مقالات

الحقيقة‭ ‬الضائعة‭.. ‬بين‭ ‬الرصاص‭ ‬والغذاء


عبد الرازق توفيق

أمريكا‭ ‬تمنح‭ ‬إسرائيل‭ ‬100‭ ‬صفقة‭ ‬سلاح‭ ‬وعشرات‭ ‬المليارات‭ ‬من‭ ‬الدولارات‭.. ‬وفى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬تقديم‭ ‬الغذاء‭ ‬والمساعدات‭ ‬للفلسطينيين‭.. ‬وتقول‭ ‬انها‭ ‬تسقط‭ ‬المساعدات‭ ‬وتقيم‭ ‬‮«‬ميناء‭ ‬بحرى‮»‬‭ ‬على‭ ‬ساحل‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عيون‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وإيصال‭ ‬المساعدات‭ ‬لهم‭.. ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬لم‭ ‬يستغرق‭ ‬فيمتو‭ ‬ثانية‭ ‬حتى‭ ‬توافق‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭.. ‬السؤال‭ ‬ما‭ ‬هى‭ ‬ملامح‭ ‬الموقف‭ ‬الأمريكى‭ ‬الذى‭ ‬يعطى‭ ‬السلاح‭ ‬وآلة‭ ‬القتل‭ ‬وذخائر‭ ‬المجازر‭ ‬والمذابح‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭.. ‬وفى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬يزعم‭ ‬الحزن‭ ‬على‭ ‬آلاف‭ ‬القتلى‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭.. ‬والخلاف‭ ‬مع‭ ‬مجرمى‭ ‬الحرب‭ ‬فى‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭.. ‬وتستمر‭ ‬المجازر‭ ‬والمدابح‭ ‬دون‭ ‬هوادة‭.. ‬ثم‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬مساعدات‭ ‬وطعام‭ ‬وغذاء‭ ‬للفلسطينيين‭.‬

أمريكا‭: ‬كثير‭ ‬من‭ ‬السلاح‭ ‬الفتاك‭ ‬لإسرائيل‭ .. ‬وقليل‭ ‬من‭ ‬طعام‭ ‬لايغنى‭ ‬من‭ ‬جوع‭ ‬للفلسطينيين‭!!!‬

الحقيقة‭ ‬الضائعة‭.. ‬بين‭ ‬الرصاص‭ ‬والغذاء
أكثر‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬أشهر‭ ‬ومازالت‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬مستمرة‭.. ‬والقصف‭ ‬والقتل‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭ ‬لم‭ ‬يرحم‭ ‬صراخ‭ ‬الأطفال‭ ‬أو‭ ‬صيحات‭ ‬النساء‭ ‬وأنين‭ ‬كبار‭ ‬السن‭.. ‬الإجرام‭ ‬الصهيونى‭ ‬بلغ‭ ‬مداه‭ ‬وأصبحت‭ ‬الإنسانية‭ ‬والرحمة‭ ‬والعدل‭ ‬بل‭ ‬والنظام‭ ‬الدولى‭ ‬وما‭ ‬روجوه‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬إنسان‭ ‬وحيوان‭ ‬وحرية‭ ‬وديمقراطية‭ ‬فى‭ ‬عداد‭ ‬الموتي‭.. ‬سقطت‭ ‬المتاجرات‭ ‬والشعارات‭ ‬الأمريكية‭ ‬والغربية‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تجدى‭ ‬نفعا‭ ‬ولن‭ ‬يستطيعوا‭ ‬تحقيق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الخداع‭ ‬والتزييف‭.. ‬سقطت‭ ‬كل‭ ‬وسائلهم‭ ‬فى‭ ‬التغرير‭ ‬بالشعوب‭ ‬أو‭ ‬التشدق‭ ‬بالرحمة‭ ‬والإنسانية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والقانون‭ ‬والعدل‭ ‬والأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ومجلس‭ ‬الأمن‭.. ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬ذهب‭ ‬فى‭ ‬أدراج‭ ‬الرياح‭.. ‬الأمور‭ ‬باتت‭ ‬مفضوحة‭ ‬ومكشوفة‭.. ‬لقد‭ ‬خدعوا‭ ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عقود‭ ‬طويلة‭ ‬أسسوا‭ ‬المنظمات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الدولية‭ ‬لتحقق‭ ‬أهدافهم‭ ‬وأغراضهم‭ ‬فى‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬العالم‭.. ‬ونهب‭ ‬مقدراته‭ ‬وثرواته‭ ‬وقهر‭ ‬الشعوب‭.. ‬فما‭ ‬يحدث‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬من‭ ‬خراب‭ ‬ودمار‭ ‬وقتل‭ ‬وسقوط‭ ‬دول‭ ‬كثيرة‭ ‬وحروب‭ ‬أهلية‭ ‬وإرهاب‭ ‬ومجاعات‭ ‬وسلب‭ ‬للأراضى‭ ‬وامتلاك‭ ‬للدول‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬صدفة‭ ‬بل‭ ‬نتاج‭ ‬مؤامرات‭ ‬ومخططات‭ ‬ومشروعات‭ ‬صهيونية‭ ‬قديمة‭ ‬استطاعت‭ ‬ان‭ ‬تسخر‭ ‬وتسيطر‭ ‬على‭ ‬أنظمة‭ ‬دول‭ ‬كبرى‭ ‬وتفرض‭ ‬سطوتها‭ ‬على‭ ‬المنظمات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬دولية‭.‬
ورغم‭ ‬حلول‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬الكريم‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الإجرام‭ ‬الصهيونى‭ ‬لم‭ ‬يتوقف‭ ‬ومازالت‭ ‬آلة‭ ‬القتل‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬تحصد‭ ‬أرواح‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال‭ ‬والمدنيين‭ ‬الأبرياء‭ ‬بلا‭ ‬رحمة‭ ‬أو‭ ‬إنسانية‭.. ‬ومازالت‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬التى‭ ‬يفرضها‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬الصهيونى‭ ‬تحصد‭ ‬أرواح‭ ‬الفلسطينيين‭.. ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬الحصار‭ ‬والتجويع‭ ‬والتشرد‭ ‬ولا‭ ‬أجد‭ ‬تفسيراً‭ ‬لاستمرار‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬إلا‭ ‬اشباع‭ ‬رغبات‭ ‬نتنياهو‭ ‬المريضة‭ ‬وهوايته‭ ‬فى‭ ‬سفك‭ ‬الدماء‭ ‬وقتل‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬فى‭ ‬جريمة‭ ‬لم‭ ‬تحدث‭ ‬من‭ ‬قبل‭.. ‬حتى‭ ‬يبقى‭ ‬فى‭ ‬المسئولية‭ ‬والسلطة‭ ‬ويبتعد‭ ‬عن‭ ‬الحساب‭ ‬والتحقيق‭ ‬وانزال‭ ‬أشد‭ ‬العقاب‭ ‬بسبب‭ ‬فساده‭ ‬وفشله‭ ‬واخفاقاته‭ ‬التى‭ ‬جعلت‭ ‬إسرائيل‭ ‬أضحوكة‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.. ‬فالغريب‭ ‬ان‭ ‬حكومة‭ ‬المتطرفين‭ ‬ومجرمى‭ ‬الحرب‭ ‬أمثال‭ ‬ايتمار‭ ‬بن‭ ‬غفير‭ ‬وسموتريتس‭ ‬وجالانت‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬العويل‭ ‬والصراخ‭ ‬والقتل‭ ‬والقصف‭ ‬المستمر‭ ‬لم‭ ‬تحقق‭ ‬أى‭ ‬هدف‭ ‬من‭ ‬الأهداف‭ ‬التى‭ ‬وضعها‭ ‬نتنياهو‭ ‬فلم‭ ‬يقض‭ ‬على‭ ‬المقاومة‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬قدراتها‭ ‬أو‭ ‬اطلاق‭ ‬سراح‭ ‬الأسرى‭ ‬والرهائن‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬ولم‭ ‬ينجح‭ ‬إلا‭ ‬فى‭ ‬قتل‭ ‬أسراه‭ ‬ويعتبر‭ ‬أن‭ ‬قتل‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬بالنسبة‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيونى‭ ‬نصر‭.. ‬لكن‭ ‬الحقيقة‭ ‬فإن‭ ‬نتنياهو‭ ‬لا‭ ‬يبحث‭ ‬سوى‭ ‬عن‭ ‬مصلحته‭ ‬ولا‭ ‬يقاتل‭ ‬إلا‭ ‬للبقاء‭ ‬السياسى‭ ‬والنجاة‭ ‬من‭ ‬أحكام‭ ‬قضائية‭ ‬محتملة‭ ‬من‭ ‬الفساد‭ ‬والقتل‭.‬
من‭ ‬يظن‭ ‬ان‭ ‬موقف‭ ‬أمريكا‭ ‬الغريب‭ ‬والمخزى‭ ‬هو‭ ‬مفاجأة‭ ‬على‭ ‬الاطلاق‭ ‬فليس‭ ‬جديداً‭ ‬على‭ ‬واشنطن‭ ‬مساندة‭ ‬الإجرام‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬حتى‭ ‬وان‭ ‬اسرفت‭ ‬فى‭ ‬القتل‭ ‬والإبادة‭.. ‬والقول‭ ‬الفصل‭ ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬لبس‭ ‬فيه‭ ‬ان‭ ‬أمريكا‭ ‬متواطئة‭ ‬تماماً‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬وللاتفاق‭ ‬معها‭ ‬والدعم‭ ‬الكامل‭ ‬والمطلق‭ ‬لجرائمها‭.. ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬التصريحات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬خلافات‭ ‬ومشاكل‭ ‬وأزمات‭ ‬بين‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وإسرائيل‭ ‬ونتنياهو‭ ‬أو‭ ‬تعاطف‭ ‬أمريكى‭ ‬مع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬المدنيين‭.. ‬أو‭ ‬رفض‭ ‬قتل‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬والمدنيين‭.. ‬أو‭ ‬شروط‭ ‬أمريكية‭ ‬حتى‭ ‬توافق‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬إسرائيل‭ ‬لهجوم‭ ‬برى‭ ‬على‭ ‬رفح‭ ‬الفلسطينية‭.. ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬قولاً‭ ‬واحداً‭.. ‬مسلسل‭ ‬أو‭ ‬فيلم‭ ‬هوليوودى‭ ‬لا‭ ‬أساس‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬الصحة‭ ‬وهو‭ ‬مجرد‭ ‬خداع‭ ‬للعالم‭ ‬وتغرير‭ ‬بالشعوب‭.. ‬فأمريكا‭ ‬شريك‭ ‬أساسى‭ ‬فى‭ ‬الإجرام‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬وحرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الصهيونية‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وواشنطن‭ ‬فقط‭ ‬تخدع‭ ‬الرأى‭ ‬العام‭ ‬بداخلها‭.. ‬الأدلة‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬طاقة‭ ‬وقدرة‭ ‬من‭ ‬يقاوم‭ ‬أو‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬تبرئة‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬فى‭ ‬التورط‭ ‬فى‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬فكيف‭ ‬تحدثنى‭ ‬عن‭ ‬100‭ ‬صفقة‭ ‬سلاح‭ ‬أمريكية‭ ‬لإسرائيل‭ ‬وأحدث‭ ‬الأسلحة‭ ‬والذخائر‭ ‬والمقاتلات‭ ‬بل‭ ‬والجنود‭ ‬الأمريكان‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬10٪‭ ‬من‭ ‬قتلى‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬العسكريين‭ ‬الأمريكان‭.. ‬ثم‭ ‬تحدثنى‭ ‬ان‭ ‬أمريكا‭ ‬تسقط‭ ‬الغذاء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬انقاذ‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬الجوع‭ ‬ثم‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬انشاء‭ ‬قاعدة‭ ‬أو‭ ‬ميناء‭ ‬على‭ ‬سواحل‭ ‬غزة‭ ‬لتسهيل‭ ‬الإمدادات‭ ‬بالمساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬لم‭ ‬تستغرق‭ ‬إسرائيل‭ ‬فيمتو‭ ‬ثانية‭ ‬عليه‭.. ‬لذلك‭ ‬هناك‭ ‬اتفاق‭ ‬سرى‭ ‬كامل‭ ‬بات‭ ‬معلوماً‭ ‬للجميع‭ ‬بين‭ ‬واشنطن‭ ‬وتل‭ ‬أبيب‭ ‬وأطراف‭ ‬أخرى‭ ‬لتنفيذ‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬مجازر‭ ‬من‭ ‬مذابح‭ ‬وحصار‭ ‬وتجويع‭ ‬وقصف‭ ‬وتدمير‭ ‬متعمد‭ ‬للمنازل‭ ‬والمنشآت‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وتدمير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬والأساسية‭ ‬حتى‭ ‬باتت‭ ‬تكلفة‭ ‬اعمار‭ ‬غزة‭ ‬المتوقعة‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬90‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭.. ‬هل‭ ‬رأيتم‭ ‬إجراماً‭ ‬وتواطؤاً‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭.. ‬فالهدف‭ ‬هو‭ ‬إخلاء‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬تماماً‭ ‬والاستيلاء‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬وساحل‭ ‬غزة‭ ‬وبالتالى‭ ‬هم‭ ‬لا‭ ‬يريدون‭ ‬لا‭ ‬أراضى‭ ‬فلسطينية‭ ‬ولا‭ ‬شعباً‭ ‬فلسطينياً‭ ‬وبالتالى‭ ‬ولا‭ ‬قضية‭ ‬ولا‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭.. ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬ثمة‭ ‬أهدافاً‭ ‬شيطانية‭ ‬اتفقت‭ ‬عليها‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وتهجير‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الأراضى‭ ‬المصرية‭ ‬طبقا‭ ‬للمؤامرة‭ ‬بهدف‭ ‬توطين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬فى‭ ‬سيناء‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬يحدث‭.‬
مصر‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬كان‭ ‬ومازال‭ ‬موقفها‭ ‬ثابتاً‭ ‬ومحدداً‭ ‬وواضحاً‭ ‬وشريفاً‭ ‬لن‭ ‬تسمح‭ ‬بتصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬أو‭ ‬تهجير‭ ‬سكان‭ ‬القطاع‭ ‬أو‭ ‬نقلهم‭ ‬إلى‭ ‬الأراضى‭ ‬المصرية‭ ‬وتحديداً‭ ‬سيناء‭.. ‬لأن‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬تصفية‭ ‬للقضية‭ ‬وخطراً‭ ‬داهماً‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬المصرى‭ ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬تهاون‭ ‬فى‭ ‬حمايته‭.‬
الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬فى‭ ‬الندوة‭ ‬التثقيفية‭ ‬الـ39‭ ‬احتفالاً‭ ‬بيوم‭ ‬الشهيد‭ ‬قال‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬طرح‭ ‬أنه‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬المعاناة‭ ‬الإنسانية‭ ‬والقتل‭ ‬وحرب‭ ‬الإبادة‭ ‬ننقل‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬سيناء‭ ‬أو‭ ‬بمعنى‭ ‬آخر‭ ‬والقول‭ ‬للرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬كنت‭ ‬اخذت‭ ‬2‭ ‬مليون‭ ‬عندك‭ ‬فى‭ ‬سيناء‭ ‬يعنى‭ ‬والأرض‭ ‬كبيرة‭ ‬والأمور‭ ‬هتتحل‭.. ‬ثم‭ ‬تساءل‭ ‬الرئيس‭ ‬بعزة‭ ‬وكرامة‭ ‬هذه‭ ‬الدماء‭ ‬التى‭ ‬تسيل‭ ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬نخون‭ ‬دماءهم؟‭ ‬الأرض‭ ‬أرضنا‭ ‬وبلادنا‭ ‬ومسئولين‭ ‬كلنا‭ ‬اننا‭ ‬نحميها‭ ‬زى‭ ‬ما‭ ‬هى‭ ‬كده‭.. ‬آلاف‭ ‬السنين‭ ‬هى‭ ‬دى‭ ‬حدودها‭ ‬ومحدش‭ ‬بفضل‭ ‬الله‭ ‬أبداً‭ ‬هيفرط‭ ‬فيها‭.‬
مصر‭ ‬دولة‭ ‬عظيمة‭ ‬وشريفة‭ ‬لا‭ ‬تفرط‭ ‬فى‭ ‬حق‭ ‬مشروع‭ ‬ولا‭ ‬تخون‭ ‬الصديق‭ ‬أو‭ ‬الشقيق‭ ‬ولا‭ ‬تخون‭ ‬دماء‭ ‬الأشقاء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وتضحياتهم‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬وستظل‭ ‬هى‭ ‬الداعم‭ ‬التاريخى‭ ‬فى‭ ‬الماضى‭ ‬والحاضر‭ ‬والمستقبل‭ ‬لحقوق‭ ‬الأشقاء‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬قضيتهم‭ ‬حتى‭ ‬إقامة‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المستقلة‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬4‭ ‬يونيو‭ ‬1967‭ ‬عاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭ ‬والتى‭ ‬تصدت‭ ‬بشجاعة‭ ‬وجسارة‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬العدوان‭ ‬الصهيونى‭ ‬فى‭ ‬8‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضى‭ ‬لمحاولات‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬ونجحت‭ ‬بل‭ ‬ورسخت‭ ‬مفهوم‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬لدى‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.‬
هناك‭ ‬شيء‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭.. ‬فهناك‭ ‬خفايا‭ ‬وأسرار‭ ‬وكواليس‭ ‬تدور‭ ‬فى‭ ‬الغرف‭ ‬الأمريكية‭- ‬الإسرائيلية‭ ‬المظلمة‭.. ‬ثمة‭ ‬أهداف‭ ‬ومؤامرات‭ ‬ومخططات‭ ‬يتفق‭ ‬عليها‭ ‬بين‭ ‬واشنطن‭ ‬وتل‭ ‬أبيب‭ ‬وأطراف‭ ‬أخري‭.. ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬رحمة‭ ‬أو‭ ‬إنسانية‭ ‬لدى‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬العالمى‭ ‬وهناك‭ ‬مجازر‭ ‬ومذابح‭ ‬وحرب‭ ‬إبادة‭ ‬وقتل‭ ‬يومى‭ ‬للأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬وتشريد‭ ‬الآلاف‭ ‬وتدمير‭ ‬منازلهم‭ ‬وبيوتهم‭ ‬والرئيس‭ ‬الأمريكى‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬يقول‭ ‬انه‭ ‬يمنح‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬المساعدات‭ ‬والغذاء‭ ‬وفى‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬أشهر‭ ‬يعطى‭ ‬إسرائيل‭ ‬السلاح‭ ‬الفتاك‭ ‬والذخائر‭ ‬بل‭ ‬ويشارك‭ ‬بجنوده‭ ‬وضباطه‭ ‬فى‭ ‬الحرب‭ ‬وحالة‭ ‬من‭ ‬الكذب‭ ‬والازدواجية‭ ‬والتناقض‭ ‬وعلى‭ ‬رأى‭ ‬أهالينا‭ ‬مطبخنها‭ ‬مع‭ ‬بعض‭.‬
بايدن‭ ‬يحاول‭ ‬اظهار‭ ‬بعض‭ ‬التعاطف‭ ‬مع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬المدنيين‭ ‬أو‭ ‬اظهار‭ ‬وجود‭ ‬خلافات‭ ‬مع‭ ‬نتنياهو‭ ‬الذى‭ ‬فضحه‭ ‬بالأمس‭ ‬وأكد‭ ‬انه‭ ‬تم‭ ‬الاتفاق‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬بايدن‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬قبول‭ ‬وجود‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ربع‭ ‬قوة‭ ‬حماس‭ ‬فى‭ ‬رفح‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬تنفيذ‭ ‬هجوم‭ ‬برى‭ ‬على‭ ‬المدينة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬القضاء‭ ‬الكامل‭ ‬على‭ ‬حماس‭.. ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬مأساة‭ ‬وتواطؤ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭.. ‬وطبقا‭ ‬لمعلومات‭ ‬من‭ ‬المخابرات‭ ‬الأمريكية‭ ‬تتوقع‭ ‬تزايد‭ ‬احتمالات‭ ‬تنامى‭ ‬الإرهاب‭ ‬ضد‭ ‬المصالح‭ ‬الأمريكية‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬موقف‭ ‬واشنطن‭ ‬الداعم‭ ‬بشكل‭ ‬مطلق‭ ‬لإسرائيل‭ ‬وفى‭ ‬ظل‭ ‬وصول‭ ‬أعداد‭ ‬الشهداء‭ ‬والمصابين‭ ‬فى‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬الـ100‭ ‬ألف‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تدمير‭ ‬القطاع‭ ‬بالكامل‭.‬
الموقف‭ ‬الواضح‭ ‬والثابت‭ ‬والمحدد‭ ‬والشريف‭ ‬هو‭ ‬الموقف‭ ‬المصرى‭ ‬الذى‭ ‬بدأ‭ ‬من‭ ‬البداية‭ ‬شامخاً‭ ‬ثابتاً‭ ‬نشطاً‭ ‬ومدافعاً‭ ‬وبقوة‭ ‬عن‭ ‬الحق‭ ‬الفلسطينى‭ ‬المشروع‭ ‬ورفض‭ ‬المؤامرة‭ ‬والمخطط‭ ‬الذى‭ ‬يستهدف‭ ‬القضية‭ ‬وتوطين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬خارج‭ ‬أراضيهم‭ ‬وتحديداً‭ ‬سيناء‭.‬
لذلك‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المستويات‭ ‬والأصعدة‭ ‬فإن‭ ‬الموقف‭ ‬المصرى‭ ‬يدعونا‭ ‬للفخر‭ ‬سواء‭ ‬السياسى‭ ‬أو‭ ‬الدبلوماسى‭ ‬أو‭ ‬القانونى‭ ‬أو‭ ‬الإنسانى‭ ‬ونتحدث‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬السطور‭ ‬عن‭ ‬الدور‭ ‬الإنسانى‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬الإجرام‭ ‬وحرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬إلى‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭.. ‬فمعبر‭ ‬رفح‭ ‬مفتوح‭ ‬24‭ ‬ساعة‭ ‬‭ ‬وإسرائيل‭ ‬هى‭ ‬من‭ ‬تقف‭ ‬وراء‭ ‬منع‭ ‬دخول‭ ‬المساعدات‭ ‬الإغاثية‭ ‬والإنسانية‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭.. ‬ومطار‭ ‬العريش‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭ ‬ويستقبل‭ ‬المساعدات‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬مصر‭ ‬قدمت‭ ‬80٪‭ ‬من‭ ‬اجمالى‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬التى‭ ‬وصلت‭ ‬لأهالى‭ ‬غزة‭ ‬وأيضاً‭ ‬إسرائيل‭ ‬وأمريكا‭ ‬يدبران‭ ‬أمراً‭ ‬ما‭ ‬على‭ ‬سواحل‭ ‬غزة‭ ‬بإنشاء‭ ‬ميناء‭ ‬أمريكى‭ ‬بذريعة‭ ‬ايصال‭ ‬المساعدات‭ ‬لسكان‭ ‬القطاع‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين‭.‬
