الواجهة الرئيسيةفن وثقافة

قصه حياه الراقصه المثقفه هاجر حمدى 2

نستكمل اليوم الجزء الثاني من قصة حياه الراقصة هاجر حمدي و زواجها من دنجوان السينما كمال الشناوي يقول كمال الشناوى عن هاجر حمدي “كان من المقرر أن تكون هاجر حمدي زوجتي الأولي وليست الثانية ،و لهذه الحكاية قصة طريفة فأثناء عملنا معا في فيلم حمامة السلام عام 1948، كسرت هاجر في حياتي أصناما كثيرة، وحطمت فكرة أن الراقصة مجرد جسد، فقد كانت هاجر عقلا، وعقلا كبيرا”. وأضاف “لقد اكتشفت فيها بعد عدة لقاءات قليلة ومن خلال الحوار كان يتضح بين الحين والآخر أنها صاحبة خلفية أدبية كبيرة قرأت لأغلب الكتاب الكبار معظم إنتاجهم، وأنها أيضا متحدثة بارعة تجيد إبراز ما قرأت واستوعبت، علاوة على أن تفكيرها مرتب جدا ومنطقها قوي دون افتعال”. وتابع “وفي أحد الأيام دعتني إلى منزلها، فإذا بي أجد مكتبة عامرة مليئة بالكتب قلما تتوافر لأديب أو صحافي أو رجل فكر، ولم تكن الكتب مجرد أسفار مرصوصة، وإنما انتقل أغلبها من الأرفف إلى عقل صاحبتها، فأكسبتها خلفية عريضة ومنحتها القدرة على خوض أي موضوع بدراية، وغيرت زيارتي لمنزل هاجر في ذهني صورة الراقصة التي عمقتها في خيالنا أفلامنا العربية القديمة التي تظهر الراقصة. إما سارقة أزواج أو خرابة بيوت أو شريكة لزعيم العصابة .. ”.
أضاف الشناوي :
“إنه بالإضافة إلى ثقافة هاجر وجدت فيها إنسان كريمة جدا إذا ما حان وقت الغداء وجدتها أمامي وفي يدها لفافة ساندوتشات قائلة: خادمتي تعد لي أكثر مما تحتمل معدتي هل تتكرم وتخفف عني بعض العبء، وبهذه الطريقة الدبلوماسية كانت تقدم لي الطعام”.
وأضاف أنه في هذه الأثناء لم أكن أمتلك سيارة في حين كان لديها سيارة وسائق خاص، وكنت أقيم في هذا الوقت في شقة مفروشة في باب اللوق، بعد أن تركت منزل جدي، فكانت تصر على أن تقوم بتوصيلي، وهي في طريقها إلى منزلها في عمارة بحري في ميدان الإسماعيلية الذي تحول اسمه بعد الثورة إلى ميدان التحرير و
بهذه الطريقة البارعة كانت تعاملني وبها أيضا أسرتني إلى درجة الحب وفكرت كثيرا أن أتزوجها، ولكن تصوير الفيلم انتهي وفرقت بيننا أشياء كثيرة وانشغل كل منا بحياته وعمله الفني، ولم أرها لفترة طويلة وهذا الابتعاد نقلها من الخانة الأولى التي كانت مرشحة لها أصلا إلى الخانة الثانية، فبدلا من أن تكون هاجر حمدي زوجتي الأولى أصبحت مع الأيام زوجتي الثانية بعد أن تعرفت على الفنانة عفاف شاكر في بيت الفن عقب انتهاء تصوير فيلم حمامة السلام وزواجي منها”.
تزوج كمال الشناوى بالراقصة هاجر حمدى فى أوائل عام 1950 فعاشا حياه مستقرة لمدة قصيرة حتى تصاعدت الخلافات بينهما مع بداية عام 1951 بسبب الغيرة الشديدة عندما وقف الشناوى أمام زوجته السابقة” نور الحياة علي آغا ” المعروفة بأسم ” عفاف شاكر “في فيلم” الدنيا حلوة” عام 1951
هذا بجانب الصور و الريبورتاجات التي نشرت فى الصحف والمجلات الفنية للفنان كمال الشناوى والمطربة #شادية والحديث حول إنهما نجحا فى تكوين ثنائيا سينمائيا متناغما بشكل غير مسبوق فى تاريخ السينما في الوقت الذي اضطرت فيه هاجر حمدى الجلوس بالبيت بعد ولادة طفلهما والإبتعاد عن الأضواء والكاميرات .
قررت هاجر حمدى مع اتمام صغيرها محمد الشناوى عامه الأول أن تفاتح “كمال الشناوي “في أمر عودتها للسينما مجددا غير أنه أرجأ الحديث في هذا الأمر لحين عودته من لبنان حيث كان لابد أن يسافر لتصوير فيلم “مصرى فى لبنان “.
فى عام 1952 سافر الشناوى إلى لبنان لتصوير فيلم “مصري في لبنان” قصة الصحفى محمد التابعي حوار وأغاني صالح جودت، سيناريو وإخراج المخرج الإيطالى”جياني فرنونشو ( 1918 – 2007) أمام نور الهدى، ولولا صدقي، وإلياس مؤدب، ومحمود فريد، أرماندو لازارا، زكي الفيومي، وجيهان.
بعد إنتهاء التصوير عاد كمال الشناوى من لبنان ليجدها في انتظاره لحسم الموضوع المؤجل بينهما حول ضرورة عودتها للفن حيث ساعد الأمر اشتعالا قبولها بدون علمه عرضا للرقص فى أحد الحفلات وتقاضيها مبلغا من المال مدفوع مقدما ( عربونا ) مما أدى إلى إستفحال الخلاف ووقوع الطلاق !
بعد وقوع الطلاق قررت هاجر حمدى الإعتزال نهائيا والتفرغ لمراعاة طفلها الصغير “محمد محمد كمال الشناوى ” ثم تفاجىء الوسط الفنى بزواجها من طبيب شاب يبلغ من العمر واحد ثلاثون عاما ، و هو محمد فياض،و قامت مجلة “الجيل الجديد” فى 2 ديسمبر عام 1953 بنشر خبرا بعنوان :
“هاجر حمدى تختفى عن الوسط الفنى وتتزوج من طبيب شاب”،و ذلك فى حفل عائلى بسيط ثم سافرت معه فى رحلة علمية بحثية للولايات المتحدة الأمريكية وانجلترا وفرنسا حيث تفقدت أتناء أقامتها بالخارج بيوتات الأزياء العالمية لتعود الى مصر مقررة افتتاح محل أزياء حمل اسم “بوتيك هاجر” كان مقره شارع سليمان باشا فنجحت في إدارة مشروعها وفي سنوات قليلة أصبحت تمتلك أكثر من عشرة فروع من بوتيك هاجر بجانب محلات للتجميل والسونا .
فى عام 1958 تقدم كمال الشناوي بدعوى قضائية أمام محكمة الجيزة (دائرة الأحوال الشخصية ) ضد طليقته هاجر حمدى طالب فيها بضم ابنه “محمد” لحضانته حيث جاء في دعواه :
” إنه تزوج هاجر وأنجب منها ابنه في ديسمبر عام 1951 ثم طلقها وتزوج من أخرى والتي أقامت لنفسها محل للاتجار وتصنيع الملابس وتركت طفلها للإهمال والعقد النفسية ومضى يقول: “إن مطلقته لا تصلح لحضانة الطفل.. وطالب في دعواه بضم ابنه إلى حضانة جدته لأبيه” حسب ما نشرته صحيفة أخبار اليوم بتاريخ 20 سبتمبر عام 1958 .
بعد مضى سبعة سنوات وقع أمر الطلاق بين الزوجان عقب رفض الدكتور” فياض “فكرة إنجاب أطفالا رفضا تاما، فى حين أصرت “هاجرحمدى” على ذلك، فتم الطلاق فى يناير عام 1959 بالرغم من تفاهم الزوجين وارتباطهما الذى يعود الى شخصية الدكتور محمد فياض الذى أدى موته فى الخامس من يناير عام 2009 الى دخول الفنانة “هند رستم “زوجته الثانية منذ عام 1961 فى حالة اكتئاب شديدة أدت الى وفاتها فى الثامن من أغسطس عام 2011.
الى اللقاء فى الجزء الثالث . نقلا عن الكاتبة ليلي المصري

زر الذهاب إلى الأعلى