فوق أى اعتبار
عبد الرازق توفيق
فى خطاب تاريخى.. اتسم بالهدوء والثقة فى المستقبل ورسم ملامحه.. ووضع آليات تحقيقه بوضوح.. ألقاه الرئيس عبدالفتاح السيسى بعد أداء اليمين الدستورية لقيادة فترة رئاسية جديدة.. تستطيع ان تقرأ أن الإنسان المصرى هو الهدف من إنجازات تحققت.. وجهود قادمة على كافة المسارات.. صحة وتعليماً وفرص عمل وحماية اجتماعية ودعماً.. كما ان نجاحات الـ10 سنوات تمثل قوة الدفع والدعم والمحرك لرؤية المستقبل.. فالبناء على ما تحقق وتعظيمه.. مفتاح بلوغ المستقبل.. كذلك هناك إيمان رئاسى راسخ وتأكيد ان أمن مصر وسلامة شعبها خيار الرئيس السيسى الأول وفوق كل اعتبار.. الحقيقة ان الخطاب جاء بلغة سهلة واثقة هادئة مليئة بالاطمئنان على المستقبل وحافلة بالأهداف والأفكار.
خطاب تاريخى واضح.. واثق يؤكد على أمن الوطن وسلامة الشعب
فوق أى اعتبار
جاءت كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى عقب أدائه اليمين الدستورية لفترة رئاسية جديدة يقود فيها مصر خلال الـ6 سنوات القادمة.. تجسيداً وتعبيراً صادقاً عن رحلة من الكفاح والنضال على مدار 10 سنوات من أجل الوصول إلى المستقبل الواعد الذى بدأت ملامحه بالأمس.. فصناعة المستقبل فى رؤية الرئيس السيسى استلزمت إجراءات وقرارات ومشروعات وتحديات وعملاً وتعباً ورؤى وأفكاراً ومتابعة حتى يتم الانتهاء تماماً من أزمات عالقة ومشاكل متراكمة ومعاناة عميقة.. صناعة المستقبل تجسدت تماماً فى كلمة الرئيس السيسى بالأمس خلال أداء اليمين الدستورية بمجلس النواب فى العاصمة الإدارية الجديدة كإعلان لمرحلة وجمهورية وتاريخ جديد فى مسيرة الأمة المصرية.
نستطيع أن نرصد نقاطاً مهمة وملامح أساسية لمستقبل رسمه وصاغه الرئيس السيسى فى كلمته وها هى أبرز أولوياته خلال الـ6 سنوات القادمة.. لذلك من المهم التأكيد على أمر غاية فى الأهمية فملامح المستقبل تبدو واضحة فى كلمة الرئيس السيسى كالتالي:
أولاً: الرئيس جدد العهد مع شعبه على استكمال مسيرة بناء الوطن وتحقيق تطلعات الأمة المصرية العظيمة فى بناء دولة حديثة حدد ملامحها.. انها دولة ديمقراطية متقدمة فى العلوم والصناعة والعمران والزراعة والآداب والفنون.. متسلحين بعراقة تاريخ لا نظير له بين البلاد.. وعزيمة حاضر أشد رسوخاً من الجبال وآمال مستقبل يحمل كل الخير لبلدنا وشعبنا.
من هذه المعانى التى جاءت فى كلمة الرئيس السيسى تلمس الشموخ والتفرد والإرادة الصلبة على استكمال طريق البناء والمستقبل وأيضاً الاعتزاز بهذا الوطن تاريخه وحاضره والثقة فى مستقبله.
ثانياً: قبل استكمال مهمة بناء وصناعة المستقبل فى فترة رئاسية جديدة تبدأ أيامها الأولى وجد الرئيس السيسى انه من المهم التذكرة بما كان حيث قال فى كلمته منذ اليوم الأول الذى لبيت فيه نداءكم وسعيت لتحقيق إرادتكم التى اعلنتموها جلية ساطعة مدوية وتحركنا معاً كرجل واحد لإنقاذ وطننا من براثن التطرف والدمار والانهيار.. كان القسم ومازال ان يظل أمن مصر وسلامة شعبها وتحقيق التنمية والتقدم بها.. هو الخيار الأول للرئيس عبدالفتاح السيسى من خلال نهج حرص عليه على مدار 10 سنوات هو المصارحة والمشاركة حول جميع القضايا والتحديات وهو أدى إلى تماسك الكتلة الوطنية ووحدة الشعب التى هى الضمانة الأولى لعبور هذا الوطن إلى المكانة التى يستحقها.
الرئيس السيسى رسم ملامح المستقبل فى الـ6 سنوات القادمة.. وأيضاً وضع آليات تنفيذها بوضوح.. وهذا ما يعنى من وجهة نظرى أننا وصلنا إلى مرحلة الحصاد وجنى الثمار وبلورة المشروع الوطنى لتحقيق التقدم.
ثالثاً: طريق بناء الأوطان ليس سهلاً أو ممهداً ومفروشاً بالورود.. وان تصاريف القدر وتفاصيل المشهد الحالى ما بين محاولات الشر الإرهابى بالداخل والأزمات العالمية المفاجئة بالخارج والحروب الدولية والإقليمية العاتية حولنا تفرض علينا مواجهة تحديات ربما لم تجتمع بهذا الحجم وهذه الحدة عبر تاريخ مصر الحديث وهى تحديات ماكان لنا ان نصمد أمامها لولا عراقة شعب مصر العظيم وما بذله من جهود خارقة عبر السنوات الماضية لإعادة بناء بلادنا.. الرئيس هنا يشخص أوضاعا وأحوالاً وتحديات دارت رحاها فى 10 سنوات ما بين الداخل والخارج ما بين المتوقع والمفاجئ ما بين ان تأتى كل هذه التحديات وتجتمع فى توقيت واحد.. إلا ان كل ذلك تجاوزناه بفضل إرادة هذا الشعب العظيم.
رابعاً: يواصل الرئيس السيسى فى كلمته ترسيخ الحقائق وتشخيص الماضى والحاضر وتحديد متطلبات وأولويات المستقبل.. فالحقيقة ان الخطاب الرئاسى عقب أداء اليمين اكد على ان عالم اليوم يشهد تحديات متصاعدة حضارياً وسياسياً واقتصادياً وعلمياً وتكنولوجياً وعمرانياً يحكم علينا ان ننتبه بكل طاقاتنا إلى أننا فى سباق مع الزمن التقدم المستمر لا يتوقف لينتظر أحداً.. وهو إدراك رئاسى مهم يمثل قوة دافعة إلى العمل ومواكبة التطور والنصر.. ولذلك أيضاً قطعت مصر شوطاً كبيراً على مدار 10 سنوات تعد فترة زمنية وجيزة واجهت خلالها صعاباً وتحديات وتحدت فيها النفس ودائماً الإنسان المصرى تزيده جسامة التحديات صلابة وقوة.
الخطاب الرئاسى عقب أداء اليمين الدستورية شديد الوضوح والتحديد والدقة.. والتأكيد على سبعة محاور مهمة للغاية لم يكتف بذلك فحسب ولكن أيضاً وضع آليات التنفيذ على أرض الواقع من داخل صياغة واضحة المعالم للمستقبل أو خلال الـ6 سنوات القادمة كالتالى:
١- ان أعظم وأهم أهداف العمل الوطنى فى الفترة القادمة هو حماية وصون الأمن القومى المصرى فى محيط إقليمى ودولى مضطرب ومواصلة العمل على تعزيز العلاقات المتوازنة مع جميع الأطراف فى عالم جديد تتشكل ملامحه وتقوم فيها مصر بدور لا غنى عنه لترسيخ الاستقرار والأمن والسلام والتنمية.. والحقيقة ان ثمة علاقة قوية بين هدف حماية وصون الأمن القومى وانتهاج علاقات دولية وخارجية (متوازنة) تعتمد على الحكمة التى ارساها الرئيس السيسى وعدم الاستجابة لمحاولات الاستقطاب المتكررة.. فمصر ليست دولة أحلاف ومعسكرات.. ومن هنا يؤكد الرئيس السيسى انه بسياسات الحكمة والتوازن والتعاون والشراكة يمكن خلق مساحات شاسعة من التفاهم والتنسيق والتشاور والعمل من أجل السلام والتنمية.
2- الرئيس السيسى فى البند الثانى من أهداف المرحلة القادمة أكد على الصعيد السياسى استكمال تعميق الحوار الوطنى خلال المرحلة القادمة وتنفيذ التوصيات التى يتم التوافق عليها على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية فى إطار تعزيز المشاركة السياسية والديمقراطية خاصة الشباب والحديث الرئاسى واضح فى هذا الشأن.. فالحوار والنقاش المجتمعى بات عقيدة مصرية من شأنها تعظيم الاصطفاف الوطنى وتماسك المجتمع واجهاض أى محاولات لشق الصف أو ترويج الأكاذيب والشائعات.
3- الرئيس السيسى أكد على نقطة مهمة للغاية خلال أهداف المرحلة المقبلة وهى تبنى إستراتيجيات تعظم من قدرات وموارد مصر الاقتصادية وتعزز من صلابة ومرونة الاقتصاد المصرى فى مواجهة الأزمات مع تحقيق نمو اقتصادى قوى ومستدام ومتوازن.. وهذا يتأتى من خلال الرؤى والأفكار الخلاقة والحوار والنقاش والانفتاح على جميع الآراء والابتعاد عن النمطية والتقليدية.. والحقيقة انه على مدار الـ10 سنوات الماضية تحققت نتائج مهمة فى هذا الإطار.. فقد كانت موارد مصر نحفظها عن ظهر قلب (قناة السويس) وتحويلات العاملين فى الخارج والسياحة وصادرات بسيطة.. ولكن فى عهد الرئيس السيسى وبالأفكار الخلاقة والرؤية الثاقبة والاستثمار فى المستقبل والموقع الجغرافى باتت هناك موارد وشرايين جديدة للاقتصاد المصرى مثل الاستثمار فى البنية التحتية لجذب استثمارات عالمية كبري.. وأيضاً فى الموقع الجغرافى وتطوير الموانئ والاستثمار فى الطاقة الجديدة والمتجددة وإنتاج الهيدروجين الأخضر والزراعة وتعظيم صادراتها والاهتمام غير المسبوق والذى تشهده الفترة القادمة بقطاع الصناعة وزيادة الصادرات المصرية إلى ما يقترب من 145 مليار دولار خلال السنوات القليلة القادمة.
> تعزيز ودعم وتشجيع دور القطاع الخاص كشريك فى قيادة التنمية وهو ما أصبح واقعاً على الأرض تشهده مصر وله مؤشر وبرهان فى الموازنة الجديدة للدولة خاصة وان تخصيص تريليون جنيه فقط للاستثمارات الحكومية وافساح المجال أمام القطاع الخاص والدولة تعمل على تذليل كافة العقبات والصعاب من أجل تمكين القطاع الخاص.
> الرئيس السيسى وضع يده على أهم مقومات المستقبل خلال الفترة القادمة.. وهى المجالات التى تصنع الفارق.. وتدفع إلى المقدمة وحددها الرئيس فى خطابه التاريخى الذى جاء بلغة سهلة وواضحة ونبرة هادئة واثقة مثل قطاع الزراعة وأهمية التركيز فيه لارتباطه بالأمن الغذائى والصناعة وهما أساس المستقبل وكذلك الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والسياحة وزيادة مساهمة هذه القطاعات فى الناتج المحلي.. والحقيقة ان هذا الهدف سيؤدى إلى زيادة الناتج المحلى ومصر لديها امكانيات وقدرات هائلة فى كل مجال وقطاع من هذه المجالات وتعمل أيضاً على زيادة مساحة الرقعة الزراعية والإنتاجية (التوسع الرأسى والأفقي) لتحقيق الأمن الغذائى وجذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية.. وزيادة الصادرات بالإضافة إلى توفير الملايين من فرص العمل الحقيقية والمستدامة ومنح الأولوية لبرامج التصنيع المحلى لزيادة الصادرات والتدفقات ومتحصلات مصر من النقد الأجنبي.
> على مدار الـ10 سنوات الماضية أولى الرئيس السيسى اهتماماً كبيراً ومازال بالإصلاح الهيكلى والمالى والنقدى من خلال إصلاح مؤسسى شامل يؤدى إلى ضمان الانضباط المالى وتحقيق الحوكمة السليمة من خلال ترشيد الانفاق العام وتعزيز الإيرادات العامة والتحرك باتجاه مسارات أكثر استدامة لتلاشى الظروف الطارئة والتداعيات الإقليمية والدولية خاصة الاقتصادية ويستهدف الرئيس السيسى أيضاً كما أكد فى كلمته تحويل مصر لمركز إقليمى للنقل وتجارة الترانزيت والطاقة الجديدة والمتجددة والهيدروجين الأخضر ومشتقاته وتعظيم الدور الاقتصادى لقناة السويس.
الحقيقة ان رؤية الرئيس السيسى للمرحلة المقبلة واضحة وسهلة وواثقة وواقعية وموجودة على الأرض.. ومرتبطة بما تحقق خلال الفترة الماضية.. سواء فى مجال الطاقة بمختلف أنواعها وتطوير الموانئ المصرية ووصولها إلى العالمية وهو ما يدفع إلى تحويل مصر إلى مركز إقليمى للنقل وتجارة الترانزيت.. بالإضافة إلى رؤية الرئيس السيسى لقناة السويس ومنطقتها وكيفية وتعظيم الاستفادة الاقتصادية منها تسير بنجاح كبير وبالفعل هى من أهم أهداف ومقومات المستقبل ومن المبادئ التى تفرد بها السيسى فى الاستثمار فى موقع مصر الجغرافى الإستراتيجي.
