ماذا حدث؟ وأين ذهبت الصواريخ؟ وإنقاذ إسرائيل!!
السيد البابلي
تعالوا نراجع سيناريو الأحداث في الساعات الأخيرة لنتعرف علي ما حدث من سيناريوهات معدة سلفاً لحرب بلا ضحايا.. ولضجيج بدون طحين.
* والبداية كانت مع توجيه إسرائيل عدة ضربات لإيران تمثلت في عمليات تفجير داخل إيران ثم عمليات اغتيال لقادة إيران العسكريين في دمشق والعراق.
* أصبحت إيران في موقف يدفعها إلي ضرورة القيام بأي عمل عسكري إنقاذاً لماء الوجه وحفاظاً علي هيبة إيران كأحد دول المنطقة الرئيسية.
* أدركت إيران أن أي عملية عسكرية “مؤثرة” ضد إسرائيل سوف تفتح عليها أبواب جهنم وتخل بالتفاهم الاستراتيجي القائم بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية والقائم علي الشد والجذب دون أن تتطور الأمور لما هو أبعد من ذلك.
* تشاورت إيران مع أمريكا “لازم هنضرب إسرائيل”.. وتشاورت أمريكا مع إسرائيل “سيبوهم يضربوا ولكن بدون تأثير”!
* واستعدت إسرائيل للهجوم المتفق عليه من حيث التوقيت.. وأتت المسيرات الإيرانية البدائية لتجد صواريخ إسرائيل في انتظارها والمقاتلات الأمريكية لاعتراضها والدفاعات الأرضية لتفجير الصواريخ في الجو قبل سقوطها..!!
* عاشت إسرائيل ليلة في المخابئ والملاجئ حتي لا تتعرض لشظايا الصواريخ التي تنفجر.. وهي ليلة كان العالم أيضاً يشاهدها.. ويتساءل أين الصواريخ.. أين المسيرات.. أين الضحايا؟!
* ومن جانبها أعلنت إيران أنها قد اكتفت وأن الضربة قد انتهت وأنها قد حققت أيضاً أهدافها!!
* أما إسرائيل فقد احتفظت لنفسها بحق الرد.. ولن يكون ذلك في الوقت الحالي لأن هذا الهجوم الإيراني الذي تعرضت له كان في صالحها وأعاد دعم وتأييد العالم لها. وأبعد الأنظار عن الإبادة الجماعية التي ترتكبها في قطاع غزة.. هذا الهجوم أعاد توحيد إسرائيل كلها خلف نتنياهو. هذا الهجوم كانت له فوائده السياسية الكبيرة والضخمة لصالح إسرائيل. وهذا الهجوم كان دعاية لنظام إسرائيل الدفاعي.. والرئيس الأمريكي جو بايدن سارع للاتصال بنتنياهو ليقول له “إن الهجوم الإيراني يعتبر نصراً لإسرائيل باعتباره غير ناجح”..!
* والنتيجة.. سخرية علي مواقع التواصل الاجتماعي من “مسيرة مضربتش حاجة” ومن هجوم بلا ضحايا إلا إصابة أحد الأطفال الفلسطينيين.. ومن حرب اتضح للجميع أنه كان متفقاً عليها.. وأنها كانت نوعاً آخر من استغلال القضية الفلسطينية لتحقيق أهداف سياسية.. وانتهي الجزء الأول من المسرحية..!!
ونعود إلي الحياة.. نعود إلي العمل بعد أجازة طويلة.. وبعد أن التهمنا أطناناً من الفسيخ والرنجة وكعك العيد.. والغريب.. الغريب.. العجيب المثير هو أن الشوارع كانت شبه خالية طوال أيام الأجازات.. والناس اختفت فجأة بدون تفسير.. أين ذهبت الملايين؟ وأين يختفون..!
إن الذين ذهبوا للعين السخنة أو الإسكندرية أو المدن الساحلية هم نسبة لا تذكر من سكان القاهرة.. فأين ذهب الباقون؟ وكيف يمكن أن تمتلئ الشوارع فجأة.. وتصبح هادئة تماماً لعدة أيام أخري.. هل البيوت هي المأوي.. هل “الأنتخه” في المنازل هي التسلية في الأجازات..! فعلاً حاجة تحير.. الناس بيروحوا فين..؟!
*
ونحن مع حق الناس في السعي للرزق الحلال.. ولكن ظاهرة انتشار الباعة الجائلين في كل مكان تشوه جمال المدن والشوارع.. فليس مقبولاً علي مداخل المدن الجديدة وفي شوارعها الرئيسية أن ينتشر باعة التوت والموز و”البطاطس” إلي جانب “الشحاذين” في شبه احتلال للشوارع وإفسادها بعشوائية المنظر وبالقمامة في كل مكان..!! هذه القضية في حاجة إلي حل وإلا فسوف يصبح الشارع تحت سيطرة الباعة الجائلين ويصبح وجودهم أمراً واقعاً وحقاً لهم..!
*
والدنيا اتغيرت.. واتغيرت بسرعة لا نستطيع مجاراتها.. فقد كنت في زيارة لإحدي الدول العربية واكتشفت في الصباح أنني قد نسيت إحضار أحد الأدوية المهمة التي يجب تناولها قبل الإفطار.. واتصلت بصديق في هذه الدولة أسأل وأتساءل عن صيدليات تفتح أبوابها مبكراً.. وطلب الصديق اسم الدواء الذي أبحث عنه وإذا ما كان يتم بيعه بدون وصفة طبية.. وما هي إلا دقائق قليلة حتي كان الدواء في غرفتي. فالآن يوجد تطبيقات علي الهواتف لتقديم خدمة الدواء العاجلة وفي أسرع وقت.. ولا قلق ولا خوف من النسيان فكل شيء موجود ولو أتوا به من بلاد الواق واق.. وكل شيء بالطبع بثمنه.. وادفع تلاقي..!
*
وكنت في السيارة.. وعلي طريق السويس وأتي صوت أم كلثوم تغني سيرة الحب.. وطول عمري بخاف من الحب وسيرة الحب وظلم الحب لكل أصحابه.. وأعرف حكايات مليانة آهات ودموع وأنين. والعاشقين تابوا ما تابوا.. طول عمري بقول.. لا أنا قد الشوق وليالي الشوق ولا قلبي قد عذابه. وقابلتك إنت لقيتك بتغير كل حياتي.. ماعرفش إزاي حبيتك.. مااعرفش إزاي ياحياتي من همسة حب لقتني بحب.
ولأن الاستماع إلي كلمات أغاني أم كلثوم هو السحر.. هو الانتقال لعالم آخر من الجمال والعشق.. ولأن أم كلثوم بصوتها الذي لن يتكرر هي الإبداع والتألق فإنني ظللت في السيارة منتعشاً مع الكلمات والألحان إلي أن انتهت الأغنية.. أم كلثوم بأغانيها وكتابها وملحنيها “خلصت” علي كل ما يمكن أن يقال في الحب بعد ذلك.. بعد أم كلثوم مات الحب.
*
وأخيراً:
** إذا كان هناك من يحبك
فأنت إنسان محظوظ
وإذا كان صادقاً في حبه
فأنت أكثر الناس حظاً.
*
** ومن أعظم الآلام هو أن
تجد شخصاً لا يمكن أن يكون لك.
*
** ولا تقل إن الدنيا تعطيني ظهرها
فربما أنت من يجلس بالعكس.
*
** وربي أنبت بقلبي زهوراً من سلام.