مقالات

متلازمة‭.. ‬‮«‬كان‭ ‬لزمته‭ ‬إيه‮»‬‭!!‬

عبد الرازق توفيق

بعض‭ ‬الناس‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬عقدة‭ ‬أو‭ ‬متلازمة‭ ‬التنظير،‭ ‬والنقد‭ ‬غير‭ ‬البناء‭ ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬يستند‭ ‬على‭ ‬علم‭ ‬أو‭ ‬رؤية‭ ‬أو‭ ‬فهم‭ ‬ووعى‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬أطلق‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬متلازمة‭ ‬‮«‬كان‭ ‬لزمته‭ ‬إيه‮»‬،‭ ‬آراؤهم‭ ‬تتأرجح‭ ‬بين‭ ‬الشيء‭ ‬ونقيضه،‭ ‬فإذا‭ ‬ركنا‭ ‬الى‭ ‬الكسل‭ ‬والتراجع‭ ‬والجمود‭ ‬وغياب‭ ‬الرؤية‭ ‬وإرادة‭ ‬البناء‭ ‬والإصلاح‭ ‬البناء،‭ ‬قالوا‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬مالك‭ ‬فى‭ ‬الخمر،‭.. ‬وإذا‭ ‬ارتفعت‭ ‬وتيرة‭ ‬العمل‭ ‬والبناء‭ ‬والمشروعات‭ ‬وتهيئة‭ ‬أنسب‭ ‬الظروف‭ ‬للإنتاج‭ ‬والاستثمار‭ ‬وتوفير‭ ‬المناخ‭ ‬الأمثل‭ ‬لزيادة‭ ‬الموارد‭ ‬المحدودة‭ ‬وفق‭ ‬أفكار‭ ‬خلاقة،‭ ‬وبعد‭ ‬نظر‭ ‬وعلم‭ ‬يراعى‭ ‬كافة‭ ‬جوانب‭ ‬حجم‭ ‬المشروع‭ ‬والإنتاج،‭ ‬قالوا‭ ‬‮«‬كان‭ ‬لزمته‭ ‬إيه»؟‭ ‬كنا‭ ‬‮«‬وفرنا‭ ‬الفلوس‮»‬،‭ ‬والفلوس‭ ‬راحت‭ ‬فين‭ ‬وأنفقناها‭ ‬فى‭ ‬أشياء‭ ‬غير‭ ‬مفيدة‭ ‬دون‭ ‬فهم‭ ‬أو‭ ‬وعي،‭ ‬وهى‭ ‬سمات‭ ‬وصفات‭ ‬متكررة‭ ‬لشخصيات‭ ‬مريضة‭ ‬ومصابة‭ ‬باللاوعي،‭ ‬واللافهم‭.‬
هؤلاء‭ ‬نسوا‭ ‬وتناسوا،‭ ‬أحوال‭ ‬وأوضاع‭ ‬مصر‭ ‬قبل‭ ‬عشر‭ ‬سنوات،‭ ‬دولة‭ ‬كانت‭ ‬منهارة،‭ ‬تجمد‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬غابت‭ ‬عنها‭ ‬الأفكار‭ ‬والحلول‭ ‬الخلاقة،‭ ‬وارتكن‭ ‬الجميع‭ ‬لمقولة‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الاستقرار،‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬مجرد‭ ‬‮«‬استقرار‭ ‬هش‮»‬‭ ‬لذلك‭ ‬كفروا‭ ‬بأى‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الإصلاح‭ ‬سواء‭ ‬عن‭ ‬جهل‭ ‬أو‭ ‬خوف‭ ‬من‭ ‬ردة‭ ‬فعل‭ ‬شعب‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬من‭ ‬يتحدث‭ ‬معه‭ ‬ويخاطب‭ ‬فيه‭ ‬الضمير‭ ‬الوطني،‭ ‬أو‭ ‬بناء‭ ‬الوعي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬خلق‭ ‬مناخاً‭ ‬وحالة‭ ‬من‭ ‬غياب‭ ‬الثقة‭ ‬والريبة‭ ‬بين‭ ‬القيادة‭ ‬والشعب‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الماضية،‭ ‬ثم‭ ‬جاءت‭ ‬الفوضى‭ ‬المدمرة‭ ‬بسبب‭ ‬عواصف‭ ‬مؤامرات‭ ‬الربيع‭ ‬العربى‭ ‬المزعوم،‭ ‬فأصابت‭ ‬ودمرت‭ ‬وأنهكت‭ ‬الجسد‭ ‬المريض،‭ ‬واستنزفت‭ ‬قدرات‭ ‬هائلة‭ ‬لدولة‭ ‬متعبة‭ ‬ومجهدة‭ ‬خارت‭ ‬قواها‭ ‬وقاربت‭ ‬على‭ ‬السقوط،‭ ‬يكفى‭ ‬أن‭ ‬أخبرك‭ ‬أنها‭ ‬خسرت‭ ‬450‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬دفعة‭ ‬واحدة‭ ‬بسبب‭ ‬فوضى‭ ‬مدفوعة‭ ‬وممنهجة،‭ ‬ناهيك‭ ‬أيضاً‭ ‬عن‭ ‬موارد‭ ‬وإمكانيات‭ ‬محدودة،‭ ‬مع‭ ‬نمو‭ ‬سكانى‭ ‬شديد‭ ‬الخطورة‭ ‬كان‭ ‬يزيد‭ ‬بمعدل‭ ‬2.5‭ ‬مليون‭ ‬نسمة‭ ‬سنوياً،‭ ‬لذلك‭ ‬كنا‭ ‬قبل‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬فى‭ ‬كارثة‭ ‬حقيقية،‭ ‬كادت‭ ‬تودى‭ ‬بوجود‭ ‬ومستقبل‭ ‬البلاد‭ ‬والعباد‭.‬
المصابون‭ ‬بمتلازمة‭ ‬كان‭ ‬لزمته‭ ‬إيه،‭ ‬كانوا‭ ‬أول‭ ‬الناقمين،‭ ‬على‭ ‬الأوضاع‭ ‬الكارثية‭ ‬فى‭ ‬البلاد‭ ‬قبل‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي،‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬بطالة‭ ‬متزايدة‭ ‬وطوابير‭ ‬ممتدة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬بنزين‭ ‬وسولار‭ ‬وبوتاجاز‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬رغيف‭ ‬عيش،‭ ‬وخدمات‭ ‬لا‭ ‬تليق‭ ‬بهذا‭ ‬العصر،‭ ‬وقرى‭ ‬ونجوع‭ ‬وصعيد‭ ‬فى‭ ‬طى‭ ‬النسيان‭ ‬والإهمال‭ ‬وفى‭ ‬محافظات‭ ‬نائية‭ ‬تركت‭ ‬للتجاهل،‭ ‬وغض‭ ‬الطرف‭ ‬عن‭ ‬تنمية‭ ‬سيناء،‭ ‬وانتشار‭ ‬للعشوائيات،‭ ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬أى‭ ‬رؤية‭ ‬لبناء‭ ‬الإنسان‭ ‬المصرى‭ ‬وتهاوى‭ ‬الصحة‭ ‬والتعليم،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬كان‭ ‬بمثابة‭ ‬قنابل‭ ‬موقوتة،‭ ‬تهدد‭ ‬بقاء‭ ‬ووجود‭ ‬الدولة‭.‬
الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬تسلم‭ ‬وبمنتهى‭ ‬الموضوعية‭ ‬والواقعية‭ ‬دولة‭ ‬منهارة،‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬فيها‭ ‬يدعو‭ ‬للأمل،‭ ‬مهمة‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬التصدى‭ ‬لها‭.. ‬لكن‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي،‭ ‬وبعقيدة‭ ‬وطنية‭ ‬وشرف‭ ‬وإخلاص،‭ ‬استجاب‭ ‬لنداء‭ ‬المصريين،‭ ‬وقبل‭ ‬المهمة‭ ‬التى‭ ‬كان‭ ‬يراها‭ ‬البعض‭ ‬مهمة‭ ‬مستحيلة،‭ ‬لكن‭ ‬القائد‭ ‬العظيم،‭ ‬صاحب‭ ‬الرؤية،‭ ‬والإرادة،‭ ‬والأفكار‭ ‬الخلاقة،‭ ‬وبعد‭ ‬النظر،‭ ‬وضع‭ ‬يده‭ ‬على‭ ‬أشياء‭ ‬وأمور‭ ‬لم‭ ‬يرها‭ ‬أى‭ ‬رئيس‭ ‬سابق‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬امتلك‭ ‬ثقة‭ ‬الشعب،‭ ‬وأيضاً‭ ‬شجاعة‭ ‬الإصلاح‭ ‬والمواجهة‭.‬
قرر‭ ‬أن‭ ‬يخوض‭ ‬معركة‭ ‬وجود،‭ ‬معركة‭ ‬استثنائية‭ ‬صارح‭ ‬شعبه،‭ ‬بكل‭ ‬التحديات‭ ‬لم‭ ‬يخف‭ ‬شيئاً،‭ ‬ولم‭ ‬يجمل‭ ‬واقعاً‭ ‬معقداً‭ ‬وطلب‭ ‬من‭ ‬المصريين‭ ‬الاصطفاف‭ ‬والعمل‭ ‬والصبر،‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬بشيء،‭ ‬سوى‭ ‬العمل‭ ‬معاً‭ ‬لنصل‭ ‬إلى‭ ‬الضوء‭ ‬الكبير‭ ‬فى‭ ‬نهاية‭ ‬النفق‭.‬
نشر‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد،‭ ‬كان‭ ‬لزاماً‭ ‬فى‭ ‬بلد‭ ‬يتطلع‭ ‬إلى‭ ‬النجاة‭ ‬والخروج‭ ‬من‭ ‬براثن‭ ‬تلال‭ ‬المشاكل‭ ‬والأزمات‭ ‬وإشكالية‭ ‬محدودية‭ ‬الموارد،‭ ‬أن‭ ‬يوفر‭ ‬مقومات‭ ‬ومتطلبات‭ ‬الانطلاق‭ ‬طبقاً‭ ‬للعلم،‭ ‬والخبرات‭ ‬الدولية،‭ ‬والتجارب‭ ‬العالمية،‭ ‬فأى‭ ‬دولة‭ ‬تسعى‭ ‬للتقدم‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لديها‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬وأساسية‭ ‬عصرية‭.‬
حديث‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬فى‭ ‬افتتاح‭ ‬مشروع‭ ‬مستقبل‭ ‬مصر‭ ‬الزراعي،‭ ‬والتصنيع‭ ‬الزراعى‭ ‬وبدء‭ ‬الحصاد،‭ ‬حديث‭ ‬غاية‭ ‬فى‭ ‬الأهمية‭ ‬وقاعدة‭ ‬للفهم‭ ‬والوعي،‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يعرف‭ ‬ويدرك‭ ‬ويعلم‭ ‬الناس‭ ‬فلسفة‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬خلال‭ ‬الـ‭ ‬10‭ ‬سنوات،‭ ‬فالحقيقة‭ ‬تقول‭ ‬إننا‭ ‬قبل‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لدينا‭ ‬شيء،‭ ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬نمتلك‭ ‬أى‭ ‬مقومات‭ ‬ومتطلبات‭ ‬للتقدم،‭ ‬لذلك‭ ‬كان‭ ‬لزاماً‭ ‬وحتماً‭ ‬أن‭ ‬نوفر‭ ‬قاعدة‭ ‬الانطلاق‭ ‬ونبنى‭ ‬الأساس،‭ ‬المتمثل‭ ‬فى‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬عصرية،‭ ‬فلا‭ ‬تقدم‭ ‬بدونها‭ ‬أزمتنا‭ ‬الحقيقية،‭ ‬غياب‭ ‬الفهم‭ ‬والوعى‭ ‬لدى‭ ‬بعض‭ ‬الناس،‭ ‬من‭ ‬الأنقياء‭ ‬وهم‭ ‬مختلفون‭ ‬عن‭ ‬الإعلام‭ ‬المعادى‭ ‬أمثال‭ ‬مرتزقة‭ ‬الإخوان‭ ‬الذين‭ ‬يروجون‭ ‬الأكاذيب‭ ‬والشائعات‭ ‬والتشويه‭ ‬والتشكيك‭ ‬بشكل‭ ‬مدفوع‭ ‬وممنهج‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة،‭ ‬لكننى‭ ‬أتحدث‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬التى‭ ‬تعانى‭ ‬من‭ ‬متلازمة‭ ‬‮«‬كان‭ ‬لزمته‭ ‬إيه‮»‬‭.. ‬فالبنية‭ ‬التحتية،‭ ‬الطرق‭ ‬والكبارى‭ ‬والمدن‭ ‬الجديدة،‭ ‬والمشروعات‭ ‬العملاقة‭ ‬فى‭ ‬الصناعة‭ ‬والزراعة،‭ ‬والتوسع‭ ‬العمراني،‭ ‬والمشروعات‭ ‬العملاقة‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭ ‬بكافة‭ ‬أنواعها‭ ‬هى‭ ‬الوسيلة‭ ‬الوحيدة،‭ ‬والحل‭ ‬الأمثل،‭ ‬والفكر‭ ‬الخلاق‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬أشكالية‭ ‬محدودية‭ ‬الموارد،‭ ‬فالاستثمارات‭ ‬والفرص‭ ‬الواعدة‭ ‬التى‭ ‬باتت‭ ‬لدى‭ ‬مصر،‭ ‬هى‭ ‬بفضل‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬العصرية،‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬لأكبر‭ ‬استثمار‭ ‬مباشر‭ ‬فى‭ ‬تطوير‭ ‬مدينة‭ ‬رأس‭ ‬الحكمة‭ ‬بالمشاركة‭ ‬مع‭ ‬الإمارات‭ ‬ليحدث‭ ‬لولا‭ ‬وجود‭ ‬دولة‭ ‬حديثة‭ ‬تمتلك‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬عصرية،‭ ‬طرقاً‭ ‬عصرية‭ ‬9‭ ‬حارات‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬اتجاه،‭ ‬وطاقة،‭ ‬ومواصلات‭ ‬عصرية،‭ ‬وموانئ‭ ‬عالمية،‭ ‬والسؤال‭ ‬للمصابين‭ ‬بمتلازمة‭ ‬‮«‬كان‭ ‬لزمته‭ ‬إيه‮»‬‭ ‬هل‭ ‬كانت‭ ‬الاستثمارات‭ ‬والتصدير،‭ ‬والفرص‭ ‬الكثيرة‭ ‬للتنمية‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬وتوفر‭ ‬مقومات‭ ‬النجاح‭ ‬لهذه‭ ‬الاستثمارات‭ ‬والفرص‭ ‬لتكون‭ ‬لولا‭ ‬مشروعات‭ ‬عملاقة‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬والأساسية‭.‬
الفهم‭ ‬الصحيح‭ ‬يتطلب‭ ‬أيضاً‭ ‬كيف‭ ‬لدولة‭ ‬محدودة‭ ‬الموارد‭ ‬المائية‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬أهداف‭ ‬التوسع‭ ‬الزراعي،‭ ‬وأيضاً‭ ‬الزيادة‭ ‬السكانية‭ ‬بمليونى‭ ‬نسمة‭ ‬سنوياً‭ ‬أن‭ ‬تزيد‭ ‬رقعتها‭ ‬الزراعية‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬4.5‭ ‬مليون‭ ‬فدان‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2027‭.. ‬وكيف‭ ‬تقيم‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المشروعات‭ ‬العملاقة‭ ‬مثل‭ ‬مشروع‭ ‬‮«‬مستقبل‭ ‬مصر‮»‬‭ ‬فى‭ ‬الدلتا‭ ‬الجديدة‭ ‬الذى‭ ‬يضيف‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليونى‭ ‬فدان،‭ ‬وكيف‭ ‬تفكر‭ ‬فى‭ ‬الاستخدام‭ ‬الأمثل‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬قطرة‭ ‬مياه‭.‬
وها‭ ‬هو‭ ‬حجم‭ ‬الإنفاق‭ ‬على‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المشروعات‭ ‬وما‭ ‬تحققه‭ ‬من‭ ‬إنتاج‭ ‬وتصدير‭ ‬وحماية‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائى‭ ‬المصري‭.. ‬وهل‭ ‬ما‭ ‬نراه‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬زراعات،‭ ‬هو‭ ‬نتاج‭ ‬‮«‬أراض‭ ‬ومياه‭ ‬فقط‮»‬‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬شق‭ ‬طرق‭ ‬مكشوفة‭ ‬ومغطاة،‭ ‬وطرق‭ ‬ونظم‭ ‬رى‭ ‬حديثة،‭ ‬ومحطات‭ ‬ومولدات‭ ‬كهربائية،‭ ‬تتكلف‭ ‬50‭ ‬مليار‭ ‬جنيه‭ ‬لوحدها،‭ ‬وكم‭ ‬تكلفة‭ ‬معالجة‭ ‬المياه‭ ‬ثلاثياً،‭ ‬وهل‭ ‬يمكن‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الحجم‭ ‬الضخم‭ ‬وغير‭ ‬المسبوق‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬المشروعات‭ ‬أن‭ ‬تظل‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬الطرق‭ ‬القديمة‭ ‬المحدودة‭ ‬أم‭ ‬تقيم‭ ‬طرقاً‭ ‬بما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬حارات‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬اتجاه،‭ ‬فالرؤية‭ ‬وفلسفة‭ ‬البناء‭ ‬هى‭ ‬عملية‭ ‬متكاملة‭ ‬وشاملة‭ ‬وليس‭ ‬عملاً‭ ‬قاصراً‭ ‬على‭ ‬جزء‭ ‬واحد،‭ ‬لذلك‭ ‬نرى‭ ‬محصلة‭ ‬ونتائج‭ ‬هذه‭ ‬المشروعات‭ ‬بشكل‭ ‬مبهر‭.‬
من‭ ‬هنا‭ ‬أطالب‭ ‬المصابين‭ ‬بمتلازمة‭ ‬‮«‬كان‭ ‬لزمته‭ ‬إيه‮»‬‭ ‬بتلقى‭ ‬العلاج‭ ‬والخضوع‭ ‬لجلسات‭ ‬الفهم‭ ‬والوعى‭ ‬وقراءة‭ ‬الماضى‭ ‬والحاضر‭ ‬والمستقبل،‭ ‬وأن‭ ‬يسألوا‭ ‬أنفسهم‭ ‬‮«‬كنا‭ ‬فين‭ ‬وبقينا‭ ‬فين‮»‬‭.‬
تحيا مصر

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى