« تعويم الأسماك » .. والاكتفاء الذاتى !
فهمي عنبة
من الألغاز المُحيرة التى تثير العجب .. وتجعل الناس والخبراء فى الداخل والخارج يتساءلون : ما الذى يجعل مصر لا تحقق الاكتفاء الذاتى من الثروة السمكية .. ولماذا ترتفع أسعار الاسماك بشكل مبالغ فيه ؟! .
أسباب الحيرة والعجب اهمها انه يمر بعرض البلاد البحر الابيض المتوسط .. وبطولها شواطئ البحر الاحمر .. ويقطعها من شمالها إلى جنوبها نهر النيل .. اضافة لامتلاكها العديد من البحيرات الطبيعية منها البردويل وادكو والبرلس والمنزلة وقارون وغيرها.. وخلال السنوات الماضية حققت الدولة نجاحاً ضخماً فى تطهيرها وتطويرها .. ولديها بحيرة ناصر التى تعد واحـدة من أكبر البحيرات الصناعية فى العالم !! .
لا يتوقف الأمر عند ذلك حيث تم اقامة المئات من المزارع السمكية الاهلية التابعة للقطاع الخاص .. وهناك مزارع عملاقة تابعة للدولة فى بركة غليون بكفر الشيخ وفى شرق بورسعيد ودمياط والاقصر .. فلماذا تظل اسعار الأسماك المحلية غالية .. ولماذا يتم استيراد الاسماك والتونة والرنجة ؟! .
ازاء غــلاء اسـعـار الاســمــاك وضـعـف الـقـدرة الشرائية .. اضطر المواطنون إلى اطـلاق حملة شعبية لمقاطعة شــراء الاسـمـاك ومحاربة جشع التجار .. وكانت البداية من بورسعيد ثم انتقلت إلى 15 محافظة اخري .. واسفرت فى البداية عن اجبار تجار السمك فى بورسعيد على تخفيض الاسعار .. ولكنها للاسف لم تحقق هدفها فى النهاية لاننا فى الاشهر التى يقل فيها الصيد او يتم منعه خلال فترة التكاثر حفاظا على الثروة السمكية فى اغلب المحافظات فعادت الاسعار للارتفاع .. والاهم ان الاسماك فى المطاعم والمحلات « المشوية والمقلية » لم تتراجع أسعارها !! .
كما زادت اسعار الاسماك والمـأكـولات البحرية المـسـتـوردة بعد تعويم الجنيه .. فعلب التونة والسلامون والانشوجا بلغت حداً فاق التوقعات وكذلك الرنجة التى زاد الاقبال عليها فى شم النسيم !! .
منذ صدور القانون رقم 146 لسنة 2021 وانشاء جهاز تنمية البحيرات والثروة السمكية ، ساد التفاؤل جميع الصيادين واصحاب المزارع السمكية بعد توحيد جهات الاختصاص فى جهاز واحد .. ولكن حتى الآن مازالت هناك بعض العراقيل فى التراخيص ورسومها وفى تشديد الرقابة على المخالفين الذين يتحايلون احيانا بالصيد الجائر واستخدام الاقفاص وغير ذلك من الممارسات اير السليمة .
للأسف .. لم نستغل ما وهبنا الله من بحار وأنهار وبحيرات الاستغلال الامثل .. فلم نأكل منها لحماً طرياً ولم نستخرج منها حلية نلبسها.. ولا حتى استخدمناها فى النقل والانتقال والاستمتاع بجمال الشواطئ وضفاف النيل .. حيث يمكن تسيير بواخر ومراكب بين المحافظات لنقل البضائع والركاب والسائحين سواء فى البحرين أو النهر.. ولا أدرى ما الذى يمنع من تسيير خط بين مطروح والاسكندرية وصولاً إلى بورسعيد على البحر المتوسط ومن خليج السويس إلى الغردقة على البحر الاحمر.. ولماذا لا تعود المراكب الشراعية للعمل فى النيل لمنع تلويثه .. و أين مشروع التاكسى النهرى والاتوبيس النهري ؟! .
لابـد من البحث عن المعوقات التى تحول دون استغلال البحار والانهار فى النقل والسياحة .. او فى تحقيق الاكتفاء الذاتى من الثروة السمكية رغم وجود اكثر من الفى كيلو متر من الشواطئ المطلة على البحار ووجـــود النيل والبحيرات والمــزارع السمكية .. ولا ندرى ما الذى يؤخر بناء اسطول صيد حديث يخرج إلى أعالى البحار فى المياه الاقليمية والاقتصادية بالبحرين الابيض والاحمر .. وكيف تترك الاسماك لتتوحش فى بحيرة ناصر أو تأكلها التماسيح .. والاهم يجب تشديد الرقابة على البحيرات ووقـف تبوير أراضيها ومنع الصيد الجائر وانتشالها من الاهمال .. وتقديم القروض والمساعدات لصغار الصيادين لتحديث مراكبهم وتدريبهم على طرق الصيد الجديدة التى تعينهم على مزاولة مهنتهم والحفاظ على مصدر رزقهم وعلى الثروة السمكية !! .
نجحت فى مراكز البحوث وفى كليات الزراعة بالجامعات المصرية تجارب استزراع نوعيات الاسماك التى يتم استيرادها أو تصنيعها فى المعلبات مثل التونة والسلامون والماكريل والرنجة .. وقامت بالفعل مزارع سمكية بتطبيق هذه التجارب وانتجت هـذه النوعيات .. فلماذا لا يتم تعميم التجربة وإقامة مصانع لانتاجها ووقف استيرادها أو على الاقـل تقليل استيرادها وتوفير ملايين
الدولارات .
يستحق المصريون أن يجدوا فى الاسواق أسماكاً رخيصة .. وفى المحلات والسوبر ماركت منتجات بحرية مصنعة فى متناول ميزانياتهم بعد ان حبانا الله بالشواطئ والمصايد والمـزارع .. وحتى يتحقق ذلك مطلوب الوقوف فى وجه التجار الجشعين ووقف احتكار البعض لما يجنيه صغار الصيادين من رزق .. وان يتم الاستعانة بالعلماء والباحثين لاسـتـزراع انـــواع الاسـمـاك التى يتم تصنيعها وتعليبها بدلاً من استيرادها .. مع ضرورة الاستمرار فى بناء و تحديث اسطول الصيد وتشجيع الاستثمار فى هذا المجال حتى يقبل القطاع الخاص على شـراء المراكب والثلاجات .. والاهــم فتح منافذ لتوزيع وبيع اسماك بحيرة ناصر ومـزارع غليون وبورسعيد العملاقة ومراجعة اسعارها لكى يتمكن المواطن البسيط من شراء الاسماك خاصة بعد غلاء اللحوم و الدواجن .
باختصار مطلوب « تعويم الاسماك » مقابل اللحوم والدواجن حتى تنخفض اسعارها .. كما تم تعويم الجنيه امام العملات الاجنبية ؟!
******
طقاطيق
•• لم يعبأ طلاب الجامعات الامريكية بالتعامل الوحشى للأمن معهم لفض اعتصاماتهم فى العديد من الولايات .. وهم مصممون على الاستمرار فى احتجاجاتهم المناهضة لسياسات اسرائيل العدوانية ومطالباتهم لرئيسهم بايدن باجبار نتنياهو على وقف الحرب ضد الفلسطينيين فى غزة .. أدت مواقفهم الى انتقال عدوى الاحتجاجات الطلابية الى جامعات كندا واوروبا خاصة بعد دعوة طلاب أمريكا الى المقاطعة الاكاديمية ووقف الابحاث المشتركة مع الجامعات الاسرائيلية والى سحب الاستثمارات التى تضعها أوقاف جامعاتهم فى مؤسسات اسرائيلية منها وزارة الدفاع .. يُشبه البعض احتجاجات الطلاب بما فعلوه فى الستينيات وأدى لوقف الحرب فى فيتنام وما قاموا به وأدى لمناهضة الفصل العنصرى فى جنوب أفريقيا .. تحية لطلاب امريكا وعقبال طلاب آسيا وأفريقيا و .. !! .
****
•• فى المرج .. شاب ضرب أمة وألقاها من الدور الثامن فماتت وجلس يشرب كوب شاى وسيجارة .. واتضح انها رفضت منحه نقوداً لشراء المخدرات التى اعتاد على تعاطيها !! .
.. وفى الواسطى ببنى سويف .. شاب طعن والده بسكين ثم أحرق جثتة وسط ذهول الجيران .. وقالوا انه مختل عقلياً !! .
لابد من بحث ماذا يحدث فى المجتمع وأدى الى تغيير الأخلاقيات قبل ان تتحول جرائم قتل الأبناء لآبائهم ” والعكس ” الى ظاهرة بعد زادت مؤخراً .. مطلوب من علماء النفس والاجتماع دراسة ما أصاب الشخصية المصرية .. وأسباب قيام البعض بما يخالف عاداتنا وتقاليدنا ولا يتفق مع الفطرة الانسانية ؟! .
****
•• في يومين متتاليين تم القبض على اثنين من مطربى المهرجانات ” عصام صاصا ” لاتهامة في حادث دهس أدى لوفاة أحد المواطنين على الطريق الدائري .. و” مجدي شطة ” بعد ان صبطته شرطة المرج وبحوزته مادة مخدرة .. صحيح زى ما قال ” صاصا الكروان ” فى كليب منحرفين ( فى حضورنا الدنيا بتتشقلب ) !! .