قبل ظهور الزراعة .. كيف كان يعيش ويأكل الإنسان ؟؟
سؤال مهم أجابت عليه زينب مبتهج، طالبة الدكتوراه في علم الآثار بمعهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية بألمانيا
وبالتأكيد عند ظهور الزراعة في الشرق الأوسط قبل ما يزيد عن 11 ألف عام، شكلت ثورة في الأسلوب الغذائي لدى البشر، مما مثّل تحولا كبيرا في الحياة القائمة على الصيد وجمع الثمار التي سادت منذ ظهور الإنسان العاقل في أفريقيا قبل أكثر من 300 ألف عام. وعلى الرغم من أن البقايا البشرية المحفوظة من تلك الفترة قليلة،
إلا أن الدراسات الحديثة قد ألقت الضوء على نمط الحياة والغذاء في تلك الحقبة.
زينب مبتهج قامت بدراسة في مجال النظائر الكيميائية التي فُحصت في عظام وأسنان رفات مكتشفة في كهف بقرية تافورالت بشمال شرق المغرب، تعود لما يقارب 15 ألف سنة، إلى فهم أعمق للنظام الغذائي للحضارة الأيبيروموروسية.
وقد أظهرت النتائج أن هذه الحضارة كانت تعتمد بشكل أساسي على النباتات مثل الجوز، الصنوبر، الفستق، الشوفان والبقوليات، بالإضافة إلى البروتينات الحيوانية
مثل الأغنام البربرية.
أكدت زينب مبتهج، أن النباتات كانت تشكل جزءا كبيرا من النظام الغذائي للصيادين، مما يناقض الفكرة الشائعة بأنهم كانوا يعتمدون بشكل أساسي على اللحوم.
وتشير الأبحاث إلى أن الأشخاص في تلك الحضارة ربما استخدموا الكهف لفترات طويلة خلال كل عام، مما يدل على نمط حياة أكثر استقرارا من مجرد التجوال في البرية بحثا عن موارد للغذاء. وأضافوا أنهم استغلوا النباتات البرية التي تنضج في مواسم مختلفة من السنة، في حين أوضحت تجاويف أسنانهم اعتمادهم على الأنواع النباتية النشوية.
ولم يكن تطور الزراعة قد بدأ بعد في تلك الفترة، حيث ظل أصحاب الحضارة الأيبيروموروسية يعتمدون على النباتات البرية فقط، ولم يعرفوا الزراعة التي بدأت في شمال أفريقيا في وقت لاحق.
يذكر أن دراسات أخرى جرت على أسنان الإنسان القديم، إلى أنه تحول إلى تناول اللحوم بعد نصف مليون سنة قضاها في تناول الفواكه والنباتات، حيث أصبحت أسنانه أكثر حدة، مما يشير إلى انه كان يأكل اللحوم بشكل منتظم !