مقالات

عاصمة‭ ‬الحل‭ ‬والقرار

عبد الرازق توفيق

مصر‭ ‬تسابق‭ ‬الزمن‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬تهدئة‭ ‬ووقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.. ‬ومنع‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭.. ‬والحيلولة‭ ‬دون‭ ‬اتساع‭ ‬رقعة‭ ‬الصراع‭.. ‬تتواصل‭ ‬مع‭ ‬زعماء‭ ‬العالم‭.. ‬وتستقبل‭ ‬قادته‭ ‬وتحتضن‭ ‬جهود‭ ‬الوساطة‭ ‬والتفاوض‭.. ‬من‭ ‬أجل‭ ‬نزع‭ ‬فتيل‭ ‬اشتعال‭ ‬المنطقة‭ ‬وتفاقم‭ ‬الكارثة‭ ‬الإنسانية‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬قرار‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬بشن‭ ‬عملية‭ ‬وهجوم‭ ‬برى‭ ‬عسكرى‭ ‬على‭ ‬رفح‭ ‬الفلسطينية‭.. ‬بالأمس‭ ‬استقبل‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬رئيس‭ ‬وكالة‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الأمريكية‭.. ‬وأيضاً‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬وزير‭ ‬خارجية‭ ‬دولة‭ ‬قطر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭.. ‬وإنقاذ‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬مصير‭ ‬مظلم‭.‬

عاصمة‭ ‬الحل‭ ‬والقرار
منذ‭ ‬اندلاع‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬فى‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضى‭ ‬تحولت‭ ‬القاهرة‭ ‬إلى‭ ‬قبلة‭ ‬العالم‭.. ‬زيارات‭ ‬ولقاءات‭ ‬واتصالات‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬وزعماء‭ ‬العالم‭ ‬وكبار‭ ‬المسئولين‭ ‬الدوليين‭ ‬واستضافة‭ ‬قمم‭ ‬إقليمية‭ ‬ودولية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬وتهدئة‭ ‬ووقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭.. ‬وسط‭ ‬تحذيرات‭ ‬مصرية‭ ‬دقيقة‭ ‬من‭ ‬خطورة‭ ‬استمرار‭ ‬العدوان‭ ‬والتصعيد‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬بما‭ ‬يؤدى‭ ‬إلى‭ ‬توسيع‭ ‬نطاق‭ ‬الصراع‭ ‬وامتداده‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬وجبهات‭ ‬وأطراف‭ ‬أخرى‭ ‬بما‭ ‬ينذر‭ ‬بحرب‭ ‬شاملة‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭.. ‬لن‭ ‬يسلم‭ ‬منها‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والعالم‭.. ‬لأننا‭ ‬فى‭ ‬عالم‭ ‬مثل‭ ‬الجسد‭ ‬الواحد‭.. ‬إذا‭ ‬تأثرت‭ ‬فيه‭ ‬دولة‭ ‬بحرب‭ ‬أو‭ ‬نزاع‭ ‬أو‭ ‬صراع‭.. ‬فإن‭ ‬تداعياته‭ ‬يتحملها‭ ‬الجميع‭.‬
مصر‭ ‬منذ‭ ‬اللحظة‭ ‬الأولي‭.. ‬طالبت‭ ‬الجميع‭ ‬بالهدوء‭ ‬والتريث‭ ‬والحكمة‭ ‬فى‭ ‬وقت‭ ‬كانت‭ ‬فيه‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬الداعمة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬تتسابق‭ ‬فى‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬والمساندة‭ ‬والحشد‭ ‬لصالح‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬دون‭ ‬وعى‭ ‬أو‭ ‬إدراك‭ ‬لخطورة‭ ‬ما‭ ‬ترتكبه‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬مجازر‭ ‬وجرائم‭ ‬يومية‭ ‬تأكل‭ ‬الأخضر‭ ‬واليابس‭ ‬بلا‭ ‬رحمة‭ ‬أو‭ ‬ضمير‭ ‬أو‭ ‬إنسانية‭.. ‬أرقام‭ ‬مهولة‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬والمدنيين‭ ‬تتساقط‭ ‬يومياً‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬شهداء‭ ‬وجرحي‭.. ‬سبل‭ ‬الحياة‭ ‬تنعدم‭ ‬يوماً‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭.. ‬من‭ ‬تدمير‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يؤدى‭ ‬إلى‭ ‬استمرار‭ ‬الحياة‭ ‬والعيش‭ ‬فى‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬استهداف‭ ‬للمخابز‭ ‬والمستشفيات‭ ‬ومحطات‭ ‬المياه‭ ‬والكهرباء‭ ‬والاتصالات‭.. ‬وقصف‭ ‬للمنازل‭ ‬والعمارات‭ ‬والمنشآت‭.. ‬حتى‭ ‬باتت‭ ‬غزة‭ ‬أشبه‭ ‬ببيوت‭ ‬الأشباح‭.. ‬تغرق‭ ‬فى‭ ‬الدماء‭ ‬والأشلاء‭.. ‬بما‭ ‬يجسد‭ ‬أننا‭ ‬أمام‭ ‬حرب‭ ‬إبادة‭ ‬متكاملة‭ ‬الأركان‭ ‬وتجويع‭ ‬وحصار‭.. ‬هى‭ ‬بالفعل‭ ‬محرقة‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تحمله‭ ‬الكلمة‭ ‬من‭ ‬معنى‭ ‬بوحشية‭ ‬وبربرية‭.. ‬فى‭ ‬مسلسل‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬آلة‭ ‬القتل‮»‬‭ ‬يستمر‭ ‬عرضه‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬130‭ ‬يوماً‭.. ‬وكأن‭ ‬أفلام‭ ‬مصاصى‭ ‬الدماء‭ ‬والرعب‭ ‬أصبحت‭ ‬واقعاً‭ ‬نعيشه‭ ‬وسط‭ ‬صمت‭ ‬مطبق‭.. ‬وتواطؤ‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬الداعمة‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيونى‭ ‬بلا‭ ‬توقف‭.. ‬وجل‭ ‬ما‭ ‬يستطيعون‭ ‬فعله‭.. ‬هو‭ ‬الإيحاء‭ ‬الكاذب‭ ‬بوجود‭ ‬خلافات‭ ‬أو‭ ‬توترات‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬بسبب‭ ‬انتهاكاتها‭ ‬فى‭ ‬غزة‭.. ‬والتلاعب‭ ‬بمقولة‭ ‬اتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬اللازمة‭ ‬لحماية‭ ‬المدنيين‭ ‬مع‭ ‬تنفيذ‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭.. ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬وعلى‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭ ‬يتساقط‭ ‬يومياً‭ ‬مئات‭ ‬الشهداء‭ ‬من‭ ‬المدنيين‭ ‬أغلبهم‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭.. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬شركاء‭ ‬لإسرائيل‭ ‬فى‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬التى‭ ‬تشنها‭ ‬إسرائيل‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭.‬
الغريب‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تكذب‭ ‬مراراً‭ ‬وتكراراً‭ ‬وتتحدث‭ ‬عن‭ ‬اتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬لحماية‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الشهر‭ ‬الخامس‭ ‬ولكن‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬وفى‭ ‬جميع‭ ‬المدن‭ ‬الفلسطينية‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬تتفنن‭ ‬فى‭ ‬قتلهم‭ ‬والتنكيل‭ ‬بهم‭ ‬وهدم‭ ‬وقصف‭ ‬منازلهم‭.. ‬وبداية‭ ‬التصعيد‭ ‬فى‭ ‬رفح‭ ‬الفلسطينية‭ ‬إجرام‭ ‬وإبادة‭ ‬يتواصلان‭.. ‬فكيف‭ ‬تتحدث‭ ‬إسرائيل‭ ‬عن‭ ‬خطة‭ ‬لإخلاء‭ ‬النازحين‭ ‬من‭ ‬رفح؟‭.. ‬أين‭ ‬وكيف؟‭.. ‬وهو‭ ‬سؤال‭ ‬يطرحه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭.. ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬جوزيب‭ ‬بوريل‭ ‬الممثل‭ ‬السامى‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأوروبى‭ ‬للشئون‭ ‬الخارجية‭ ‬والسياسية‭ ‬والأمنية‭ ‬تساءل‭ ‬كيف‭ ‬لإسرائيل‭ ‬أن‭ ‬تستطيع‭ ‬إخلاء‭ ‬1‭.‬4‭ ‬مليون‭ ‬نازح‭.. ‬وإلى‭ ‬أين‭ ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬تتحدث‭ ‬أمريكا‭ ‬عن‭ ‬حماية‭ ‬المدنيين‭ ‬فعليها‭ ‬أن‭ ‬تخفض‭ ‬أموالها‭ ‬ودعمها‭ ‬لتل‭ ‬أبيب‭.‬
الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬دعم‭ ‬أمريكى‭ ‬إضافى‭ ‬لإسرائيل‭ ‬يقدر‭ ‬بـ14‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭.. ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬الجسر‭ ‬الجوى‭ ‬المتواصل‭ ‬الذى‭ ‬يتدفق‭ ‬بأحدث‭ ‬الأسلحة‭ ‬والذخائر‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬حاملات‭ ‬الطائرات‭ ‬والمدمرات‭ ‬والغواصات‭ ‬النووية‭ ‬والقاذفات‭ ‬والمقاتلات‭ ‬التى‭ ‬تقف‭ ‬فى‭ ‬عرض‭ ‬البحر‭ ‬لحماية‭ ‬إجرام‭ ‬إسرائيل‭.. ‬والدعم‭ ‬السياسى‭ ‬فى‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬باستخدام‭ ‬‮«‬الفيتو‮»‬‭ ‬الذى‭ ‬يرفض‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭.. ‬وكذلك‭ ‬فى‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭.. ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬يكشف‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الريبة‭ ‬والشكوك‭ ‬حول‭ ‬تناقض‭ ‬واشنطن‭ ‬فى‭ ‬ترويج‭ ‬وجود‭ ‬خلافات‭ ‬مع‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المتطرفة‭ ‬بقيادة‭ ‬نتنياهو‭ ‬وحالة‭ ‬الدعم‭ ‬غير‭ ‬المسبوق‭ ‬لحرب‭ ‬الإبادة‭ ‬التى‭ ‬يشنها‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭.. ‬وهناك‭ ‬خبراء‭ ‬يؤكدون‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬لتجرؤ‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬تنفيذ‭ ‬هجوم‭ ‬برى‭ ‬على‭ ‬رفح‭ ‬الفلسطينية‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الحسابات‭ ‬والتقديرات‭ ‬والصدامات‭ ‬المتوقعة‭ ‬والكارثة‭ ‬الإنسانية‭ ‬التى‭ ‬سوف‭ ‬تتضاعف‭ ‬وتتفاقم‭ ‬لولا‭ ‬وجود‭ (‬كارت‭ ‬أخضر‭) ‬ودعم‭ ‬أمريكى‭ ‬منقطع‭ ‬النظير‭.‬
فى‭ ‬قمة‭ ‬الحكومات‭ ‬المنعقدة‭ ‬فى‭ ‬دبى‭ ‬الإماراتية‭ ‬كشفت‭ ‬الجلسات‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬17‭ ‬تريليون‭ ‬دولار‭ ‬تكلفة‭ ‬النزاعات‭ ‬والحروب‭ ‬والصراعات‭ ‬فى‭ ‬العالم‭.. ‬وسؤالى‭ ‬المهم‭ ‬من‭ ‬يقف‭ ‬وراء‭ ‬هذه‭ ‬الصراعات‭ ‬والحروب‭.. ‬ومن‭ ‬بيده‭ ‬‮«‬ريموت‮»‬‭ ‬الإشعال‭ ‬فى‭ ‬مناطق‭ ‬كثيرة‭ ‬بالعالم‭ ‬ليس‭ ‬هذا‭ ‬فحسب‭.. ‬كم‭ ‬من‭ ‬ملايين‭ ‬البشر‭ ‬يسقطون‭ ‬قتلى‭ ‬وجرحى‭ ‬جراء‭ ‬هذه‭ ‬الصراعات‭ ‬والحروب‭.. ‬وكم‭ ‬من‭ ‬الموارد‭ ‬والثروات‭ ‬والوقت‭ ‬يضيع‭ ‬بسبب‭ ‬هذه‭ ‬الحروب‭ ‬الطاحنة‭.. ‬ومن‭ ‬المستفيد‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬هذه‭ ‬الحرائق‭ ‬المشتعلة‭ ‬فى‭ ‬مناطق‭ ‬كثيرة‭ ‬فى‭ ‬العالم‭.. ‬ألم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬الأجدر‭ ‬توظيف‭ ‬واستثمار‭ ‬هذه‭ ‬الأموال‭ ‬الطائلة‭ ‬فى‭ ‬رفاهية‭ ‬البشرية‭ ‬من‭ ‬بناء‭ ‬وتنمية‭ ‬ودعم‭ ‬للدول‭ ‬والشعوب‭ ‬الفقيرة؟
الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬لم‭ ‬تدخر‭ ‬جهداً‭.. ‬وتبذل‭ ‬مساعى‭ ‬متواصلة‭ ‬ومستمرة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬احتواء‭ ‬الصراع‭ ‬والتهدئة‭ ‬ووقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬فى‭ ‬غزة‭.. ‬ونزع‭ ‬فتيل‭ ‬الحرب‭ ‬الشاملة‭ ‬قبل‭ ‬امتدادها‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى‭.. ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬اتخذت‭ ‬مسارات‭ ‬وجهوداً‭ ‬مختلفة‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬شكل‭ ‬مباحثات‭ ‬ولقاءات‭ ‬وزيارات‭ ‬واتصالات‭ ‬ووساطات‭ ‬أو‭ ‬تنسيق‭ ‬وتشاور‭ ‬مستمر‭ ‬مع‭ ‬الشركاء‭ ‬الدوليين‭ ‬والإقليميين‭ ‬فى‭ ‬محاولة‭ ‬مستميتة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬اخراج‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النفق‭ ‬والمصير‭ ‬المظلم‭.. ‬وفى‭ ‬إطار‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬المخلصة‭ ‬والشريفة‭ ‬لمصر‭ ‬وقيادتها‭ ‬السياسية‭ ‬استقبل‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬أمس‭ ‬ويليام‭ ‬بيرنز‭ ‬رئيس‭ ‬وكالة‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الأمريكية‭ ‬بحضور‭ ‬الوزير‭ ‬اللواء‭ ‬عباس‭ ‬كامل‭ ‬رئيس‭ ‬المخابرات‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬المفاوضات‭ ‬التى‭ ‬تستضيفها‭ ‬القاهرة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬وتهدئة‭ ‬ووقف‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬فى‭ ‬غزة‭.. ‬بمشاركة‭ ‬أمريكية‭- ‬قطرية‭ ‬وحضور‭ ‬الأطراف‭ ‬المعنية‭ ‬بالصراع‭ ‬والتصعيد‭ ‬‮«‬بيرنز‮»‬‭ ‬ثمن‭ ‬الجهود‭ ‬المصرية‭ ‬الحثيثة‭ ‬فى‭ ‬دفع‭ ‬مسار‭ ‬التهدئة‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬ووقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬وتبادل‭ ‬المحتجزين‭ ‬ودور‭ ‬مصر‭ ‬المحورى‭ ‬فى‭ ‬تقديم‭ ‬وإدخال‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬إلى‭ ‬القطاع‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬واندلاع‭ ‬الأزمة‭.. ‬وهى‭ ‬شهادة‭ ‬جديدة‭ ‬تضاف‭ ‬لمئات‭ ‬الشهادات‭ ‬الموضوعية‭ ‬فى‭ ‬حق‭ ‬الجهود‭ ‬المصرية‭ ‬والتى‭ ‬تدحض‭ ‬أكاذيب‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭.. ‬اللقاء‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬تأكيد‭ ‬الطرفين‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬التشاور‭ ‬والتنسيق‭ ‬المكثف‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬وحماية‭ ‬المدنيين‭ ‬وتفعيل‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬وهى‭ ‬الرؤية‭ ‬التى‭ ‬طرحتها‭ ‬مصر‭ ‬منذ‭ ‬اندلاع‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬وان‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬هو‭ ‬السبيل‭ ‬الأمثل‭ ‬لعدم‭ ‬تكرار‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الصراعات‭ ‬وحفاظاً‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬وسلام‭ ‬المنطقة‭ ‬ويعزز‭ ‬جهود‭ ‬إرساء‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬فى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬
ليس‭ ‬هذا‭ ‬فحسب‭.. ‬فالرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬استقبل‭ ‬أيضاً‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬القطرى‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬القاهرة‭ ‬والدوحة‭ ‬تقودان‭ ‬عمليات‭ ‬التفاوض‭ ‬سعياً‭ ‬لنزع‭ ‬فتيل‭ ‬الصراع‭ ‬والعدوان‭ ‬الدائر‭ ‬والذى‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬شهره‭ ‬الخامس‭ ‬حيث‭ ‬جسد‭ ‬اللقاء‭ ‬توافقاً‭ ‬مصرياً‭- ‬قطرياً‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬التوصل‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬بقطاع‭ ‬غزة‭ ‬وحماية‭ ‬المدنيين‭ ‬والتأكيد‭ ‬على‭ ‬خطورة‭ ‬تصعيد‭ ‬العمليات‭ ‬فى‭ ‬رفح‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والتحذير‭ ‬من‭ ‬العواقب‭ ‬الوخيمة‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬تنفيذ‭ ‬الهجوم‭ ‬البرى‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬على‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬فى‭ ‬جنوب‭ ‬القطاع‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يستلزم‭ ‬ضرورة‭ ‬تكاتف‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬للحيلولة‭ ‬دون‭ ‬اتساع‭ ‬دائرة‭ ‬الصراع‭ ‬وزيادة‭ ‬عوامل‭ ‬التوتر‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭.‬
ثمة‭ ‬أمور‭ ‬وتحركات‭ ‬تجرى‭ ‬خلف‭ ‬الكواليس‭ ‬وبعيداً‭ ‬عن‭ ‬الأضواء‭.. ‬وفى‭ ‬جنح‭ ‬الظلام‭ ‬بين‭ ‬واشنطن‭ ‬وتل‭ ‬أبيب‭ ‬منذ‭ ‬اندلاع‭ ‬العدوان‭.. ‬ورغم‭ ‬إجادة‭ ‬أمريكا‭ ‬صناعة‭ ‬المبررات‭ ‬والذرائع‭ ‬للتدخل‭ ‬وتحقيق‭ ‬أهدافها‭ ‬فى‭ ‬تدمير‭ ‬الدول‭.. ‬وإسقاطها‭ ‬واستنزافها‭ ‬وهناك‭ ‬تاريخ‭ ‬مرير‭ ‬لنجاح‭ ‬هذه‭ ‬الصناعة‭ ‬الأمريكية‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬كوبا‭ ‬وفيتنام‭ ‬والعراق‭ ‬وأفغانستان‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.. ‬وما‭ ‬شهده‭ ‬الربيع‭ ‬العربى‭ ‬المشئوم‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭.. ‬لذلك‭ ‬يذهب‭ ‬بعض‭ ‬الخبراء‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أهدافاً‭ ‬غير‭ ‬معلنة‭ ‬تتعلق‭ ‬بأوهام‭ ‬إسرائيلية‭ ‬توسعية‭ ‬واضغاث‭ ‬أحلام‭ ‬قديمة‭ ‬ومغانم‭ ‬ومكاسب‭ ‬اقتصادية‭ ‬كثيرة‭ ‬لأطراف‭ ‬وشركاء‭ ‬وتحالف‭ ‬يدير‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬فى‭ ‬غزة‭ ‬يفضحه‭ ‬الإصرار‭ ‬والتمسك‭ ‬بحرب‭ ‬الإبادة‭ ‬رغم‭ ‬الاحتجاج‭ ‬والرفض‭ ‬الدولى‭ ‬والشعبى‭ ‬المتصاعد‭ ‬وعدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬كبح‭ ‬جماح‭ ‬الدولة‭ ‬الصهيونية‭ ‬وردعها‭.. ‬ويؤكد‭ ‬الجميع‭ ‬أن‭ ‬واشنطن‭ ‬تستطيع‭ ‬فعل‭ ‬ذلك‭ ‬وبسهولة‭ ‬لكنها‭ ‬تقف‭ ‬وراء‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬وتريده‭.‬
هناك‭ ‬إدراك‭ ‬من‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬مشارف‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬نقطة‮»‬‭ ‬ستقفز‭ ‬بها‭ ‬قفزات‭ ‬تاريخية‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬نحو‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬المتناهية‭ ‬والتقدم‭.. ‬وتعلمه‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬جيداً‭.. ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬إذا‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬النقطة‭ ‬حسب‭ ‬إدراك‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭.. ‬لن‭ ‬تستطيع‭ ‬أى‭ ‬قوة‭ ‬إرجاعها‭ ‬أو‭ ‬المساس‭ ‬أو‭ ‬الاقتراب‭ ‬منها‭ ‬وعدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تعطيلها‭ ‬أو‭ ‬توقيفها‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيؤدى‭ ‬إلى‭ ‬بعثرة‭ ‬المشروعات‭ ‬المشبوهة‭ ‬والمصالح‭ ‬المتنامية‭ ‬لقوى‭ ‬الشر‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭.. ‬لذلك‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬ندرك‭ ‬جيداً‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬ويجرى‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬الهدف‭ ‬منه‭ ‬مصر‭.. ‬هناك‭ ‬رغبة‭ ‬ومؤامرة‭ ‬ومخطط‭ ‬شيطانى‭ ‬لضرب‭ ‬المشروع‭ ‬الوطنى‭ ‬المصرى‭ ‬لتحقيق‭ ‬التقدم‭ ‬الشامل‭.. ‬وامتلاك‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬المؤثرة‭ ‬وترسيخ‭ ‬قوة‭ ‬الردع‭ ‬المصرية‭.‬
الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬هذا‭ ‬القائد‭ ‬الوطنى‭ ‬الشريف‭ ‬المخلص‭ ‬صاحب‭ ‬الطموح‭ ‬والشموخ‭ ‬غير‭ ‬المحدود‭ ‬لوطنه‭ ‬وأكرر‭ ‬صاحب‭ ‬الطموح‭ ‬اللامحدود‭ ‬والشموخ‭ ‬والاستثنائي‭.. ‬قاد‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬نقلة‭ ‬تاريخية‭ ‬ورغم‭ ‬ما‭ ‬يراه‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬تداعيات‭ ‬أزمات‭ ‬عالمية‭ ‬أثرت‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬مؤقتة‭ ‬لا‭ ‬تمس‭ ‬جوهر‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬وقدرة‭ ‬وفرص‭ ‬عظيمة‭.. ‬وقلت‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬إن‭ ‬‮«‬فلسفة‭ ‬البناء‮»‬‭ ‬لدى‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬ارتكزت‭ ‬على‭ ‬رؤية‭ ‬إستراتيجية‭ ‬متكاملة‭ ‬امتلكت‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬مقومات‭ ‬وأسباب‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬الشاملة‭ ‬والمؤثرة‭.. ‬توفر‭ ‬الحماية‭ ‬للأمن‭ ‬القومى‭ ‬المصرى‭ ‬وتجابه‭ ‬التهديدات‭ ‬والمؤامرات‭.. ‬وتحمى‭ ‬المشروع‭ ‬الوطنى‭ ‬لتحقيق‭ ‬التقدم‭ ‬وما‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬بناء‭ ‬وتنمية‭ ‬وترسخ‭ ‬حالة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬لمصر‭.. ‬وتحول‭ ‬دون‭ ‬تكرار‭ ‬ما‭ ‬تعرضت‭ ‬له‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬تهديدات‭ ‬وجودية‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭.. ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬أبالغ‭ ‬عندما‭ ‬أقول‭ ‬انه‭ ‬الرئيس‭ ‬الاستثنائى‭ ‬والفرصة‭ ‬التاريخية‭ ‬لتحقيق‭ ‬وتنفيذ‭ ‬مشروع‭ ‬مصر‭ ‬الوطنى‭ ‬العظيم‭.. ‬فى‭ ‬التقدم‭ ‬بمفهومه‭ ‬الشامل‭ ‬والقوة‭ ‬والقدرة‭ ‬بمفهومها‭ ‬المتكامل‭.. ‬وعند‭ ‬هذه‭ ‬النقطة‭ ‬لن‭ ‬تستطيع‭ ‬أى‭ ‬قوة‭ ‬تهديد‭ ‬مصر‭.. ‬لذلك‭ ‬أكرر‭ ‬تجرى‭ ‬رحى‭ ‬مؤامرة‭ ‬خطيرة‭ ‬شيطانية‭ ‬على‭ ‬مصر‭.. ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬الوطنية‭ ‬الشريفة‭ ‬شديدة‭ ‬الحكمة‭ ‬والإدراك‭ ‬تلم‭ ‬بكامل‭ ‬تفاصيلها‭ ‬وربما‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭.. ‬لذلك‭ ‬تجهزت‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬جيداً‭ ‬وامتلكت‭ ‬زمام‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭.. ‬ولكن‭ ‬حكمة‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬تدير‭ ‬بذكاء‭ ‬وعبقرية‭ ‬وتسعى‭ ‬لتفويت‭ ‬الفرصة‭ ‬على‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬ولن‭ ‬تستدرج‭ ‬أو‭ ‬تجر‭ ‬لفخ‭ ‬رسموه‭ ‬ونصبوه‭ ‬جيداً‭ ‬لمصر‭.. ‬لذلك‭ ‬نرى‭ ‬الصبر‭ ‬والحكمة‭ ‬والجهود‭ ‬المصرية‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭ ‬والحشد‭ ‬الدولى‭ ‬الذى‭ ‬تقوده‭ ‬مصر‭ ‬وهى‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬إبطال‭ ‬مفعول‭ ‬المؤامرة‭.‬
لسنا‭ ‬دعاة‭ ‬حرب‭.. ‬ولسنا‭ ‬ضعفاء‭ ‬ونحن‭ ‬دعاة‭ ‬استقرار‭ ‬وسلام‭ ‬وعقل‭ ‬وحوار‭ ‬والقوة‭ ‬لدينا‭ ‬تحمى‭ ‬وتدافع‭ ‬ومقدارها‭ ‬يعلمها‭ ‬الجميع‭.. ‬لكننا‭ ‬نريد‭ ‬السلام‭ ‬ولا‭ ‬نخشى‭ ‬الحرب‭ ‬إذا‭ ‬فرضت‭ ‬علينا‭.. ‬وإذا‭ ‬تهدد‭ ‬أمننا‭ ‬القومى‭ ‬أو‭ ‬جار‭ ‬أحد‭ ‬علينا‭ ‬أو‭ ‬حاول‭ ‬أن‭ ‬يفرض‭ ‬علينا‭ ‬واقعاً‭ ‬لا‭ ‬نرضاه‭.. ‬بأسنا‭ ‬شديد‭.. ‬والقوة‭ ‬عندنا‭ ‬لا‭ ‬تعنى‭ ‬البطش‭ ‬والعدوان‭.. ‬نستخدمها‭ ‬فقط‭ ‬فى‭ ‬عدالة‭ ‬قضيتنا‭ ‬ودفاعاً‭ ‬عن‭ ‬أرضنا‭ ‬لا‭ ‬نهرع‭ ‬ولا‭ ‬نخاف‭ ‬ولا‭ ‬نرهب‭.. ‬فنحن‭ (‬وطن‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد‭) ‬قيادة‭ ‬وشعباً‭ ‬وجيشاً‭ ‬فى‭ ‬اصطفاف‭ ‬وطنى‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭.. ‬تلك‭ ‬هى‭ ‬معادلة‭ ‬القوة‭ ‬والصخرة‭ ‬الصلبة‭ ‬التى‭ ‬تتحطم‭ ‬عليها‭ ‬مؤامرات‭ ‬الشيطان‭.. ‬فلا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ينسى‭ ‬الآخرون‭ ‬المتآمرون‭ ‬الواهمون‭ ‬أننا‭ ‬من‭ ‬كتب‭ ‬التاريخ‭ ‬عن‭ ‬أمجادنا‭ ‬وبطولاتنا‭ ‬وانتصاراتنا‭ ‬لكنهم‭ ‬للأسف‭.. ‬يتناسون‭ ‬ولا‭ ‬يتعلمون‭.‬
محاولات‭ ‬استدراج‭ ‬وجر‭ ‬مصر‭ ‬معروفة‭ ‬ومفهومة‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬ذروة‭ ‬استعدادها‭ ‬للانطلاق‭ ‬والتأهب‭ ‬لمكان‭ ‬ومكانة‭ ‬تدركها‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭.. ‬لكن‭ ‬لنا‭ ‬حساباتنا‭ ‬وتقديراتنا‭ ‬الصحيحة‭ ‬التى‭ ‬تضع‭ ‬فى‭ ‬اعتبارها‭ ‬مصالحنا‭ ‬وأمننا‭ ‬القومى‭ ‬وأهدافنا‭ ‬الوطنية‭.‬
إسرائيل‭ ‬لن‭ ‬تتوقف‭ ‬عن‭ ‬الأكاذيب‭ ‬والخزعبلات‭ ‬وتبرير‭ ‬الفشل‭ ‬الذريع‭.. ‬والقصور‭ ‬الحاد‭ ‬فى‭ ‬أداء‭ ‬المهام‭.. ‬لذلك‭ ‬تصدر‭ ‬الاتهامات‭ ‬المشبوهة‭ ‬والأباطيل‭ ‬وتزييف‭ ‬الحقائق‭.. ‬سعياً‭ ‬لوضع‭ ‬فشلها‭ ‬على‭ ‬شماعات‭ ‬الآخرين‭.. ‬فإسرائيل‭ ‬التى‭ ‬تتهم‭ ‬الآخرين‭ ‬بتسليح‭ ‬المقاومة‭.. ‬تناست‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬استمرت‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬فى‭ ‬محاربة‭ ‬الإرهاب‭ ‬الأسود‭.. ‬المدعوم‭ ‬والممول‭ ‬من‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭.. ‬ونسيت‭ ‬تاريخها‭ ‬المشين‭ ‬مع‭ ‬دعم‭ ‬الإرهاب‭ ‬وتسعى‭ ‬لتبرير‭ ‬فشلها‭ ‬بأى‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬الأشكال‭.. ‬فلم‭ ‬تحقق‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬130‭ ‬يوماً‭ ‬أى‭ ‬نجاح‭ ‬أو‭ ‬هدف‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.. ‬لم‭ ‬تقض‭ ‬على‭ ‬المقاومة‭.. ‬ولم‭ ‬تطلق‭ ‬سراح‭ ‬رهائنها‭ ‬ومحتجزيها‭.. ‬بل‭ ‬جل‭ ‬ما‭ ‬تفعله‭ ‬هو‭ ‬قتلهم‭ ‬بالقصف‭ ‬الجوى‭ ‬البربرى‭.. ‬ولم‭ ‬تفرض‭ ‬واقعاً‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬أى‭ ‬نصر‭ ‬سوى‭ ‬قتل‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬وتتلقى‭ ‬ضربات‭ ‬قاتلة‭ ‬وموجعة‭ ‬وصفعات‭ ‬متلاحقة‭ ‬من‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬التى‭ ‬تسقط‭ ‬جنودها‭ ‬وضباطها‭ ‬قتلى‭ ‬وتفتك‭ ‬بمدرعاتها‭ ‬وآلياتها‭ ‬ودباباتها‭ ‬وتفضح‭ ‬القوة‭ ‬المزعومة‭ ‬لجيش‭ ‬الاحتلال‭.‬
وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬المصرية‭ ‬ردت‭ ‬بحسم‭ ‬على‭ ‬هذيان‭ ‬وزير‭ ‬المالية‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬سيموتريتش‭ ‬وتصريحاته‭ ‬غير‭ ‬المسئولة‭ ‬والتحريضية‭ ‬والتى‭ ‬تكشف‭ ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬البيان‭ ‬عن‭ ‬نهم‭ ‬للقتل‭ ‬والتدمير‭ ‬وتخريب‭ ‬أى‭ ‬محاولة‭ ‬لاحتواء‭ ‬الأزمة‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.. ‬مصر‭ ‬اعتبرت‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬التصريحات‭ ‬غير‭ ‬مقبولة‭ ‬جملة‭ ‬وتفصيلاً‭.. ‬فمصر‭ ‬تسيطر‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬على‭ ‬أراضيها‭ ‬ولا‭ ‬تسمح‭ ‬لأى‭ ‬طرف‭ ‬بأن‭ ‬يقحم‭ ‬اسمها‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬محاولة‭ ‬فاشلة‭ ‬لتبرير‭ ‬قصور‭ ‬أدائه‭.‬
الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تغرق‭ ‬فى‭ ‬وحل‭ ‬الفشل‭ ‬الذريع‭ ‬بسبب‭ ‬أعضاء‭ ‬حكومتها‭ ‬المتطرفة‭ ‬أمثال‭ ‬بن‭ ‬غفير‭ ‬وزير‭ ‬أمنها‭ ‬و«سيموتريتش‮»‬‭ ‬وزير‭ ‬ماليتها‭.. ‬وبطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬كبيرهم‭ ‬الذى‭ ‬علمهم‭ ‬التطرف‭ ‬نتنياهو‭ ‬ومن‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬الضربات‭ ‬المتلاحقة‭ ‬على‭ ‬رءوسهم‭ ‬أصابتهم‭ ‬بالهذيان‭ ‬وعدم‭ ‬التركيز‭ ‬ومحاولات‭ ‬التحرش‭ ‬غير‭ ‬المحسوبة‭ ‬بمصر‭.. ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬لصبرها‭ ‬أن‭ ‬ينفد‭..  ‬أو‭ ‬تنجر‭ ‬لمثل‭ ‬هذا‭ ‬المستوى‭ ‬من‭ ‬التصريحات‭ ‬التى‭ ‬تكشف‭ ‬عن‭ ‬نهم‭ ‬للقتل‭ ‬والتدمير‭.‬
الحقيقة‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬جاهزة‭ ‬لكل‭ ‬السيناريوهات‭ ‬وسوف‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬المواقف‭.. ‬وتتصدى‭ ‬لكل‭ ‬محاولات‭ ‬فرض‭ ‬واقع‭ ‬لا‭ ‬ترضاه‭.. ‬ولن‭ ‬تستجيب‭ ‬لأى‭ ‬ضغوط‭ ‬تمارس‭ ‬عليها‭ ‬مباشرة‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مباشرة‭ ‬فهى‭ ‬مثل‭ ‬الجبل‭ ‬لا‭ ‬تهزه‭ ‬ريح‭ ‬المتآمرين‭ ‬والفاشلين‭.‬

تحيا مصر

زر الذهاب إلى الأعلى