فن وثقافةمقالات

إيهاب شعبان يكتب : (السرب) فيلم واقعي تتصوره خياليا .. والسقا أفضل من رامبو !

شاهدت فيلم ( السرب) وهو من الأفلام التي تعزز روح الوطنية في النفوس .. تتفاعل مع أحداثه وتظل مشدودا من البداية حتي النهاية .. وتجعلك متعاطفا مع الأبطال الوطنيين الذين يمثلوننا علي الشاشة .
ومثل هذه الأفلام مطلوبة لأن المجتمع أصبح في حاجة لمن يذكره بقيمة وعظمة ونعمة الوطن فضلا عن رقي الفكر بعيدا عن أفلام الهلس والرقص والتفاهة .
في فيلم السرب تدور الحدوتة حول الضربة الجوية ضد داعش في ليبيا بعد اجرامها السافل بذبح عمال أقباط مصريين أبرياء علي ساحل شاطئ مدينة سرت .
اداء الممثلين كان ممتازا بداية من أصغر كومبارس حتي الابطال النجوم .. كل واحد منهم واضح انه بذل مجهودا كبيرا بما فيهم من كانت مشاهده قليلة وشارك علي اعتبار ان مشهد واحد في هذا الفيلم الوطني هو واجب وشرف .
وحقيقة أداء محمد ممدوح الذي أدي دور أمير داعش في ليبيا كان بلغة السينما مبدعا حيث أتقن دوره وبهدوء مقنع وكذلك عمرو عبد الجليل وصبا مبارك ونيللي كريم وشريف منير ومصطفي فهمي وأسر ياسين وأحمد حاتم وكريم فهمي ودياب ومحمود عبد المغني ومحمود البزاوي .

وأما البطل الرئيسي للفيلم وهو أحمد السقا وأدي دور (علي المصري ) ضابط المخابرات في درنة الذي تم زرعه وسط الدواعش ليكون عين مصر ومصدر معلوماتها وبطلها عند الضرورة فقد ظهر السقا متمكنا لأنه نجح ببساطة في كسب تعاطف المشاهدين وكأنه ابنهم .. والحقيقة انه لم يكن في أفضل حالاته البدنية ووضح ذلك في اجزاء كثيرة في مشاهد الأكشن في الفيلم ولا ينف ذلك ادائه التمثيلي الجيد .
والحقيقة التي لا أخفيها علي أحد أنه رغم وطنية قصة الفيلم وواقعيته واحداثه الحقيقية التي أبكت العيون في مشاهده إلا إنني شعرت بشئ من الغربة اثناء المشاهدة .. فالصبغة والصنعة الأمريكية الهوليوودية كانت واضحة في الاخراج والديكور .. وشعرت انني كنت أشاهد لقطات بعينها رأيتها في أفلام هوليوود خصوصا في المشاهد التي كان فيها شريف منير من جهة ومصطفي فهمي من جهة أخري وحتي لحظة الانتصار وتدمير مواقع داعش بنجاح بواسطة السرب البطل كانت الفرحة مثل فرحة الافلام الأمريكية مثلما هو الحال عندهم عند عودة سفينة الفضاء إلي الأرض أو التأكد من سلامة البطل في وقت ظن فيه انه مات .. هنا لم تتغير المشاهد وكانت صورة طبق الأصل من الأمريكية علما بأن القصة المصرية حقيقية والامريكية خيالية .
والغربة ايضا شعرت بها في بعض المشاهد التي أداها أحمد السقا في نهاية الفيلم فقد كان أشبه بسيلفستر ستالون في دور رامبو أو جيرارد باتلر في دور مايك بانينج في فيلم Angel has fallen مع موريجان فريمان حيث يتألق البطل ( الهيرو) ويقتل كل من يقابله رغم انه وحيد وبسلاح واحد .
أعلم أن هذه المشاهد للسقا ضمن الحبكة التشويقية للسيناريو السينمائي وتعجب الجمهور ولا بأس في ذلك .. ولكني هنا أعبر عن احساس الغربة والتقليد كمتفرج وأري أن ( علي المصري) وهو الشخصية التى مثلها السقا أفضل ألف مرة من رامبو ومن على شاكلته .
وبمناسبة الكلام عن السيناريو أعجبني انه لم يقع في فخ السرد التسجيلي .. حتي المشهد المؤلم ( الذبح) جاء في صورة خلفية وليس رئيسية ووصل للمشاهد اللقطات الشنيعة بشكل ذكي رغم بشاعتها التي أبكت كل العيون التي تابعت الصورة .
تحية كبيرة لصناع الفيلم .. فنحتاج فعلا لمثل هذه الأفلام الوطنية المحترمة .. نحتاج ننفض الغبار من علينا كل حين وحين لندرك ان الوطن غال جدا .. وبدون وطن لا قيمة لنا ولا كرامة .. ومهما كانت قسوة الحياة فالوطن باق وحصن الأمان الدائم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى