لا تجعلوا الأولوية للدولار !!
فهمي عنبة
لا توجد دولة فى العالم الا و تعمل على تقوية عملتها المحلية .. و تشجع مواطنيها على التعامل بها .. لذلك لم يكن من المنطقي أن تعلن وزارة الإسكان عند طرحها تخصيص قطع أراضي البناء للأفراد عن انه في حالة تقدم اكثر من عميل على قطعة أرض واحدة مطروحة للإسكان الأكثر تميزا أن تكون الأولوية لاستكمال سداد باقي ثمن الأرض بالدولار الأمريكي !! .
للأسف .. هم بذلك يساهمون في تدمير الجنيه ويهزون الثقة في العملة المحلية ويزيدون من الطلب على الدولار ويشجعون السوق السوداء .. والأهم أنهم يفرقون بين المواطنين فلا توجد عدالة ولا مساواة بين المتقدمين للحصول على الأراضي فالقطع الأكثر تميزا تذهب لمن معه دولارات .. اما الآخرون فعليهم أن يرضوا بالقطع المتوسطة أو المتميزة العادية .. فهل هذا منطق .. ثم لماذا الدولار الأمريكي بالذات هل لا ينفع اليورو او الإسترليني مثلا ؟! .
الخوف أن تحذو باقي الوزارات والجهات حذو وزارة الإسكان وتكون الأولوية في كل شيء لمن يدفع بالدولار .. وهو ما بدأ يفعله فعلا عدد من المطورين العقاريين في طرح وحدات سكنية بالدولار .. وستنتشر هذه ” الموضة ” و نجد معارض السيارات والأدوات الكهربائية تبيع بالدولار .. وقد يصل الامر إلى أن يطالب البعض بان يقبض راتبه بالدولار لكي يلبي احتياجات أسرته .. لو فعلوا ذلك فسيكونون كمن يعلن وفاة الجنية رسميا !! .
ما فعلته وزارة الإسكان وغيرها يعتبر رسالة سلبية للمواطنين و المستثمرين أيضا .. لأنها تعني عدم وجود ثقة في العملة المحلية .. وإذا لم يتم إلغاء هذا النهج والعودة للتعامل بالجنيه فستكون التداعيات أكثر سلبية بالتأكيد !! .
******
قرار الرجوع عنه فضيلة !!
•• لايمكن إنكار ما جرى خلال السنوات الاخيرة من تطوير وتجديد للبنية التحتية خاصة أقامة شبكات جديدة للكهرباء ومحطات للمياه والصرف الصحي وانشاء الانفاق والكباري وشق آلاف الكيلومترات من الطرق .. مما يعد من أهم و أكبر إنجازات المرحلة التي نتباهى بها جميعاً .
للأسف جاء قرار وزارة الكهرباء بعودة تخفيف الأحمال وقطع التيار الكهربائي عن المواطنين في مختلف المحافظات بمثابة من يهدم هذه الإنجازات خاصة مع بدء ارتفاع درجات الحرارة .. والأهم أن المواطن كان قد تفهم دوافع الحكومة في المرة الأولى وصبر على انقطاع الكهرباء في الصيف الماضي لعلمه بعدم وجود ما يكفي من النقد الأجنبي .. ولكن هذه المرة فإن الوضع من المفترض أن يكون قد تغير بعد إعلان البنك المركزي منذ يومين عن ان الاحتياطي يزيد عن ٤٠ مليار دولار مما يعني أنه يمكن تدبير قيمة الغاز والمازوت الذي تحتاجه محطات الكهرباء ولم تعد هناك حاجة مُلحة للعودة لتخفيف الأحمال على الاقل حتى يكون للمواطن البسيط قد استفاد شيئاً من دخول مليارات ” رأس الحكمة ” التي بالتأكيد أن اغلب الشعب لم يراها ولن يذهب إليها ولن يتاح له ان يشترى شالية فيها !! .
من المنتظر ان يفتح مجلس النواب مناقشة قضية الكهرباء من خلال طلب إحاطة تقدمت به النائبة مها عبد الناصر التي أكدت ضرورة إيجاد حلول أخرى غير تخفيف الأحمال لانهاء معاناة المواطنين الا إذا كانت الحكومة لا يوجد لديها آلية بديله .. خاصة بعد إعلان وزارة الكهرباء أن الانقطاع سيستمر لمدة ساعتين بدلا من ساعة واحدة .
من الضروري مراجعة قرار قطع الكهرباء يوميا عن المواطنين في اسرع وقت .. فهو قرار الرجوع عنه فضيلة .. لأن ضررة اجتماعياً أكبر بكثير مما ستتحملة الحكومة من ثمن الغاز والمازوت لتشغيل محطات الكهرباء .. فالمواطن الذي عانى كثيرا خلال تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي وتحمل اكثر عندما كانت الحاجة مُلحة لتخفيف الأحمال كان يفعل ذلك وهو فخور بأن تضحيتة لم تذهب هباء وإنما كانت لتحقيق إنجازات اهمها تجديد شبكات الكهرباء وكان يتغنى بذلك .. ثم فجأة يجد نفسه يعود إلى الظلام حتى لو كان لمدة ساعة أو ساعتين بدلا من أن يجلس في النور ولا يعاني !! .
قرار وزارة الكهرباء هذه المرة لم يكن موفقاً لانه اقترب من إنجاز .. و حرام أن يضيع هذا الانجاز من أجل حفنة دولارات !! .
******
من يعيد الثقة فى حكام الكرة ؟!
•• أليس من المحزن أن تخلوا قائمة حكام مباريات كرة القدم في أوليمبياد باريس القادم من الحكام المصريين اللهم سوى من حكم واحد هو ” محمود عاشور ” وليت تم اختياره حكم ساحة او حتى مساعد على الخطوط ولكنه سيكون حكم فيديو مساعد ؟! .
يبدو أن المسئولين عن الكرة شعروا أخيراً بأن هذا التجاهل لا يجوز فقاموا بتعيين الحكم الدولي ” إبراهيم نور الدين ” لإدارة مباراة القمة الاخيرة بين الزمالك والأهلي وهي خطوة لابد أن تستمر حتى لو كانت هناك بعض القرارات غير الصائبة من أي حكم فهذا يحدث حتى من الاجانب .. لان تجاهل حكامنا في البطولات الدولية جاء نتيجة طبيعية لما كان يحدث من عملية ” ذبح الحكام ” أرضاء للأندية والجماهير مما أوصلنا لعدم الثقة فيهم واستبدالهم كل مرة بحكام أجانب لإدارة المباريات المحلية المهمة رغم ” كوارث ” التحكيم الأجنبي !! .
الأخطر من ذلك كان استقدام رئيس للجنة الحكام من الخارج بدعوى انه خبير ثم يتضح أن لدينا من الحكام الدوليين من هم أكثر خبرة وأعلى تصنيفاً .. خاصة ان من احضروه لم يطور أي شيء لا في الأداء ولا في اللياقة البدنية ولا في الأسلوب ثم غيروه ولكن بأجنبى آخر !! .
الغريب والعجيب أن اتحاد الكرة يحلو له دفع آلاف الدولارات للأجانب في ظل وجود أزمة في البلد في العملة الأجنبية .. بينما يظل يماطل فى دفع مستحقات الحكام المصريين بالجنيه !!
حكامنا بخير وتاريخهم مشرف في الأوليمبياد وكاس العالم ومشاركتهم في المحافل الدولية تعود إلى قرابة مائة عام حيث كان ” يوسف محمد أفندي ” حكما في نهائيات مونديال إيطاليا عام ١٩٣٤ وقبلها شارك في أولمبياد أمستردام ١٩٢٨وبعدها تعددت الأسماء لأباطرة التحكيم المصرى والعربى أمثال علي قنديل ومصطفى كامل وصولاً إلى جمال الغندور وعصام عبد الفتاح ووجية أحمد وكل من تم اختياره منهم أو من غيرهم لإدارة مباريات دولية او قارية كان يحصل على اشادة من ” الفيفا أو الكاف ” فلماذا نُحبط ” أولاد البلد ” ؟! .
إذا اردنا أن تعود الهيبة لحكامنا ويتم اختيارهم في المحافل الدولية ولا يغيبون عنها ؛ علينا أولا أن نعيد الثقة فيهم ولهم .. ولا يتم الاستعانة بحكام أجانب ولا بخبرة من الخارج لتولي رئاسة لجنتهم .. مع تنظيم دورات لرفع مستواهم والعمل على حصولهم على الرخصة الدولية .. وعلينا ان نعلم أن الحكام من أهم عوامل نجاح لعبة كرة القدم تماما مثل اللاعبين والمدربين والإداريين والجماهير .. والغريب ان من يطالبون بذبح الحكم إذا أخطأ هم أنفسهم الذين يدافعون عن أي لاعب أخطأ ويجدون له ألف عذر !! .
ارفعوا ايديكم عن التحكيم وكفانا التقليل من شأن حكامنا .. ومطلوب إلغاء فقرات التعقيب على قرارات الحكام في برامج التحليل بعد المباريات وعدم الرضوخ للأندية والجماهير في تعيين الحكام ووقف الاستعانة بالأجانب إذا لم يكن من أجل حكامنا على الاقل لتوفير العملة الصعبة .. ولا نقول اننا لا نحاسب الحكم المخطئ .. ولكن ذلك له قواعده في كل العالم وهناك العديد من الطرق غير الفضيحة و” التجريس ” على الهواء .. فرفقا بقضاة الملاعب حتى تعود ” الفيفا و الكاف ” واللجنة الأوليمبية للاستعانة بهم .. فبداية احترام حكامنا وفرض هيبتهم والثقة فيهم تكون من هنا .. فلن نطالب الآخرين بما لا نفعله !! .
ظلمنا حكامنا طويلا بالهجوم المستمر عليهم من الأندية واللاعبين والجماهير والنقاد .. بل ومن أنفسهم فكثيرا ما نرى حكماً من الحكام السابقين في البرامج الرياضية ينتقد زميلاً له على الهواء .. وللأسف لا يوجد من ينصفهم أو يقف معهم لأنهم أضعف حلقة في المنظومة الرياضية خاصة وأن اتحاد الكرة ورابطة الأندية تركوا دمهم مهدرا و مفرقاً بين القبائل .. وبالمناسبة الحكم ” محمود عاشور ” الوحيد الذي تم اختياره لتمثيل مصر في الأوليمبياد كان الأهلي قد طلب توقيع عقوبة عليه ولو تم تطبيقها لما كان لنا ممثل في باريس !! .