭ ‬ووقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭.‬
وقلت‭ ‬بالأمس‭ ‬ان‭ ‬عودة‭ ‬العلاقات‭ ‬المصرية‭- ‬التركية‭ ‬مكسب‭ ‬كبير‭ ‬للبلدين‭ ‬والمنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬على‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأصعدة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والأمنية‭ ‬وحل‭ ‬الأزمات‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬والعمل‭ ‬معاً‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬وتطلعات‭ ‬القارة‭ ‬الأفريقية‭.‬
زيارة‭ ‬الرئيس‭ ‬البرازيلى‭ ‬لولا‭ ‬دا‭ ‬سيلفا‭ ‬بالأمس‭ ‬واستقبال‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬له‭ ‬بقصر‭ ‬الاتحادية‭ ‬وعقد‭ ‬جلسة‭ ‬مباحثات‭ ‬موسعة‭ ‬ثم‭ ‬مؤتمر‭ ‬صحفى‭ ‬مشترك‭.. ‬والزيارة‭ ‬جسدت‭ ‬مدى‭ ‬التوافق‭ ‬بين‭ ‬مصر‭ ‬والبرازيل‭ ‬فى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬والملفات‭ ‬الإقليمية‭ ‬ورؤيتهما‭ ‬حول‭ ‬المنظومة‭ ‬الأممية‭ ‬التى‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬حوكمة‭ ‬وإصلاح‭ ‬حقيقى‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬حالة‭ ‬العجز‭ ‬عن‭ ‬ايقاف‭ ‬آلة‭ ‬الصراعات‭ ‬والنزاعات‭ ‬والحروب‭ ‬التى‭ ‬باتت‭ ‬تهدد‭ ‬العالم‭ ‬والشعوب‭.. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬رغبة‭ ‬صادقة‭ ‬وإرادة‭ ‬سياسية‭ ‬قوية‭ ‬للتعاون‭ ‬وتبادل‭ ‬المصالح‭.. ‬حيث‭ ‬أعلن‭ ‬الرئيس‭ ‬البرازيلى‭ ‬رغبة‭ ‬بلاده‭ ‬فى‭ ‬عقد‭ ‬شراكة‭ ‬إستراتيجية‭ ‬مع‭ ‬مصر‭.‬
التعاون‭ ‬المصري‭- ‬البرازيلى‭ ‬أمر‭ ‬مفيد‭ ‬للغاية‭ ‬وله‭ ‬مكاسب‭ ‬حقيقية‭ ‬بما‭ ‬لدى‭ ‬البرازيل‭ ‬من‭ ‬تجربة‭ ‬مهمة‭ ‬يمكن‭ ‬الاستفادة‭ ‬منها‭ ‬وكذلك‭ ‬تجربة‭ ‬مصر‭ ‬الملهمة‭ ‬وما‭ ‬خلفته‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬حقيقية‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ان‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬تقدير‭ ‬البرازيل‭ ‬هى‭ ‬بوابتها‭ ‬إلى‭ ‬الأسواق‭ ‬المختلفة‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬أو‭ ‬أفريقيا‭.‬
زيارة‭ ‬الرئيس‭ ‬البرازيلى‭ ‬لمصر‭ ‬تتزامن‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬100‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭.. ‬والرئيس‭ ‬داسيلفا‭ ‬هو‭ ‬الرئيس‭ ‬البرازيلى‭ ‬الوحيد‭ ‬الذى‭ ‬زار‭ ‬مصر‭ ‬مرتين‭ ‬آخرهما‭ ‬أمس‭.. ‬وهناك‭ ‬آمال‭ ‬وتطلعات‭ ‬كبيرة‭ ‬لتطوير‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬الانضمام‭ ‬لتجمع‭ (‬البريكس‭).. ‬واستضافة‭ ‬البرازيل‭ ‬لقمة‭ ‬مجموعة‭ ‬العشرين‭ (‬جي‭- ‬20‭) ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬وصول‭ ‬حجم‭ ‬التبادل‭ ‬التجارى‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬إلى‭ ‬مليارى‭ ‬دولار‭ ‬الذى‭ ‬يعتبر‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬وصف‭ ‬دا‭ ‬سيلفا‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬وتاريخية‭ ‬علاقات‭ ‬البلدين‭ ‬وما‭ ‬لديهما‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬قوية‭.‬
هناك‭ ‬نظرة‭ ‬محترمة‭ ‬يسودها‭ ‬التقدير‭ ‬العميق‭ ‬والاعجاب‭ ‬الواضح‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬البرازيلى‭ ‬دا‭ ‬سيلفا‭.. ‬فتجربة‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬الملهمة‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬مصر‭ ‬ووصف‭ ‬السيسى‭ ‬دا‭ ‬سيلفا‭ ‬بأنه‭ ‬شخصية‭ ‬عظيمة‭ ‬استحق‭ ‬اختيار‭ ‬شعبه‭ ‬ثلاث‭ ‬ولايات‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬120‭ ‬عاماً‭ ‬فى‭ ‬البرازيل‭.‬
اتفاقيات‭ ‬تم‭ ‬توقيعها‭ ‬أمس‭ ‬قبل‭ ‬المؤتمر‭ ‬الصحفى‭ ‬المشترك‭.. ‬تركزت‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬التعليم‭ ‬العالى‭ ‬والجامعات‭ ‬وأيضاً‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الزراعة‭ ‬وهناك‭ ‬رغبة‭ ‬فى‭ ‬الجانب‭ ‬البرازيلى‭ ‬على‭ ‬تبادل‭ ‬الاستثمارات‭ ‬والتعاون‭ ‬الاقتصادى‭ ‬وزيادة‭ ‬حجم‭ ‬التبادل‭ ‬التجارى‭ ‬كذلك‭ ‬التشاور‭ ‬والتنسيق‭ ‬المستمر‭ ‬فى‭ ‬مختلف‭ ‬القضايا‭ ‬الدولية‭ ‬والإقليمية‭.. ‬وهناك‭ ‬توافق‭ ‬كبير‭ ‬بين‭ ‬مصر‭ ‬والبرازيل‭ ‬التى‭ ‬اعترفت‭ ‬بالدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬حيث‭ ‬تطالبان‭ ‬بالوقف‭ ‬الفورى‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬والتهدئة‭ ‬واستئناف‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭ ‬وإطلاق‭ ‬سراح‭ ‬الرهائن‭ ‬والمسجونين‭ ‬من‭ ‬الجانبين‭ ‬وإدخال‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والإغاثية‭ ‬بأكبر‭ ‬حجم‭ ‬وقدر‭ ‬ممكن‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬أعداد‭ ‬السكان‭ ‬وحجم‭ ‬الكارثة‭ ‬والمعاناة‭ ‬الإنسانية‭.. ‬بل‭ ‬ان‭ ‬دا‭ ‬سيلفا‭ ‬اعتبر‭ ‬ان‭ ‬ما‭ ‬ترتكبه‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬عدوان‭ ‬ومجازر‭ ‬وقتل‭ ‬للأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬لم‭ ‬يره‭ ‬فى‭ ‬حياته‭.. ‬وانه‭ ‬غير‭ ‬مقبول‭ ‬وغير‭ ‬مبرر‭ ‬مقدماً‭ ‬الشكر‭ ‬لمصر‭ ‬لجهودها‭ ‬فى‭ ‬إدخال‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬ومحاولات‭ ‬التهدئة‭.. ‬واخراج‭ ‬المواطنين‭ ‬البرازيليين‭ ‬من‭ ‬غزة‭.. ‬واصفاً‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بالعجز‭ ‬وعدم‭ ‬القدرة‭ ‬وليس‭ ‬لديها‭ ‬القوة‭ ‬الكاملة‭ ‬لتجنب‭ ‬الحروب‭ ‬وان‭ ‬العالم‭ ‬مطالب‭ ‬بالتركيز‭ ‬على‭ ‬الرخاء‭ ‬والازدهار‭ ‬والغذاء‭ ‬وليس‭ ‬الحروب‭ ‬والصراعات‭.‬
الرئيس‭ ‬البرازيلى‭ ‬لولا‭ ‬دا‭ ‬سيلفا‭ ‬دعا‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬معاونة‭ ‬بلاده‭ ‬فى‭ ‬إنجاح‭ (‬كوب‭- ‬30‭) ‬التى‭ ‬تستضيفها‭ ‬البرازيل‭ ‬بفضل‭ ‬خبراتها‭ ‬ونجاحاتها‭ ‬الكبيرة‭ ‬فى‭ ‬تنظيم‭ ‬‮«‬كوب‭- ‬27‮»‬‭.‬
