أسئلة الشارع هل تجيب عنها حكومة مدبولى الجديدة ؟!
فهمي عنبة
منذ أن أعاد الرئيس عبدالفتاح السيسى تكليف الدكتور مصطفى مدبولى بتشكيل الحكومة الجديدة بدأت الشائعات والتكهنات تنتشر على المواقع وفى وسائل الإعلام .. وتم تداول العديد من الأسماء لتولى الحقائب الوزارية بل ووصل الأمر إلى إعلان التشكيل بالكامل متضمناً اعادة وزراء ومسئولين سابقين بخلاف المعتاد كما تم ترشيح محافظين حيث من المتوقع أن يعقب تشكيل الحكومة حركة جديدة للمحافظين !! .
.. و رغم تأكيد المتحدث الرسمى لمجلس الوزراء على عدم مصداقية الترشيحات المعلن عنها .. إلا أن هناك شخصيات تظهر فى كل القوائم فإما إنها مرشحة فعلاً أو أن هناك حملات « لتلميعهم » فكل من له صديق يراه يصلح يقوم باعلان اسمه ليلفت الانتباه اليه « لعل اللعبة تصيب » خاصة و إن هذه الفترة هى موسم ظهور « المشتاقين » للمناصب .. ولذلك فان « بورصة المحظوظين » تتغير كل يوم !! .
.. ولأننا فى موسم امتحانات الثانوية العامة فإن مطالب الجماهير فى الشارع يمكن تلخيصها فى عدة أسئلة تدور فى أذهان المواطنين ومطلوب من الوزراء الجدد الإجابة عنها.. خاصة ونحن نؤمن أنه لا يهم المواطن أسماء المختارين لتولى المناصب بقدر السياسات التى يتبعها كل مسئول من خلال الأولويات التى حددها لهم خطاب تكليف الحكومة و أولها الحفاظ على الأمن القومى ومواصلة جهود تطوير المشاركة السياسية ومواصلة الإصلاح الاقتصادى وجذب الاستثمارات وتشجيع القطاع الخاص .. والأهم هو بناء الإنسان والحد من ارتفاع الأسعار والتضخم وضبط الأسواق .
وقبل بدء الأسئلة توجد ملاحظة على مايقوم به عدد من الوزراء هذه الأيام مع اننا فى وقت « الريبة » فالحكومة الآن هى لتسيير الاعمال ومباشرة العمل اليومى حتى لا يتوقف دولاب العمل بمعنى انه لا يجب اتخاذ قرارات مصيرية او لها آثار مستقبلية حتى لا يتم إحراج الوزير الجديد وفرض أمر واقع عليه اذا لم يتم التجديد للوزير الحالى .. خاصة ونحن نعلم انه لا يوجد مسئول يبنى على ما جاء به من قبله إلا من رحم ربى .. فاما يكون متخذ القرار علم انه باق فى منصبه واما أراد ان يضع بصمتة قبل المغادرة وفى الحالتين لا يصح ذلك .. والأمثلة متعددة منها على سبيل المثال قرار وزير الاسكان بتغيير رؤساء مدن جديدة .. او إعلان وزير التعليم عن نظام الثانوية العامة الجديد .. فلماذا فى هذا التوقيت ؟! .
السؤال الأول والأهم وهو اجبارى وليس اختيارياً وموجه لمجلس الوزراء بكامل هيئتة : هل تؤمنون بان الشعب المصرى يستحق حياة كريمة وان يحصل على كامل حقوقة المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وان ينعم بالأمن و الأمان ويشعر بالعدل والمساواة ؟! .
الأسئلة التى تحير الناس ولا تجد لها إجابة متعددة و تحتاج إلى مصارحة ومكاشفة لاستعادة الثقة المفقودة بين المواطن وحكومته .. والبداية تكون بتسمية الأشياء بمسمياتها دون خداع .. فلماذا نقول تخفيف الأحمال ولا نعترف بانه انقطاع للكهرباء ولماذا تقول الحكومة تحريك الأسعار ولا تقول الحقيقة انها رفع وزيادة فى الأسعار .. فهل يمكن للحكومة الجديدة ألا تستخف بعقول الناس ؟! .
ماذا ستفعل الـوزارات المعنية للحفاظ على الأمن القومى فى ظل التوترات العالمية والحروب الإقليمية والمؤامرات الخارجية على مصر والمنطقة ؟! .
الإجابة على الأسئلة الاقتصادية هى التى ستحدد نجاح الحكومة أو فشلها عند رجل الشارع لانها تمس حياتة اليومية و أسرتة و « أكل عيشه » فى ظل الأزمات المتلاحقة التي نعيشها منذ جائحة كورونا مرورا بالحرب الروسية الاوكرانية ثم الحرب الأهلية في السودان و بعدها العدوان الإسرائيلي على غزة .. فما هي الخطط التي ستتبعها الحكومة للفكاك من هذه الأزمة الاقتصادية الطاحنة و توابعها .. وماذا ستفعل في قضية الديون المتزايدة .. وكيف ستسيطر على الأسواق إذا كانت الحكومة السابقة قد فشلت في الحد من جشع التجار .. بالتأكيد لن يكون مطلوباً ان تعود الأسعار كما كانت لان ذلك فى الأحلام ولا نستطيع ان نقول للزمان إرجع يازمان .. ولكن على الأقل وقف زيادتها وتوفير السلع والعمل على زيادة الانتاج الزراعى والصناعى للحد من الاستيراد .. ثم كيف ستتعامل الحكومة الجديدة مع صندوق النقد والبنك الدوليين .. ألم نقل ان أسئلة الاقتصاد صعبةً وهى التى ستحدد علاقة الشعب بحكومتة ؟! .
.. وبالمناسبة لماذا تبحث الحكومات المتعاقبة دائماً عن الاستثمار الأجنبى فقط .. بينما يمكنها ان تصنع العديد من المستثمرين المحليين لو ساعدت المواطنيين على العمل والاستثمار و على افتتاح المشروعات واستصلاح الأراضى وزراعتها .. والوقوف بجانبهم فى البدايات وهؤلاء أبناء البلد لن يخذلوها ولن يهربوا أوقات الأزمات بل سيدعمون الاقتصاد القوممى بشرط التيسيير عليهم !! .
ما هى الأفكار الجديدة التى ستنفذها الحكومة لإعادة بناء الإنسان وزيادة الوعى والاهتمام بالثقافة واستعادة القوة الناعمة والتخلص من « الأمية » لأن ربع الشعب مازال لا يقرأ ولا يكتب .. وطالما سيتم استحداث حقائب وزارية جديدة ألم يكن من الأجدر استحداث وزارة تكون مهمتها « محو الأمية » وتنتهى مهمتها خلال 5 أو حتى 10 سنوات يتم خلالها القضاء على هذا العار الذى يلاحقنا على اعتبار أن مصر هى أول دولة علمت العالم منذ فجرالتاريخ .. فهل ستكون هناك استراتيجية حقيقية لمحو الأمية للقضاء على الجهل أكبر أضلاع مثلث الرعب والأهم كيف ستقضى على الضلعين الآخرين للمثلث ( الفقر و المرض ) ؟! .
ماذا ستفعل الحكومة فى المشكلة السكانية وما هى خططها للحد من الزيادة السكانية .. والأهم ماذا ستفعل للاستفادة من الثروة البشرية التى يحسدنا عليها الكثير من الأمم خاصة فى أوروبا لأنهم يعانون من نقص المواليد .. ويحتاجون الى الأيدى العاملة ؟! .