يوميا‭ ‬مصر‭ ‬تواصل‭ ‬تنفيذ‭ ‬عمليات‭ ‬الإسقاط‭ ‬الجوى‭ ‬لأطنان‭ ‬من‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والغذائية‭ ‬للتخفيف‭ ‬عن‭ ‬معاناة‭ ‬الأشقاء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وتستمر‭ ‬المساعدات‭ ‬المصرية‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬أيام‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬ليس‭ ‬هذا‭ ‬فحسب‭ ‬فصندوق‭ ‬‮«‬تحيا‭ ‬مصر‮»‬‭ ‬اطلق‭ ‬قافلة‭ ‬مساعدات‭ ‬غذائية‭ ‬وإنسانية‭ ‬وإغاثية‭ ‬للأشقاء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬تبلغ‭ ‬101‭ ‬شاحنة‭ ‬تحمل‭ ‬1616‭ ‬طن‭ ‬مواد‭ ‬غذائية‭ ‬وطبية‭.. ‬ليس‭ ‬هذا‭ ‬فحسب‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬آلافاً‭ ‬من‭ ‬وجبات‭ ‬الإفطار‭ ‬والسحور‭ ‬الجاهزة‭ ‬لأهالينا‭ ‬وأشقائنا‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬الإمداد‭ ‬فى‭ ‬الأراضى‭ ‬المصرية‭ ‬بسيناء‭.‬
الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬عبر‭ ‬عن‭ ‬الموقف‭ ‬المصرى‭ ‬الشريف‭ ‬فى‭ ‬مناسبات‭ ‬كثيرة‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬رفض‭ ‬مصر‭ ‬القاطع‭ ‬تهجير‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬أراضيهم‭ ‬وتوطينهم‭ ‬فى‭ ‬سيناء‭ ‬وإدخال‭ ‬2.3‭ ‬مليون‭ ‬إلى‭ ‬الأراضى‭ ‬المصرية‭ ‬وكشف‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬عن‭ ‬حجم‭ ‬الضغوط‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬والابتزاز‭ ‬والحصار‭ ‬الذى‭ ‬يمارس‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وإعدام‭ ‬الحقوق‭ ‬المشروعة‭ ‬للأشقاء‭.. ‬لكن‭ (‬مصر‭- ‬السيسى‭) ‬دولة‭ ‬عظيمة‭ ‬وشريفة‭ ‬لا‭ ‬تقبل‭ ‬التفريط‭ ‬فى‭ ‬حقوق‭ ‬مشروعة‭ ‬ولا‭ ‬تعرف‭ ‬التآمر‭ ‬أو‭ ‬الخيانة‭ ‬ولا‭ ‬تخون‭ ‬دماء‭ ‬مصرية‭- ‬فلسطينية‭ ‬زكية‭ ‬سالت‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحق‭ ‬والأرض‭ ‬الفلسطينية‭.. ‬وأيضاً‭ ‬مصر‭ ‬عرضت‭ ‬عليها‭ ‬مئات‭ ‬المليارات‭ ‬من‭ ‬الدولارات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬أو‭ ‬السماح‭ ‬بتوطين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬فى‭ ‬سيناء‭.. ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬يحدث‭ ‬لأنه‭ ‬خيانة‭ ‬لدماء‭ ‬الأشقاء‭ ‬والشهداء‭ ‬ومصر‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬الخيانة‭ ‬أبداً‭.‬
الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬شرح‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬جيداً‭ ‬وباستفاضة‭ ‬وأيضاً‭ ‬الفارق‭ ‬بين‭ ‬سماح‭ ‬مصر‭ ‬بفتح‭ ‬منافذها‭ ‬وأرضها‭ ‬أمام‭ ‬السودانيين‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬الأشقاء‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬التى‭ ‬تعانى‭ ‬من‭ ‬أزمات‭ ‬داخلية‭ ‬وبين‭ ‬رفض‭ ‬مصر‭ ‬دخول‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬سيناء‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬يتعرضون‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬إجرام‭ ‬إسرائيلي‭.‬
