يشهد عصرنا الحديث زيادة هائلة في حجم وتعقيد البيانات المتاحة للمؤسسات والمجتمعات، ومن أجل استخدام هذا الكم الهائل من البيانات بشكل فعال واستخلاص قيمة حقيقية منها، تم تطوير مفهوم معالجة البيانات الضخمة.
وكان للدولة المصرية ممثلة في القيادة السياسية، رؤية في هذا الصدد، حين أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي في عام 2023، توجيهًا بإنشاء مركز البيانات، والحوسبة السحابية (P1)، والمرتقب له ان يصبح أول مركز يقدم خدمات تحليل ومعالجة البيانات الضخمة، والذكاء الاصطناعي في مصر وشمال إفريقيا.
تعتبر معالجة البيانات الضخمة (Big Data) علمًا يهدف إلى تحليل واستخدام البيانات الكبيرة والمعقدة التي تتجاوز قدرة التقنيات والأدوات التقليدية على التعامل معها، وتتميز البيانات الضخمة بثلاثة أبعاد رئيسية : الحجم الكبير، والسرعة العالية، وتنوع المصادر والأشكال.
يتطلب معالجة البيانات الضخمة استخدام تقنيات وأدوات متطورة لتخزين وتحليل واستخلاص المعرفة من هذه البيانات الهائلة.
معالجة البيانات الضخمة توفر فرصًا هائلة للمؤسسات والمجتمعات مثل بعض الفوائد الرئيسية وهى :
1. اتخاذ القرارات الأفضل
من خلال تحليل البيانات الضخمة، يمكن للمؤسسات اتخاذ قرارات مستنيرة ومبنية على الأدلة. يمكن استخدام البيانات المتاحة لتحديد الاتجاهات والنماذج والتوجهات والتنبؤ بالأحداث المستقبلية، مما يعزز عمليات اتخاذ القرار الاستراتيجية والتكتيكية.
2. تحسين الكفاءة والإنتاجية
يتيح تحليل البيانات الضخمة للمؤسسات واكتشاف الفجوات في العمليات وتحسين الكفاءة والإنتاجية، ويمكن تحليل البيانات لتحديد أفضل الممارسات وتحسين العمليات الداخلية وتقليل التكاليف وزيادة الربحية.
3. فهم العملاء وتحسين تجربتهم
يمكن لمعالجة البيانات الضخمة أن تساعد المؤسسات في فهم احتياجات العملاء وتحسين تجربتهم، ويمكن تحليل البيانات لاستخلاص الأنماط والاتجاهات في سلوك العملاء وتوفير خدمات مخصصة وتجربة أفضل لهم.
وعلى المستوى الاقتصادي، فإن الاستثمار في إنشاء مراكز البيانات، يعود بالنفع الكبير على الاقتصاد القومي، وفيما يلي بعض أبرز تلك الفوائد:
1. تعزيز النمو الاقتصادي : تعد مراكز البيانات ضخمة محركًا قويًا للنمو الاقتصادي. فهي توفر البنية التحتية الرقمية اللازمة لدعم الشركات والمؤسسات في تحليل واستخدام البيانات الضخمة بشكل فعال وتحقيق التحول الرقمي، ويؤدي ذلك إلى زيادة الإنتاجية والابتكار وتعزيز القدرة التنافسية للشركات وبالتالي تعزيز النمو الاقتصادي.
2. جذب الاستثمار الأجنبي المباشر : تعتبر مراكز البيانات ضخمة عاملاً جذابًا للاستثمار الأجنبي المباشر وإن وجود بنية تحتية قوية لمعالجة البيانات والحوسبة السحابية يجذب الشركات العالمية لاستضافة بياناتها وتشغيل تطبيقاتها في المنطقة، وهذا يؤدي إلى تدفق رؤوس الأموال والتكنولوجيا والخبرة إلى البلد ويسهم في تنمية القطاع التكنولوجي وتعزيز فرص العمل وتحسين الدخل الوطني.
3. توفير فرص العمل : بناء وتشغيل مراكز بيانات ضخمة يؤدي إلى إنشاء فرص عمل جديدة وتوفير فرص عمل متخصصة في مجالات مثل تكنولوجيا المعلومات، وأمن المعلومات، وتحليل البيانات، وإدارة البيانات، ويعمل المركز كمركز توظيف وتدريب للموارد البشرية المحلية ويسهم في تطوير الكفاءات التقنية والمهارات اللازمة في السوق العمل.
4. تنشيط القطاع التكنولوجي : يعتبر قطاع مراكز البيانات ضخمة جزءًا هامًا من القطاع التكنولوجي والابتكار في البلد، ويعزز تطوير التكنولوجيا المحلية والقدرات البحثية والتطويرية في مجالات مثل تحليل البيانات والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، ويساهم هذا في تعزيز الاستدامة والتقدم التكنولوجي وتطوير قطاعات أخرى في الاقتصحيح، يمكن أن توفر مراكز البيانات الضخمة العديد من الفوائد الاقتصادية. إليك بعض الفوائد الرئيسية:
5. توفير البنية التحتية الرقمية : تعتبر مراكز البيانات ضخمة أساسًا للبنية التحتية الرقمية، حيث توفر مساحة تخزين كبيرة وقدرات حوسبة قوية لمعالجة وإدارة البيانات، وبفضل هذه البنية التحتية، يمكن للشركات والمؤسسات تخزين ومعالجة كميات هائلة من البيانات وتحليلها بشكل فعال، مما يدعم اتخاذ القرارات الذكية وتحسين العمليات الأعمال.
يذكر أن مركز البيانات والحوسبة السحابية المصري P1 تبلغ مساحته 23500 متر مربع، يمكن استغلال 10000 متر مربع منها للإنشاءات والباقي مخصص للتوسعات المستقبلية.
مع العلم بأنه يشارك في هذا المشروع أكثر من 15 شركة محلية وعالمية، و أيضًا أكثر من 1200 مهندس وعامل.