في مجال تحسين المناخ السياسي وحقوق الإنسان والحريات ماذا ستفعل الحكومة .. وماذا عن الاهتمام بالصناعة والزراعة .. و كيف ستتعامل مع ملف مكافحة الفساد وإصلاح الجهاز الإداري .. وكيف ستهتم بالبحث العلمى .. وما ستقدمة فى مجال تأهيل الشباب لسوق العمل والحد من البطالة .. وما هى خططها لتحسين مستوى الخدمات الصحية والتعليمية ؟! .
هذه الأسئلة وغيرها تتردد فى الشارع وتحتاج إلى استيعابها والتعامل معها بحكمة ودراسة .. دون تهويل أو تهوين .. ودون الحاجة إلى مزايدين ومنافقين .. فالمصلحة العامة للدولة تحتاج إلى إجابات نموذجية واضحة ومستوفاه لمشاكلنا حتى تنجح الحكومة الجديدة فى الامتحان الصعب وهو تحقيق ما يصبو إليه الشعب وأن تنال ثقة المواطنين الذين يستحقون حياة كريمة ومستقبلا مشرقا !! .
******
« جيوماجد » كشف
فشل نظام التعليم !!
•• لم يكن ماجد إمام أستاذ الجيولوجيا هو الأول الذى يستأجر مكانا يتسع لآلاف الطلاب لحضور المراجعة النهائية لمادته قبل امتحانات الثانوية العامة .. وبالتأكيد لن يكون الأخير إذا استمر الوضع كما هو عليه .. والخطير فى الأمر ان الدروس الخصوصية ومحاضرات المراجعة النهائية انتقلت من المدارس إلى الجامعات !! .
الغريب أن وزارة التعليم تعلم تماما وجود هؤلاء المدرسين فإعلاناتهم تملأ الشوارع فى المدن والقرى والأحياء بكل المحافظات .. وكل معلم منهم يطلق على نفسه لقبا يجتذب الطلاب فهناك ملك الكيمياء وامبراطور الفيزياء وأستاذ الأساتذة فى الفلسفة وعملاق الرياضيات و»جيوماجد» مهندس الجيولوجيا .. وجميعهم يتهافت عليهم الآباء قبل التلاميذ للحجز فى محاضراتهم ومراجعاتهم النهائية لضمان النجاح والتفوق فهم لديهم خبرة بأسئلة الامتحانات ويضعون لكل مادة « روشتة » النجاح المضمون وبمجموع مرتفع !! .
.. وتعلم وزارة التعليم أيضا أن معظم هؤلاء الأساتذة يستأجرون صالات أفراح ودور سينما وملاعب لإعطاء محاضراتهم .. ومع إيماننا بأنه يجب أن تبتعد الأماكن العامة عن مثل هذه الفعاليات .. إلا أن القائمين على صالة حسن مصطفى كانت نيتهم حسنة على ما يبدو ويريدون أن يعظموا من موارد الوزارة خاصة أنه لا شيء يدخل « جيوبهم » ومبلغ الإيجار يذهب للوزارة أى لخزينة الدولة .. فلماذا كل هذه الضجة.. بينما فى الحقيقة هى كشفت عن سلبيات عديدة فى المجتمع أهمها فشل نظام التعليم الذى يجعل الطالب لا يهتم إلا بمن سيعطيه أسئلة الامتحانات وإجاباتها النموذجية .. فلا يذاكر طوال العام وينتظر المراجعة النهائية التى أصبحت مثل ( البرشامة ) ليضمن بها النجاح !! .
بعيداً عن واقعة استئجار أستاذ الجيولوجيا لصالة حسن مصطفى الرياضية التى حاول البعض استغلالها للهجوم على وزير الرياضة فى وقت التعديل الـوزاري .. أو للنيل من مدير الصالة وأخذ مكانه أو لمحاربة مدرس الجيولوجيا .. فإن هذه الواقعة أثبتت أيضا فشل أساتذة المدارس « الحكومية والخاصة واللغات » فى اجتذاب الطلاب واكتساب حبهم وانتباههم فذهبوا يبحثون عن من يسهل لهم شرح المواد ويقدمها لهم بأسلوب شيق وباستخدام أدوات حديثة غير تقليدية مثل المنصات والمواقع الخاصة على الإنترنت وعمل مسابقات للطلاب وتقديم هدايا لهم .. وحتى الشعار الذى اختاره لدروسه كان موفقا « عافر .. فرحة أهلك تستاهل ».. وهل تعلم وزارة التعليم أن ماجدإمام أو « جيوماجد » كما يطلق على نفسه يتابعه أكثر من 700 ألف على حسابه على « ميتا أو فيسبوك » .. وأن محاضرته التى أثارت الجدل حضرها أكثر من 4 آلاف طالب وكلهم تابعوه بصمت وشغف وفهموا شرحه .. بينما مازلنا نتحجج بأن كثافة الفصول التى تصل أحيانا إلى 70 أو 100 تلميذ تجعلهم لا يفهمون ولا يستوعبون .. إن إصلاح التعليم يبدأ بالمعلم أيها السادة !! .
بصراحة نجح ماجد فى اجتذاب الطلاب الذين ذهبوا اليه بالآلاف طواعية وهو ما فشلت فيه المدارس التى يهرب منها ومن مدرسيها التلاميذ .. لذلك لا تحاكموا أستاذ الجيولوجيا .. ولا تعاقبوا مدير ومسئولى صالة حسن مصطفي .. ولا تلوموا أولياء الأمور والطلاب .. ابحثوا عن أصل المشكلة .. فشل نظام التعليم !! .
******
« ثغرة » الرهائن !!
•• هل تذكرون « ثغرة الدفرسوار » تلك الحركة التمثيلية التى حاولت بها إسرائيل تحسين صورتها إعلاميا داخليا وأمام العالم بعد هزيمتها فى الحرب منذ السادس من أكتوبر 1973 والعبور وتحطيم خط بارليف وبدء توغل الجيش المصرى فى سيناء إلى خط المضايق .. و الثغرة لم تكن لتحدث لولا تدخل أمريكا وابلاغها اسرائيل بوجود فاصل بين الجيشين الثانى والثالث رصدتة أقمارها الصناعية فتسللت منه دبابات العدو !!.
.. نفس الحكاية تكررت فى الإفراج عن 4 رهائن إسرائيليين والذى تم أيضا بمساعدة مباشرة من أمريكا .. وهى عملية يمكن أن نطلق عليها « ثغرةالرهائن » لأنها تمثيلية مكشوفة الغرض منها تحسين صورة إسرائيل وإنقاذ نتنياهو الذى يتجرع الهزيمة منذ 7 أكتوبر2023 .
.. خسرت إسرائيل فى « ثغرة الرهائن » باعترافها حيث فقدت ضابطا فى حين أعلنت المقاومة أن أحد الرهائن الأمريكيين مات فى الاقتحام إلى جانب عدة ضباط وجنود وقد أثبتت الأحداث ان المقاومة صادقة وإسرائيل تكذب على طول الخط !!.
.. المهم أنه فى سبيل هذه الحركة التمثيلية الإعلامية التى غرضها حفظ ماء وجه نتنياهو قام الجيش الإسرائيلى بمذبحة راح ضحيتها أكثر من ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين .. و كان يمكن تفادى ذلك لو أوقفت إسرائيل الحرب بدلاً من النصر الإعلامى الذى أسعد اليهود المتطرفين وأنقذ نتنياهو إلى أجل قريب .. بينما أغلب الإسرائيليين والعالم عرفوا الحقيقة وأنها مجرد تمثيلية و« ثغرة جديدة » لن تنقذ إسرائيل بل تزيد من كشف صورتها العدوانية العنصرية أمام العالم الذى يتأكد كل يوم أن الصهيونية ومن يساندها إلى زوال !! .