فى ذكرى رحيله.. فوزي الجزايرلي «إكتشف فناناً لن تصدق من هو»
يعتبر الفنان فوزي الجزايرلي، الذي تمر ذكرى رحيله في مثل هذا اليوم الجمعة 23 فبراير، أحد رواد الحركة الفنية في القرن الماضي في الوقت الذي لم يكن لأهل الفن أي نظرة تقدير أو احترام في المجتمع المصري آنذاك.
وكان فوزي الجزايرلي الذي ولد قبل بدايات القرن الماضي عام 1886 قد عشق الفن، الأمر الذي جعل يشكّل فرقته المسرحية عام 1917 التي حملت اسمه بصحبة زوجته وابنته إحسان، وابنه فؤاد، وكانت من أشهر الفرق في هذا التوقيت التي قدمت العديد من الروايات المسرحية وكانت ملاذًا لعشاق الفن إما للمتعة ومشاهدة العروض، أو بابًا للمشاركة في مجال الفن وتقديم مواهبهم، وعلى رأس الذين عملوا في هذه الفرقة موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب في بداية شبابه.
رائد الحركة الفنية
انطلق الفنان فوزي الجزايرلي بفرقته المسرحية إلى ربوع محافظات مصر لعرض رواياته التي حققت نجاحًا كبيرًا ونافس كثير من الفرق الأخرى مثل بديعة مصابني، جورج أبيض، عزيز عيد، علي الكسار.
ومع بداية العمل بالسينما الصامتة قدم فوزي الجزايرلي بصحبة ابنته إحسان الجزايرلي، وابنه فؤاد الجزايرلي الفيلم الصامت «مدام لوريتا» عام 1919 وكان مدته 3 دقائق فقط.
«بحبح» من أشهر الشخصيات السينمائية
واشتهر الفنان فوزي الجزايرلي بتجسيد شخصية «بحبح» في أكثر من فيلم سينمائي منها «المندوبان» عام 1934، و«المعلم بحبح» عام 1935، و«بحبح باشا» عام 1938، و«الباشمقاول» عام 1940، و«الفرسان الثلاثة» عام 1941، و«بحبح في بغداد» عام 1942، و«القرش الأبيض» عام 1945.
ومن أشهر الشخصيات أيضًا التي اشتهر بها فوزي الجزايرلي في بداية عالم السينما المصري، تجسيده لشخصية الدكتور فرحات من خلال فيلم حمل نفس الاسم عام 1935.
جسد مع ابنته أشهر زوجين في تاريخ الفن
ارتبط الفنان فوزي الجزايرلي، أحد رواد الفن المصري، ارتباطًا وثيقًا بابنته الفنانة إحسان الجزايرلي واشتهر سويًا بتقديم أدوار الزوج والزوجة في كثير من الأفلام التي جمعتهما سويًا دون أن يعرف الجمهور آنذاك أنهما أب وابنته في الحقيقة وليسا زوجين كما يظهران على خشبة المسرح، أو على شاشة السينما.
وبدون والدها قدمت إحسان الجزايرلي 3 أفلام مع نجوم آخرين أشهرهم فيلم «لو كنت غني» مع بشارة واكيم، عبدالفتاح القصري، محمد الديب والذي كانت زوجة له.
أزمة نفسية عاشها الفنان فوزي الجزايرلي، أثرت عليه وأدخلته في نوبة اكتئاب حادة بعد وفاة ابنته الفنانة إحسان الجزايرلي وهى في عامها الـ 38 في أربعينيات القرن الماضي جعلته يتخلى عن الفن الذي كرّس له حياته حتى غادر دنيانا تاركًا تاريخًا فنيًا مشرفًا وساهم في تطوير الحركة الفنية برمتها.
وباع المسرح وصفى أملاكه، وذهب إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج، وظل هناك في الأراضي المقدسة ما يقرب من ستة أشهر حتى توفاه الله في عام ١٩٤٧ عن عمر يناهز ٦٠ عاماً.
فوزي الجزايرلي يكتشف الفنان محمد عبد الوهاب
لعل من أهم إنجازات الفنان الراحل فوزي الجزايرلي في المجال الفني، هو اكتشافه للفنان محمد عبد الوهاب والذي أصبح فيما بعد موسيقار الأجيال، كان الفنان محمد عبد الوهاب ممنوعاً من الغناء بأمر من أسرته، فهم كانوا يريدونه أن يستمر في العمل كقارئ للقرآن في مسجد سيدي شعراني، حتى أن الأخ الأكبر للفنان محمد عبد الوهاب، والذي كان يدعى حسن عبد الوهاب كان يضربه عندما يسمعه يغني.
قام محمد عبد الوهاب بتغير اسمه إلى محمد البغدادي حتى يهرب من أهله، واحتضنه الراحل فوزي الجزايرلي، وضمه إلى فرقته في عام ١٩١٧، وجعله يغني على مسرح الكلوب المصري بحي الحسين بين فصول الروايات.
مسرحيات فوزي الجزايرلي
مسرحية الصياد
مسرحية مظلوم يا وعدي
مسرحية ده شرفي
مسرحية كوني ضاحكة
مسرحية اللي ما يشتري يتفرج
أفلام فوزي الجزايرلي
الفيلم القصير مدام لوريتا في عام ١٩١٩، ومن بطولة فوزي الجزايرلي، إحسان الجزايرلي.
فيلم في بلاد توت عنخ آمون في عام ١٩٢٣.
فيلم جحا وأبو لولس في عام ١٩٣٢، فقد قدم شخصية أبو لولس، مع الكوميدي القدير إسماعيل ياسين في دور جحا.
فيلم المندوبان في عام ١٩٣٤، وجسد فيه شخصية المعلم بحبح.
فيلم المعلم بحبح في عام ١٩٣٥
فيلم الدكتور فرحات في عام ١٩٣٥، وجسد فيه دور الدكتور فرحات.
فيلم البحار في عام ١٩٣٥.
فيلم أبو ظريفة في عام ١٩٣٦
فيلم مبروك في عام ١٩٣٧
فيلم ليلة في العمر في عام ١٩٣٧
فيلم بحبح باشا في عام ١٩٣٨
فيلم خلف الحبايب في عام ١٩٣٩
فيلم الباشمقاول في عام ١٩٤٠، وقدم دور بحبح البحبحاني، وعصفور
فيلم الفرسان الثلاثة في عام ١٩٤١، وقدم فيه دور بحبح.
فيلم بحبح في بغداد في عام ١٩٤٢، وقدم دور الأسطى بحبح الحلاق
فيلم الستات في خطر في عام ١٩٤٢
فيلم القرش الأبيض في عام ١٩٤٥.
فيلم جحا والسبع بنات في عام ١٩٤٧.
ألبوم صور الفنان القدير فؤاد الجزايرلي.
كان ارتباط فوزي الجزايرلي وابنته ارتباطاً شديداً، ولكن هذا الارتباط أوقعهما في بعض المشاكل، في عام ١٩٤١ وفي الوقت الذي كانت فيه فرقة الجزائرية تستعد لتقديم عرض مسرحي جديد، عرض الفنان علي الكسار على فوزي الجزايرلي أن يضم ماري منيب للعرض المسرحي، وفي أثناء أحد العروض المسرحية سقطت إحسان على المسرح، ونظراً لوزنها الزائد وسمنتها المفرطة كسرت ساقها، وتم إيقاف العرض المسرحي لمدة ٣ أيام، وإنقاذاً للموقف طلب فوزي الجزايرلي من ماري منيب أن تلعب دور أم أحمد، وبالفعل أدته بنجاح عظيم أذهل فوزي الجزايرلي.
بدأت إحسان تشعر بالغيرة الفنية من نجاح ماري منيب، وغيرة على أبيها، ترددت شائعات عن احتمال زواج فوزي الجزايرلي من ماري منيب، مما دفع بإحسان الجزايرلي فك الجبس سريعاً، واتفقت مع الخطاط أن يغير لافتة المسرح، ويكتب عليها الليلة عودة إحسان الجزايرلي لأداء دور أم أحمد بعد عودتها من خارج القطر المصري، وبهذا وضعت إحسان الجزايرلي نهاية لعمل ماري منيب.