الحقيقة‭ ‬ان‭ ‬الوضع‭ ‬فى‭ ‬السودان‭ ‬مختلف‭ ‬تماماً‭ ‬فهناك‭ ‬أشقاء‭ ‬يتقاتلون‭ ‬فى‭ ‬بيتهم‭ ‬وبينهم‭ ‬نزاعات‭ ‬وخلافات‭ ‬وانقسامات‭ ‬لكنهم‭ ‬يتصارعون‭ ‬على‭ ‬أرضهم‭.. ‬وبالتالى‭ ‬فإن‭ ‬صراع‭ ‬أبناء‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬الواحد‭.. ‬خلق‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬غياب‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والاستقرار‭ ‬وانتشار‭ ‬القتل‭.. ‬لكن‭ ‬لمجرد‭ ‬ان‭ ‬يعود‭ ‬السلام‭ ‬والتوافق‭ ‬فيما‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬الواحد‭ ‬يستطيع‭ ‬المواطنون‭ ‬الذين‭ ‬فروا‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬وطنهم‭ ‬وأراضيهم‭ ‬فلا‭ ‬يوجد‭ ‬غريب‭ ‬أو‭ ‬عدو‭ ‬بينهم‭.. ‬يسرق‭ ‬ويسلب‭ ‬أرضهم‭ ‬أو‭ ‬يغتصب‭ ‬وطنهم‭.. ‬الوضع‭ ‬فى‭ ‬غزة‭ ‬مختلف‭ ‬تماماً‭.. ‬فإذا‭ ‬سمحت‭ ‬مصر‭ ‬بنقل‭ ‬الأشقاء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬فى‭ ‬القطاع‭ ‬وهم‭ ‬2‭.‬3‭ ‬مليون‭ ‬فلسطينى‭ ‬إلى‭ ‬أراضيها‭ ‬فى‭ ‬سيناء‭ ‬فإن‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ماتت‭ ‬إلى‭ ‬الأبد‭.. ‬فأى‭ ‬وطن‭ ‬يفرض‭ ‬وجود‭ (‬الأرض‭ ‬والشعب‭) ‬فعن‭ ‬أى‭ ‬دولة‭ ‬نتحدث‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الشعب‭ ‬ترك‭ ‬أرضه‭ ‬ووطنه‭.. ‬كما‭ ‬ان‭ ‬خروج‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬إلى‭ ‬خارج‭ ‬أراضيهم‭ ‬إلى‭ ‬سيناء‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬مخطط‭ ‬ومدبر‭ ‬ومؤامرة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬تحقق‭ ‬أوهاماً‭ ‬صهيونية‭ ‬وبالتالى‭ ‬تنفذ‭ ‬مخطط‭ ‬إسرائيل‭ ‬الكبري‭.. ‬باختصار‭ ‬إذا‭ ‬خرج‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬من‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬سيناء‭ ‬لن‭ ‬يعودوا‭ ‬إليها‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬ولن‭ ‬تقوم‭ ‬لهم‭ ‬قائمة‭.. ‬أو‭ ‬دولة‭ ‬مستقلة‭ ‬أو‭ ‬قضية‭ ‬وسوف‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬خطراً‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬المصري‭.. ‬لأن‭ ‬المعركة‭ ‬سوف‭ ‬تنتقل‭ ‬إلى‭ ‬سيناء‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬غزة‭ ‬أو‭ ‬الأراضى‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يشكل‭ ‬تهديداً‭ ‬مباشراً‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬وأمنها‭ ‬القومى‭ ‬ويجعلها‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬مباشرة‭ ‬مع‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭.. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬موقف‭ ‬مصر‭ ‬الشريف‭ ‬تجاه‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬لم‭ ‬يقبل‭ ‬تصفيتها‭ ‬أو‭ ‬تهجير‭ ‬وتوطين‭ ‬سكان‭ ‬القطاع‭.. ‬ولم‭ ‬يقبل‭ ‬الضغوط‭ ‬والابتزاز‭ ‬والحصار‭ ‬وحتى‭ ‬الإغراءات‭ ‬فمصر‭ ‬أكبر‭ ‬وأعظم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تتنازل‭ ‬عن‭ ‬مبادئها‭ ‬وثوابتها‭ ‬وقيمها‭ ‬وشرف‭ ‬مواقفها‭.‬

تحيا مصر

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى