مقالات

حديث‭ ‬الرئيس‭.. ‬وبناء‭ ‬الوعى

عبد الرازق توفيق

ما‭ ‬بين‭ ‬قيم‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬والتضحية‭.. ‬والرؤية‭ ‬والحكمة‭.. ‬والصبر‭ ‬والعمل‭ ‬والإرادة‭ ‬والتحدي‭.. ‬والصدق‭ ‬والشفافية‭.. ‬والثوابت‭ ‬الراسخة‭ ‬والمواقف‭ ‬الشريفة‭.. ‬تكونت‭ ‬العقيدة‭ ‬المصرية‭.. ‬وتلك‭ ‬هى‭ ‬أبرز‭ ‬رسائل‭ ‬الندوة‭ ‬التثقيفية‭ ‬الـ‭ ‬39‭ ‬بمناسبة‭ ‬الاحتفال‭ ‬بيوم‭ ‬الشهيد،‭ ‬والتى‭ ‬جاءت‭ ‬حافلة‭ ‬بالحقائق‭ ‬والأمجاد‭ ‬والدروس‭ ‬والعبر‭.. ‬فالرئيس‭ ‬السيسي‭.. ‬تحدث‭.. ‬ليبنى‭ ‬الوعى‭ ‬الحقيقى‭ ‬والفهم‭ ‬الصحيح،‭ ‬ويضع‭ ‬النقاط‭ ‬على‭ ‬الحروف‭.. ‬لذلك‭ ‬بدت‭ ‬على‭ ‬المصريين‭ ‬ملامح‭ ‬الاطمئنان‭ ‬والارتياح‭ ‬والثقة‭ ‬فيما‭ ‬تحقق‭.. ‬وما‭ ‬هو‭ ‬قادم‭ ‬من‭ ‬مستقبل‭ ‬واعد‭.. ‬وتأكيد‭ ‬على‭ ‬مواقف‭ ‬مصر‭ ‬الشريفة‭.. ‬ودورها‭ ‬فى‭ ‬دعم‭ ‬الأشقاء،‭ ‬وكذلك‭ ‬ملامح‭ ‬وبشائر‭ ‬‮«‬الانفراجة‮»‬‭.. ‬لذلك‭ ‬كان‭ ‬يوماً‭ ‬ثرياً‭ ‬بالصدق‭ ‬والثقة‭ ‬والشرف‭ ‬والاطمئنان‭ ‬والفخر‭ ‬بوطن‭ ‬عظيم‭ ‬وقيادة‭ ‬استثنائية

حديث‭ ‬الرئيس‭.. ‬وبناء‭ ‬الوعى


كعادتها‭.. ‬جاءت‭ ‬الندوة‭ ‬التثقيفية‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬عامرة‭ ‬وزاخرة‭ ‬بالرسائل‭ ‬المهمة،‭ ‬وقيم‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬والفداء‭ ‬والتضحية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوطن‭ ‬ثرية‭ ‬بالحقائق‭ ‬والشفافية‭ ‬والمصارحة،‭ ‬والمواقف‭ ‬الوطنية‭ ‬الشريفة،‭ ‬وقيم‭ ‬ومبادئ‭ ‬الولاء‭ ‬والعطاء‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬أعطى‭ ‬وأخلص‭ ‬وضحى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مصر‭.‬
الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬الندوة‭ ‬التثقيفية‭ ‬الـ‭ ‬39‭ ‬بمناسبة‭ ‬الاحتفال‭ ‬بيوم‭ ‬الشهيد‭ ‬جاءت‭ ‬فى‭ ‬توقيت‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية،‭ ‬كان‭ ‬الجميع‭ ‬فى‭ ‬حاجة‭ ‬لشحن‭ ‬بطاريات‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬وأيضاً‭ ‬التزود‭ ‬بطاقات‭ ‬إيجابية‭ ‬من‭ ‬الثقة‭ ‬والتفاؤل،‭ ‬وكذلك‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬مواقف‭ ‬مصر‭ ‬الشريفة‭ ‬والنبيلة‭ ‬سواء‭ ‬تجاه‭ ‬أبنائها‭ ‬الذين‭ ‬ضحوا‭ ‬بأرواحهم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬حراً‭ ‬أبياً‭ ‬كريماً‭ ‬سالماً‭ ‬آمناً‭ ‬مستقراً‭ ‬وأنه‭ ‬لولا‭ ‬هذه‭ ‬التضحيات‭ ‬ما‭ ‬حققت‭ ‬مصر‭ ‬وأنجزت‭ ‬هذه‭ ‬المعجزة‭ ‬الحقيقية‭ ‬فى‭ ‬استعادة‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والاستقرار‭ ‬وأيضاً‭ ‬التجربة‭ ‬الملهمة‭ ‬فى‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية،‭ ‬التى‭ ‬نحصد‭ ‬ثمارها،‭ ‬وفى‭ ‬القريب‭ ‬تحقق‭ ‬آمال‭ ‬وتطلعات‭ ‬المصريين‭ ‬فى‭ ‬المستقبل‭ ‬الواعد‭.. ‬وأيضاً‭ ‬مواقف‭ ‬مصر‭ ‬الشريفة‭ ‬والنبيلة‭ ‬والإنسانية‭ ‬تجاه‭ ‬الأشقاء‭ ‬وتقديم‭ ‬يد‭ ‬العون‭ ‬فى‭ ‬أزماتهم‭ ‬ومعاناتهم‭ ‬بكافة‭ ‬الطرق‭ ‬والوسائل‭.‬
الندوة‭ ‬التثقيفية‭ ‬وما‭ ‬تضمنته‭ ‬من‭ ‬رسائل‭ ‬مهمة‭ ‬وبحضور‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬وحرصه‭ ‬على‭ ‬الحديث‭ ‬من‭ ‬القلب‭ ‬بشفافية‭ ‬وصدق‭ ‬عهدناه‭ ‬دائماً‭ ‬جعلتها‭ ‬منبراً‭ ‬مهماً،‭ ‬لتحقيق‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأهداف‭ ‬المهمة،‭ ‬أبرزها‭ ‬أين‭ ‬نقف‭ ‬فى‭ ‬تلك‭ ‬اللحظة،‭ ‬وإلى‭ ‬أين‭ ‬نمضي،‭ ‬وبناء‭ ‬الوعى‭ ‬الحقيقى‭ ‬الذى‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬معلومات‭ ‬وحقائق‭ ‬وواقع،‭ ‬تدفع‭ ‬الباطل،‭ ‬وتدحر‭ ‬الأكاذيب‭ ‬والشائعات‭ ‬وحملات‭ ‬التشكيك‭ ‬والتشويه‭ ‬التى‭ ‬تستهدف‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭.‬
الندوة‭ ‬التثقيفية،‭ ‬منحتنا‭ ‬جرعات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء،‭ ‬وغرس‭ ‬روح‭ ‬العطاء‭ ‬والفداء‭ ‬والتضحية،‭ ‬وأيضاً‭ ‬مزيداً‭ ‬من‭ ‬الثقة‭ ‬والأمل‭ ‬والتفاؤل‭ ‬واطمئنانا‭ ‬كاملا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬سيبقى‭ ‬دائماً‭ ‬شامخاً‭ ‬سالماً،‭ ‬قوياً‭ ‬قادراً،‭ ‬طالما‭ ‬أن‭ ‬فيه‭ ‬رجالاً‭ ‬جاهزين‭ ‬لتقديم‭ ‬أرواحهم‭ ‬ودمائهم‭ ‬فداء‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن،‭ ‬طالما‭ ‬أن‭ ‬لديه‭ ‬جيشاً‭ ‬وطنياً‭ ‬شريفاً‭ ‬قوياً‭ ‬يحفظ‭ ‬له‭ ‬الوجود‭ ‬والخلود،‭ ‬ويصون‭ ‬أمنه‭ ‬واستقراره‭ ‬وأمنه‭ ‬القومي‭.‬
أتوقف‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬عند‭ ‬رسائل‭ ‬مهمة‭ ‬وقوية‭ ‬أكد‭ ‬عليها‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬فى‭ ‬كلمته‭ ‬خلال‭ ‬الندوة‭ ‬التثقيفية‭ ‬الـ‭ ‬39‭ ‬احتفالاً‭ ‬بيوم‭ ‬الشهيد‭ ‬تجسد‭ ‬أن‭ ‬لمصر‭ ‬قائداً‭ ‬عظيماً،‭ ‬هو‭ ‬القدوة‭ ‬فى‭ ‬العمل‭ ‬والتفانى‭ ‬والصدق‭ ‬والشرف،‭ ‬والنجاح‭ ‬والإنجاز،‭ ‬والإنسانية‭ ‬أطرحها‭ ‬فى‭ ‬نقاط‭ ‬مهمة‭ ‬كالتالي‭:‬
أولاً‭:‬‭ ‬شهدت‭ ‬مصر‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬التدهور‭ ‬الكبير‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العقود‭ ‬الماضية،‭ ‬وكانت‭ ‬على‭ ‬حافة‭ ‬ومشارف‭ ‬السقوط‭ ‬والضياع‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬يناير‭ ‬2011،‭ ‬وتكلفة‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬من‭ ‬فوضى‭ ‬وإرهاب‭ ‬أسود‭ ‬وتراجع‭ ‬خطير،‭ ‬ثم‭ ‬تكلفة‭ ‬ثورة‭ ‬30‭ ‬يونيو‭ ‬2013،‭ ‬وما‭ ‬ارتكبته‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬فى‭ ‬حق‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬والشعب،‭ ‬وعانت‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬تدهور‭ ‬شديد‭ ‬وشبه‭ ‬انهيار‭ ‬اقتصادي،‭ ‬وبلغت‭ ‬معاناة‭ ‬المصريين‭ ‬العميقة‭ ‬ذروتها‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬أزمات‭ ‬متلاحقة،‭ ‬ومشاكل‭ ‬متراكمة‭ ‬وفوضى‭ ‬وإرهاب،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬غياب‭ ‬رؤية‭ ‬وإرادة‭ ‬الإصلاح‭ ‬والبناء‭ ‬والتنمية،‭ ‬وخاضت‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬معركة‭ ‬شرسة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬ضد‭ ‬التكفير‭ ‬والفكر‭ ‬المتطرف‭  ‬والإرهاب‭ ‬الذى‭ ‬سعى‭ ‬إلى‭ ‬تخريب‭ ‬وتدمير‭ ‬الدولة‭ ‬وإسقاطها‭ ‬ولولا‭ ‬تضحيات‭ ‬المصريين‭ ‬لما‭ ‬بقيت‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬آمنة‭ ‬وسالمة‭ ‬ومستقرة‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬التى‭ ‬تراكمت‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬سنوات‭ ‬سواء‭ ‬قبل‭ ‬2011،‭ ‬أو‭ ‬سببتها‭ ‬أحداث‭ ‬يناير‭ ‬من‭ ‬فوضى‭ ‬وانفلات‭ ‬وإرهاب‭ ‬ثم‭ ‬حكم‭ ‬الإخوان‭ ‬الفاشى‭ ‬والفاشل‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬أزمات‭ ‬دولية‭ ‬متلاحقة،‭ ‬سواء‭ ‬جائحة‭ ‬‮«‬كورونا‮»‬‭ ‬التى‭ ‬استمرت‭ ‬لمدة‭ ‬عامين‭ ‬ثم‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬ــ‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬ثم‭ ‬جاءت‭ ‬منذ‭ ‬خمسة‭ ‬أشهر‭ ‬الاضطرابات‭ ‬والتوترات‭ ‬الإقليمية،‭ ‬والعدوان‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬صعوبات‭ ‬وتحديات‭ ‬كثيرة‭ ‬يأتى‭ ‬فى‭ ‬مقدمتها‭ ‬الأزمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وتأثيراتها‭.‬
ثانياً‭: ‬ما‭ ‬قدمه‭ ‬الشهداء‭ ‬من‭ ‬تضحيات‭ ‬وبذل‭ ‬وعطاء‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬جادوا‭ ‬بأرواحهم‭ ‬ودمائهم،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬تحيا‭ ‬مصر‭ ‬وشعبها‭ ‬بكرامة،‭ ‬ونحقق‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الإنجازات‭ ‬والنجاحات‭ ‬من‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬وبناء‭ ‬وتنمية،‭ ‬هو‭ ‬أمانة‭ ‬فى‭ ‬رقابنا‭ ‬جميعاً،‭ ‬يستلزم‭ ‬الحفاظ‭ ‬عليه،‭ ‬ومواصلة‭ ‬طريق‭ ‬ومسيرة‭ ‬العمل‭ ‬والصبر‭ ‬والإنجازات،‭ ‬والاصطفاف‭ ‬والدفاع‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تقدمها‭ ‬وتعزيز‭ ‬قوتها‭ ‬وقدرتها‭.‬
ثالثاً‭:‬‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬عندما‭ ‬قرر‭ ‬الترشح‭ ‬لرئاسة‭ ‬مصر‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬إرادة‭ ‬شعبية‭ ‬كاسحة،‭ ‬تحدث‭ ‬إلى‭ ‬المصريين،‭ ‬كان‭ ‬واضحاً،‭ ‬وصريحاً‭ ‬بأعلى‭ ‬الدرجات،‭ ‬لم‭ ‬يخف‭ ‬عنهم‭ ‬شيئاً،‭ ‬لم‭ ‬يجمل‭ ‬الواقع،‭ ‬ولم‭ ‬يبع‭ ‬الوهم‭ ‬للناس‭ ‬على‭ ‬الاطلاق‭ ‬استعرض‭ ‬كافة‭ ‬التحديات‭ ‬والأزمات‭ ‬المتراكمة‭ ‬والصعوبات‭ ‬وشخص‭ ‬حالة‭ ‬وأوضاع‭ ‬البلاد،‭ ‬وخاطب‭ ‬شعبه‭ ‬أنه‭ ‬بمفرده‭ ‬لن‭ ‬يستطيع‭ ‬عمل‭ ‬شيء‭ ‬ولكننا‭ ‬جميعاً‭ ‬قيادة‭ ‬وشعباً‭ ‬وحكومة‭ ‬نستطيع،‭ ‬وأنه‭ ‬بالعمل‭ ‬والمثابرة‭ ‬والصبر،‭ ‬سوف‭ ‬نجد‭ ‬فى‭ ‬نهاية‭ ‬النفق‭ ‬ضوءاً‭ ‬كبيراً‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬بالفعل،‭ ‬فقد‭ ‬حققت‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والبناء‭ ‬والتنمية‭ ‬ما‭ ‬يقترب‭ ‬من‭ ‬المعجزة‭ ‬بالمعنى‭ ‬الحقيقى‭ ‬للكلمة،‭ ‬فمن‭ ‬يسأل‭ ‬نفسه‭ ‬بعد‭ ‬10‭ ‬سنوات،‭ ‬أين‭ ‬كنا،‭ ‬وكيف‭ ‬أصبحنا؟‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬الحقيقة‭ ‬بسهولة،‭ ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ننسى‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬لدينا‭ ‬من‭ ‬مشاكل‭ ‬وأزمات‭ ‬وتحديات‭ ‬متراكمة‭ ‬ومعقدة،‭ ‬وما‭ ‬بين‭ ‬أيدينا‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬طاقة‭ ‬نور‭ ‬كبيرة،‭ ‬وإنجازات‭ ‬ونجاحات‭ ‬وتغير‭ ‬محورى‭ ‬فى‭ ‬البلاد‭ ‬إلى‭ ‬الأفضل،‭ ‬بات‭ ‬لدينا‭ ‬ثروة‭ ‬عظيمة‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭ ‬والقطاعات‭ ‬وفى‭ ‬جميع‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬كبيرة،‭ ‬نستطيع‭ ‬القول‭ ‬وبثقة‭ ‬أن‭ ‬لدينا‭ ‬دولة‭ ‬قوية‭ ‬تقف‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬صلبة‭ ‬وقادرة‭ ‬على‭ ‬الانطلاق‭ ‬نحو‭ ‬المستقبل‭.‬
رابعاً‭:‬‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬آثر‭ ‬وفضل‭ ‬الحديث‭ ‬بعد‭ ‬حل‭ ‬الأزمة‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬وتحقيق‭ ‬تحسن‭ ‬ملحوظ‭ ‬والقادم‭ ‬أفضل‭ ‬بشكل‭ ‬تدريجي،‭ ‬وشرح‭ ‬أبعاد‭ ‬وتأثيرات‭ ‬الأزمات‭ ‬العالمية‭ ‬والإقليمية،‭ ‬وأن‭ ‬الإجراءات‭ ‬والقرارات‭ ‬الإصلاحية‭ ‬الأخيرة‭ ‬سواء‭ ‬بالتسعير‭ ‬العادل‭ ‬للجنيه،‭ ‬وسعر‭ ‬موحد‭ ‬للصرف،‭ ‬ورفع‭ ‬الفائدة‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ليتحقق‭ ‬لولا‭ ‬وصول‭ ‬الدولة‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬الوفرة‭ ‬والاطمئنان‭ ‬على‭ ‬رصيد‭ ‬من‭ ‬العملات‭ ‬الصعبة‭ ‬وخاصة‭ ‬الدولار،‭ ‬لذلك‭ ‬الدولة‭ ‬عندما‭ ‬أدركت‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب،‭ ‬وتوافر‭ ‬المقومات‭ ‬للنجاح‭ ‬اتخذت‭ ‬القرارات‭ ‬التى‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬إنهاء‭ ‬الأزمة‭ ‬تماماً،‭ ‬وتحقيق‭ ‬ثلة‭ ‬من‭ ‬الأهداف‭ ‬التى‭ ‬تعود‭ ‬على‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن‭ ‬بالخير‭.‬
طفت‭ ‬على‭ ‬السطح‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬الأزمة‭ ‬الخانقة‭ ‬بعض‭ ‬الممارسات‭ ‬غير‭ ‬السوية،‭ ‬مثل‭ ‬التلاعب‭ ‬فى‭ ‬الأسواق،‭ ‬وسعر‭ ‬الصرف،‭ ‬وعدم‭ ‬المسئولية‭ ‬الوطنية‭ ‬فى‭ ‬توقيت‭ ‬الأزمة‭ ‬وغياب‭ ‬الخوف‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬لدى‭ ‬البعض‭ ‬بالإصرار‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬الدولة‭ ‬لم‭ ‬تتخذ‭ ‬إجراءات‭ ‬حادة‭ ‬أو‭ ‬عنيفة،‭ ‬وانتظرت‭ ‬حتى‭ ‬قطع‭ ‬دابر‭ ‬الأزمة،‭ ‬وإنهائها‭ ‬تماماً،‭ ‬وهنا‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬يخرج‭ ‬علماء‭ ‬الدين‭ ‬فى‭ ‬توقيت‭ ‬الأزمة‭ ‬لتعريف‭ ‬الناس‭ ‬بالحلال‭ ‬والحرام،‭ ‬وتوعيتهم‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬لمس‭ ‬وتراً‭ ‬مهماً،‭ ‬وبعداً‭ ‬فى‭ ‬منتهى‭ ‬الأهمية‭ ‬خاصة‭ ‬دور‭ ‬الأئمة‭ ‬وعلماء‭ ‬الدين،‭ ‬والنخب‭ ‬فى‭ ‬توعية‭ ‬الناس‭ ‬بمخاطر‭ ‬هذه‭ ‬السلوكيات‭ ‬على‭ ‬الوطن،‭ ‬وأيضاً‭ ‬إظهار‭ ‬الحلال‭ ‬من‭ ‬الحرام‭ ‬فيها‭ ‬وبناء‭ ‬الوعي،‭ ‬أمر‭ ‬مهم‭ ‬للغاية،‭ ‬يتطلب‭ ‬رؤية‭ ‬وجسارة‭ ‬المنوط‭ ‬بهم‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬الذى‭ ‬بات‭ ‬حتمياً‭ ‬فى‭ ‬ضوء‭ ‬التحديات‭ ‬الراهنة‭.‬
خامساً‭:‬‭ ‬الوعى‭ ‬الحقيقي،‭ ‬والفهم‭ ‬الصحيح‭ ‬لما‭ ‬يواجه‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬وتداعيات‭ ‬للأزمات‭ ‬العالمية‭ ‬المتلاحقة،‭ ‬وأيضاً‭ ‬تعداد‭ ‬سكان‭ ‬مصر‭ ‬والذى‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬106‭ ‬ملايين‭ ‬نسمة‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬‮٩‬‭ ‬ملايين‭ ‬من‭ ‬اللاجئين‭ ‬متواجدين‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬المصرية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬الإرهاب‭ ‬وتكلفة‭ ‬أحداث‭ ‬2011،‭ ‬وثورة‭ ‬30‭ ‬يونيو‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يوضع‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬فى‭ ‬الاعتبار،‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬نجحت‭ ‬مصر‭ ‬بفضل‭ ‬حكمة‭ ‬ورؤية‭ ‬قيادتها‭ ‬السياسية‭ ‬فى‭ ‬تجاوز‭ ‬وعبور‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة،‭ ‬فالرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬يدير‭ ‬البلاد‭ ‬بحكمة‭ ‬وصبر،‭ ‬ويغرس‭ ‬فينا‭ ‬روح‭ ‬المسئولية‭ ‬والتشاركية‭ ‬فى‭ ‬تحمل‭ ‬أمانة‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬جميعاً،‭ ‬ورغم‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة،‭ ‬والتهديدات‭ ‬الخطيرة‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الاتجاهات‭ ‬الإستراتيجية،‭ ‬شمالاً‭ ‬وجنوباً،‭ ‬وغرباً‭ ‬وشرقاً،‭ ‬الحرائق‭ ‬مشتعلة‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬مصر‭ ‬لم‭ ‬تمسسها‭ ‬نار،‭ ‬وهذا‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬حكمة‭ ‬القيادة‭ ‬وعقيدتها‭ ‬فى‭ ‬كون‭ ‬مصر‭ ‬عامل‭ ‬استقرار‭ ‬وسلام‭ ‬ولا‭ ‬تشعل‭ ‬الحرائق‭ ‬ولا‭ ‬تتورط‭ ‬فى‭ ‬مغامرات‭ ‬غير‭ ‬محسوبة،‭ ‬فالحكمة‭ ‬والعدل‭ ‬أساس‭ ‬الحكم،‭ ‬وكونها‭ ‬لم‭ ‬تغامر‭ ‬أبداً‭ ‬بالبلاد‭ ‬أو‭ ‬العباد‭ ‬ولم‭ ‬يضيع‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬أبداً‭ ‬بل‭ ‬حافظ‭ ‬عليه،‭ ‬أرضاً‭ ‬وأمناً‭ ‬واستقراراً‭ ‬وحاضراً‭ ‬ومستقبلاً،‭ ‬وتنمية‭ ‬وبناء‭ ‬وبنى‭ ‬اقتصاداً‭ ‬وطنياً‭ ‬قوياً‭ ‬وقادراً‭ ‬رغم‭ ‬ضعف‭ ‬مقومات‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية،‭ ‬وميراث‭ ‬مشاكلها‭ ‬وأزماتها‭ ‬المعقدة،‭ ‬بأفكاره‭ ‬الخلاقة،‭ ‬وعبقرية‭ ‬رؤيته،‭ ‬وإرادته‭ ‬للبناء،‭ ‬وطموحه‭ ‬غير‭ ‬المحدود‭ ‬لوطنه،‭ ‬واستدعائه‭ ‬لقدرة‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬على‭ ‬صنع‭ ‬المستحيل‭.. ‬وأفضل‭ ‬ما‭ ‬خلقه‭ ‬فينا‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬هو‭ ‬مبدأ‭ ‬التشاركية‭ ‬فى‭ ‬تحمل‭ ‬مسئولية‭ ‬هذا‭ ‬الوطن،‭ ‬فبالتكاتف‭ ‬والعمل‭ ‬والصبر‭ ‬نستطيع‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬توليه‭ ‬المسئولية‭ ‬فى‭ ‬قيادة‭ ‬مصر‭ ‬أن‭ ‬نعبر‭ ‬الأزمات‭ ‬والتحديات‭ ‬والصعاب،‭ ‬وننطلق‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل‭.‬
سادساً‭: ‬فى‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬ودور‭ ‬مصر‭ ‬الثابت‭ ‬والمحدد‭ ‬والشريف‭ ‬فى‭ ‬تخفيف‭ ‬معاناة‭ ‬الأشقاء‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬وإنقاذهم‭ ‬من‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬والسعى‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬حتى‭ ‬تمكينهم‭ ‬من‭ ‬إقامة‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المستقلة‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬‮٤‬‭ ‬يونيو‭ ‬1967‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية،‭ ‬شرح‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬الأوضاع‭ ‬بمنتهى‭ ‬الشفافية،‭ ‬ولفت‭ ‬الأنظار‭ ‬إلى‭ ‬نقاط‭ ‬مهمة،‭ ‬وأبطل‭ ‬الأكاذيب‭ ‬وحملات‭ ‬التشويه‭ ‬بعبقرية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الآتي‭:‬
إن‭ ‬مصر‭ ‬تبذل‭ ‬أقصى‭ ‬جهد‭ ‬وطاقة‭ ‬لحماية‭ ‬وإغاثة‭ ‬الأشقاء‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬وانفاذ‭ ‬المساعدات‭ ‬لهم‭.. ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬سقوط‭ ‬آلاف‭ ‬الشهداء،‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وتعرض‭ ‬الأحياء‭ ‬لمعاناة‭ ‬إنسانية‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬وتوجه‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬إلى‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطينى‭ ‬المرابط‭ ‬على‭ ‬أرضه‭ ‬والصامد‭ ‬فوق‭ ‬ترابها‭ ‬بتحية‭ ‬تقدير‭ ‬وإجلال‭ ‬قائلاً‭ ‬لهم‭: ‬مصابكم‭ ‬مصابنا،‭ ‬وألمكم‭ ‬ألمنا،‭ ‬وإن‭ ‬مصر‭ ‬لن‭ ‬تتوانى‭ ‬عن‭ ‬مواصلة‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬وإدخال‭ ‬المساعدات‭ ‬وإغاثة‭ ‬المنكوبين‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الكارثة‭ ‬الهائلة،‭ ‬ولن‭ ‬تتوقف‭ ‬مصر‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬الثمن‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حصول‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطينى‭ ‬الشقيق‭ ‬على‭ ‬حقوقه‭ ‬المشروعة‭ ‬فى‭ ‬دولته‭ ‬المستقلة‭.‬
تساءل‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬بشكل‭ ‬كاشف،‭ ‬لماذا‭ ‬لم‭ ‬نسأل‭ ‬عن‭ ‬سبب‭ ‬إدخال‭ ‬المساعدات‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الإسقاط‭ ‬الجوى‭ ‬وليس‭ ‬المعابر؟‭ ‬ألم‭ ‬أقل‭ ‬لكم‭ ‬إننا‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬حريصون‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يظل‭ ‬المعبر‭ ‬مفتوحاً‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬24‭ ‬ساعة‭ ‬وأى‭ ‬فرصة‭ ‬لإدخال‭ ‬المساعدات‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬أو‭ ‬التى‭ ‬تأتى‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬أن‭ ‬تدخل‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬وبأى‭ ‬حجم‭ ‬طالما‭ ‬أن‭ ‬المعبر‭ ‬مفتوح‭ ‬مستنكراً‭ ‬الأقاويل‭ ‬والأباطيل‭ ‬والادعاءات‭ ‬التى‭ ‬زعمت‭ ‬أن‭ ‬المعبر‭ ‬يتم‭ ‬إغلاقه‭ ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬تساؤلات‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬هى‭ ‬أبلغ‭ ‬رد‭ ‬على‭ ‬حملات‭ ‬الأكاذيب‭ ‬والتشويه‭ ‬المتعمدة‭ ‬والممنهجة،‭ ‬فالمعبر‭ ‬منذ‭ ‬8‭ ‬أكتوبر‭ ‬مفتوح‭ ‬على‭ ‬مصراعيه‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭ ‬ولم‭ ‬يغلق‭ ‬لحظة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬المصري،‭ ‬وأن‭ ‬المعبر‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬الفلسطينى‭ ‬تعرض‭ ‬للقصف‭ ‬‮٤‬‭ ‬مرات‭ ‬وقامت‭ ‬مصر‭ ‬بإصلاحه‭ ‬وإعادته‭ ‬للخدمة‭ ‬من‭ ‬جديد‭.‬
الإسقاط‭ ‬الجوى‭ ‬للمساعدات‭ ‬ينفذ‭ ‬بسبب‭ ‬تعنت‭ ‬الجانب‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬الذى‭ ‬يقف‭ ‬حائلاً‭ ‬وعائقاً‭ ‬دون‭ ‬نفاذ‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والإغاثية‭ ‬من‭ ‬معبر‭ ‬رفح‭ ‬وكافة‭ ‬المعابر‭ ‬الأخري،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬الأكاذيب‭ ‬التى‭ ‬تروج‭ ‬ضد‭ ‬مصر‭ ‬لا‭ ‬أساس‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬الصحة،‭ ‬وأن‭ ‬إسرائيل‭ ‬مع‭ ‬سبق‭ ‬الإصرار‭ ‬والترصد‭ ‬تمنع‭ ‬وتحول‭ ‬دون‭ ‬دخول‭ ‬ونفاذ‭ ‬المساعدات‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬معبر‭ ‬رفح‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬الإسقاط‭ ‬الجوى‭ ‬للمساعدات‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬الأمور‭ ‬تتكشف‭ ‬رويداً‭ ‬رويداً‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬اقترحه‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكى‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬بإنشاء‭ ‬ميناء‭ ‬بحرى‭ ‬على‭ ‬ساحل‭ ‬غزة‭ ‬بزعم‭ ‬إيصال‭ ‬المساعدات‭ ‬الإغاثية‭ ‬والإنسانية‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطينى‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬وافقت‭ ‬عليه‭ ‬إسرائيل‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬يحمل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التساؤلات‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬فى‭ ‬الكواليس‭ ‬والغرف‭ ‬المظلمة‭ ‬بين‭ ‬واشنطن‭ ‬وتل‭ ‬أبيب،‭ ‬ولماذا‭ ‬الإصرار‭ ‬على‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬والإيهام‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬أزمة‭ ‬بين‭ ‬واشنطن‭ ‬وتل‭ ‬أبيب،‭ ‬وماذا‭ ‬يدور‭ ‬فى‭ ‬الكواليس؟‭ ‬وإلى‭ ‬أين‭ ‬وصلت‭ ‬أهدافهم‭ ‬لتصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وهل‭ ‬حالة‭ ‬العجز‭ ‬الدولى‭ ‬ستؤدى‭ ‬إلى‭ ‬مخاطر‭ ‬فى‭ ‬المنطقة،‭ ‬ونذر‭ ‬الاشتعال‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬قدوم‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬استمر‭ ‬العدوان‭ ‬وحرب‭ ‬الإبادة‭ ‬التى‭ ‬تشنها‭ ‬إسرائيل،‭ ‬ولماذا‭ ‬الإصرار‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬على‭ ‬تعطيل‭ ‬معبر‭ ‬رفح‭ ‬المفتوح‭ ‬24‭ ‬ساعة،‭ ‬ليس‭ ‬هذا‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬إطلاق‭ ‬الأكاذيب‭ ‬والتشويه‭ ‬حول‭ ‬الدور‭ ‬المصرى‭ ‬رغم‭ ‬وضوحه‭ ‬مثل‭ ‬الشمس‭.‬
ما‭ ‬يدور‭ ‬وجرى‭ ‬من‭ ‬إسقاط‭ ‬جوى‭ ‬للمساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬هو‭ ‬تأكيد‭ ‬حقيقى‭ ‬على‭ ‬شرف‭ ‬وسلامة‭ ‬موقف‭ ‬مصر،‭ ‬وأن‭ ‬معبر‭ ‬رفح‭ ‬مستهدف‭ ‬بالتعنت‭ ‬والتشويه‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬وقوى‭ ‬الشر‭ ‬وأبواق‭ ‬الخيانة‭.‬
قوى‭ ‬الشر،‭ ‬وأدواتها‭ ‬كانت‭ ‬تطالب‭ ‬بأن‭ ‬تستقبل‭ ‬مصر‭ ‬2‭.‬3‭ ‬مليون‭ ‬فلسطينى‭ ‬من‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬فى‭ ‬سيناء‭ ‬بحجة‭ ‬أن‭ ‬مساحتها‭ ‬كبيرة‭ ‬وبذلك‭ ‬تحل‭ ‬المشكلة،‭ ‬لكن‭ ‬السؤال‭ ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتصور‭ ‬عقل‭ ‬أن‭ ‬تخون‭ ‬مصر‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وتخون‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الدماء‭ ‬التى‭ ‬سالت‭ ‬من‭ ‬أجلها،‭ ‬فى‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬فإن‭ ‬أرض‭ ‬سيناء‭ ‬هى‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬أرض‭ ‬مصر،‭ ‬وقيادتها‭ ‬وشعبها‭ ‬هم‭ ‬المسئولون‭ ‬عن‭ ‬حمايتها‭ ‬وهذه‭ ‬حدودنا‭ ‬وأرضنا‭ ‬منذ‭ ‬آلاف‭ ‬السنين‭ ‬ولن‭ ‬نفرط‭ ‬فيها‭ ‬أو‭ ‬نتهاون‭ ‬فى‭ ‬حمايتها‭.‬
الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬شرح‭ ‬منذ‭ ‬الأيام‭ ‬الأولى‭ ‬للعدوان‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬أبعاد‭ ‬ومخاطر‭ ‬أن‭ ‬تفتح‭ ‬مصر‭ ‬حدودها‭ ‬لاستقبال‭ ‬2‭.‬3‭ ‬مليون‭ ‬فلسطينى‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬فهذا‭ ‬ما‭ ‬يريده‭ ‬العدو‭ ‬الصهيونى‭ ‬لتصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وإذا‭ ‬افترضنا‭ ‬وهذا‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬يحدث‭ ‬أن‭ ‬استقبلت‭ ‬مصر‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬فهل‭ ‬هناك‭ ‬قضية‭ ‬فلسطينية‭ ‬ستكون‭ ‬مطروحة،‭ ‬وهل‭ ‬هناك‭ ‬أرض‭ ‬أو‭ ‬دولة‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطينى‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬فلا‭ ‬قدر‭ ‬الله‭ ‬لو‭ ‬حدث‭ ‬ذلك‭ ‬فلا‭ ‬تسألن‭ ‬عن‭ ‬قضية‭ ‬أو‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬أو‭ ‬حقوق‭ ‬مشروعة،‭ ‬لذلك‭ ‬مصر‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬الأمر‭ ‬بشموخ‭ ‬وشرف‭ ‬سواء‭ ‬اتساقاً‭ ‬مع‭ ‬ثوابتها‭ ‬ومبادئها،‭ ‬فهناك‭ ‬فارق‭ ‬كبير‭ ‬أن‭ ‬تسمح‭ ‬لأشقاء‭ ‬بلدانهم‭ ‬تشهد‭ ‬اقتتالاً‭ ‬أهلياً‭ ‬وأزمات‭ ‬داخلية‭ ‬بدخول‭ ‬البلاد،‭ ‬وبين‭ ‬أشقاء‭ ‬إذا‭ ‬تركوا‭ ‬أرضهم‭ ‬ضاع‭ ‬وطنهم‭ ‬ودولتهم‭ ‬وأراضيهم‭ ‬وحقوقهم‭ ‬المشروعة،‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬عدو‭ ‬لديه‭ ‬أوهام‭ ‬ومخططات،‭ ‬وأدمن‭ ‬اغتصاب‭ ‬الأراضى‭ ‬والحقوق‭ ‬والضرب‭ ‬بالقوانين‭ ‬والمواثيق‭ ‬الدولية،‭ ‬والأخلاق‭ ‬والإنسانية‭ ‬عرض‭ ‬الحائط،‭ ‬فإذا‭ ‬كان‭ ‬وجوده‭ ‬ليس‭ ‬شرعياً‭ ‬بالأساس،‭ ‬فهو‭ ‬عدو‭ ‬محتل‭ ‬يعيش‭ ‬على‭ ‬سرقة‭ ‬أراضى‭ ‬الآخرين،‭ ‬وسلب‭ ‬حقوقهم‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬موقف‭ ‬مصر‭ ‬يستحق‭ ‬الاحترام‭ ‬والتقدير‭ ‬والفخر،‭ ‬لأنه‭ ‬يهدف‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وعدم‭ ‬السماح‭ ‬بتصفيتها‭ ‬أو‭ ‬تهجير‭ ‬الأشقاء‭ ‬الفلسطينيين‭.‬
سابعاً‭: ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬مصر‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الـ‭ ‬10‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ليحدث‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬ظروف‭ ‬غاية‭ ‬فى‭ ‬الصعوبة‭ ‬والتعقيد،‭ ‬وأن‭ ‬هذا‭ ‬النجاح‭ ‬الذى‭ ‬تحقق‭ ‬يعد‭ ‬فى‭ ‬زمن‭ ‬قياسي،‭ ‬فالأمم‭ ‬تتقدم‭ ‬وتنهض‭ ‬فى‭ ‬عقود‭ ‬طويلة،‭ ‬وهناك‭ ‬دول‭ ‬كبرى‭ ‬دفعت‭ ‬ثمناً‭ ‬باهظاً‭ ‬من‭ ‬أرواح‭ ‬ومعاناة‭ ‬شعوبها‭ ‬حتى‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬المقدمة‭ ‬والمكانة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المرموقة،‭ ‬ورغم‭ ‬المصاعب‭ ‬والمتاعب‭ ‬وضحايا‭ ‬المجاعات‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬طوال‭ ‬فترة‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تقدمها،‭ ‬لم‭ ‬تقدم‭ ‬شعوبها‭ ‬على‭ ‬هدم‭ ‬دولها‭ ‬على‭ ‬الاطلاق،‭ ‬لذلك‭ ‬وصلت‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬المكانة‭ ‬المرموقة،‭ ‬فالأمم‭ ‬تتقدم‭ ‬بالعمل‭ ‬والصبر‭ ‬والتحمل‭.‬
أعظم‭ ‬ما‭ ‬فى‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي،‭ ‬هو‭ ‬حرصه‭ ‬على‭ ‬الوضوح‭ ‬والصدق‭ ‬والشفافية‭ ‬مع‭ ‬المصريين‭.. ‬فلم‭ ‬يجمّل‭ ‬واقعاً‭ ‬غير‭ ‬موجود،‭ ‬ولم‭ ‬يبع‭ ‬الوهم‭ ‬للناس،‭ ‬ولم‭ ‬يغامر‭ ‬بهذا‭ ‬الوطن‭.. ‬بل‭ ‬قاده‭ ‬بحكمة‭ ‬وصبر‭ ‬وعمل‭ ‬متواصل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تمكينه‭ ‬من‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة،‭ ‬وليس‭ ‬هذا‭ ‬فحسب،‭ ‬فالأهم‭ ‬حماية‭ ‬هذه‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬وعدم‭ ‬الانجراف‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬مستنقع‭ ‬الاستنزاف‭ ‬والمقامرات‭ ‬غير‭ ‬المحسوبة‭.. ‬لذلك‭ ‬يحسب‭ ‬له‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬سالمة‭ ‬آمنة‭ ‬مستقرة‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الحرائق‭ ‬المشتعلة‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬حدب‭ ‬وصوب‭.. ‬أيضا‭ ‬لا‭ ‬يميل‭ ‬إلى‭ ‬الحديث‭ ‬والكلام‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬تحقيق‭ ‬الإنجاز‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬أو‭ ‬حل‭ ‬الأزمة‭ ‬أو‭ ‬النجاح‭ ‬فى‭ ‬تحسين‭ ‬الأوضاع،‭ ‬ولابد‭ ‬أن‭ ‬يدرك‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمات‭ ‬العالمية‭ ‬من‭ ‬جانب،‭ ‬ثم‭ ‬إدراك‭ ‬أن‭ ‬الأمم‭ ‬لا‭ ‬تتقدم‭ ‬فى‭ ‬10‭ ‬سنوات،‭ ‬فما‭ ‬بالنا‭ ‬بدولة‭ ‬واجهت‭ ‬صعاباً‭ ‬وتحديات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬وفوضى‭ ‬وإرهاباً،‭ ‬ومشاكل‭ ‬متراكمة‭ ‬ومعاناة‭ ‬عميقة‭ ‬من‭ ‬عقود‭ ‬طويلة‭ ‬ماضية،‭ ‬وما‭ ‬بالنا‭ ‬بأزمات‭ ‬عالمية‭ ‬وإقليمية‭ ‬متلاحقة‭ ‬لها‭ ‬تداعياتها‭ ‬وتأثيراتها‭ ‬القاسية‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬وبطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬منها‭ ‬مصر‭.. ‬لذلك‭ ‬يضع‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬دائماً‭ ‬سياقاً‭ ‬للوعى‭ ‬والفهم،‭ ‬فالحقيقة‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬السنوات‭ ‬الـ‭ ‬10‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬نجاحات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الأصعدة‭ ‬وفى‭ ‬جميع‭ ‬المجالات،‭ ‬وفى‭ ‬إنقاذ‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬براثن‭ ‬الضعف‭ ‬والفوضى‭ ‬وغياب‭ ‬إرادة‭ ‬الإصلاح‭ ‬والبناء‭ ‬والتهديدات‭ ‬والمخاطر‭ ‬والصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭.. ‬هو‭ ‬بالفعل‭ ‬أقرب‭ ‬للمعجزة‭.‬
فمصر‭- ‬السيسي،‭ ‬لديها‭ ‬مستقبل‭ ‬واعد‭ ‬وفرص‭ ‬ثمينة،‭ ‬وتستكمل‭ ‬بثقة‭ ‬مسيرة‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والتقدم،‭ ‬وتخلق‭ ‬لنفسها‭ ‬مكاناً‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭.. ‬ويحسب‭ ‬للرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬تحويل‭ ‬مقومات‭ ‬وقدرات‭ ‬مصر‭ ‬المحدودة‭ ‬إلى‭ ‬قيمة‭ ‬مضافة،‭ ‬وخلق‭ ‬مقومات‭ ‬وموارد‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬الأفكار‭ ‬الخلاقة‭ ‬خارج‭ ‬الصندوق‭.. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬موعد‭ ‬فى‭ ‬القريب‭ ‬إلى‭ ‬التحليق‭ ‬بعيداً‭ ‬إلى‭ ‬مستقبل‭ ‬واعد‭ ‬أكثر‭ ‬رحابة‭.‬
تحيا مصر

زر الذهاب إلى الأعلى