> الحقيقة ان قضية بناء الإنسان المصرى كهدف إستراتيجى حظى بأولوية رئاسية على مدار 10 سنوات يتسق مع ما جاء فى خطاب الرئيس السيسى فى (البند خامساً) حول أهمية تعظيم الاستفادة من ثروات مصر البشرية من خلال زيادة جودة التعليم لأبنائنا ومواصلة تفعيل البرامج والمبادرات الرامية إلى الارتقاء بالصحة العامة للمواطنين واستكمال مراحل مشروع التأمين الصحى الشامل.. وهو امتداد للاستثمار والرهان على بناء الإنسان وإعداده وتأهيله من أجل مواكبة العصر والمستقبل.
> فى البند السادس.. أيضاً يكشف مدى اهتمام وأولوية الرئيس السيسى ورعايته للفئات الأكثر احتياجاً والأولى بالرعاية فى إطار بناء الإنسان المصري.. لذلك أكد على دعم شبكات الأمان الاجتماعى وزيادة نسبة الانفاق على الحماية الاجتماعية وزيادة مخصصات الدعم النقدى «تكافل وكرامة» وبالفعل فى الموازنة الجديدة وصل إلى 40 مليار جنيه وخلال الـ6 سنوات القادمة أيضاً أكد الرئيس السيسى على أمر غاية فى الأهمية وبتعبير واضح الإنجاز الكامل لمراحل مبادرة «حياة كريمة» التى تعد أكبر المبادرات التنموية فى تاريخ مصر بما سيحقق تحسناً هائلاً فى معيشة المواطن فى القرى المستهدفة على مستوى الجمهورية.. خاصة ان المشروع يستهدف ما يقرب من 60 مليون مواطن يعيشون فى الريف المصري.. وهو تأكيد مهم للغاية على هذه الخطوة.
فى ظنى أن رؤية الرئيس السيسى الـ6 سنوات القادمة للمستقبل استحوذ فيها الإنسان المصرى على الجزء الأكبر والأهم والأولوية الأولي.. خاصة فى ظل حرص الرئيس السيسى على تطبيق المفهوم الشامل لحقوق الإنسان.. فمن الواضح بقراءة الخطاب نجد ان المواطن المصرى له أهمية كبيرة فى كلمة الرئيس سواء فى الرعاية الصحية والتعليم وفرص العمل وتطوير وتنمية قرى الريف المصري.. والحماية الاجتماعية ودعم شبكات ومظلات الأمان الاجتماعى وزيادة نسبة الانفاق على الحماية الاجتماعية بالإضافة إلى الدعم والارتقاء بجودة الرعاية الصحية والتأمين الصحى الشامل أو حتى المشروعات العملاقة التى تضم عمالة كثيفة فى مجالات كثيرة توفر فرصاً حقيقية للعمل.
> من الأهداف المهمة التى تسعى الدولة لتحقيقها فى الفترة المقبلة أو المستقبل هو الاستمرار فى تنفيذ المخطط الإستراتيجى للتنمية العمرانية واستكمال انشاء المدن الجديدة من الجيل الرابع لتحقيق قائمة عريضة من الأهداف الحيوية سواء الاقتصادية أو التجارة والصناعة وتحسين جودة الحياة والحصول على فرص عمل واستيعاب الزيادة والنمو السكانى السنوى منعاً لآفات الاختناق والتكدس وانتشار العشوائيات.
> الرئيس السيسى أكد على أمر يوليه اهتماماً كبيراً وهو القضاء على العشوائيات والبناء غير المخطط الذى يسبب أزمات عنيفة.. لذلك أكد الرئيس على تطوير المناطق الكبرى غير المخططة واستكمال برنامج (سكن كريم) والذى يستهدف بالأساس الشباب والأسر محدودة الدخل.
الملاحظ فى خطاب الرئيس السيسى أننا فى التطلع والنظر إلى المستقبل نرتكز فى ذلك على ما تحقق خلال 10 سنوات.. وأيضا فى جنى ثمار وحصاد هذه الملحمة التاريخية التى قادها الرئيس السيسى ونستفيد منها فى المستقبل.. أيضاً لأنها نجحت وباتت ذات جدوى هائلة.. ويمكن البناء عليها فى المستقبل.. لذلك فما بين أيدينا من نجاح وإنجازات ودروس ورؤى وتجارب من الـ10 سنوات الماضية هو زادنا وقوتنا الدافعة إلى مواصلة البناء والنجاح فى المستقبل.. لكن الشيء الذى يشار له بالاحترام هو حرص الرئيس السيسى وأولويته وانحيازه للمواطن المصرى فى كافة المجالات سواء الحق فى العمل وفرص العمل والعيش والسكن الكريم والحماية الاجتماعية والرعاية الصحية وجودة التعليم.
تحيا مصر