رغبة‭ ‬ودعوة‭ ‬البرازيل‭ ‬لعقد‭ ‬تعاون‭ ‬وشراكة‭ ‬إستراتيجية‭ ‬مع‭ ‬مصر‭ ‬تكشف‭ ‬قوة‭ ‬وقدرة‭ ‬وفرص‭ ‬مصر‭ ‬ومكانتها‭ ‬الدولية‭ ‬والإقليمية‭ ‬وما‭ ‬لديها‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬كبيرة‭ ‬وغزيرة‭ ‬وكونها‭ ‬بوابة‭ ‬الأسواق‭ ‬العالمية‭.. ‬وبالتالى‭ ‬فإن‭ ‬تطوير‭ ‬علاقات‭ ‬البلدين‭ ‬يحقق‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأهداف‭ ‬لهما‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الأصعدة‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬آمال‭ ‬وتطلعات‭ ‬الشعبين‭ ‬الصديقين‭.. ‬الحقيقة‭ ‬ان‭ ‬البرازيل‭ ‬مسار‭ ‬مختلف‭ ‬لمصر‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬يؤكد‭ ‬سياستها‭ ‬الانفتاحية‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬القارة‭ ‬الأفريقية‭ ‬أوالآسيوية‭ ‬أوالأوروبية‭ ‬أوالقوى‭ ‬الكبرى‭ ‬فى‭ ‬العالم‭.. ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والصين‭ ‬والهند‭ ‬وروسيا‭ ‬وأمريكا‭ ‬اللاتينية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تطوير‭ ‬أطر‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬مصر‭ ‬والبرازيل‭.. ‬هى‭ ‬مكاسب‭ ‬ونجاحات‭ ‬جديدة‭ ‬للدبلوماسية‭ ‬الرئاسية‭ ‬المصرية‭ ‬تفتح‭ ‬أمامها‭ ‬آفاق‭ ‬التعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬والتشاور‭ ‬وتبادل‭ ‬المصالح‭ ‬بما‭ ‬يعود‭ ‬بالخير‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المصرى‭.‬
ما‭ ‬بين‭ ‬زيارتى‭ ‬أردوغان‭ ‬ودا‭ ‬سيلفا‭ ‬وقبلهما‭ ‬توافد‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬زعماء‭ ‬العالم‭ ‬وكبار‭ ‬المسئولين‭ ‬يتأكد‭ ‬للجميع‭ ‬ان‭ ‬مصر‭ ‬باتت‭ ‬قبلة‭ ‬للتعاون‭ ‬وتبادل‭ ‬المصالح‭ ‬وترسيخ‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والسلام‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولى‭ ‬والإقليمى‭ ‬بما‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬دور‭ ‬مصر‭ ‬وثقلها‭ ‬إقليميا‭ ‬ودوليا‭ ‬وان‭ ‬هذا‭ ‬الانفتاح‭ ‬الكبير‭ ‬للسياسة‭ ‬المصرية‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬ومناطق‭ ‬وقارات‭ ‬العالم‭ ‬حقق‭ ‬أهدافاً‭ ‬كبيرة‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬تجارب‭ ‬وقدرات‭ ‬الآخرين‭ ‬وجذب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الاستثمارات‭ ‬ورفع‭ ‬معدلات‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري‭.. ‬فعلاقة‭ ‬مصر‭ ‬ليست‭ ‬قاصرة‭ ‬على‭ ‬اتجاه‭ ‬معين‭ ‬أو‭ ‬دولة‭ ‬بعينها‭.. ‬ولا‭ ‬توجد‭ ‬علاقة‭ ‬بدولة‭ ‬بديلاً‭ ‬لعلاقاتها‭ ‬مع‭ ‬دولة‭ ‬أخرى‭.. ‬فالقاهرة‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬مصالحها‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬من‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬بالمعنى‭ ‬الحقيقى‭ ‬للكلمة‭ ‬والتعاون‭ ‬وتبادل‭ ‬المنافع‭ ‬والفرص‭ ‬والاستثمارات‭.. ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الطريق‭ ‬الصحيح‭ ‬الذى‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يسلكه‭ ‬العالم‭ ‬لإخماد‭ ‬الصراعات‭ ‬والحروب‭.. ‬وأيضاً‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الفقر‭ ‬والأزمات‭.‬
الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬يتبنى‭ ‬دبلوماسية‭ ‬رئاسية‭ ‬استثنائية‭ ‬وخلاقة‭ ‬أقامت‭ ‬قواعد‭ ‬الثقة‭ ‬والتعاون‭ ‬والشراكات‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬والقارات‭ ‬المختلفة‭ ‬دون‭ ‬التورط‭ ‬فى‭  ‬استقطاب‭ ‬أو‭ ‬أحلاف‭.. ‬بل‭ ‬تجمعنا‭ ‬علاقات‭ ‬قوية‭ ‬من‭ ‬التنسيق‭ ‬مع‭ ‬الجميع‭ ‬وتحقق‭ ‬مصالحنا‭ ‬وأهدافنا‭ ‬باقتدار‭ ‬ونستفيد‭ ‬ونفيد‭ ‬ونعمل‭ ‬معاً‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬يعيش‭ ‬العالم‭ ‬فى‭ ‬أمن‭ ‬وسلام‭ ‬وإنهاء‭ ‬الأزمات‭ ‬الطاحنة‭ ‬فى‭ ‬عالم‭ ‬يتصارع‭.‬
زيارة‭ ‬دا‭ ‬سيلفا‭ ‬لمصر‭ ‬تعكس‭ ‬تقديراً‭ ‬برازيلياً‭ ‬لدور‭ ‬مصر‭ ‬المحورى‭ ‬فى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وأفريقيا‭ ‬ومدى‭ ‬ما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬وقدرة‭ ‬شاملة‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭.. ‬ولديهما‭ ‬وجهات‭ ‬نظر‭ ‬متطابقة‭ ‬حول‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬والملفات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭.. ‬كما‭ ‬ان‭ ‬علاقات‭ ‬مصر‭ ‬الدولية‭ ‬باتت‭ ‬قاطرة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬والتقدم‭.. ‬فإذا‭ ‬تأملنا‭ ‬وقرأنا‭ ‬زيارات‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬لمختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬نجد‭ ‬ان‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬بنود‭ ‬أجندة‭ ‬العمل‭ ‬خلال‭ ‬الزيارة‭ ‬هو‭ ‬الاجتماع‭ ‬برؤساء‭ ‬كبريات‭ ‬الشركات‭ ‬العالمية‭ ‬فى‭ ‬تخصصات‭ ‬مختلفة‭ ‬وكبار‭ ‬المستثمرين‭ ‬ورجال‭ ‬الأعمال‭ ‬والمال‭.. ‬لعرض‭ ‬الفرص‭ ‬المصرية‭ ‬عليهم‭ ‬وما‭ ‬تحقق‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬وأيضاً‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬خبرات‭ ‬وقدرات‭ ‬وامكانيات‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬المتطورة‭ ‬فى‭ ‬مسيرة‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬بالفعل‭.. ‬لذلك‭ ‬رؤية‭ ‬الرئيس‭ ‬سواء‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬أو‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالسياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬حققت‭ ‬أهدافها‭ ‬وفق‭ ‬ترتيب‭ ‬ومنهجية‭ ‬ومبادئ‭ ‬وركائز‭.. ‬والآن‭ ‬نحصد‭ ‬ثمارها‭ ‬فى‭ ‬تعاظم‭ ‬الفرص‭ ‬المصرية‭ ‬للمستقبل‭ ‬الواعد‭ ‬وتنامى‭ ‬قوة‭ ‬وقدرة‭ ‬مصر‭.. ‬وترسيخ‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬فى‭ ‬دولة‭ ‬جل‭ ‬أهدافها‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والسلام‭ ‬والبناء‭ ‬والتنمية‭.‬
تحيا مصر

زر الذهاب إلى الأعلى