مقالات

“الوطنية مابتأكلش عيش!!” وسيارات “المعوقين”.وأمراض المعدة..!

السيد البابلي

أشعر بالخجل بعد أن استمعت إلي أحد الإعلاميين وهو يقول “الوطنية مابتأكلش عيش”.. ويتحدث بعد ذلك بكل زهو عن أنه يتقاضي راتباً ضخماً..! وأشعر بالخجل لأن هناك الكثيرين من ذوي الياقات البيضاء لا يقدرون حجم وعطاء الشعب المصري وجيشه العظيم.. أشعر بالخجل حين لا نتذكر علي الدوام أن هناك رجالات من أبناء مصر من قواتنا المسلحة يرابضون علي الحدود وهم علي استعداد للتضحية بأرواحهم فداء للوطن. وأشعر بالخجل عندما نشكو من ارتفاع درجات الحرارة بينما نجلس في بيوت مكيفة وسيارات مكيفة ومكاتب مكيفة بينما هناك من يقفون تحت أشعة الشمس الحارقة يحمون الوطن ويدافعون عنه ويصونون أمنه وأمانه واستقراره.. وأشعر بالخجل عندما نتحدث عن المعاناة الاقتصادية والمعيشية بينما نطالع شاشات التليفزيون وهي تنقل لنا صوراً للقتلي والجرحي والخراب والدمار في دول محيطة بنا لم يعد بها إلا رائحة الموت في كل مكان.. وأحياناً أحياناً كثيرة يزداد الخجل حين يكون هناك بعد ذلك من يزايد بالعروبة والدين والمصير الواحد.. وأشعر بالخجل أنني كنت أصدق حسن نواياهم في تبني القضية.. فإذا هم تجار القضية وأساتذة الرقص فوق أجساد الضحايا بلا تمييز..!

*

والدولة.. الدولة قدمت كل شيء في مقدورها أن تقدمه لذوي الاحتياجات الخاصة.. والرئيس عبدالفتاح السيسي في كل مناسبة كان حريصاً علي دعمهم والاكتفاء بهم ومساندتهم.. والدولة قدمت لهم “كارت” خاص لذوي الاحتياجات الخاصة يمكنهم من استيراد سيارات معفاة من الجمارك لمساعدتهم في مواجهة الحياة.
ولكن.. وآه من لكن.. فقد ظهر تجار الإنسانية.. تجار يحاولون اكتساب المال من أي طريق.. تجار يقومون بجمع الخطابات الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة ويقومون باستيراد سيارات بأسمائهم ثم الاتجار فيها وبيعها بالتحايل علي القانون بطرق مختلفة رغم أن القانون يحظر قيادة هذه السيارات إلا لمن صدرت تصاريح الاستيراد بأسمائهم..!
والفنان كمال أبورية دخل الآن في قضية تعيد فتح هذا الملف عندما قام باستيراد سيارة فاخرة باسم واحد من ذوي الحالات الخاصة أدرك أنه تعرض لخدعة ويطالب بعودة السيارة إليه.. ووصل الأمر إلي النيابة..!
وقضية أبورية موجودة في كل محافظات مصر.. وسيارات ذوي الاحتياجات الخاصة تباع في كل مكان بالتحايل علي القانون.. وهو ما يعني ضرورة تشديد الضوابط والتأكد من عدم الاتجار بهذه السيارات ووصولها إلي مستحقيها فقط..!

*

ولا حديث في السوشيال ميديا إلا عن مدرس الجيولوجيا الذي استأجر قاعة حسن مصطفي المغطاة في مدينة 6 أكتوبر من أجل المراجعة النهائية لمئات الطلاب لمادة الجيولوجيا.
ووزارة الشباب أوقفت القائمين علي القاعة لأنهم خالفوا قواعد التأجير تحت زعم تنمية الموارد..!
وبعيداً عن التنكيت والتبكيت علي السوشيال ميديا. فهذا المدرس لم يرتكب خطأ.. وإدارة القاعة لم تخطئ أيضاً.. فهذا مكان آمن للطلاب وتحت السيطرة.. وهذا مدرس “عبقري” استقطب كل هذه الأعداد.. وهذا هو النظام التعليمي.. المهم عند الطلاب “برشامة” النجاح في المراجعة الأخيرة..!

*

وحديث آخر عن أمراض المعدة المنتشرة.. لا تقابل شخصاً إلا ويشكو من علة في المعدة والجهاز الهضمي.. إما جرثومة المعدة.. وإما القولون.. وإما عسر الهضم.. وإما.. وإما وإما.. والظاهرة محيرة فعلاً والأسباب كثيرة.. هل هو الطعام.. هل هي المبيدات.. أم أنه التوتر والقلق والعصبية.. أسباب كثيرة.. ومحيرة أيضاً..!

*

والعالم يقارن بين الأسري الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية والأسري الإسرائيليين في السجون الفلسطينية.. الأسري الذين يتم الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية يبدو عليهم الضعف والوهن وسوء التغذية وآثار التعذيب.. والأسري الإسرائيليون خرجوا من غزة وهم في ملابس رياضية ويقفزون قفزاً والابتسامة علي الوجوه عريضة وكأنهم كانوا في نزهة ولم يكونوا في الأسر..!! مجرد ملاحظة يتحدث عنها العالم وأربكت الرأي العام الإسرائيلي في الداخل وحيرته كثيراً..!

وآه.. وآه من درجات الحرارة في الأيام القادمة. فهم يتحدثون عن “القبة الحرارية” التي ستضرب البلاد لمدة أسبوعين والتي ستصل معها درجات الحرارة إلي ما فوق الخمسين درجة مئوية.. وارحمنا يا رحمن.. واستر يا ستار..!

*

ويارب وإن أغلقت كل الأبواب يبقي بابك الأوسع وإن خابت كل الظنون فالثقة بك تجاوزت حد اليقين والاطمئنان. اللهم تدبيراً يعقبه تيسيراً وبشري.

*

وأخيراً:
** وعش محاطاً بكل الأشياء
المنسوبة للرقه.

*

** وتأمل أوجاع الآخرين. واذهب
إلي أوجاعك اللطيفة واحضنها
برفق وقل الحمد لله.

*

** ولا تصدق أن أحداً لا ينقصه شيء
تأكد من أن الحياة تأخذ من الجميع.

*

** ولأنك الأعز.. ولأنك.. ولأنك..
فإن للكلمات معني وقيمة..!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى